كاتب الموضوع :
GKarima
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وسألته:
- اعتقد انك تنتظر ان أفقد رباطة جأشي أليس كذلك ؟
قال ببرود:
- بل أريد ان أراك تبكين
- ذلك يحتاج لرجل ذي أرادة قوية ليحملني علي البكاء
ضحكت ضحكة مزيفة فجمد في مكانه ثم قال بهدؤ:
- هناك رجال ذو أرادة قويه حولك يا ساره
- وهل هو أنت ؟
قالتها بطريقة ساخرة جعلت الدم الأسود يصعد الي وجنتيه
هذه اول مرة يتأثر لجملة قالتها انحني فوقها وجعل وجهه مقابل وجهها وهو يتفرسها ظنت ساره انه سيحاول عناقها وبسرعة تنحت الي الوراء وقالت :
- أياك ان تعانقني أذا لمستني سأصفعك !
- أنا أعانقك ؟ هذه المرة كان هو الساخر : اخبرتك الليلة الماضية ان ذوقي في النساء فريد وخاص وانا اعني ما أقول
اضطربت لكلماته الموجعة بالرغم من طبيعتها المتوحشه الا انها امرأه ربما كانت ستجد ملامسته لها مقرفة ولكنه ساءها ان تتأكد من انه لا يرغب مطلقا في عناقها
سألها برقة ولطف زائدين وهو يبتسم :
- هل ستساعدينني في تحضير الفطور ؟
- لا وتركته ودخلت غرفة الأستقبال
وصلتها رائحة البيض المقلي كان يحمص الخبز ايضا ويصنع القهوة دخل غرفة الأستقبال ليحضر طاولة الطعام كانت تراقبه في عمله وتذكرت مرة ثانية خوفها منه حين كانت طفلة صغيرة تلهو علي الشاطئ لم تحلم يومها ان هذا الرجل سيريها الويل ويجرح كبرياءها قال :
- سيحضر زائرنا خلال دقائق لقد قلت له في السابعة
مرت خمس دقائق اخرى جلست ساره علي الأريكه تنظر الي الخف الكبير في رجليها وشكلها المقرف كان الروب اقصر من تنورتها وشعرها مبلل بدون تمشيط او ترتيب
- كم انت هادئه من الواضح انك لا تحبين خطيبك ولكنني كنت اعتقد انك ستثورين لخسارتك اللقب الرفيع
اجابته بدون اكتراث :
- هناك رجال آخرون يحملون الألقاب الرفيعة
- ربما حظك في الزواج في المرة الثالثة يكون افضل من المرتين السابقتين لابد من مجنون ضائع يعرض عليك الزواج من جديد
وبعد برهة سمعا وقع أقدام بأتجاههما توقفا عن الكلام ونظرا لبعضهما كان صوت رودي وهو يقول :
- هل أدخل ؟
كانت ساره هادئه ولكن صوت ضربات قلبها يصم اذنيها الفرح قريب , دقائق وتنتهي المهزلة مسكين رودي , حضر للفطور
سيتحطم قلبه ولن يأكل شهرا آخرا
- تفضل ادخل الفطور جاهز ابتسم راضيا عن خطته التي كملت فصولها , ودخل رودي ثم وقف مشدوها كأن لسانه قد عقد
كانت ساره تنتظر ثورة غضبه كل لحظه نظر رودي الي ساره بلباسها الداخلي ثم نظر الي رالف الذي قال مخاطبا رودي :
- هل هناك أي خطأ؟ كأنك ترى شبحا يا صديقي
ارادت ساره ان تتكلم , ولكن ماذا ستقول ؟ كان رالف علي صواب , لو تكلمت الي رودي عن خطفها لبدت مجنونة لأنها تجلس بلباس النوم كأنها استفاقت لتوها
- شبحا ؟ ما الذي يحدث هنا ؟ لماذا انت هنا يا ساره؟ كان صوت رودي منفعلا ووجهه رماديا وقال مخاطبا رالف : هذه خطيبتي
جال ببصره بين ساره ورالف من جديد كأنه لا يصدق ما يرى بقيت ساره صامتة تغيرت تعابير وجهها الي الدهشة
لماذا لم يصرخ رودي ويثور ؟ ألأنه يثق بها ؟ هل يفكر بأن هناك تفسيرا معقولا لما يحدث ؟ العزيز رودي سهل الأنقياد لو فتشت سنين عديدة لم تكن لتعثر علي رجل مثله يناسب طبيعتها الخاصة
- خطيبتك ؟ لا يمكن ذلك!
لدقيقة بقي رودي صامتا يحدق مشدوها مما يرى قال :
- انها خطيبتي سارهلماذا لا تجيبين عن اسئلتي ماذا تفعلين هنا ؟ يبدو انك أمضيت الليلة عنده
- نعم يارودي اعترفت ونظرت الي رالف المسؤول عن وضعها المخزى واكملت : لقد نمت هنا في السفينة
- ولكن
ارتبك رودي واحمر وجهه خجلا نظرت اليه ساره ثم نظرت الي رالف الواقف فوقها كالبرج وبدأ رالف يؤنب ساره بقساوة :
- ساره ايتها الفتاة العابثة لماذا لم تخبريني ؟
ونظر رالف الي رودي يحاول الأعتذار والتأسف وقال له :
- لم أكن اعرف اعني ثم هز كتفه بدون اكتراث واكمل :
- ومهما يكن انها الموضه الشائعة في هذه الأيام ثم ضحك واضاف :
ارجو ان لا تحمل لي أي شعور كريه ؟ تعال ننسي الموضوع ونأكل فطورنا قبل ان يتلف
استفاق رودي من ذهوله وغيبوبته تجاهل الدعوة للفطور وقال:
بعد أن تملكه قليل من الغضب :
- هي الموضة! ربما يكون ذلك صحيحا بالنسبة الي رجل مثلك , ولكن هذا العمل غير مقبول ضمن دائرة معارفي واهلي !
- نحن أحسن منكم خرجت كلمات رالف بعد ذلك موجهة الي ساره : عليك ان تغيري طريقتك يا عزيزتي ساره بعد ان تتزوجي رجلا من عليه القوم صاحب شرف رفيع
قال رودي :
- ستغيرين تصرفاتك بحق السماء يا ساره اتمني ان لا تفعلي ذلك بعد زواجنا ؟ ماهو عذرك ؟ هل شربت الكثير البارحة في حفلة الزفاف؟
صرخة تعبر عن الدهشة خرجت من شفتي رالف بدون ارادته , نظرت اليه ساره ولم تفهم ماذا يقصد ,نظرت ساره يعد ذلك الي رودي وقد برد غضبه واكتسي وجهه الما مكان الغضب وسألته :
- هل تصدق يا رودي انني امضيت الليل في السفينة مع رالف ؟
اجابها رودي بأقتناع :
- هذا واضح ولا يحتاج لسؤال !
- انت تعرف انني ورالف
لم تستطع صياغة كلمات سؤالها من الخجل قال رالف بلهجة واثقة لا يعتريها أي شك:
- لماذا الخجل ؟ لم تكوني خجلة الليلة الماضية رودي يعرف اننا امضينا الليلة سوية انه ليس مخبولا كي تقنعيه ان كلا منا نام في غرفة منفردة ؟
سألته ساره :
- هل تصدق ذلك يا رودي ومستعد ان تتغاضي عما فعلت ؟
اجابها رودي :
- وهل تركت لي أي خيار آخر ؟ لقد خذلتني يا ساره انا اعرف مدى الأنحلال الأخلاقي في هذه الأيام وكنت اعتقد انك تختلفين عن الفتيات الأخريات
قالت:
- والآن اكتشفت انني لا أختلف عنهن وما زلت ترغب في الزواج بي ؟
هل خاب ظن رالف بهذه النهاية غير المتوقعة؟ كان ينظر الي رودي بأستغراب
- أي خيار لي ؟ ردد رودي كلامه مرة ثانية : حفلة الزفاف مقررة بعد أسبوعين وانا أحبك حبا شديدا ولا أستطيع ان أعيش بدونك
تراجعت ساره في مجلسها فوق الأريكة الي الوراء واسندت شعرها الأشقر فةق المساند السوداء وهي تنظر الي رودي كأنها تراه للمرة الأولي, ماذا كانت تنتظر ؟ كانت تنتظر شيئا مخالفا تماما لما حصل
تنتظر انفجارا , عنفا , غضبا شديدا, تهديدا واللذي حدث كان بعض الحزن في عينيه وبعض التخاذل
نظرت ساره الي رالف ,لم يخف عليها كيف كان سيتصرف لو كان الأمر معكوسا
- العاشق المتسامح قال رالف مخاطبا ساره : لقد شلت خطتي كما توقعت لها منذ البداية , كنت علي حق اللقب الرفيع من نصيبك بالرغم مما تكبدتة من مشقة
قال رودي :
- ماذا تقول انا لا أفهم شيئا
قالت ساره مخاطبة رالف وهي عابسة :
- لقد فشلت خطتك ولكن ليس كما ترغب
سألها رالف مع انه كان يعرف تماما مالذي تقوله :
- وكيف ؟
- كما قلت اللقب ما يزال من نصيبي ولكنني غيرت رأيي واكتشفت الآن انني لا اريده وكما ترى يا سيد رالف لينغارد انك لم تنجح في قصاصي ابدا
طأطأ رالف رأسه معترفا بفشله وعلي فمه ابتسامة الرضى ولم يدل بأي تعليق
التعديل الأخير تم بواسطة GKarima ; 25-04-08 الساعة 11:09 PM
|