المنتدى :
التطور التكنولوجي
قلم سحري ينقل الكلمات نحو الشاشة...
قلم سحري ينقل الكلمات نحو الشاشة
ذاكرته تكفي لاستقبال 40 صفحة من كتابة اليد
المصدر:
نيويورك: «الشرق الأوسط»
كان عاما متعبا منذ تولى جيري هولتين رئاسة جامعة البوليتكنيك في بروكلين. الا ان هولتين أجرى تغييرات صغيرة لكن فعالة على طريقة عمله، فقد اشترى قلما رقميا! وتبدو هذه الآلة ممتلئة في قوامها وتعمل مثل أي قلم جاف آخر، اذ وضعت في داخلها كاميرا صغيرة جدا، وجهاز تحسس بصري يسجل حركات القلم أثناء كتابة صاحبه، مع معالج كلمات ميكروي (مصغر)، يقوم بتحويل الكلمات والتخطيطات والبيانات من لغتها «المخطوطة» او «المرسومة» الى لغة رقمية تجعل جهاز التحسس البصري قادرا على تعقبها.
* قلم سحري *
حينما يضع القلم في مهده (منصته) المربوط بمنفذ «يو إس بي» USB في الكومبيوتر، تبدأ كتابات اليد بالتدفق في تيار رقمي إلى الكومبيوتر، ثم تتم معالجتها بواسطة برنامج يظهر مباشرة على شاشة كومبيوتر المستخدم. وقال هولتين في حديث مع «نيويورك تايمز» ان «كل الملاحظات التي كتبتها يتم تحويلها إلى الكومبيوتر ثم تظهر على الشاشة». ويسمى قلمه «آي أو 2» (io2) وتم عرضه من قبل شركة «لوجيتك» Logitech في كاليفورنيا بسعر 200 دولار. ومع هذا الجهاز ما عاد هولتين بحاجة إلى البحث عن تلك البطاقات الصفراء الخاصة بكتابة الملاحظات، كي يجد شيئا سبق له أن كتبه قبل أسابيع. وبدلا من ذلك فإن ملاحظاته موجودة على القرص الصلب الخاص بكومبيوتره. وأضاف رئيس جامعة البوليتكنيك: «استطيع أن اضع الملاحظات في ملف، بحيث يمكنني العثور عليها». ويحتوي هذا القلم البصري على بطارية قابلة للشحن مع ذاكرة كافية لاستقبال 40 صفحة من كتابة اليد حسبما قال مارك اندرسون المدير في شركة لوجيتك. ويحمل هولتين القلم معه طيلة ساعات النهار ثم يعيد شحن بطاريته ليلا.
ويضيف هولتين انه وفي حالات كثيرة، تكون الكتابة باليد هي الأسرع خصوصا حينما تكون وسط اجتماع ولا تريد أن تطبع على لوحة المفاتيح. لكن هذا القلم يعمل مع ورق مشفر بواسطة نقاط صغيرة، تخبر جهاز التحسس البصري بموقع القلم أثناء تحركه على عرض الصفحة. وهذا الورق يأتي بأشكال كثيرة بالنسبة لمحبي كتابة الملاحظات. ويستخدم هولتين نمطا حلزونيا سعره 5 دولارات ويمكن طلبه عبر الإنترنت. كذلك يستفيد جاك بادوك المتعاقد العام في شركة «تسكون» من هذا القلم في عمله، فشركته بحاجة إلى انماط مختلفة من الأوراق التي يجب ملؤها وتوقيعها مثل قوائم التدقيق أو تبديل الطلبات حينما يقرر الزبون أن يضيف سلعة أخرى. وكل هذه الاستمارات مع التوقيعات فيها، يجب أن يتم فحصها قبل أن تصبح جزءا من سجلات الكومبيوتر، وهذا يتسبب في تضييع وقت طويل.
* كتابة خطية *
وفي الفترة الأخيرة قدمت شركة «تالاريو» في بروكلين تحسينا لأجهزة الكتابة الرقمية التي تسمح لافراد الجمهور بإضافة التعليقات المكتوبة باليد إلى كل الاستمارات التي يستخدمونها ثم يحفظونها في صيغة PDF . والعملية مريحة تماما حسبما قال بادوك، فهو يأخذ أي استمارات فارغة يحتاجها مثل ورق التفتيش التي يصيغها لى برنامج ورد لتحرير النصوص، ثم يطبعها على ورق رقمي. والآن لديه استمارة تفتيش مع مستطيلات مهيئة للملء. وهو يستطيع أن يضع علامات «الصح» والتعليقات والتوقيعات بفضل قلمه الرقمي. ويقول بادوك وهو يصف عملية تفريغ المعلومات إنها «تقلل من كمية الوقت المستخدم، لأني أربط قلمي ثم اخزن الملفات وهذا كل ما يجب فعله». وتبلغ آلة تالاريو مع قلم لوجيتك 250 دولارا، وهذا يشمل منصة يستقر القلم عليها، مع برنامج و100 ورقة من نوع Xpaper وهو الورق الرقمي الذي تبيعه الشركة حسبما قال تيم اوغنباو رئيس شركة تالاريو. كذلك هي الحال مع ويليام مادارا الذي كان بحاجة لهذا القلم الرقمي أيضا لتعقب الكم الهائل من الملاحظات المكتوبة بخط اليد والتي هي جزء من عمله ضمن مكتب استشاري للضرائب اسمه «ابكس تاكس ادفايزورس» وكان من المشاركين في تأسيسه في مدينة مورستاون بولاية نيو جيرسي ويستخدم المكتب برنامجا شعبيا هو ACT لإدارة ما يتعلق بالزبائن وكان يريد أن يزيح كل ملاحظاته المكتوبة بخط اليد إلى برنامج خصوصا بعد المصاعب التي واجهها خلال مواسم الضرائب السابقة. كان حله هو الحصول على جهاز الكتابة الرقمية في الشهر الماضي وتتضمن الرزمة المشتراة، القلم وعدة أنواع من الورق الرقمي وبرنامج يربط ببرنامج ACT. وانتجت هذه الرزمة شركة كومبيوترات ASDS ويبلغ سعرها 249 دولارا حسبما قال جان ماكاندليش نائب رئيس شركة ASDS لشؤون المبيعات. وأحب مادارا قدرة البرنامج على معرفة خط اليد، الذي يباع سوية مع القلم. وقال «علي أن أكتب بطريقة أكثر تنظيما مما أنا معتاد عليها لكنها تستحق الجهد». ولا تهمه كثيرا الأخطاء التي تقع بسبب التصحيح، فإن حدث وان كتب طلبا باسم شخص ما، ويغيره البرنامج لاحقا، فان الامر لا يتطلب إلا القليل لتصحيحه على الشاشة.
* تكييف التكنولوجيا *
كذلك تبنى بول بوتير المدير التنفيذي لشركة أكروسوفت في كولومبيا القلم الرقمي، فشركته تزود شركات التأمين ببرامج كومبيوتر خاصة بعملها وقام بتكييف للقلم الرقمي وفق احتياجاته. وقام بوتير بنفسه بكتابة البرنامج المطلوب لمساعدة شركات التأمين في عملها ثم تم بيعه لها. ويبلغ سعر هذا البرنامج 99 دولارا مع 100 ورقة رقمية. وبإضافة القلم يبلغ السعر 249 دولارا. ويبدو أنه من المبكر القول فيما إذا كانت الأجهزة الرقمية مثل لوجيتك أو غيرها ذات الصلة بالتكنولوجيا ستكون ذات شعبية واسعة. ويحتاج هذا القلم اتباع قاعدة ثابتة مزعجة: يجب أن تكون المواد الأولية الرقمية متوفرة تحت اليد عندما تريد أن تكتب بالقلم الرقمي. ولذلك قال بول سافو المتنبئ التكنولوجي في وادي السليكون «هناك الكثير من الأدوات التي تجعل عالم الاعمال أكثر انتاجية لكن التكنولوجيا بحاجة إلى تكيف وتعديل في طريقة تصرف مستخدميها وعاداتهم». لكن الجمع بين تكنولوجيا رقمية جديدة مع نمط نظامي قديم من التصرف قد يعطي نتائج إيجابية.
قد يكون لدى الفلكي الفرنسي من القرن الثأمن عشر بيير تشارلس مونيه القليل مما يقوله حول ذلك، فهو قد راقب الكوكب اورانوس عدة مرات لكنه لم يقيَّ كعالم لاكتشافه للكوكب الجديد، بل منح هذا المجد للفلكي البريطاني ويليام هيرشيل عام 1781.
وحدث ذلك لحد ما، حسبما قال الكيميائي برايت ويلسون، لأن مونيه كتب قياساته على قطع ورقية بضمنها ورقة غلاف لكتاب احتوى ذات مرة على مسحوق للشعر. ماذا حدث لو كان لديه قلم وورقة رقميان؟
|