كاتب الموضوع :
rozta
المنتدى :
الارشيف
تابع الجزء الثانى
لقد نظر إليها ، ظل يتطلع إليها لدقائق قليلة شعرت كأنها ساعات طويلة ؛ شعرت خلالها بالتوتر الشديد ، لم تكن تنظر إليه إلا أنها شعرت به ينظر إليها ، فلم يسبق لها أن تطلع إليها أحد من قبل كل هذه المدة ، لقد جال برأسها أنه لم يتذكرها
لقد مر وقت طويل قبل أن تلمح ابتسامه على وجهه وهو يقول :
- لم تتغيري منذ أن رأيتك أخر مرة .
نظرت إليه باسمة وهو يضيف :
- أرى أنك مازلت تفضلين اللون الأسود
لم تعتقد أنه سيتذكرها ، لقد شعرت بسعادة غامرة عندما أدركت ذلك وكيف لا تشعر هكذا وهو كان في يوم من الأيام من أقرب الأشخاص إليها .
كانت "نادية" مازالت واقفة طوال هذا الوقت ، كانت تتطلع لهما باستغراب في أول الامر إلا أنه لم يرتسم على وجهها شئ بعد ذلك وكأنها قد استوعبت الأمر .
بعد ما قاله "ياسين" سكتت "نادية" لبرهة قبل أن تقول :
- أظن أنه لا داعي إلى أن أعرفكما إلى بعض الآن
- ولكن يجب أن أخبرك يا أستاذ "ياسين" بذلك أنها ستصبح متدربة لديك وستتولى إدارة القسم بعد سفرك .
كان كمن لم يتوقع حدوث ذلك لقد ظل صامتا ولم يعلق على ما قالته ، تركتهما "نادية" واقفان معا ورجعت إلى مكتبها ، نظرة "ياسين" إلى "حور" قبل أن يتحدث بجدية قائلا:
- ظلي قريبة منى حتى تتعلمي سريعا وراقبي ما يحدث جيدا
سكت قليلا ثم أضاف :
- وأرجو أن نتفق جيدا في العمل.
كانت هي أيضا تأمل ذلك إلا أنها لم تخبره بذلك ، مشى ياسين معها في القسم وقام بتعريفها على طبيعة عمل هذا القسم كما قام بتقديمها وتعريفها على العاملين معها بالقسم إلا أنه أثناء ذلك لاحظت وجود فتاة تبدو في أوائل العشرينات ، تبدو حسنة المظهر إلا أنه يوجد بها ما لم يريح "حور" ، قد تكون نظراتها لم تعرف بالضبط إلا أنها لم ترتاح لها ، لقد كانت ترمق "حور" بنظرات غيرة واضحة وهى تقف إلى جانب "ياسين" وكانت هذه الفتاة تدعى "فاتن".
بعد أن تم التعارف بينها وبين العاملين أخذها "ياسين" إلى مكتبه ليتحدثا ، بعد أن جلسا سألها :
- ماذا تحبي أن تشربي ؟
- لا تجيبي ، سأتذكر
- قهوة بالحليب ، على ما أذكر كان مشروبك المفضل .
نظرت إليه باسمة وهى تقول :
- لقد مرت خمس سنوات إلا أنك مازلت تتمتع بذاكرة قوية.
قام بإعطاء طلبها للسكرتيرة وطلب مثلها ، ثم سألها :
- هل قابلتي أحد في هذه الفترة ؟
لم تفهم ما يقصده في بادئ الأمر ثم استوعبت ما يقصده .
ردت :
- إن كنت تقصد أنني ارتبطت بأحد فلا .
سألها :
- لا تقولي لي أنك لم تغرمي بأحد طوال هذه الفترة أيضا .
أجابت :
- هذه هي الحقيقة
- لو أنك مازلت تذكرني جيدا لما سألت هذا السؤال .
ابتسم قليلا وهز رأسه كمن تذكر بأنه لم يراها يوما معجبة بأحد طوال فترة معرفته بها.
كانت تريد أن تسأله أيضا نفس السؤال إلا أنه حدث شئ غريب ، وهما يتحدثان وجدت فتاة تدخل إلى المكتب مسرعة حتى أنها لم تستأذن للدخول واتجهت نحو "ياسين" مباشرة ووجهت له الحديث :
- "ياسين" لقد اختفيت فجأة دون أن تقول لي أين ستذهب ؟
- لقد ظننت أنك رحلت من دوني
ثم استدارت نحو "حور" كمن أدرك فجأة بأنها ليسا بمفرديهما ، عندما استدارت تذكرتها "حور" أنها هذه الفتاة التي كانت ترمقها بنظرات حارقة منذ قليل ، أنها "فاتن".
قالت "فاتن" لدى رؤيتها ل"حور":
- آسفة لقد كنت أظن أنك بمفردك سوف أتى بعد قليل
لم تتكلم مع "حور" ولم توجه لها أي حوار كأنها لم تكن موجودة .
ناداها "ياسين" وقال لها :
- "فاتن" ، لا داعي لذهابك
- أنها "حور" من حدثتك عنها من قبل
لقد صدمت "حور" من كلامه وسألت نفسها :
- من هذه الفتاة ؟ ولم يحدثها عنى ؟
كثير من الأسئلة تبادرت إلى ذهنها ولم تعرف إجابتها ولكن الإجابة التي كانت واضحة في ذهنها أن هناك شئ بينهما و إلا لم تكن لتناديه بأسمه بدون ألقاب .
نظرت إليها "فاتن" متفحصة وهى تقول ل"ياسين":
- لم تخبرني بأنها جميلة أيضا
ثم توجهت بالكلام إليها قائلة :
- لقد أخبرني "ياسين" عنك الكثير
ابتسمت "حور" وأجابت :
- أرجو أن يكون كلاما جيدا
أجابت "فاتن" :
-لقد أخبرني كم كنتما صديقين مقربين وأرجو أن نكون أنا وأنتي
صديقتين مقربتين دون محاباة في العمل بالطبع
وقد ارتسم على وجهها نظرة تحدى واضح ، لم تعرف "حور" ما سببها ، إلا أن "ياسين" قاطع أفكار "حور" قائلا :
- لا تقلقي "حور" لا تعرف المحاباة في العمل ولن تمتدح عملك
إذا كان ليس جيدا
كانت عينا "فاتن" مليئتان بالغيرة ، كانت تود "حور" لو تخبرها أنهم أصدقاء ليس أكثر وأنه لا داعي لها أن تشعر بالغيرة منها ، فلقد كان "ياسين" دائما ينظر إليها وكأنها شاب وليست فتاة ولم يكن ذلك يضايقها بل كثير ما كان يشعرها ذلك بالراحة ، حيث ساعدها ذلك كثيرا في أن تصبح صديقة مقربة له ، ودت لو تخبر "فاتن" بكل ذلك إلا أنها لا تستطيع ولا تريد ، أنها لا ترتاح لها هناك شئ بها يجعلها لا تشعر بالارتياح .
عندما كانت "حور" شاردة الذهن ، تفكر فيما يدور من حولها ، قاطعها أحد العاملين قائلا :
- آنسة "حور"
- أستاذ "خالد" يريد رؤيتك في مكتبه حالا
وأنصرف ، اتجهت أفكارها لطريق أخر وهو ما سبب استدعاء هذا المدير المغرور لها ، ما الذي يريده منها الآن ، هل يكون عليها مواجهته مرة أخرى؟
أنه لا يمل ولكنها لا ولن تستسلم مهما حدث ، وإذا لم يكن يعرف كيف يحترم الآخرين فسوف تعلمه كيف بكل سرور.
ثم همت بالقيام لترى ما يريده منها مديرها واستأذنت ولكن قبل خروجها من غرفة مكتب "ياسين" ، ناداها "ياسين" :
- "حور" اعتني بنفسك جيدا
لم تهتم ساعتها أن تنظر إلى "فاتن" لترى ردة فعلها على ما قاله لها ، كان عقلها ليس معها لقد أقلقتها كلمات "ياسين" لماذا يطلب منها أن تعتنى بنفسها ؟ ومما هو قلق عليها ؟لقد لمحت مظاهر القلق على وجهه .
ثم ما الذي قد يحدث ؟ ما الذي قد يفعله هذا المدير المغرور ولن تستطيع التصدي له ؟ ولكن الأهم من ذلك ؛ ما سبب رغبته في رؤيتها بهذه السرعة ؟
التعديل الأخير تم بواسطة rozta ; 29-03-08 الساعة 01:28 AM
|