المنتدى :
الارشيف
ورطة تساوي وزنها ذهبا
دخل أحد السلف أحد المزارع وكان جائعاً متعباً فشدته نفسه لأن يأكل وبدأت المعدة
تقرقر فأطلق عينيه في الأشجار فرأى تفاحة فمد يده إليها ثم أكل نصفها بحفظ الله
ورعايته ، ثم شرب من ماء النهر بجانب المزرعة ، لكن انتبه بعد ذلك من غفلته
بسبب الجوع ، وقال لنفسه : ويحك ! كيف تأكل من ثمار غيرك دون استئذان وأقسم
ألا يرحل حتى يدرك صاحب المزرعة يطلب منه أن يحلل له ما أكل من هذه التفاحه،
فبحث حتى وجد داره فطرق عليه الباب ، فلما خرج صاحب المزرعة استفسر عن ما
يريد 0 قال صاحبنا : دخلت بستانك الذي بجوار النهر وأخذت هذه التفاحه وأكلت نصفها
ثم تذكرت أنها ليست لي وأريد منك أن تعذرني في أكلها ، وأن تسامحني عن هذا الخطأ ،
فقال الرجل : لا أسامحك ولا أسمح لك أبداً إلا بشرط واحد ، قال صاحبنا : وهو ثابت بن
النعمان ، : وما هو هذا الشرط ؟؟ قال صاحب المزرعة : أن تتزوج ابنتي 0 قال ثابت :
أتزوجها ! قال الرجل : ولكن انتبه ، إن ابنتي عمياء لا تبصر ، خرساء لا تتكلم ،
وصماء لا تسمع ، وبدأ ثابت بن النعمان يفكر ويقدر _ أنعم بها من ورطة _ ماذا يفعل؟
ثم علم أن الابتلاء بهذه المرأة وشأنها وتربيتها وخدمتها خير من أن يأكل الصديد في
جهنم ، جزاء ما أكله من التفاحة وما الأيام وما الدنيا إلا أياما ً معدودات ، فقبل الزواج
على مضض وهو يحتسب الأجر والثواب من الله رب العالمين 0
وجاء يوم الزفاف وقد غلب الهم على صاحبنا كيف أدخل على امرأة لا تتكلم ولا تبصر
ولا تسمع فاضطرب حاله وتمني أن لو تبتلعه الأرض قبل هذه الحادثة ، ولكنه توكل
على الله ، وقال : لا حول ولا قوه إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون 0 ودخل عليها يوم
الزفاف ،فإذا بهذه المرأة تقوم إلية ، وتقول له : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
فلما نظر إليها تذكر ما يتخيله عن الحور العين في الجنة 0
قال بعد صمت : ما هذا ؟ إنها تتكلم وتسمع وتبصر فأخبرها بما قال عنها أبوها ، قالت :
صدق أبي ، ولم يكذب ، قال : اصد قيني الخبر ، قالت : أبي قال عني : إنني خرساء ،
لأنني لم أتكلم بكلمة حرام ، ولا تكلمت مع رجل لا يحل لي 0 وإنني صماء لأنني
ما جلست في مجلس فية غيبة ونميمة ولغو ، وإنني عمياء لأنني لم أنظر إلي
أي رجل لا يحل لي ، فانظر واعتبر بحال هذا الرجل التقي وهذه المرأة التقية
وكيف الله جمع الله بينهما
|