لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > رجل المستحيل
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رجل المستحيل سلسلة رجل المستحيل


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-05-08, 11:30 AM   المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 40379
المشاركات: 403
الجنس ذكر
معدل التقييم: مين هناك عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 36

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مين هناك غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نور الهدى4 المنتدى : رجل المستحيل
Jded

 

يبدو ان بعض الاعضاء قد انشغلوا بالمذكرة لقرب معاد المتحانات فتيسر لهم اضع الجزء الجديد
* * *

13-الليل

ماذا تعني بأنكم قد فقدتم أثره؟!"..

ألقى "حسن" السؤال في غضب هادر، وقبضته تكاد تعتصر سمَّاعة الهاتف، واشتعلت في أعماقه جذوة رجل المخابرات، فسيطر على أعصابه، وهو يستطرد:
- كيف هرب منكم؟!

أجابه الملحق العسكري لسفارتنا في باريس، وهو يشعر بضيق أقرب إلى الاختناق:
- لا أحد يدري.. لقد وصلنا في الوقت المناسب، وأنقذناه من أحد أخطر قتلة "الموساد"، ثم فوجئنا بأنه ليس بيننا.. ولقد مشَّطنا معظم شوارع "باريس" حتى مطلع الفجر، ولم نعثر له على أدنى أثر.

انعقد حاجبا "حسن" في ضيق، وهو يقول:
- هل تبخَّر أم ماذا؟!

غمغم الملحق العسكري:
- يبدو أنه تلقَّى تدريباً كبيراً على التخفي وسط المدن على الرغم من صغر سنه.

تمتم "حسن" في حنق:
- هذا صحيح.

قال الملحق العسكري:
- ولكن هناك نقطة إيجابية واحدة.

سأله في لهفة:
- وما هي؟!

أجابه في سرعة، وكأنما وجد في هذه الإيجابية الوحيدة مخرجاً:
- لقد عرفنا الاسم الذي يتعامل به.

سأله "حسن"، في لهفة أكثر:
- وما هو؟!

أجاب بنفس السرعة:
- "موريس ديلون".

وازداد انعقاد حاجبي "حسن"..
لقد تدرَّب "أدهم" جيِّداً بالفعل..
تدرَّب على يد والده..
وذلك العميد العبقري..

لم يتدرَّب لاكتساب مهارات قتالية فحسب..
ولكن لاكتساب القدرة على التخطيط والتدبير أيضاً..
ومن الواضح أن موهبته قد ساعدته كثيراً في المضمارين..

إنه يقاتل وهو دون العشرين، كما لو كان رجل عمليات خاصة، في أواخر العشرينيات من العمر..
ويخطِّط كخبير محنَّك..

من والده اكتسب حكمة القتال بأعصاب هادئة، وتروٍّ مدروس..

ومن العميد، اكتسب مهارة وضع الخطط المتكاملة، وسد كل الثغرات المحتملة.. وحتى غير المحتملة..

لهذا سافر بجواز سفر يحمل اسماً مختلفاً عن الاسم الذي ينوي استخدامه هناك..
في قلب "باريس".

ولكن حتى خطته المتقنة هذه تحوي ثغرة..
ثغرة كبيرة..

تلك الثغرة التي تتواجد حتماً في كل نظام أمني مهما بلغت دقته..
ومهما بلغ إحكامه..

ففي "باريس"، سيحمل اسم "موريس ديلون"..
وسيحصل على تأشيرة دخول "إسرائيل"..
ويسافر إليها..
بالاسم نفسه..
وهذه نقطة ضعف..
كبيرة..

(أريدك أن تراقب مطار "أورلي" جيداً)..

نطقها "حسن" بمنتهى الصرامة، فاعتدل الملحق العسكري في "باريس"، وتساءل بكل اهتمامه:
- هل تعتقد أنه سيسافر بالاسم نفسه؟!

أجابه "حسن" في حزم:
- ليس أمامه سوى هذا.

وصمت لحظة، ثم أضاف في توتر:
- من حسن حظنا.

في نفس اللحظة التي نطق فيها عبارته كان مسئول أمن السفارة الإسرائيلية يواجه مفتش الشرطة الفرنسي "آلان" قائلاً في توتر:
- لا.. هذا الرجل الذي تحمل صورته لا يعمل في سفارتنا هنا.. بل ربما لا يكون حتى إسرائيلياً.

مال المفتش "آلان" نحوه قائلاً في شيء من الصرامة:
- كيف تفسر مصرعه في بيت الشباب إذن، وهو يحمل جواز سفر دبلوماسياً؟!

هزَّ مسئول الأمن كتفيه، وقال:
- هل تأكَّدتم أوَّلاً من أنه جواز سفر صحيح؟!

صمت مفتش الشرطة الفرنسي لحظات قبل أن يقول في صرامة:
- نعمل على هذا الآن.

شد مسئول الأمن قامته، وقال وقد استعاد بعض الثقة:
- أثبت صحة انتمائه إلينا أوَّلاً إذن، ثم عد إلى هنا.

حدَّق المفتش "آلان" في وجهه بضع لحظات، ثم أشعل سيجارة فرنسية قصيرة، وقال في صرامة:
- الواقع أنها كانت ليلة طويلة بالفعل.. بدأت ببلاغ عن دوي رصاصة في بيت الشباب الرئيسي مما جعلنا نسرع إلى هناك؛ حيث وجدنا سيارة تقف أمام بيت الشباب، وبداخلها شخص فاقد الوعي، مصاب بضربة عنيفة على رأسه، ويحمل جواز سفر إسرائيلي دبلوماسي، وداخل بيت الشباب نفسه عثرنا على جثة المسئول الليلي، مصاباً برصاصة في جبهته، وعلى جثة إسرائيلي آخر يحمل جواز سفر دبلوماسياً أيضاً، ومصاب برصاصة في رأسه داخل إحدى حجرات المكان، ولقد روى لنا الشباب المذعور قصة تبدو أشبه بالمغامرات السينمائية، وعلى الرغم من غرابتها اتفق الكل على صحتها، وأخبرنا شاب إسرائيلي من نزلاء البيت أن بطليها كانا يتحدثان بالعبرية مما يشير إلى صحة جواز سفر الصريع.

سأله مسئول الأمن في حذر:
- وماذا عن الثاني؟!

رمقه المفتش "آلان" بنظرة حذرة، وهو يجيب:
- كان شاباً مراهقاً، ولكنهم يؤكدون أنه كان يقاتل كأبرع المحترفين.

قال مسئول الأمن الإسرائيلي في بطء:
- وما أدراهم؟!

تطلَّع إليه المفتش بنظرة متوترة متسائلة جعلته يستطرد:
- ما أدراهم أنه يقاتل كالمحترفين؟!

انعقد حاجبا المفتش، وهو يقول صارماً:
- لم يكن قتالاً عادياً، على أية حال.

هزَّ مسئول الأمن الإسرائيلي رأسه، ثم قال بكل الصرامة:
- ليس لدي ما أجيبك به في كل الأحوال.

صمت المفتش لحظات، ثم غمغم:
- هذا ما توقعته.

ثم مال نحوه مضيفاً في صرامة:
- ولكن لو بلغتك أية معلومات، فأنا أتوقَّع أن..

قاطعه مسئول الأمن في صرامة:
- أنا أتوقَّع اتصالاً رسمياً من وزارة خارجيتكم.

تراجع المفتش وقد استوعب المعنى، وغمغم:
- بالتأكيد.

ثم غادر المكان دون كلمة إضافية، فغمغم مسئول الأمن في سخط:
- مجرَّد فتى.

واندفع عائداً إلى مكتبه، ثم التقط سماعة هاتف داخلي، وقال في عصبية:
- إنه الفجر، ولم تعثروا على ذلك الشاب بعد.

أتاه صوت مساعده، يقول في توتر:
- ليس له أدنى أثر.. لقد..

قاطعه في غضب:
- لا أريد سماع التفاصيل.. تل أبيب تطلب ذلك الشاب، ولا بد وأن تحصل عليه.

غمغم مساعده:
- لقد أطلقنا كافة رجالنا، ونبذل قصارى جهدنا.

قال مسئول الأمن في حدة:
- من الواضح أن هذا لا يكفي.

صمت المساعد تماماً، وهو لا يجد بالفعل جواباً مناسباً، فتابع مسئول الأمن بنفس الحدة:
- خذ كل ما يلزمك من مال ورجال.. ارش كل من يمكنك رشوته، وأبعِد كل من يعترض طريقك، وراقب السفارة، والمطار، وكل مكان يتردَّد عليه غرباء.. أريد هذا الشاب بأي ثمن.. هل تفهم.. بأي ثمن.

سأله المساعد في تردُّد:
- حياً أم ميتاً.

وهنا صمت مسئول الأمن تماماً..
لقد أخبره أدون "جراهام" أنه يريد هذا الشاب، ولكنه لم يحدِّد قط..

حياً..
أم ميتاً؟!..
أم ماذا؟!..
ماذا؟!

* * *

 
 

 

عرض البوم صور مين هناك   رد مع اقتباس
قديم 03-05-08, 07:56 PM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2006
العضوية: 20148
المشاركات: 452
الجنس أنثى
معدل التقييم: نور الهدى4 عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 59

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نور الهدى4 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نور الهدى4 المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

الاخ ميدو

و الأخ فارس

و الاخت ايمان

العفووووو

و شكرا لكم على المرور

بمناسبة مخاطبتي بذكر

فأنا انثى

لكن لا اعيره الامر اي اهتمام


الاخ مين هناك
شكرا لك على كتابة الجزء
لفد دخلت الأن فقط كي ادخله
و ذلك لانشغالي ليس للمذاكرة لي
فأنا انهيت من الدارسة
و لكن انا اقوم بتدريش اخوتي الصغار
لهذا انشغل كثيرا هذه الايام


مرة أخرى أتمنى من جميع معذرتي لعدم وضعي الجزء
في موعدها

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة نور الهدى4 ; 03-05-08 الساعة 08:10 PM
عرض البوم صور نور الهدى4   رد مع اقتباس
قديم 14-05-08, 11:17 AM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 40379
المشاركات: 403
الجنس ذكر
معدل التقييم: مين هناك عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 36

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مين هناك غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نور الهدى4 المنتدى : رجل المستحيل
Jded الجزء الجديد من انياب الاسد

 

14- الشاب..

"أريده حيًّا بالطبع.."..

أجاب "جراهام" سؤال مسئول أمن سفارة "إسرائيل" في "باريس"، في حدة شديدة، جعلت هذا الأخير يرتبك، وهو يغمغم:
- ولكنك فيما مضى أرسلت قاتلاً محترفاً لـ...

قاطعه "جراهام" في حدة:
- كان هذا فيما مضى.

سأله مسئول الأمن في حذر:
- وماذا تغيَّر؟!

أجابه في غضب:
- المصريون دخلوا اللعبة، ويبحثون عن الشاب أيضاً، مما يوحي بأنه يمثل لهم أهمية كبيرة.. والسؤال هو: لو أنه ينتمي إليهم، ويدين لهم بالولاء، فلماذا يبحثون عنه؟!.. ولماذا يفر هو منهم؟!

بدا الأمر محيراً بالفعل لمسئول الأمن، الذي غمغم:
- نعم.. لماذا؟!

قال "جراهام" في سرعة:
- هذا ما ينبغي أن نحصل على جوابه، ولا يمكننا التخلُّص من ذلك الشاب، قبل أن تعرف أية أهمية يمثلها للمصريين.

قال الرجل في حماس:
- فهمت.

أجابه "جراهام" في صرامة:
- ابحث إذن عن ذلك الشاب، واحرص على أن تصل إليه قبل المصريين، واحرص أكثر على أن يظل حياً.

قال مسئول الأمن في حزم:
- سأبذل قصارى جهدي.

أنهى "جراهام" الاتصال، وتراجع في مقعده، يعيد دراسة الأمر كله منذ البداية..

لقد ظهر ذلك الشاب في "باريس" من قبل، وأفسد عملية كاملة لمستعربي "الموساد"، دون أن يعرف أحد من هو بالضبط؟!..
ثم اختفى..

كانوا يعرفون أنه مصري..
وأنه ما زال لم يجتَز مرحلة المراهقة..
وأنه يجيد القتال والمواجهة، كألف ألف رجل..

ولكنهم يجهلون تماماً من هو!..
وكيف اكتسب كل هذا، في سنوات عمره القليلة..
كيف؟!..
كيف؟!..

وعندما تصوَّروا أنه قد ذهب بلا عودة، فوجئوا به يظهر مرة ثانية..
وكما اختفى.. فجأة..

في المرة الأولى كان يحمل اسم "أدهم صبري"..
ولكنه ليس اسمه الحقيقي..
ليس كذلك حتماً..

صحيح أن جواز سفره كان يحمله..
ولكن ها هو ذا يحمل جواز سفر آخر، باسم مختلف هذه المرة..
جواز مثل اسمه.. فرنسي..
من الواضح إذن أنه يحمل دوماً أسماءً مختلفة، وجوازات سفر متعدِّدة..
تماماً مثل أي محترف..

ولكنه ما زال صغير السن..
وهذا في حد ذاته لغز..
لغز يحتاج إلى جواب..
وإلى الإيقاع بذلك الشاب..
وبأي ثمن..

صمت لحظات مفكراً في عمق، قبل أن يضغط زراً على سطح مكتبه، قائلاً في صرامة:
- أريد تذكرة بالدرجة الأولى، على متن أوَّل طائرة، تغادر "تل أبيب"..

سأله مساعده في اهتمام:
- إلى أين؟!

أجابه بمنتهى الصرامة:
- "باريس".

ثم أنهى الاتصال، وعاد يتراجع في مقعده، ويعيد دراسة الأمر كله في رأسه..
ألف مرة..

* * *

لو أن السفارة الإسرائيلية تعرَّضت لتهديد إرهابي بنسفها، لما أحاطت نفسها بكل هذا القدر من الحراسة والحماية..

لقد بدت في ذلك الصباح أشبه بقلعة حصينة، أحاط بها رجال الأمن والحراسة في كل جانب، وانتشرت على سطحها فرق المراقبة ومكافحة الإرهاب، وتم تفتيش كل من يدخلها، على نحو جعل معظم الناس تحجم عن مجرَّد الاقتراب منها، مما أثار غضب السفير الإسرائيلي، الذي استدعى إليه مسئول الأمن، وقال له بمنتهى الصرامة:
- أية حماقة تلك، التي ترتكبها هذا الصباح؟!.. إننا ندعو الناس ليل نهار لزيارة "إسرائيل"، محاولين إزالة الخوف من قلوبهم، تجاه ما يفعله المخربون العرب هناك، ثم تأتي أنت لترهب كل من يقترب من السفارة!.. سأتقدَّم بشكوى رسمية في هذا الشأن، لرئيس الوزراء شخصياً.

أجابه "جونسون" في برود:
- اشك لكل من ترغب يا سيدي السفير.. إنها إجراءات أمن، وأنت خير من يعرف.. عندما يتعلَّق الأمر بأمن "إسرائيل"، فالأمن وحده صاحب الكلمة، دون سواه.

قال السفير في غضب:
- حتى لو أساء هذا إلى "إسرائيل"؟!

زمجر "جونسون"، مجيباً:
- حتى لو فني نصف سكانها، من أجل هذا.

امتقع وجه السفير، وصمت بضع لحظات، عاجزاً عن الكلام، قبل أن يغمغم في عصبية شديدة:
- سأتقدَّم بالشكوى على أية حال.

قال "جونسون":
- افعل أرجوك.

ثم التفت إلى أحد رجاله، قائلاً، وقد تجاهل السفير تماماً:
- ألم يأت بعد؟!

هزَّ الرجل رأسه نفياً، وقال:
- ليس بعد.

ثم تردَّد لحظة، قبل أن يستطرد في حذر:
- ولست أظنه يأتي.

انعقد حاجبا "جونسون"، وهو يقول في صرامة:
- ولماذا؟!

أجابه في سرعة، قبل أن يمنعه توتره:
- لأنه يعلم أننا نبحث عنه، وفي موقف كهذا، ومع ما تحيط به السفارة من إجراءات أمن، لست أظنه يقترب حتى منها.

قال السفير في حنق:
- هذا بالضبط ما أردت قوله.

التفت إليه "جونسون" في عصبية، ولكنه تابع في حدة:
- المفترض أمنياً، لأي شخص عاقل، أن تتم كل هذه الإجراءات في سرية بالغة، بحيث لا يشعر المستهدف بأنه كذلك.

كان هذا صحيحاً تماماً، من الناحية المنطقية..
والأمنية أيضاً..
وهذا يعني أن "جونسون" قد ارتكب خطأً جسيماً..
للغاية..

والأسوأ أنه لم يعد باستطاعته التراجع..
مهما قال..
ومهما فعل..

وبكل توتر الدنيا، راح يدير عينيه فيما حوله، وفيما أمر به..

لقد خالف المبدأ الأمني الرئيسي، وتصرَّف بعصبية شديدة، أفقدته الحكمة، والقدرة على استبصار الأمور بروية وذكاء..
و"جراهام" لن يغفر له هذا أبداً..

وكعادته، سيسعى إلى تدميره..
بمنتهى العنف..

وعلى الرغم منه، ارتجف جسده كله..
واتسعت عيناه عن آخرهما..

ولا ريب في أن هذا بدا واضحاً على ملامحه، حتى أن السفير قد ابتسم في شماتة، قائلاً:
- أدركت الخطأ.. أليس كذلك؟!

تطلَّع إليه "جونسون" في عصبية، دون أن ينبس ببنت شفة..
لم ينطق..
ولم يكن باستطاعته أن يفعل..
لقد أخطأ..
وليس باستطاعته أن ينكر هذا..
ليس باستطاعته أبداً..
أدون "جونسون"..

هتف بها رجل الأمن، في انفعال شديد، فالتفت إليه "جونسون" في لهفة، ليضيف، وهو يشير أمامه:
- ها هو ذا.

واتسعت عينا "جونسون" عن آخرهما..
فعلى عكس كل التوقعات، كان الشاب يدخل إلى السفارة الإسرائيلية، بمنتهى الهدوء والثقة..

وكان هذا بالفعل مفاجأة..
أقوى وأكبر مفاجأة.

* * *

 
 

 

عرض البوم صور مين هناك   رد مع اقتباس
قديم 15-05-08, 08:49 PM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 40379
المشاركات: 403
الجنس ذكر
معدل التقييم: مين هناك عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 36

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مين هناك غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نور الهدى4 المنتدى : رجل المستحيل
Newsuae الجزء الجديد من العدد الخاص أنياب الأسد

 

15- هذا الشبل..


ارتفع حاجبا "قدري"، بمنتهى الدهشة والاستنكار، وهو يحدِّق في وجه "حسن" غير مصدِّق لما سمعه منه، واستغرق تحديقه فيه نصف دقيقة كاملة، قبل أن يهز رأسه في عنف، قائلاً:
- ذهب إلى السفارة الإسرائيلية؟!.. بعد كل ما رويته لي؟!

قلب "حسن" كفيه، وهو يقول بصوت مختنق:
- هذا آخر ما توقعناه جميعاً.. الكل يطارده ويبحث عنه في قلب "باريس"، وهو يعلم أن الإسرائيليين يسعون لاغتياله، بعد أن سعوا لهذا أمس بالفعل، وهذا يعني أنهم قد كشفوا أمره على نحو أو آخر.

غمغم "قدري" في توتر:
- جواز السفر متقن للغاية!!

هزَّ "حسن" رأسه نفياً، وقال في حسم:
- المشكلة لا تكمن في جواز السفر، ولكن في المواجهة السابقة على الأرجح.

تراجع "قدري" متمتماً:
- هل تعتقد هذا؟

أومأ برأسه إيجاباً، فغرق "قدري" في أفكاره بضع لحظات، قبل أن يقول في حيرة شديدة:
- لماذا يعود إليهم إذن؟!

زفر "حسن" في توتر، مغمغماً:
- لديه خطة ما حتماً.

هتف "قدري" في عصبية:
- أية خطة؟!

قلّب "حسن" كفيه مرة أخرى، وهو يمط شفتيه في يأس، قبل أن يقول:
- عندما أبلغوني الأمر منذ دقائق قليلة لم أصدقه في البداية، ثم سرعان ما أدركت أن "أدهم" يمتاز بتركيبة عقلية غير تقليدية، وبجرأة وثقة بالنفس بلا حدود.

تمتم "قدري" في عصبية:
- وبم يمكن أن يفيده هذا؟!

لوَّح "حسن" بيده قائلاً:
- هذا يساعده على القيام بخطوات تخالف كل توقعات الجميع، وربما تبدو حمقاء في البداية، ولكنها حتماً تستند إلى منطق ما، أو إلى خطة معقَّدة، نادراً ما يضعها بنجاح عقل شخص واحد.

وصمت لحظة شرد خلالها بصره، وكأنما يستعيد ذكرى قديمة قبل أن يتابع:
- ولقد درَّبه على هذا لاعب شطرنج شديد البراعة.

ارتفع حاجبا "قدري" في دهشة، وهو يغمغم:
- شطرنج!!

أومأ "حسن" برأسه، وقال، على الرغم من المرارة والحزن المطلان من عينيه:
- نعم.. يجيد الشطرنج إلى حد مذهل، حتى أنه يلاعب نفسه لساعات وساعات، ويدور دور اللاعبين في الوقت ذاته، وخاصة بعد أن أقعدته إصابة عنيفة في ميدان القتال.

غمغم "قدري":
- في الحرب؟!

صمت "حسن" لحظات قبل أن يجيب في بطء:
- في الحرب التي لا تنتهي أبداً.

وصمت لحظة أخرى، ثم استطرد في خفوت:
- حربنا.

أدرك "قدري" ما يعنيه على الفور، وصمت تماماً دون أي تعليق، وشاركه "حسن" صمته المهيب لحظات، ثم قال في حزم:
- والآن.. أما زلت تصرّ على كتمان السر، وترك "أدهم" يواجه مصيره.

وصمت "قدري"..
أو أنه واصل صمته لحظات أخرى..
لحظات طوال..
للغاية..
كان يوازن الأمر في رأسه..
أو يحاول هذا..

لقد وعد "أدهم" بكتمان السر..
مهما حدث..
ومهما تطوَّرت الأمور..

ولكنه يشعر أن الأمور قد تطوَّرت بسرعة..
وأن الموقف صار شديد الخطورة..
إلى أقصى حد..

وهذا يضعه في موقف شديد الصعوبة..
وأمام اختيار بالغ الخطورة..

هل يمنحهم ما يريدون..
أم يمنحه ثقته في أهلك المواقف..
ماذا ينبغي أن يفعل؟!..
ماذا؟!..
ماذا؟!.

* * *

مع غرابة الموقف، راح جسد "جونسون" يرتجف على نحو غريب، على الرغم من تماسكه الخارجي، وهو يستقبل "أدهم" عند مدخل السفارة قائلاً في صوت أراده صارماً قاسياً، ولكنه خرج -على الرغم منه- مرتجفاً منفعلاً:
- أوراقك.

قدَّم له "أدهم" ذلك الإيصال في هدوء مستفز، وهو يقول بالفرنسية:
- أتيت لآخذ جواز سفري طبقاً لهذا الإيصال.

قال "جونسون"، في مزيج من الدهشة والغضب:
- بهذه البساطة؟!

هزَّ "أدهم" كتفيه في هدوء مجيباً:
- ولِمَ لا؟!.. معي إيصال رسمي معتمد منكم.

ثم مال نحوه، وأضاف على نحو مستفز:
- أليس كذلك؟!

نطقها، وهو يتطلَّع إلى عيني "جونسون" مباشرة، مما استفز مشاعر هذا الأخير بشدة، فتطلَّع إليه لحظات في تحدٍّ، ثم أشار إلى رجاله، وهو يقول في صرامة:
- أسأت تقديرنا كثيراً أيها المصري.

بدأ رجاله تحرَّكهم نحو "أدهم" بالفعل، وأدهشهم أن هذا الأخير -على الرغم من صغر سنه- بدا شديد الهدوء، وكأنه لا يخشاهم، أو يبالي حتى بهم، مما استثار مشاعرهم أكثر، وملأها بالعدوانية تجاهه، و..

وفجأة، ظهرت تلك العربات..
عربات كبيرة عديدة، كلها تحمل شعارات قنوات تليفزيونية، ووكالات أنباء مختلفة، فرنسية وعالمية..

وفي لحظات، وقبل حتى أن يستوعب "جونسون" ورجاله الموقف، سطعت مصابيح التصوير، وأضواء الكاميرات التليفزيونية، واندفع عشرات المراسلين، يمطرون موظفي السفارة وعمالها، وحتى روَّادها بالأسئلة، مما جعل "جونسون" يهتف حنقا:
- ماذا يحدث هنا؟!

ابتسم "أدهم"، وهزَّ كتفيه مجيباً:
- يبدو أن أحدهم قضى ليلته ليجري اتصالاته مع وسائل الإعلام المختلفة هنا، ويخبرهم أن السفارة الإسرائيلية تتعامل بعنف وشراسة مع كل من يتقدَّم بطلب تأشيرة دخول إلى "إسرائيل"، ولكن لديها أسبابها التي ستعلنها هذا الصباح، وهم هنا؛ حتى لا يفوتهم السبق الإعلامي.
تضاعف غضب "جونسون" ألف مرة، وهو يتطلَّع إلى عينيه مباشرة

فاتسعت ابتسامة "أدهم" الساخرة، وهو يقول في هدوء:
- والآن، هل يمكنني استعادة جواز سفري؟!

نقل "جونسون" بصره بين "أدهم" ورجال الإعلام لحظات، ثم أفسح له الطريق وهو يقول في سخط:
- بالتأكيد.

وفي هدوء مستفز، اتجه "أدهم" نحو مبنى السفارة، وعبره بابتسامته الهادئة، فتبعه مدير الأمن ببصره في صمت، ثم أشار إلى أحد رجاله، مغمغماً:
- الخطة (ب).

تحرَّك الرجل في سرعة؛ لتنفيذ الخطة (ب) في حين تصدَّى "جونسون" لرجال الإعلام المنتشرين في المكان، قائلاً في صرامة، لم تخْلُ من التوتر:
- مهلاً أيها السادة، أنتم الآن على أرض إسرائيلية (*)، وتخالفون كل النظم القانونية والدبلوماسية.

راح المراسلون والإعلاميون يجادلونه في الأمر، ويناقشون قوانين الحريات، والنظم الدبلوماسية، في حين انشغل هو عنهم بمتابعة ما يفعله رجاله، الذين انتشروا على نحو مدروس، بحيث يمنعون الكل في هدوء من دخول السفارة؛ حتى ينفرد "أدهم" وحده بالمكان..

ثم فجأة، انطلق إنذار الحريق، وصاح "جونسون":
- إنه حريق داخل السفارة.. ابتعدوا بسرعة.

ومع حالة الفوضى التي سادت المكان فور انطلاق إنذار الحريق اندفع خمسة من رجال أمن السفارة الأشداء، نحو "أدهم" الشاب، وتعاونوا على تكبيل حركته، وأحدهم يغرس مسدسه في مؤخرة عنقه، ثم حملوه في عنف وسرعة، إلى حجرة جانبية، أغلقوا أبوابها بمنتهى الإحكام خلفهم..

وهكذا أصبح "أدهم" الشاب في قبضتهم..
في قبضة العدو..
الإسرائيلي.


* * *

(*)تنص القواعد والقوانين في كل دول العالم على اعتبار أرض أية سفارة والمتمثلة في حدودها السكنية تعد أرضاً تابعة لدولة السفارة، وليس الدولة المضيفة، والاعتداء عليها يعد اعتداءً على الدولة صاحبة السفارة مباشرة.

 
 

 

عرض البوم صور مين هناك   رد مع اقتباس
قديم 16-05-08, 10:23 PM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2008
العضوية: 61436
المشاركات: 18
الجنس ذكر
معدل التقييم: tiger man عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
tiger man غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نور الهدى4 المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااا

 
 

 

عرض البوم صور tiger man   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنياب الأسد, رجل المستحيل
facebook




جديد مواضيع قسم رجل المستحيل
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:32 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية