كاتب الموضوع :
rozta
المنتدى :
الارشيف
حيرة قلب .... يارب حد يقرأها ويقول رأيه بصراحة
الجزء الاول
كانت "حور" شخص بسيط كانت ماتحس به تفعله ،وكانت تقيم مع جدتها لأن والديها يعملان بالخارج لذا تواجدهما فالبلاد قليل يكاد يكون نادرا ، أما بالنسبة لجدتها فقد كانت شخصية محببة لدى الجميع بالرغم من تذمرها الدائم وكان من الاشخاص اللذين يسهل التحدث معهم الا انها قد بدأ المرض ينهكها .
أما بالنسبة ل"حور" فقد كان لها العديد من الأصدقاء،وقد كانت تظن أن وسيلتها للنجاة فى هذه الحياة بأن تتناسى أنها فتاة وأنها ضعيفة وتعتمد على نفسها اعتماد كلى ،لذا كانت تعتمد كثيرا على العقل والمنطق فى كثير من الأمور الا أنها كانت تعتمد بجانب هذاعلى الاحساس بما تقوم بفعل ولم يكن ذلك يساعدها دائما على الوصول لما تريد،أما بالنسبة للشكل فكانت لاتشعر بأنها جميلة وكانت تحبذ ارتداء البنطلون وارتداء الأشياء التى قدر تجعل الأخرين يلتفتون اليها ولم تكن ارتدت فستان أو تنورة فى طوال حياتها .
كانت "حور" باعتراف أعز صديقتها وهى "رغد" صديقتها منذ الطفولة شخصية متناقضة فى كثير من الأحيان،كانت تفعل الغير متوقع فى معظم الأحيان وعندما تتوقع رد فعل ما منها يظهر لك نقيضه حتى جدتها لم تعرف السبيل أبدا لاقناعها بما يجب عليها فعله.
حاولت "حور" لسنين عديدة بأن لا تهتم لشئ فى حياتها غير الأهتمام بجدتها والعمل على تحقيق أحلامها ، كان من أهم هذه الأهداف هى أن تصل لمركز مرموق فى مجال تخصصها وهو مجال التصميم وخاصة تصميم الديكور الذى هو مجال تخصصها الا انها كان لديها الموهبة وحب تصميم الأزياء وخاصة أنها حصلت على تقدير جيد من الجامعة وكانت بشهادة الكثير من أساتذتها تملك الموهبة فى هذا المجال .
كانت "حور" قد شارفت على سن الخامسة والعشرون عندما بدأ تشعر بأنها اذا لم تحقق شئ فى هذه المرحلة قد لن تستطيع بعد ذلك أبدا .
وفى يوم أثناء تسوقها مع صديقتها "رغد" بعد محاولات عدة من "راغد" و جدتها لاقناعها بمحاولة التغيير من مظهرها وملابسها وتطبيقها لما تعرفه عن الأناقة على نفسها ؛ وكان هذا اليوم هو الأول لها فطريق التغيير الذى تحاول "حور" تنفيذه بعد أن وعدت جدتها بالمحاولة تنفيذا لرغبتها ؛وفجأة أثناء بحثها عما يلائمها من الثياب مع "راغد" وعندما كانت "راغد" تتحدث معها نظرت بجانبها فلم تجدها فشعرت بالهلع للحظة الا انه لم يستمر هذا الاحساس حيث اشاحت "راغد" بنظرها قليلا فوجدتها تقرأ ورقة وعلى وجهها علامات الفرح ؛ تسألت "رغد" فى ذهنها عن سبب هذه السعادة التى علت وجه "حور" فجأة بعد التذمر المستمر منها أثناء البحث عن الثياب التى تلائمها والتى لم تؤتى ثمارها بعد فذهبت اليها وسألتها :
- ماسبب توقفك المفاجئ؟
نظرت "حور" اليها والابتسامة تعلو وجهها وأعطتها الورقة وهى تقول لها :
- لقد حانت فرصتى .
نظرت "رغد" للورقة فرأت عليها الاتى :
اعلان
مطلوب شخص حسن المظهر للعمل كمدير لقسم التصميم بواحدة من أكبر الشركات الخاصة بتصميم الديكور يكون لديه الموهلات الملائمة للوظيفة.
نظرت "رغد" مرة أخرى ل"حور" فوجدتها تقول لها :
- لقد حان وقت البحث عن الملابس الملائمة لهذه الوظيفة .
بعد يوم مرهق ومتعب ل"رغد"و"حور" عادا لمنزل "حور" فوجدا جدة "حور" تنتظرهما وسألتهما فى لهفة :
- هل عثرتم على ملابس جيدة ؟
قامت "رغد" بايماءة تدل على أن البحث لم يكن موفقا كما يرغبون ،فشعرت جدتها بخيبة امل كبيرة ، ابتسمت "حور" لجدتها وذهبت اليها وقبلتها على وجنتيها وسردت لها ما حدث لهم وكيف عثرت على اعلان الوظيفة وأنها كانت بحاجة لملابس تشعرها بالراحة وتشعر بالثقة بارتدائها ،فنظرت اليها جدتها وقالت لها :
- تعرفين دائما كيف تقنعينى بما تريدين ؟ ولكن هذا لايمنع أنك وعدتنى بالمحاولة ولم تفعلى .
سكتت "حور" فترة قبل أن ترد قائلة :
- لقد حاولت بالفعل
ثم أضافت :
- قليلا ،لقد اشتريت بدلة انها من قماش وليس جينز كالمعتاد.
ردت عليها جدتها :
- لا تعرفين اليأس ،لكل سؤال اجابة لديك ،ولن استطيع مسايرتك
قبلتها "حور" وقالت لها :
- لقد تأخرتى كثير عن موعد نومك ولا تقلقى لم أنسى وعدى لكى .
تركتهما الجدة بعد أن سلمت على "رغد" لتأوى الى الفراش وظلا يتحدثان فترة ثم رحلت "رغد" أيضا .
ظلت "حور" لأيام عديدة تحلم بالاعلان الذى قرأته وبالعمل وتهيئ نفسها للمقابلة وتحضر الأوراق اللازمة لها حتى حان الموعد المحدد للتقدم .
أرتدت "حور" الملابس التى اشترتها مع "رغد" ورفعت شعرها لاعلى لينسدل على ظهرها وكان شعرها طويل، يتميز بلونه البنى الفاتح .
عندما وصلت الى الشركة ووقفت أمام بابها شعرت بالرهبة لاول مرة فى حياتها حيث ان المبنى كان ضخما يتألف من العديد من الادوار التى تكاد لاتحصى ،سألت عن مكان التقدم بطلبات العمل ، فاصطحبها أحد العاملين للسكرتيرة المسئولة عن تقديم الطلبات .
كان المكان يشعرك بالراحة الشديدة ؛بالرغم من وجود عدد كبير من العاملين بالمكان ،ولم يكن عدد المتقدمين للوظيفة كبير كما كانت متوقعة .
العدد يقل كلما طال الوقت والانتظار ، كانت المقابلة من أصعب ما يواجههم حيث كان صاحب الشركة هو من يقوم بالمقابلة ولما يشتهر به من تحيزه للنساء وخاصة الجميلات منهن ورغبته فالمطاردة والحصول على ما يريد ،مما جعل "حور" متأكدة من أنه لن يختارها لمظهرها فقط الا انا قررت المحاولة مهما حدث .
عندما حان دورها للقيام بالمقابلة وسمعت اسمها شعرت ببرودة شديدة فى أطرافها والخوف يتملكها الا أنها قررت عدم الاستسلام للخوف ،وبالفعل دخلت الى غرفة كبيرة وأثاثها يعطيك شعور بالهدوء والراحة وفجأة دخل شخص لم يكن كبير فى العمر كما كانت متوقعة بل كان فى أوائل الثلاثينات لو لم يكن أصغر ،كان متوسط الطول ،لهو شعر أسود وبشرة بيضاء ،لقد عرفت من هو ؛انه صاحب الشركة "خالد كامل" ،دخل الى الغرفة وجلس على مقعد المكتب الموجود بوسط الغرفة ؛أخذ ينظر اليها فترة وهى تقف أمام المكتب قبل أن يطلب منها الجلوس على المقعد المقابل للمكتب ،لقد كانت "حور" فتاة ممشوقة القوام ،متوسطة الطول ،بشرتها ذات لونا خمريا ، نظر الى الأوراق التى أمامه قبل أن يتوجه اليها بالحديث قائلا :
- اسمك "حور" انه لاسم غريب ولم اسمع به من قبل .
ردت عليه :
- وقد لا تسمع به أبدا .
نظر اليها متعجبا من هذا الرد ثم سألها ببرود :
- هل أحضرتى معك نماذج لتصاميم قمتى بتصميمها بنفسك
نظرت اليه بثقة ثم قامت باخراج ملف من الحقيبة التى كانت تحملها واعطته اياه ، فتح "خالد" الملف وأخذ يتصفح الأوراق التى به ، أخذت "حور" تنظر اليه باهتمام على أمل أن ترى على وجه نظرة أوتعبيرا تعرف به انطباعه ورأيه فى هذه التصاميم الا أنها لم تستطع أن تعرف شئ منه ولم يرتسم على وجه أى تعبير .
كانت تشعر بالخوف من ألا يعجبه تصاميمها وألا تعمل بهذه الوظيفة التى ظلت تحلم بالعمل بها طوال الاسبوع الماضى الا أنها حاولت أن تظهر اللامبالاة حتى لا يستغل خوفها ، فجأة نظر اليها وعلى وجه كمن يريد طرح سؤال فظنت أنه بخصوص التصميمات الا أنها فوجئت به يسألها :
- ماهو معنى "حور" ؟
فنظرت اليه بغضب الا أنها حاولت ألا تدع غضبها يسيطر عليها فردت عليه ببرود :
- أظن أننى هنا من أجل طلب الوظيفة وليس لكى تسألنى عن معنى اسمى .
نظر لها بتحدى وأجابها ببرود مماثل :
- أظن أنك على حق .
- عموما يمكنك الرحيل ،هذا كل شئ ، سنتصل بك لاحقا .
خرجت من المقابلة وهى متأكدة من أنه لن يتم قبولها فى هذه الوظيفة وفى نفس الوقت تشعر بالدهشة مما حدث بالمقابلة ، لا تعرف لماذا كانت ترد عليه بمثل هذه الطريقة ؟ ،كان يجب عليها أن تتكلم بطريقة أفضل معه اذا كانت تريد هذه الوظيفة .
كان قد مر اسبوع على هذه المقابلة ولم تعرف شئ عنها ، فأصبحت متأكدة من أنهم اختاروا شخص أخر، وحاولت هذه الفترة أن تعثر على عمل يتناسب مع شهادتها الا أنها لم توفق .
كانت "رغد" فى هذه الفترة تقدمت لوظيفة محررة فى أحد المجلات الخاصة بالكتابة عن المشاهير حيث أنها تخرجت من كلية الاعلام قسم صحافة ، وفى يوم أثناء جلوس "حور" و جدتها على المائدة يتناولان الغداء طرق باب الشقة وكانت شقة التى يعيشان فيها تتميز بأنها من الشقق القديمة التى تتميز بأن مساحتها كبيرة جدا من الداخل ، وكان يعمل لديهم خادمان ؛فتح الباب ودخلت "رغد" اليهما وسلمت عليهما كما يعلو وجهها ابتسامة والسعادة على وجهها وتحمل ورقة فى يدها ، نظرت اليها "حور" متعجبة ومتسائلة :
- ماسر هذه السعادة المفرطة اليوم ؟ ماذا حدث ؟
أجابتها "رغد" والابتسامة تزداد على وجهها :
- هل تذكرين الوظيفة التى تقدمت بطلب اليها ؟
ردت "حور" وهى تتذكر :
- نعم ، أذكر أنك اخبرتنى عنها
ثم علا وجهها الابتسامة وهى تضيف :
- لقد تم قبولك كمحررة هناك أليس كذلك ؟
هزت "رغد" رأسها ايجابا وضحكت ، قامت "حور" وضمتها اليها وقالت لها :
- تهانى ، انك تستحقينها ،لم يكونوا ليجدوا أفضل منك .
كما هنأتها جدة "حور" ودعتها لتناول الغداء معها ، وأثناء تناولهم الغداء ،نظرت "رغد" ل"حور" فنظرت "حور" اليها فرأت على وجهها كمن يحاول تذكر شيئا فسألتها "حور" :
- ما الأمر؟
سكتت "رغد" للحظة قبل أن تصيح قائلة :
- لقد تذكرت لقد وجدت خطاب على الباب وأنا قادمة ،موجه اليك .
ذهلت "حور" لهذا الأمر حيث لم يرسل أحد لها خطابا من قبل ؛حتى والديها لم يفعلا ذلك أبدا فقد كانا دائمى الأتصال ولم يحبذا قط أرسال الخطابات .
أخذت منها الخطاب وفتحته لتتعرف على محتواه ،صدمت "حور" بمجرد قرأتها محتوى الخطاب حتى أنها لم تستطع الكلام وجلس على المقعد المجاور لها .
شعرت جدتها بالقلق عليها فسألتها :
- ماذا حدث ؟ هل أنتى بخير ؟
استجمعت "حور" قوتها وهى تجيب :
- انهم يريدون منى أن أذهب الى الشركة فى غدا لاستلام الوظيفة .
ابتسم كل من جدتها و"رغد" عند سماعهما هذا الخبر وشعرا بالسعادة لها ،لقد فرحت "حور" عندما قرأت الرسالة الا أنها تسألت فى نفس الوقت كيف ذلك؟ ليس بعد ماحدث فى المقابلة مع أستاذ "خالد" صاحب الشركة.
لم تستطع "حور" النوم طوال الليل من كثرة التفكير ومن كثر الأفكار التى تدور فى رأسها ومنها أنه وافق على أن تعين فى الشركة حتى يجعلها تعمل تحت أمرته وتنفذ بذلك أوامر كرها.
ظلت هذه الأفكار مسيطرة عليها حتى الصباح ، لم تكن تستطيع الانتظار أكثر من ذلك ، لذا نهضت ووقفت أمام ثيابها تحاول أختيار ملابس مناسبة للعمل فوقع اختيارها على بنطال أسود من القماش الناعم وبلوزة مشجرة أسود فى أبيض وكالعادة قامت برفع شعرها لأعلى ،ثم توجهت لحجرة الطعام لتجد جدتها فى انتظارها على المائدة لتناول الفطور، لم تستطع تناول الطعام لذا اكتفت بتناول كوب من الشاى ثم قبلت جدتها وخرجت متوجه للشركة .
وصلت للشركة وتوجهت نحو مكتب المدير فوجدت السكرتيرة فأخبرتها بأن لديها موعد مع صاحب الشركة وأخبرتها باسمها ،كلمته السكرتيرة وطلب منها أن تدعها تدخل .
دخلت "حور" المكتب ووجدته يجلس على المكتب ، عندما رأها ابتسم وطلب منها الجلوس على المقعد الذى يقابله ، كان يطالع مجموعة من الأوراق التى أمامه وهو يطالعها قال:
- لم اتوقع أنك ستأتى بهذه السرعة .
اجابته كانها لا تتذكر لماذا:
- ولماذا ؟ لا احضر ،كما انكم طلبتم منى الحضور اليوم .
تابع كلامه لها دون أن ينظر اليها وهو يتجاهل اجابتها :
- تفضلى عن السكرتارية وهناك سوف يشرحوا لك طبيعة العمل ومتى يمكنك البدء .
شعرت "حور" بالضيق من تجاهله كلامها الا أنها قامت متجهة نحو الباب ، الا انها استدارت فجأة نحوه وسألته بنبرة حادة تميل الى الضيق :
- لماذا قمت بالموافقة على أن اعمل هنا ؟
رفع رأسه اليها ونظر اليها شعرت بنظراته الفاحصة لها قبل أن يجيب عليها :
- لقد أعجبتنى بعض التصاميم التى قدمتها كما أنها كانت أفضل ماقدم الى .
نظر مرة أخرى الى الاوراق التى امامه قبل أن يضيف :
- كما أننى أفضل النساء التى تحتاج التى ترويض ، فهذا يجعل الموضوع اكثر متعة .
لقد صدمت "حور" بهذا الكلام الا انها عرفت أن هذا العمل لن يكون سهلا كما توقعت ،وتفتح الباب لتهم بالخروج ، نظرت اليه نظرة ثقة وهى تقول :
- لن يحدث ما تريد لم يستطع أحد من قبل ولن تستطع .
علت الدهشة وجهه قبل أن يجيب عليها :
- هذا مايجعل هذا التحدى أكثر متعة .
تركته "حور" وهى تشعر بالضيق ، لقد فشلت محاولتها فى أن تجعله يخرجها من رأسه وأدركت أنها ستواجه مصاعب فى هذا العمل .
اتجهت "حور" الى السكرتارية وهناك تعرفت على فتاة فى مثل عمرها وتدعى "نادية" وقد شرحت لها طبيعة العمل ومواعيد العمل ، كما أخبرتها أنها ستتدرب على يد المدير السابق لهذا القسم حتى تستطيع التعرف على مهام هذا القسم .
سألتها "حور" عن سبب ترك المدير السابق لهذا القسم ، فأجبتها "نادية" بأنه قد عرض عليه العمل باحد الشركات العالمية الخاصة بالديكور بالخارج وأنه سوف يسافر بعد ثلاثة أشهر وهى أيضا الفترة التى ستتلقى فيها تدريبها .
اتجهت كلا من "حور" و"نادية" لقسم التصميم لتعرفها على الشخص الذى سيقوم بتدريبها ، وقفت "نادية" خلف رجل كان يتناقش مع أحد العاملين عن أحد التصاميم .
لم يشعر هذا الرجل بوجودهما خلفه حتى قالت "نادية" :
- أستاذ "ياسين"
فستدار اليهما ، لقد عرفته ، لقد شعرت بالدهشة عندما رأت وجهه وعجزت عن الكلام ؛ لقد اخذ عقلها وقلبها وجميع حواسها تصرخ
....... انه هو.... انه هو ....[/QUOTE]
التعديل الأخير تم بواسطة اقدار ; 10-03-08 الساعة 07:16 PM
سبب آخر: تكبير الخط
|