كاتب الموضوع :
المتعمق
المنتدى :
البحوث الأدبية
لربما من سوء حظنا أن ابن زيدون كان مقلاً في شعره الغزلي لما كان الهوى بينه وبين ولادة رضيعا وشابا وشيخا ... ولكن عندما كانت القطيعة بينهما والتي تسببت فيها الغيرة (ويقال أسباب أخرى)
... فكان هذا الجفاء هو الدافع الاول لأجمل القصائد التي مرت على صفحات الشعر العربي ...
قصائد هي الالم والشكوى والشوق ...
وفي قصيدة لابن زيدون ... اسماها المؤرخون ب .. ذكرى ولادة ... وكان قد نظمها بعد هروبه من السجن وسجنه كان لاسباب سياسية ... وهي بالطبع من أروع ما نظم حتى اللحظة .. قال فيها أحد المؤرخين والادباء..
(( كر إلى الزهراء -ابن زيدون- ليتوارى في نواحيها ويتسلى برؤية ما فيها
, فوافاها الربيع قد خلع عليها برده, ونثر سوسنه وورده, وأترع جداولها وأنطق بلابلها, فتشوق إلى ولادة وحن , وخاف تلك النوائب والمحن, فكتب إليها يصف فرط قلقه, وضيق أمده وطلقه, ويعاتبها على إغفال تعهده, ويصف حسن محضره بها ومشهده.....))
ذكرى ولادة
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا
والافق طلق ومرأى الارض قد راقا
وللنسيم اعتلال في أصائله
كأنه رق لي فاعتل إشفاقا
والروض عن مائه الفضي مبتسم
كما شقت عن اللبات اطواقا............ (اللبات جمع لبة وهو موضع القلادة من الصدر)
يوم كأيام لذات لنا انصرمت
بـتـنا لها حين نام الدهر سراقا
نلهو بما يستميل العين من زهر
جال الندى فيه حتى مال أعناقا
كأن أعينه إذ عاينت أرقي
بكت لما بي فجال الدمع رقراقا
ورد تألق في ضاحي منابته
فازداد منه الضحى في العين إشراقا
سرى ينافحه نـيـلـوفــر عبق
وسنان نبه منه الصبح أحداقا .........(نيلوفر نبات في الماء الراكد تفتح في النهار وينام في الليل)
لا سكن الله قلبا عن ذكركم
فلم يطر بجناح الشوق خفاقا
لو شاء حملى نسيم الصبح حين سرى
وافاكم بفتى أضناه ما لاقى
لو كان وفّى المنى في جمعنا بكم
لكان من أكرم الايام أخلاقا
فالآن أحمد ما كنا لعهدكم
سلوتم وبقينا نحن عشاقا!!
|