كاتب الموضوع :
GKarima
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
**زوجك رجل مجنون**
فتحت ساره عينيها في صباح اليوم التالي وأعادت اغلاقهما
- رأسي سينفجر ضغط كبير فوق رأسها, أدارت رأسها فوق الوسادة
تحاول ان تخفف الضغط عن رأسها,لم تشعر براحة
جلست في فراشها ووضعت يدها علي عنقها قال لها دنكان ان لا تشرب بدون طعام ولكنها لم تعتقد ان كأسين فقط من الشراب سيتعبانها بهذا الشكل الفظيع كم من الوقت ؟ انها الثامنة والنصف , لا تستطيع الذهاب لموعدها مع دنكان , كيف ستخبره بقرارها ؟ مشت الي الحمام غسلت رأسها بالماء البارد لم يتحسن الوجع الا قليلا
نزلت الي غرفة الطعام حوالي التاسعة صباحا كان رالف قد انتهى من الفطور ولكنه ما زال يجلس الي الطاولة يقرأ رسالة نظر اليها ببرود وقال:
صباح الخير كان مهذبا ولم يلتفت اليها بل أكمل قراءة رسالته, بعد فترة قصيرة عاد ينظر اليها بتفحص وسألها:
-هل رأسك ثقيل؟
-نعم لقد شربت البارحة
جلست الي الطاولة ولم تتناول شراب البرتقال الموضوع امامها
- كم كأسا شربت؟
- أثنين فقط
كرر سؤاله:
- لا تكوني سخيفة , كم كأسا؟
- قلت لك أثنين ولكنني لم اتناول أي طعام مع الشراب
- كيف تفعلين ذلك؟ كيف تركك صديقك العابث ان تفعلي ذلك ؟
بدأت تشتعل بالغضب حين اشار الي دنكان بدون اكتراث وهو يصب لنفسه فنجانا من القهوة بدون ان يعرض عليها لو كانت أديل أمامه لكان اهتم بصب فنجان من القهوة لها
- لقد نصحني بتناول الطعام مع الشراب, هل لك ان تناولني ابريق القهوة؟
- تفضلي وانصحك ان تبتعدي من الآن فصاعدا عن الشراب انه لا يناسبك
اعطاها ابريق القهوة صبت لنفسها نصف فنجان وسألها:
- هل ستخرجين اليوم؟
قالت بلهجة متحدية:
-نعم سأخرج
قال يحذرها:
- انتبهي لا تخاطبيني بمثل تلك اللهجة لقد أنذرتك من قبل كونك زوجتي لا يضمن لك الأمان في مخاطبتي بهذه الطريقة بل علي العكس
عيناه السوداوان تقدحان شررا اكثر من بريق عينيها كلماته لم تؤثر بها اطلاقا بل علي العكس اثارت غضبها لدرجة انها تمنت لو تصفعه بيدها
اكمل قوله:
- اتمني ان تكوني قد غيرت رأيك بشأن الخروج وانصحك بأن تعودي لفراشك لساعة أو أثنتين
- شكرا لنصيحتك ولكنني سأخرج
كانت ساره قد غيرت رأيها بالخروج, ولكنه استفزها لتتصرف عكس ما نصحها
-انا حرة في ان افعل ما اريد
قال بهدوء وحزم:
- اذا قررت ان تبقي في الفراش فستبقين
قالت:
- ولكن انت لا يهمك ان خرجت او بقيت!
- قلت انك حرة التصرف تفعلين ما تشائين شرط ان تكوني متسترة تناولك الشراب ليس عملا متسترا, هل نسيت ما قلت لي الليلة الماضية تذكري
احمرت وجنتاها خجلا خفضت عينيها كانت تتمنى لو ينسى ماقالته له, لقد ذكرته بأنهما زوجان وسألته ما اذا كان يهتم لوجود صديق في حياتها شعرت بالذل وهي تنظر الي عينيه لو انها لم تشرب ؟لن تشرب مرة ثانية حتى لا تتلفظ بأشياء مخجلة فتصرفها جعل زوجها يظن بأنها تحاول ان تجعله يغار عليها , وهذا ما لا ترغب فيه ابدا,قالت:
- شربت كأسين فقط
- هذا أكثر مما تتحملين لا اريد ان تحضر زوجتي الي البيت بهذه الحالة , انتبهي في المستقبل
كان يتكلم بكبرياء وأنفة طريقته الباردة في تجاهلها قد اختفت كليا, ويبدو عليه بعض الأضطراب هل من الممكن ان يكون مهتما بما فعلت؟ ولكن لماذا يهتم ؟ وجودها في حياته لا يزيد عن وجود مرتا أو حتى أقل , ان مرتا تشتغل مقابل معيشتها
- لماذا ؟ الم تقل لي انني استطيع ان افعل ما اريد وهذا ما سأفعل
- قلت ذلك اذا كنت متسترة بأفعالك لا أسمح لك ان تتحديني يا ساره
- انت لا تسمح لا تستعمل هذه اللفظة معي قالت غاضبة:
لن يكلمني أي رجل يهذه اللغة اظنك تعرفني جيدا فأنا لا أحتمل أي سيطرة من أي رجل ولو كان زوجي
بدأ فمه يرتجف وينذر بالويل كانت مستعدة للمعركة ولكن وجع الرأس والتشنج في عنقها جعلها ترتبك وضعت يدها فوق رأسها بعفوية ثم تذكرت موعدها مع دنكان خارج المتحف راقب رالف حركتها وبدلا من الكلام الجارح الذي كان يتبادله معها نصحها مجددا في ان تعود لفراشها لتستريح ساعة او اكثر عنيدة ومشاكسة, بالرغم من ألمها اخبرته انها ستخرج لموعدها ولن تأخذ بنصيحته قال بحزم:
- حسنا ستبقين في المنزل اليوم ولن تخرجي لأنني أنا أقول ذلك
رفت عيناها قليلا حدقت فيه كان جسمها يرتجف غضباحدّق رالف بها بوحشية مما اضطرها ان تخفض عينيها قليلا لم تغلب بعد قالت:
- لا أعتقد ذلك لدي موعد وسأحافظ علي موعدي
- سوف نرى
طوى رالف رسالته ونظر اليها متحديا
- وكيف تقترح ان تبقيني
رفعت رأسها تسأله ولكن الألم كان موجعا
- سأقفل علي ثيابك هي ليست فكرة جديدة, لقد نفذتها سابقاانها طريقة بسيطة ولكنها فعالة فأنا أحب الخطط البسيطة
- في المرة السابقة لم أكن مستعدة فاجأتني!
-الآن انا انذرتك مسبقا كيف ستتصرفين ؟
- هل تعتقد انك تستطيع ان تبقيني في البيت؟
- اذهبي الي الفراش قبل ان أفقد السيطرة علي أعصابي
بدأت الغرفة تدور بساره وضعت يدها مرة ثانية علي رأسها بدون وعي ما أبشع ما تشعر به , ليس لديها النية في الخروج ولكن كيف ستقنع رالف بأنها باقية بأرادتها وليس لأنه اجبرها ماتزال تعارك , وقف رالف مهددا:
- انك تصرين علي امتحان صبري منذ اول عراك لنا أجبرتك علي تنفيذ أوامري , ماالذي يجعلك تعتقدين انك تستطيعين مقاومتي الآن؟ قلت لك بأنك ستبقين في الفراش وهذا ما ستفعلين اذهبي فورا قبل أن أحملك بنفسي
- ستكون مهمتك صعبة!
- بدون شك ولكن هل تعتقدين ان قوتك تعادل قوتي؟
لم تجبه شعرت بضعفها حتي علي الكلام لم تعد تهتم لأي شئ وكل ما كانت ترغب فيه هو الفراش وحبوب مهدئة ليذهب عنها ألمه تمتمت بضعف وتركت الطاولة وقالت:
- سأصعد لغرفتي
وهي في فراشها, كان رالف يحمل لها حبة الدواء المهدئة مع الماء قالت بترج:
- هل تخبردنكان بمرضي؟ انه ينتظرني خارج المتحف
- سأرسل جورج فورا حاولي ان ترتاحي وانتبهي لنفسك في المرة المقبلة
لم تلاحظ اختلاف لهجته كانت تنظر اليه بأستكانة بدا وسيما بالرغم من قساوته الموروثة , في ملامح وجهه وفي عينيه نظرة المتشرد الخارج علي القانون كان صوتها ضعيفا طفوليا وهي تقول له :
- لا بد وانك تهتم بي قليلا بالرغم مما تقول
- لماذا؟ وهل ذلك ضروري؟
-انك تهتم بي تريدني ان ارتاح واشفى من المي واوجاعي
- من أجل ذلك وصلت الي هذه النتيجة ,انني مهتم بك, اعتذر لأنني سأخيب املك لكنني لا أهتم بك أكثر من اهتمامي بك يوم تزوجتك يا ساره , لقد جعلتك تبقين في الفراش فقط لأنفذ أوامري , وافرض سيطرتي عليك , انك دائما تطلبين مني اخضاعك طباعك المتعجرفة والمتحدية تجعلني مستبدا انا لن أكون كخطيبك رودي بدون عامود فقري , لن أسمح لك بتنفيذ رغباتك قبل رغباتي , واذا تماديت في تحدياتك ستنتظرين مني دائما ان ارد لك التحدي بأكثر منه هز رالف رأسه مسرورا: انا لا أهتم لما تفعلينه ما دمت تحترمين سيادتي عليك هذا ما لم تتعلميه بالرغم من الدروس المكررة حياتك ستكون ابهج عندما تتعلمين ان تحترمي سيادتي
اغمضت ساره عينيها, ارادت ان ترد له الصاع صاعين ولكن قواها خارت وقالت:
- هل تطلب من جورج ان يدعو دنكان للعشاء الليلة؟ انا لا ارغب في العشاء لوحدي
-سأهتم بأيصال هذه الرسالة له
ذهب رالف الي النافذة واغلق الستائر حتي لا تدخل الغرفة اشعة الشمس ثم ترك الغرفة بصمت
كان الحر شديدا والسماء خالية من الغيوم ورالف يجلس في الحديقة تحت ظل العريشة وكذلك ساره ومعها اشغال الصوف تتسلى بها احضر جورج لها عصير الفاكهه المثلج شربت العصير وهي تسمع أزيز الحصاد وازيز النحل
المتطاير حولها وسط الأزهار والعليق
اخبرت ساره رالف انها تنوي دعوة اصدقائها الجدد للعشاء في الليلة المقبلة رفع رالف نظاراته الشمسية عن عينيه ونظر اليها متعجبا سألها:
- هل هم ثلاثة؟
اجابته:
- نعم دنكان وشقيقته هايلي وزوجها مانولي, هو يوناني وهي اجنبية , حضرا للسكن في اولمبيا مؤخرا, دنكان في عطلة لثلاثة أسابيع فقط نحن نخرج سوية
قال وقد اتسعت عيناه سرورا:
- انتم سوية!اعتقدت انك تخرجين مع دنكان منفردين , لماذا لم تذكري الآخرين
- انهم طيبون , ستحبهم حين تتعرف اليهم غدا مساء
كانت ساره نادرا ما تجد الفرصة للتكلم معه , فغالبا ما يكون مشغولا بمكتبه او في الخارج
- ماهو تفسيرك للعلاقة التي تربطنا ؟ لابد انهم تعجبوا كيف اسمح لك بأن تعاشري رجالا غيري
-لماذا تستعمل هذه اللفظة , هذا لا ينطبق علينا انت لا تسمح لي بل انا افعل ما اريد
- لأنني اسمح لك انا بذلك قال مسرورا: حالما تتقبلين الوضع علي حقيقته ستشعرين بالراحة والسرور اذا قررت انني لا اريدك ان تخرجي مع غيريعندئذ لن تخرجي , يمكنك ان تهزي رأسك قدر ما تشائين ولكنك في داخلك تعرفين انني انا الذي افعل ما اريد ولست انت أنا سيد البيت
ازداد غضبها ولكنها رغبت الصمت , فهي لا ترغب في تعكير صفو هذه الساعة , علي التلة اطفال يلعبون ويضحكون يجمعون الزهور لبرية ويتصايحون وتذكرت اشغالها الصوفية التي تحيكها وبدأت تعد الأدوار
-لو سمعك والدي , وانت من آل لينغارد, تخاطبني بهذه اللهجه سيصر علي ان اتركك
- هذه الخصومة بين العائلتين ! الا تعتقدين ان الوقت قد حان لننساها ؟ انا نسيتها
- من المؤسف انك لم تكن تؤمن بذلك قبل ثلاثة اشهر كنا كلانا بوضع افضل
- اوافقك الرأي ولكننا لا نستطيع الآن ان نفعل أي شئ , علينا ان نعتاد الوضع الجديد
سألته وقد بانت خيبة املها:
- لن تستطيع البقاء مساء الغد للعشاء؟
التعديل الأخير تم بواسطة GKarima ; 28-04-08 الساعة 03:06 PM
|