كاتب الموضوع :
شمس السديري
المنتدى :
الارشيف
*بستخدم هاللحين اسلوبي القديم لان هـذا الاسلوب يحكون الشخصيات مايعجبنـي ..
*أهدي هـذا البارت لااارق قلبن عشقني .. بدون مقابل او مصلحـه ..
لنور دنيتي ومايهمني غيرها بهالدنيا ..
لماما ..
الله يحفظها لي ...
هي اللي راجعت البارت *_^
*& ..الفصل الثاني ..*&
*& .. الجــ الاول ـــزء .. &*&
اشعه الشمس القويه ..داخله من فتحت التكييف القديم ..
على عيونها مباشره ..
تاففت وغطت وجهها .. بالبطانه الثقيله ..
حــــــــر ..
حـــــــــــــــــر ..
مكيف صحرواي .. مايشتغل الا على المروحه ..
وتجي له ايام مايشتغل ابدا ..
بطانيه خشنه ثقيله .. تتغطاء فيها ..
رفعت الغطاء عن وجهها وهي عرقانه وقرفانه : آآآآآف بموت من الحر ..
التفت للجدار اللي بجنبها .. وكان صرصور متوسط الحجم يمشي عليه براحته ..
زحفت بهدوء لاخر مفرشي واخذت الجزمه و اتبسمت بخبث : هااا يالملعون تتمشى .. – سمت بالله بهمس - بسم الله ..
ضربته بقوه بالجزمه ..ورمتها بعيد ..
عادي الصرصور حشره نظيفه اليفه بهذا المكان المتعوده عليه ..
تمدت وهي مبتسمه : ياللــــــــه صباح الخير ..
مدت ايدها قريب من فراشـها و فتحت شنطتها السوداء الوحيده اللي ماتفارقها بالبيت وعند البسطه ..
دورت على جوالها في الحوسه الكثيره بداخل الشنطه ..
.. طلعت جوال " العنيد " .. اقدم اجهزة نوكيـا هذا اللي تقدر عليه وهـذا اللي تقدر تشتريه ..
.. ناظرت بساعه الجوال الساعه 6 ونص .. بدري على الجامعه ..
عقدت حواجبها وتذكرت اليوم مافيـه جامعه اليوم الخميـس ..
آآآآه الخميـــس .. ياحلوه ..
بس تسمع حد يقول الخميس تنطرب اذنها ..
يعنــي اليوم الساعه وحده بالليل جمعت حريم الحاره للفجـر .. ينوموا بزارينهم ويجتمعوا ..
سواليف وحكـي زايــد ياااحلوه من يوم ..
رفعت صوتها بحماس وهي مبتسمه : ياليـت كل الايام خميس ..
ضلت على فراشها حوالي ربـع ساعـه .. فاهيـه
.. وهذا طبعها .. تفهــي دائيم ..
انتبهت من تفهيهـا ودخلت ايدها لشنطـه ..طلعت الخاتم الغالي على قلبها .. من امها ..
ناظرته و ابتسمت .. : صباااااح الخير يمه .. اليوم انا متفائله واحسه حلو .. ادعي لي ..
رجعته لشنطه وهي تشتاق تطلعه وتناظره من جديد ..
وقفت بنشاط و دخلت للحمام توضت وصلــت ..
وقبل ماتسلم من صلاتها .. كان الباب يندق بهدوء .. وصوت ام حمزه المزعج للاذن بسبب ارتفاعه الطبيعي .. صوتها جهوري ..: يارحــاب الله يهديس لهالحين نواامه قومي لاتتاخري على البسطه ...
سلمت وردت وهي ترفـع سجادتها من الارض : أن شاء الله ..
(( الحمدلله والشكـر السعودي عندها مظروب .. نواامه .. بالله أي لغـه هذي ههههههه ..يـا حليلها ام حمزه اذا كانت رايقـه عسل .. اما اذا معصبه .. اعـــوذ بالله ..))
طلعت من غرفتها بدون غطاء او شـي لان بو حمزه هذا الوقت بدوامـه ..: صباح الخيــر ..
ام حمزه ناظرتها فتره بتفكير ..
ماتدري ليه تتنرفز من رحـاب مع انها بنت اخـلاقها عاليـه وحنونه على عيالها ..
وتهتـم بالبسطـه والبيـع ..
من سنتيـن وهي عندها وترحمهـا كثيـر ..مهما تهاوشوا وصارت خلااافات ترجع الامور تهداء بينهم ..
اللي تعرفه عن رحاب قليل لان رحـاب ماتحب تحكي عن نفسها كثير .. تحب تسمع ..
حست ان سبب نرفزتها .. جمال رحاب وصغر سنها .. هي غيره فطريه فيها حتى لو كانت تعدت الاربعين .. ..
رحاب اشرت لام حمزه : هيــه اام حمزه .. ام حمــــــزه ..
انتبهت ام حمزه ورمشت عيونها بسرعـه وراء بعض ..: هـا .. تحاتسيني ..
رحـاب جلست على الارض بالصاله المتواضـعه :لاااا الجدار .. ايوه احاكيك .. وين سرحتي فيه ..؟! .. حاصل معك شي ..
العيال فيهم شي .. المغضووب عليه زوجـك حصله شي بشغـله ..
ام حمزه صدمت رحاب بتفكيرها لما قالت وهي تدقق بملامحها اكثر : افكـر فيتس ..
رحاب استغربت وخافت ..: فينــي ...!!! ... وش الطاري ليكون بتقبضيني الباب ..
ام حمزه بسرعـه : لااا انهبلت ومن بيمسك البيت والبسطه عني ..
رحاب ابتسمت : ايوه لمصلحتك مو لعيوني ..
ام حمزه : ماعلينا - بهدوء - ماودتس تحكين لي عن حياتس وش اللي حصل لتس ..
رحاب كعادتها صرفت الموضوع وغيرته : الله يهداك على بالي العيال صار لهم شي ..
الا مادريتي عن حصيصه رجلها مايطلع من البيت لشغله مادري وش عنده .. ليكون مريـض ..
عقبــال رجلك ..
ام حمزه بعصبيه : لااا تدعين عليه جعلتس المرض .. احمدي ربتس اني ضافتس عندي لو فيتس خير حصلـي مكان يملتس غيري ..
رحاب قالت بسرعه : لااا كانك ماتاخذي مكافئتي اول ماتوصل ..
ام حمزه باستهزاء : يااقلبي مكافائتس .. كلها الف ريال وماتوصل الا بعد كمن شهر متراكمه وياليت كامله بعد ساحبين نصها ..
.. لوتروحي لاي مكان مايصبر عليتس .. لـكن لو الله ثم بو حمزه اللي تدعي عليه ماجلستي هنا ..
رحاب كانت متوقعه جمله ام حمزه المعهوده .. عوجت فمها وهي تتثاوب وتتمدد : ابروح للبسطه ابرك من مقابل وجهك .. خايفه على بعلك ماكانه شبيه كوفي عنان ..
ام حمزه ابتسمت : والله ا ن بو حمزه ازين .. روووحـي وأنتبهي للبسطه مو تقشتس البلديه مثل ماخذتس منها ..
رحاب وقفت وهي متعوده على نقاشاتها مع ام حمزه القشره : خذيتيني من الشرطـه ياحضي مو البلديه ..
ام حمزه : كلهم واحـد .. حكومه ..
دخلت رحاب لغرفتها وعلى الحمام وهي تمد لسانها (( وش يعلمها هذي ..؟! .. بلديه والا شرطه .. حدها بسطتها ))
تروشت ولبست روب كحـلي طويل وخفيف .. لان الجو حار والشمس قويـه ..
طلعت ..و لبست عبايتها وهي عند باب البيت : يله بطلع تبين شي ..
ام حمزه وهي متمدده بالصاله ومغمضه عيونهــا : لااا ..
طلعت وهي تتثاوب ماشبعت نوم كثير .. وشكل ام حمزه المسترخي اغراها تنام ...
اول مافتحت الباب .. النوم طاارمن عيونها .. لان أشعة الشمس القويـه .. بوجهها ...
الحـي كـان قديـم مره ..
البيوت صغيره من جبس وخشب .. ماتتعدى الدور الواحد ..
الاسلاك السوداء على الجدران .. ممتمده من بيت لبيت ..
والازعـاج مالي المكان ..
حركــه دائمه مستمره ..
حاره شوارعها تنبض بالحياه البسيطه ..
ناظرت رحاب بجاراتهم وهم يطلعوا لبسطتهم ..
اللكل يطلع يدور رزقـه بظروف الحياه الصعبه..
ناظرت برجلها وجزمتها المليانه طيـن ..وقذاره من طريق البيت لسوق ..
مـافي حد ذاق طعم الحرمان مثلها ..
مــافي بنت حست بالنقص كثرها هي ..
ماتعرف الاستقرار بحياتها وهي وحيـده ..
اخذتها الحيـاه بصراعتها لوحدها ..
كل انسـان له ظروف ومشاكل مافيه حد خالي ..
ومثل ماقال ربنا عزوجل بسوره البلد .. " خلقنا الانسـن في كبد " ..
في شقاء وعناء بظروفنا المختلفه ..
لكن حنا ممكن نواجـه ظروفنا وقسوتها .. لان عندنا من يساندنا ..
عارفين ان في حد يحبنا ويخاف علينا ..
يقوينا ..ويمدنا بالامـان ..
حولنا امنا .. او ابونـا ..
اختنا او اخونــا ..
واذا ماكان فيه هذولاء ..
عندنا خالاااات او عماتك .. او جده وجد ..
ويمكن ولد عم جدنا نلجاء له اذا ضاقت علينا ..
لـكن هي ماعندها كل هـذا ..
محرومه من هالايادي المفتوحــه لها ..
تواجـــه الفقر لوحدهــا ..
لا أب يصرف عليها ..
ولا أم تشيل عنها ..
تتمنى يكون عندها لو ..ولد عم جدها .. تروح عنده ..
أي حـد بس تعرف مين اهلها وترمي عليهم حملها ..
جلست بعد مارتبت بسطتها ..: يافتاح ياعليم يارزاق ياكريم ..
اشرت لها اللي قبالها ببسطتها
حصـه : صبــاح الخير ..
رفعت ايدها وحـركت شفايفها التوت من حمرتهم .. : صبـاح النور حصيصه ..
جلست قبال البسطه .. وهـي فاهيه كذا طبيعتها تفهي شوي وترجـع ..
انتبهت ورفعت عيونها على اللي رايح وجائــي وطبعا حب الاستطلاااع واللقافه اللي تمشي بدمها ..
ماتركتها تجلس مكانها ..
وقفت وهي مبتسمه بخبث ..
مرت على كل وحده من البيعات خوياتها وسالتهم اسئلتها الحشريه ..
ينادونها بـالسوق .. بـ " علك بوطقتين .."
لانها تلزق بالواحد مثل العلك وماتفك الا لما تعرف الحكايـه ..^_^
حصه تاففت من رحاب اللي واقفه قريب منها وتسالها باسئله مالها دخل فيهـا ..
رحاب باصرار وفضول الا تعرف ليه زوج حصيصه مايطلع لدوام مثل قبل ..: يلـه عاد حصيصه وش فيه بو علي مايطلـع .. تعبــان ..
حصه تاففت وهي تصفط بيجامه : قلتلتس مافيه شي .. بس كذا ماله مزاج يطلع ..
رحاب ناظرت حصه بتمعن وهي تساعدها بترتيب اغراض البسطه ..... : وش دعـوه ماله مزاج هـذا شغل مو لعبـه .. لااا بو علي فيه شي .. من متى وهو يمشي على مزاجـه ..
حصه سحبت من ايد رحاب السجاده اللي ترتبها .. : عاد والله هذا اللي صار ..
رحاب ماهي مقتنعه بجواب حصه ..سحبتها منها السجاده ورتبتها : ماعليك منه بس واغصبيه يداوم وش هالخرابيط ماله خلق هذا رزق ..
حصه طفشت منها قالت بتاكيـد علشان ترتاح منها : اكيـــد ..مراح اسكت له وبيداوم قريـب ..
رحاب : ايوه كذا احسن له وانا اختك .. والله اني خفت ضنيته مريض ..
حصـه بسرعه : لااا مريـض .. بسم الله على رجلـي ..الله يحفظه لي ولعييله " عياله " ..
رحاب بدون نفس : امين ...- بحماس – يعنـي اليوم بتحضري جمعه الحريم والا ...
حصه شهقت : لااا اكيد ماني بحاضره ..
(( مهبوله انا علشان مايفكني من لسانك الحشري شي .. والله لاتطلعي قراري قدام النسوان "
رحاب بخيبه امل : ليه... تعالي وغيري جو .. كلنا مجتمعين ..
حصه (( علشان تصير فضيحتي بجلاجل )) : لااا ماقدر وراي جرد لبسطتي ..
رحاب زاد فضولها ليه ماتبغى تجي للجمعـه .. قالت ببساطه : الله والبسطه محلات جمجوم على غفله ..
حصه : وش جموجومه هـذا ..
رحاب : واحد عنده كم محل عطور وملابس داخليه ماعلي منه واسمعي اتركي جردك لبكره .. وانا بساعدك فيه ..
حصه باصرار : لااا مره ثانيـه .. مشغــــوله ..
رحاب (( اذا ماطلعت خبر بو علي ماكون رحووبه ..)) : خلاااص براحتك ..الا علـي وش اخباره بالمدرسه يقول حمزه انـه ياخذ دروس تقويه بالاملاء صحيح ..؟!
حصه بتنتف شعرها من العلك اللي ناشبه فيها اليوم ..وش يفكها من رحـاب هاللحين ..
ضلت رحاب على راس حصه لحد ماطلعت قرارها وتركتها لان زبونه جاءت لبسطتها ..
رحاب اشرت على الحناء : هـذا بعشرين ريال ..
الزبونه : اصلـي ..
رحاب : اكيـد ياخاله ناظريه كويس ..زين لشعر ..
الزبونه : عطيني اثنين منه ..
رحاب حطت لها بكيس واخذت الاربعين ريال .. كانت بترجع لعند حصه ..
بس حصه قامت من بسطتها لعند البوفيه القريبه ..
(( لااااا ماني برايحـه هاللحين بتفكرني ابغى من اكلها مثل هذيك المره ..
آآآه ياحلو ريحه الفلافل بالطحينيه ..
يممم اموت فيه .. بس باربعه ريال وين ادبرهم هذولي ..
والله لاتغسل شراعي ام حمزه لو ااخذت منها ..))
نزلت عيونها عن البوفيه وحاولت تطنش الريحه اللي تطلع اصوات من بطنها ..
جوعانه مافطرت ولا اكلت شي ..
ياشين الحاجه والحرمان ..
حتى ابسط الارقام ماهو متوفر عندهــا ..
اربعـه ريااال ..
اربعـــــــه ..
ماتملكه .. كل اللي تملكه ملابسها اللي عليها وشنطتها ..
وكم خرقه بالبيت تلبسهم للجامعه ..
ببلاد الخيــر و البترول.. ماتملك فطورها ..
بلعت ريقها بالم .. احساس الحرمان يرجع لجسمها الضعيف من جديد ..
وهي في لحضه مرت عليها بدون ماتحس بالحرمان ..
ارجعـت فيها ذاكرتها .. لبعيد .. لسنوااات بعيده عن هنا ..
لما كانـت بدار الرعايه الاجتماعيـه ..
هي وكل اللي مثل حالتها مهما اختلفت الطرق اللي وصلوها لدار ..
تذكرت بعد اول زواج جماعي يعملوه الدار وهي تحضره ..
كان يوم حلو بنظرها .. لعبت وخذت راحتها بعيـد عن رقابه مريم .. المسئوله عنهم ..
كانت تزعل من مريم وتتضايق منها بمعاملتها القاسيه معهم وكانهم عبيـد مو اطفال .. وكانت دايم تسال
(( ليه تصير امنا دامها ماتبي ...؟! ))
لـكن هاللحين لما كبرت فهمت ..
وعذرتها ...
مريم كانت مساؤله عن 65 طفل ..
بقليل من العاملات السعوديات معها يعني بتكون بضغط وتوتر مستمر ..
65 طفــل باحتياجاتهم ونفسيتهم المختلفه .. والله ثقيله ..
وماتنسى رحمتها وحنانها لبشاير لان رجلها ضعيفه وكانت تجلس على كرسي ..
ابتسمت وقلبها دق بسرعه وهي تـذكر خواتها الروحانين .. اللي كانت تضمهم غرفه وحـده ..
يلعبوا
يضحكوا
يبكوا
يعصبوا
يتهاوشوا سوا ..
كانت علاقتهم قويه ومترابطه ...
ماتنسى هـذاك اليوم اللي ودعت فيه سديم .. وهم تقريبا اثنى عشر سنـه .. اولى مرره بتفرقوا ..
اول وحده فيهم تبعـد .. اول وحـده تعيش بعيد عن حياه النظام الزايد بالدار ..
اول وحـده تمسك ايد حنونه وصدر دافـي ..
سديم اللي كانت اقرب وحده لها .. بتروح بتتركها ..
بعد 12 سنه من الاخوه البرياءه ..
اصعب موقف عاشته ..
واول كف اخذته بحياتها ..
جائت المراءه اللي اسمها " هناء " واخذتها منهم ...
رحاب مانستها تذكرها ..
لانها من قبل سنتين اعطت لسديم فلوس كثير واكلتها اللي تبغااه ..
وكانت تزورهم طوال هالسنتين ومعها العاب لسديم وملابس جديده ..
مثل اللي كفلتها ..
لانها حاولت مع مريم تاخذ سديم لعندها تربيها لكن اجراءت ممله اخرتهم سنتين ..
وكان واضح اهتمام هناء الشديد بسديم ..
والدليل مظهر سديم الانيق اللي يختلف عن بااقي البنات الاربعه بالغرفه ..
ملابسها من ادمز .. ولها اللوان هاديه مميزه .. حتى قماشها ناعم .. مثل فراشها الناعم المختلف عنهم ..
ياما حسدوها وماكلموها علشان عندها احسن منهم .. وهي كانت تشاركهم فرحتها وتعطيهم ..
ضمت رحـــاب .. سديم بكــل قوتها وبكت دم بدل الدمع : لااا لاتتركينا سديم .. حنا نحبك ..
وربي نحبـك ..
بنعطيك كل العابنا ومرااح نقولك ياولد بس لاتروحي معها ..
لاتروحـي مع هـذي ..- مدت دفتر بايدها ودخلت اوراق كثير بشنطه سديم – خـذي كل اسراري بس اجلسي معنا ..
اضربينا مثل ماتبغي بس لااا لاتروحي ..
سديم شهقت وهي تشـد الضم على رحاب ..
لفت على هناء امها الجديده اللي كفلتها بتربيتها ورعايتها ..: مـاما هناء ينفع نروح معك كلنا ..
انا وشجن ورحاب وبشاير وفجر ..
هناء اللي كانت واقفه بجسمها الرشيق وملابسها الانيقه ..
والمنديل على عيونها تمسح دموعها من الحب اللي بين هذولاء الاطفال القريبات من سن المراهقه ..
: لااا ياماما ماينفع ..
سديم بحماس وهي ممسكه رحـاب : بس انتي تقولي بيتك كبيـر مرره .. خذيهم معنا ..
رحاب ارفعت اصبعها بحماس : والله مانعمل ازعاج .. والله ..
هناء قلبها المها عليهم .. وتوهقت وش اللي تقـدر تعمله .. ناظرت بمريم تنقذها ..
مريم ولاول مره يبان الحزن والحنان بعيونها ولاول مرره يشوفوها متاثره كـذا ..
حطت ايديه الثنين على أكتاف سديم ورحاب اللي متعلقات ببعض ..: اسمعوني كويس ..
اذا كنتوا تحبوا سديم جد اتركوها تروح ..
رحاب بانفعال ماهي مستوعبه حكـي مريم : كيـف نحبها ونتركها ..
مريم ابتسمت بهدوء : انا اقوولك هناك في احـد بيهتم بسديم بيحبها ويلعبها ..
وماما هناء بتكون مثل امهـا واكثـر .. وانتم تبغوا لسديم تنبسط وترتاح صـح..
عقولهم الصغيره استوعبت شوي من حكـي مريم .. بس ماقدروا يتركوا سديم ..
كيـف وهي اخوهم .. اللي تدافع عنهم .. وتخاف عليهم ..
مريم كملت وهي تناظر برحاب نظره لايمكـن تنساها ..
كانت مليانه امل وحب ..: وانتي يارحاب .. بيجي من ياخذك وتعيشي مع عائله تحبك ..
عائــله ..
كانت كلمه اول مره تسمعها بالدار ..
تقرائها كثيـر بكتابها القراءه لكن ماتستوعبها .." عائلـه احمد ..عائلـه هنـد ..
العائلـه مجتمعه .. الاسره تسمـر "..
يعني ايش كـل هذا ..
يعني ام واب واخوان ..
يعني بيت .. وغرفه خاصه ..
عقلها مايستوعب كل هذا ولااا يفهمه ..
تحسه كلااام على الفاضي ..
خيـال ماله وجود بالوااقـع ...
بعـدت عن سديم وقفت دموعها .. بعد ماسمعت هناء تقولها : يله ماما سديـم بابا ينتظرنا بالسياره ..
بـابـا ..
يعني سديم عندها مـاما وبابا ..
يعني عائـله ..
يعني بتصير مثل غـاده المغروره اللي عندها عائـله وسياره وباربي ..
بعـدت عن سديم بعـيد ..
وقفت عند عامود كبير بعيـد عنهم ..
سديـم خلاااص راحـت ومافيه رجعه ..
سديـم بتنساهم وماتدافع عنهم ..
لكن نظره سديم وهي تمشي وراء هناء .. نزلت الدموع بعيونها من جـديد ..
كانت نظره استنجاد .. وخوف .. وحزن .. ونظره مووت ...
كانها توعد ورايحـه للموت ..
دموعها تنزل على خدها وتاشر عليهم وقلبها مفطور ..
: خووواتي ابغـى خوواتي .. مابغااك ابغى ماما مريم وخواتـي ..
رحـاب بشاير فجر شجـن .. انا ابغاكـم ..لاتاخذوا سريري برجـع ..
ماردوا عليها الا بدموعهم وشهقاتهم ..
اقسى لحضـه مروا فيها قلوبهم الصغيره ماكانت تستوعب وتتحمل ..
مر الاسبوع وسديم بحياه ثانيه مو بالدار ..
اطول اسبوع مر عليهم كلهـم بدون استثناء ..
كانوا ينزلوا لغرفه الاكل وماتنمد ايدهم لصحـن .. يصير مليان مثل ماهو ..
وعيونهم معلقه على كرسي سديم ومكانها ..
بحركتها المزعجه الصبيانيه .. وهي تتحرش فيهم كلهم ..
ويرجعوا لاسرتهم بالوقت المحدد بدون تذمـر او مشاكسات ..
يسندوا راسهم على المخـده ودموعها تمليها ..
غياب سديم كان صــدمه ..
صـــدمه كبيره عليهـم ..
حست رحـاب بفرااغ كبير بحياتها ..
تناظر سرير سديم وتتخيلها باي لحضه بتدخل .. بتركض لعندها وتحضنها وتشد شعرها ..
حتى بالفصل والمدرسه.. ماكانت سديم فيـه ..
رحاب كانت كل يوم تصرخ بداخلهــا ..
(( ويـــنها ..؟!..
ويـن جزئي الثاني وكلـــي ..
وين اقرب انسانه لي ..
ابغى أقريها دفتري بعد ماشكي فيه همي ..
وينها تدهن رجل بشاير وتمرخهـا ..
وينها تاكل من صحن شجن لانها مليانه شوي وتبغاها تنحف ..
وينها تتريق على فجر وتعايرها بفمها الكبير اللي على قولتها " بلاااااعـه "
وينها..؟!
وانا احس بحسها بالدار بكل زاويه ومكان .. حتى اللي تكرهم حبيتهم وصرت اناظرهم لانهم من ريحتها ..))
ماقـدرت تتحمل غياب سديم .. ماقدرت تعيش بدونها ..
طلعت من المدرسـه وبدل ماتركب باص الدار ..
ركضـت بالشارع ..
هـربت ..
هـربت من الدااار اللي خيال سديـم فيها ..
ماتقدر تعيش بدون سديم ..
بتهرب وبتدور عليهـا .. بتهرب من الجحيم والسجـن اللي هي فيـه ..
بتدور عليها بالبيت الكبير حق هناء ..
مشـت بالشوارع وتناظر بالبيوت الكبيره والاماكن اللي ماقد شافتها ..
واي بيت كبير شوي يصادفها تحس ان فيـه سديم ..
مشت ومشت .. وماملت ..
مشــت والحماس واللهفه يحركوها ..
اكيـد سديم بتطلع هاللحين ..من وااحد من هالبيوت ..
مشت بمريولها وشنطتها على كتفـها .. وسيقانها الطويلـه ..وهي بسادس ابتدائي ..
دخلت للبقالـه واشترت شي تاكله بمصروفها ..اخذت شيبس وحلوات ..
وكل شي بنفسها وهي مبتسمه ومبسوطه .. احساس غيـر..
غريـب عليهـا ..
لااا ماما مريم ..
ولا نظام ..
ولااا قوانين ..
حـريـه ..
مشت وهي تاكل بالشوكولاته وتناظر السيارة وكل شي حولها بنظره غير .. مختلفـه ..
هـي حـره ..وقريب بتكون مع سديم بالبيت الكبير ..
احلام تداعبها وتخليهـا تبتسم ..
بداء الجو يظلـم ..
والشوارع تفضىء ..
والناس تقل ..
وصوت الاذان يملى الجـو ..
اذان المغرب..
حست بدقات قلبها ترتفع وهي تلتفتت حولهـا ..
ماوصلت لبيت سديم والوقـت ظلم ..
قالت بصوت مرتجف: وينك ياسديم أنا هنا ..؟!
جلست على رصيف وناظرت حولها بخوف ..
ونشوت الهرب ضائعت منها .. وتبدلت لنظره رعـب ..
غرقت عيونها ... ونزلت دموعها ..
ارتجف كل جسمـها ..
تبغى ترجع لدار .. ماتبغى تجلس هنا لوحدها ..
استغربت العجوز من الطفلـه الصغيره بمريولها وتبكـي ..
قربت منها
وهي راميه على ظهرها خرقه كبيره داخلـها اغراض تبيعها عند واحد من المجمعات القريبه ..
قالت بصوتها المرتجف من كبر السن ..: يامـي رواك تبكين ..؟!
ناظرتها رحاب برعب وقفت بسرعه بتهرب ..
بس مسكتها ايد العجوز المغطيه بقفاز " دسوس": وين يامك وين بتروحين .. انتي ضايعـه ..
رحاب هزت راسها لاااا ..وهي تبكـي..
العجوز بحنان : اجل وش فيــك ..؟!
رحاب ماردت عليها وكملت بكـي .. وشهقت بقوه ..
خائيفـه هذي العجوز السمراء مره وش تبي فيها ..؟!
اكيـد بتاكلها مثل الافـلام ..
العجوز بحنان وهي تمسح على شعر رحاب
وتمسح دموعها ..:تهتي عن امـك .. وين اتركت فيه .. امك وش اسمها ..
رحاب بكـت اكثر ..
العجوز لفت نظرها على ضعفه ..
شقارها وبياضهـا ..تنهدت : داريه انك ماتفهمين علي .. بس انا ماعرف عنقريزي ..
رحاب بلعت ريقها اللي حسته جف ..
وقالت بين انفاسها السريعه : مـاعندي ام ..ولا أب .. ولا بيت ..ولااا سديـم ..
العجوز كسرت خاطرها رحاب .. وارتاحت انها سعوديه ..: كيف ماعندتك بيت ولا ام ولا اب..
لااا كلنا عندنا ام واب .. حتى لو زعلنا منهم مانتركهم ونقـ
قاطعتها رحاب بالم : انا مااكذب ماعندي ام .. ولااا أب ..
انا مايحبوني وتركوني عند ماما مريم .. حتى اطلع لك خاتم من امـي تتاكدين ..
العجوز : خلاااص خلاااص ياقلبي لاتعوري قلبك مصدقتك .. تعالي معي وقولي لي وين بيت امك مريم ..
رحاب فركت عيونها : ماما مريم مو امي .. حنا نقولها امي لانها امنا كلنا ..
العجوز : والله يابنيتي مافهمت عليك .. تعالي معي للبيت ومالـك الا طيبة الخاطر ..
رحاب مو بس خافت ..نرعبــــت ..
: لااا ماني برايحه معك لمكان .. انتي بتقطعي ايدي وتشربي دمي ..
العجوز ابتسمت من وراء غطاءها الثقيل : انا فيني حيل امشي علشان اقطع ايدك ..
رحاب التفتت حولها برعب مالها ملجأ الا هالعجوز اللي صوتها طيب بعكس شكلها ..
: قولي والله ماتقطعي ايدي وتشربي دمـي ..
ناظرتها العجوز ..
طويله وشكلها يعطي خامس او سادس ابتدائي ..
لكن تفكيرها منغلق وصغيـرمرره على سنها ..
: والله العظيم ماقرب يمك واخذك لعند ماما مريم ..
رحاب بسرعه وهي تمشي بجنب العجوز : لااااا مابغـى مابغى ارجع هناك ..
ابغى اروح لعند سديـم وبيتهم الكبيــــر ...
العجوز : ومن هذي سديم اللي تحكين عنها كل شوي ..
رحاب بحزن مدت بوزها : اختي .. اخذتها هذيك الطويلـه لعندها ..
ومارضيت تاخذني معها .. حتى بشوره وشجون وفجوره مارضيت تاخذهم ..حنا قلنا لها مانعمل ازعاج ..
وصلوا للحي القديم الفقير .. ودخلت رحاب معها وهي مرعوبه ..
اول مره بحياتها .. تناظر بمكان مثل كذا ..
هم كانوا ببيت كبير كلهم فيه .. متوفره فيه الرفاهيه الشكليه نوعا ما ..
العجوز دخلت رحاب وقفلت الباب ..
رفعت غطاءها وفصخت قفازها ..
كانت بشرتها مجعده كثير ..
وجهها على الرغـم من شدة سماره فيـه نور ..
وابتسامتها محببه لنفس ..تريـح ..
: ادخلي يامـي ارتاحـي ..
رحاب ضلت واقفه وماتحركت من مكانها ..
عيونها تنتقل للبيت بفضول وحزن ..
صاله صغيره بسجاد سماوي ..
ومساند بيضاء منقوشه بالاحمـر على جدرانه المصفره ..
ومصحف مثبت على قاعـده خشبيه ..
ودوشق ملفوف على زاويه ..
وباب صغير من الخشب .. مفتوح وبان الرخام والحلا الاصفر منه .. حمام ..
وقباله فتحه صغيره مفروض مكانها باب بس مخلوع وبينت ارفف المطبخ القديمه ...
العجوز بعد مافصخت عبايتها وبان قميصها الاحمر المطعج .. وفيه نقوط وخطوط بالاصفر والاخضر ..
: حبيبتي تعالي اقربي لاتخافي ..
التفتت رحاب للعجوز وابتسمت على شكلها وبالذات ان الملفع كان متخربط من وراء ..
جلست العجوز عند المصحف وهي تستغفر وتسبح ..
اشرت على مكان بجنبها : تعـالي اجلسي وافصخي شنطتك ..
ترددت رحاب وهي تحط شنطتها عند الباب وتفصخ جزمتها تحطها بجنبها بترتيب ..
متعوده على النظام والقوانين ..: أنتي عائيشه لوحدك ..؟!
العجوز تنهدت ..:ايوه ..كبرت وعلمت وانرميت ..
رحاب : يعني شلون ..؟
العجوز مسحت دمعه خانتها بلمفعها : يعني يابنيتي أرجعي لامك مريم ولاتحجدي معروفهـا ..
رحاب جلست بجنب العجوز : لاتبكيــن بطلـع من هنا وبروح لسديم ..
العجوز : لاااا مو كـذا .. انتي وش اسمـك ..؟!
رحـاب : انا ..؟!..رحـاب ..
العجوز : مشاء الله اسمك حلو ..
رحاب : وانتي ياماما وش اسمك ..؟!
العجوز : ههه ياقلبي .. ماما مره وحده .. انا اسمي مزنه ...وانا مو ماما .. حبيبتي مو أي احد تقول له ماما ..
رحاب : بس انتي كبيره ولازم اناديك ماما ..
العجوز مزنه مسحت على شعر رحاب الناعم : لااا يامي .. انا خاله .. أي مرأه غريبه عنك تقولي لها ماما ...بس امك تقولي لها ماما ..
رحاب جمعت اصابع ايدها لبعض وقالت بقله صبر : انا ماعندي ماما نسيتــي ..
مزنه تنهدت : وين تسكنين ..؟!
رحـاب : اسكن الدار هذيك الكبيره ..
مزنه : دار ...أهااا .. انتي يتيمـه ..
رحاب تكره هالكلمـه .. : لاااا انا ماعندي اب وام مو يتيمـه ماما مريم تقول انتم مو ايتام .. انتم ماعندكم اب وام ..
مزنه ابتسمت : لااا يامـي مو عيب تكونـي يتيمـه .. الرسول عليه الصلاه والسلام .. كـان يتيم ..
رحاب بتفكير ابتسمت : صــح ..
مزنـه : ايوه لاتزعلي أنتي مثل الرسول وصى فيـك لانه يحبك ..
رحاب : يحبنــي .. يعني هو شافنـي ..
ضحكت مزنـه و ضمت رحاب ..: لااا ماشافـك بس هو قال .. انا وكافل اليتيم كهاتيـن ..
شـافت الحضن الدافي عند مزنه ..ضمتها وراعتها ..وكل ماجئت بتبلغ الشرطه علشان ترجعها لدار يعورها قلبها من دموع رحاب اللي رافضه نهائي ترجع لدار .. يا عند سديم .. يا تجلس عندها ..
اخذتهـا معها للبسطه وجلستها بجنبها وعلمتها على كل شي بحب وحنان ..
علمتها كيف تكون قويه بايمانها وتتصبر.. وتكون الى الله اقرب ..
علمتها بامور الحياه وطلعتها من قوقعـه الغباءه اللي دخلتها فيها الدار ..
ورتها العالم من منظور خبرتها الطويله ..والسنوات اللي عاشتها بهالدنيا ...
كبر تفكيرها كثير .. اكبر من عمرها بسنوات ..
عرفت ايش الشرف وكيف تحافظ عليه بقوه وحزم ..لانه اغلى من تملكه ..
ضاعت سنتين من عمر رحاب بدون مايكون لها مستقبل .. أو .. أي اوراق رسميه تثبت وجودها .. او حتى مدرسه تروح لها ..
دخلت بالـخمس تعش ..
و زاد المرض على مزنـه .. حست رحاب بالخوف والجنون يتمكنها .. كيف تمرض لهالدرجـه ..
ممكن تفقد فيها مزنــه ..
كانت تمشي فيها بمستشفيات الحكومه .. مثل الام اللي تركض بولدها .. : امـي تعبانه واللي يرحم والديكم قدموا الموعـد لشهر هـذا ..
الرسيبشن : أسـف .. في كثير قبلها ..
صرخت بين دموعها وهي بالخمس تعش .. وسانده مزنه عليها لزحمـه الكراسي : تكفـى الله يخليلك امـك امي مريم وبتموت .. قلبها مايتحمل ..
الرسيبشن : والله اسف ماقدر ..انتظري دورك ..
قبل لاتنطق رحاب قالت مزنـه بضعف : خلاااص يا رحاب خلاااص ياأمي انا بخير رجعيني للبيت ..
رحاب بحنان وهي تبكي بجنون : كيـف بخير وانتي تعبانه كذا مو قادره تتنفسي ..
شدت مزنـه على أيـد رحاب : ماعليـه ياأمي تعودت بصير احسن بس طلعيني من هنا بنخنق اكثر ...
مسكتها رحاب بظهرها وايدها .. تحاول ترفعها عن الارض ..نفسها ترفعها من الارض وتمشي فيهـا ..للبيت ..
هـذي الام الحنون ..
هـذي الانسانـه ..
هـــذي امـــي ..
هــذي الاميـه .. اللي علمتني اقراء بتجويد القران ..
هذي اللي علمتني اخيط ازرار قميصي ..
هــذي مدرستي وامـي ..
ناظرت مزنـه برحاب .. عندها عيـال كثير وجحدوها ورموها حتى زياره مازاروها .. وهذي البنت اللي ماتقرب لها شي .. بعيده عنها ماعاشت معها الا سنتين .. نفسها ترفعها عن الارض وتزيـح همها ... تخاف عليها من المشي ..
عند بوابه المستشفى قبل لاتمـد رحاب ايدها للباب تدفه مثل مامكتوب على لوحته " ادفـع " .. قبل لاتوصل اصابعها بتطلع .. ارتخت مزنـه بين ايدها ..وطاحت ..
التفتت برعب واللي كانت خايفه منه حصـل : يمــه يمــه ..
نزلت لعندها بسرعه وحاولت ترفعها : يمــــــه ..
مزنه فتحه بسيطه بس بعيونها تقدر تناظر فيه عيون رحاب ودموعها وتسمع صوتها ..
قالت بصوت مرتجف وهي تحس بالجمول باطرافهـا وايدها ترتعـش : رحـ..ـ..ـاب .. بنيتي ..
رحاب رجع الدم لعروقها وماهتمت لتجمع اللي حولها .. والازعاج .. : يمـه قومـي انا مالي غيرك .. يمـه انا عايشه لـك يمـه تكفين ماالي غيرك ..
مزنـه شهقت وتحشرجت روحها..خافـت تموت قبل لاتودع بنتها.. قالت بصوت مكتوم .. : تماضر .. ورقه بداخل المصحف .. روحـي لها ..تماضر يارحاب روحي لها .. لاتنسي اللي وصيتك .. صلاتـك وحجابك وسترك يارحاب .. وامـك .. سامحـيها .. الرسول كان يتيم يارحاب انتي حبيبته وصى عليك ..
رحاب مسكت ايد مزنه وهي تشهق بالبكـي : لاتتركيني انا ماصدقت حصلتك .. الله يخليك – باست ايدها – ابوس أيـد لاتتركيني مالي غيـرك ..
مزنـه: انا معـك يمي .. كنت ابي اموت وانا ساجده .. بس احضنيني يامـي احضنيني .. مثل ماوصانا بالرسول ..- ضمت سبابتها للوسطـى – انا وكافل اليتيم كهاتين ..
ضمتها رحاب بقــوه وهي تتمناها ماتروح ..ارتعش كل جسمها وهي تسمـع صوت مزنـه تتشهـد : اشـ...ـهـ.. ـد ان ... لا.. الـ ..ـه .. الا.. الله ..وان ... محـ..مـد .. رسـ.. ـول اللـ..ـه ..
وسلمت الروح لباريها شاخصة البصـر مبتسمه ..
رحاب دفنت راسها بصدر مزنه لاخر مـره .. وتذوق طعم الفراق والوحده لثانـي مرره ..
قالت بنفس طريقه نطق مزنه لكلمه " امـي"
: يمــي .. يمـــي ..يمـــــــي .. والله انتي امــي ..انتي قطعـه مني ..
رفعوها الممرضات بصعوبه عن مزنه وهي معارضه تبغى تضمـها ...
ليه يحرموها من امها ثاني مره ..
ليـه تنحرم من هالمشاعر بعـد ماحست فيها أول مـره وذاقت حلاوتها ..
كانت قويه بايام العزاء اللي ماحضروه الا جيران مزنـه وحريم الجمعيـه الخيريه ..
قويـه مثل ماعلمتها مزنـه على الصبـر والتحمل وانا هـذا قضاء الله وقدره ..
جلست ثالث يوم بايام العزاء ..
بالبيت الصغير لوحـدها ..
رفعت ملابـس مزنـه وضمتها .. وبكـت ..
ريحة جسمها النظيف ..
تريحها .. تحسسها بوجودهـا ..معها ..
ناظرت بمصحف مزنـه وتذكرت حكيهـا بالمستشفى ..
تماضر ..؟!
من هـذي تماضر وش هالوصاه اللي توصيها ..
فتحت على سوره البقره اللي تقرائها دايم حصلت ورقه بيضاء .. وفتحتها ..
فيها اسـم تماضر و رقـمها ..
لبست عبايتها وطلعت من البيت .. وصية ولازم تنفذها ..
وقفت عند كبينت تلفون ..
اخذت السماعه ودقت على الرقـم ..
بعد اكثر من دقتين جاء لها صوت مرتفع شوي : الو خير ..
بلعت ريقها واضح ان المعامله رايحـه فيها ..: السـلام عليكم ..
وضح الصوت باستغراب : وعليكم السلام ..
رحاب بتردد : موجوده تماضر ..
: انا تماضر من معـي ..؟!
رحاب : انا رحاب من طرف مـ
قاطعها صوت يرحب ويهلي : هلااا رحااب وينك .. توقعتك تدقـي اول يوم من العزاء ..
رحاب بلعت ريقها وريحها استقبال المراءه ..: مافضيت ياخاله ..
تماضر : انتي وين هاللحين .. ؟!
رحاب ناظرت حولها : انا قريب من البيت ..
تماضر : اسمعي ارجعـي للبيت واجلسي فيه لاتطلعـي لحـد ماجي لك ..
.
.
.
.
صحـت من غمرت ذكرياتها على هزت ام حمزه لكتفهـا ..: رحـاب .. رحـاب فيتس شي ..
قفزت مثل المفزوعـه ..: ها ايش فيـه ..؟!
ام حمزه : لاااا حالتس صعبه وش فيتس وين رحتي ..؟!
ناظرت رحاب ساعتها من لساعه ثمانتيه لهاللحين مسرحـه ..
ام حمزه بعصبيه : ماهي بحاله ذي كل يومين اجي واشوفتس مسرحـه بيضيع حلالي على كـذا ..
تاففت رحاب : وش اعملك ماسرح شوي الا انتي ناطـه بوجهـي ..
ام حمزه : اقوولتس نصيحـه لاتحلمي كثير .. ترى احلامتس بتضيعتس ..
رحاب تنهدت : لااا أرتــاحي انا ماحلم ..ولأفكـر احلم حتى ..الا انتي وش مجيبك هنا ..؟!
أم حمزه : عندي أغراض ناقصـه بالبيت وبشتري .. والحمدلله اني مريت اشوفتس ..
رحاب تحمست : أغراض .. أغراض ايش ..؟!..خـذيني معتس وربي طفشانـه ..
ام حمزه رفعت ايدها وقالت باستنكـار : لاااا لااا ياقلبي خليتس مكانتس أزين ..
رحاب طفى حماسها ومدت بوزهـا .. نفسهـا تروح تتسوق مثل ماهي تناظر بخلق الله يتسوقون ..: زيـن جوعانه بروح للبيت اكل لي شي ..
ام حمزه : خذيلتس خمسه من الدراهم واشتري لتس شي ..
رحاب اكتمت ضحكتها ..واخيـــرا ..
بسرعـه قامت لعند البوفيـه اشترت الفلافل اللي نفسها فيـه مع البيبسي ..
ياحلـو طعم الشي بالفـم اذا كنت حاس بقيمتــه ..
اكلته بتلذذ فضيـع ..
..
&@^%$#&%*$#)#(@!#)
ورود في مزبله الواقع..
رومانسيه .. واقعيه ..جريئــه ..
&@^%$#&%*$#)#(@!#)
(( المصيبـه لاصارت حاجتك عند انسـان بخيل ))
رجعــــــت لحياتها القديمـه ..
ودعت الدلع والخدامات ..
بدت مشوارها من جديد بالشقاء ..
تخدم موزه وعبدالعزيز وبنتهم التافهه ..
من اول ماصحت من النوم .. من تغريـد العصافيـر ..
وهي مثل النحله لكن بعكاز ..
تلف البيت وهي تضغط على رجلها الضعيفه بالم ..
من المطبخ .. للغرف .. لصالات والمجالس ..
حتى الحديقه قالت لها تنظفها ..
.. : بشااااير بشاااااااااااير وجعه ..
تاففت وهي واقفه عند النافذه الطويلـه تمسحها ..
أمس بس وصلت .. أمس رجعت .. لـكن ماتسمع الا صوت موزه الامـر ..
اعملي العشاء ..
نظفي الحمام ..
شطفي الملابس ..
اغسلي المواعين ..
انفضي المراتب والسراير ..
كرفتهــا كرف ..
وكانها شركـه تنظيف ..
البيت مو وصخ بس الا ترجع تنظفه ..وماتجلس فاضيـه ..
كل هذا لانها مقهوره من جلسـت بشاير سنه وكم شهـر بدون كرف مدللها فيهـم فواز ..
فـــواز..
بلعت غصتها من ذاكرتـه لها .. امس بس افترقوا وكـانهم شهور ..
وقفت قبال موزه .. و شعرها ملخبط وبيجامتها مبهدله من التنظيف ..وجسمها كلـه مكسر ..
اخذت نفس طويل متعب : هلا يمه بغيتيني ..
احتقرتهـا موزه .. وقالت بتسلط .. : لااا تستهبلي حضرتك ..من متى وانا اناديك ..
بعدت عيونهـا عن وجه موزه قبل لاتمشخه هاللحين .. : ماسمعتك ...؟!
..اشرت موزه على صحن كبير فيه بقايا فاكهه ...من بعدها هي وزوجها والمحرووسه الدميـه ..
: ارفعي هذا من وجهي ..ودقي على "سعاد " جيراننا .. قوليلها امي تبغاك ..
قالت بانصياع و مابيدها شي ..
تحت رحمه الله ثم رحمتها .. : ان شاء الله ..يمـــــه ..
شددت على "يمه" من قهرهـا .. أي حد ينقاله يمه ..
لان كلمه يمه او ماما ماتهمها..
ولااا تحب هذا اللقب وهذي الكلمــه ..
لان مافي ام تحب بنتها بجد ..
رمتهـا بالشارع بعد ماضربتها وحرمتها المشي السليم طول عمري ..
ايوه هي اللي رمتها .. كذا قالت لها ماما مريـم ..
تنهدت .. (( اللـــه لايسامحها ولااا يحللها حرمتني من رجلي ..))
رفعت الصحون بسرعه تبغى تخلـص من شغلهـا.. وجلست على كرسي قريب تـريـح ساقهـا شوي ...
مرخـت ساقهـا .. وابتسمت بالم ..
الـم الذل .. والاقدار ..
تتزوج وتنفصل ..
مافي أي استقرار بحياتها .. لمتـى بتضل على هالحـال ..؟!
وش نهايتها ماتدري ..؟!
اساسا وش كانت بدايتها واول حياتها ..
من بعـد ما أختفت رحاب او بالاصح هربت ..وقلبوا الدار والمنطقه عليها وعجزوا يحصلونها .. ومريـم زايـده قسوه وتجبر ..
المسؤليه كانت عليها وبوجههــا...
حال بشاير وفجـر و شجن .. متوتـر .. لان خطاء رحاب دفعـوا ثمنه هـم ..
ومارتاحـوا الا لما وصلت "عائشه ".. ارق انسانه قابلوها ..
كانت صغيره متطوعـه تكون مسوله عنهم هم الثلاثه ..
وياا أحلى ام .. ماما عائشه ..
تحبهم وتلعبهم وتهتم فيههم .. وتعطيهم حقههم بالتفكير بالنسبه لاعمارهم المراهقـه ..
احتوتهم في حدود النظـام والقوانيـن ..
دللتها من الايادي البيضاء اللي تتصدق لهـم ..
ماتنسى بشاير ايام ماما مريـم ..
قمــه في الانسانيه والحنـان ..
مو بس حبوها الا عشقوها وتعلقوا فيهـا ..
تسمع لهم وتضحك معـهم ..
... انسانه بمشاعر ماتعودوا عليهـا ..وعوضتهم عن فقدان خواتهم الثنتين سديم ورحاب ..
وكانت بشاير تغليها من اللكل لحالتها الصحيـه .. وهـي تستخدم الكرسي اكثر من العكاز ..
وباصرار من عائشه تترك الكرسي وتستخدم العكاز وحمسوها فجر وشجـن ..
بصعوبـه بشاير تقبلت الفكـره لكن نظرت للحياه من جهه ثانيه ..لو مشت بعكاز اهون من الكرسي ..
وفي عندها امل وجود عائشه اللي ارتفعت معنوياتها وثقتها بنفسها منهـا ..
بشاير كانت تناظر عائشه بانبهار وعيون مصدومـه ..
وكانها تشوف شي بعيـد عن الواقـع او حلـم قبالها ..
في نـاس كذا ..؟! .. في ام كـذا ..
تتمنى تكـون مثلها وبقدوتها ...
عودت نفسها تتعامل مع الناس بحنان .. مثـل عائشه ..
حاولت بكل ماتقدر تكون بشاير نسخـه عائشه الثانيه ..
حتى بطريقـه حكيها البارده الهاديه قلدتها ..
بحركـات ايدها وهـي تحكـي ..
بطريقه اكلها.. ولبسها .. والوانها ..
بشاير عندهـا عائشه القـدوه ..والمثال الاعلـى ..
وعاائشه كانت مبسوطه من بشاير ومن شجن وفجر اللي صارت ثقتهم بنفسهم اكثـر ..الا ان فجـر كان تفكيرها مختلف عنهم وماتعجبها ارائهـم لانها تنظر للحياه رجل ومراءه وبس على صغر سنها ..
كان لطفولتها دور قبل ماتكون بالدار ..
أنبسطت بشاير وملكت الدنيا كلهـا لما قالت عائش هان في عائله تبغى تاخذها لانها حلوه وطيبه ..
ماهتمت لفقد قدوتها من فرحتهـا واحلامهـا بره الدار ..
اخيــره بتكون لها حياتها مثل ماقالت لهـا عائشـه .. اخيـــرا بتترك هالمكان مثل سديم و رحـاب ..
ودعـت عائشه وهي حاسه انها بتقابلها مره ثانيه ماتستوعب انها بتفارقها للابـد ..
جرت شنطتها الصغيره وهي لافه الغطاء على شعرها الاسود ..
والابتسامه ماليه وجهها : أنـا بشاير هنا ..
نقلت نظرها للمراءه البشوشه والرجال الهـادي ..
هذولاء امهـا وابوها ..
هم اللي بيعوضوها عـن الحرمــان ..
موزه بطيبه زايده متصنعه : هلااا ببنتي تعالي لحضني ..
حضنتها بشاير بفرح ومادرت ان هـذي وحده انتهازيه ..استقلاليـه اخذتها تتربـح منها .. وتعمدت تختارها عرجاء علشان توصل لمبتغاها الخبيث ..
اخذتها وعاملتها بقسوه ..
.
.
.
رميت بقايا الفواكه بسله الاوصاخ ..وناظرت المجلاء " حوض الغسيل " .. اكوووام من الصحون القذره ...
تنهدت ورفعت سماعه المطبخ .. دقت على "سعاد "...
رنه ..
رنتين ..
الثالثه ..
جاء لها صوت سعاد الخالي من الانوثه : آلــــــــــــــو ..
قالت بشاير باحترام لان سعاد مرأه كبيره : آلو خالتي سعاد ..
ردت عليها بصوت مشمئز.. تذكره بشاير وماتنساه هو ونظرات الاحتقار اللي تمشلها اول ماتقابلها .. : من بشـايـر .. متى تطلقتي ...؟!
اخذت نفس تصبر فيه نفسها وتهدي اعصابها ..
عاااااادي مفروض تعودت ..
مو هي تستاهل الاوسكار على طلااااقاتها ..
قالت بطبيعتها الهاديه ..: امس ..
– دخلت بالموضوع قبل لاتسمها بحكيها اللي يالم القلب ..-
..امي تقول اذا ماعليك امر تزوريها اليوم تبغاك ..
قالت سعاد : زين قوليها العصر انا عندكم .. يله مع السلامه ..
ردت عليها بكل احترام : مع السلامه ..
سكرت منها وهي مثل الهم على القلب ..
ماتدري ليه حست انها مو امس تطلقت كانها من شهور او سنوات يمكن لانها تعودت على الطلاااق ..
دخلت على موزه غرفتها وهي تعمل مـاسك لبشرتها المتجعده ..: يمه ..
مارفعت راسـها : خيـر ..
قالت بهدوء وبرود : حكيت مع خالتي سعاد وقالت العصر بتجي ..
لفت بشاير بطلع بس وقفتها .موزه. وهي تاشر بتهديد : سمعتي .. العصر كل شي يكون جاهــز ..لاتفشليني مع الحريم ..
هاللحين حرمه وحده حريم ..
بشاير تخاف من موزه وتكرها لانها ظالمه .. : ان شاء الله ..
رجعت للمطبخ وانشغلت بالمواعين والصحون الكثيره ...
(( ليــه انا لي الكرف والتافهه اللي فوق ماتحرك شي ..))
تذكرت فواز .. جاء طيفه ببالها ..
هزت راسها بالنفي ..
(( أطلـــــــع من راسي ..
الله يسعدك لو مع غيري ..))
سمعت من وراها .. صوت اللي ينقال لازم تناديه ابوها ..
عبدالعزيز : بشاير انتي هنا ..؟!
التفت له : ايوه يبه ..
قال بسرعه واستعجال : بطلـع انا ورجال لصلاه وانتي بسرعه نظفي المجلـس ..ابغى ارجع القاه نظيــف ..
بعــد انت تتامر ..
آآآآآآآآآآف ...
اخذت المبخره الكهربائيه وهـي نفسها تحذفه بعيـــــد ..
لبست شبشها الاسود .. وطلعت للمجلـس ..
رتبته بسرعه قبل لايرجعوا وتكون حكايـه .. وهي تركب فيشة المبخره انتبهت بشي اسود على الطاوله ..
قربت منه اكثر ..
وعرفت ايش .. بوك ..
حست يدها تاكلها .. ورفعته
و عيونها على الباب ..
كان مليان ..
(( مشـاء الله فيه دراهم وميئات جديده ..))
ومثل عادتها مااقدرت تناظر دراهم والا ذهب وتمسـك ايدها ..ماتسـرقـه
فتحته وطنشت كل الكروت ..
بالبدايه اخذت "مئه " ورجعت ...
بس البوك مليـــــــان وهي ماقدرت تقاوم ..
فتحته من جديـد واخذت المئه الثانيــه ..وسحبت خمس مئه قطعه ..
لما استقرت على الف وسبع مئه ريال .. وتركت له الباقي المئيات ...
سمعت صوت السياره ...
رجعت البوك لمكانه بهدوء .. ولاكانها حركته ..
وطلعت من المكـان وهـــــي مبتسمه ..
معقوله تكون بمكان بدون ماتسرق لها شي ..
يدها تحكها و تاكلهـا ..
طبعها كذا من صغرها وش تعمل ..
وحده وعشرين سنه وهي اللي تعجبه عيونها تاخذه ..
بدون محد يحس بخفه ايدي ..تسحبـه ..
متمرسه ..
: ههههههههههههه ..
رجعت للداخل وكملت شغلها مبتسمه ..
• أيـوه تسـرق ..
حـــــــراميه ..
&@^%$#&%*$#)#(@!#)
ورود في مزبله الواقع..
رومانسيه .. واقعيه ..جريئــه ..
&@^%$#&%*$#)#(@!#)
يدا بيد نضع للارهاب حـــد
وشعارات كثير ضد الارهاب .. والفئه الضاله ..
.
.
كان الجهاز بحضنه يدور على شعار مناسب يقدمه للمدرسه ..
من ساعات وهو بالفوتيشوب ينسق بالالوان والاشكال ..
بايده الناعم ملمسها بزياده... على ولد او بالاصح رجال بسنه ..18 سنه .. ومزين ايده باأسوار كثيره حمراء وصفراء وخصراء ..
اخذها بالسعر الفلاني من فيرساتشي ....
يومين يرميها ويجيب للي اجدد منها ..
نقدر نقول عنه نص خكري ..
لكن مو خكري خكري.. ستايل وبـس ..
لانه مدلل الماما والبابا ..
كانت اصابعه تتحرك برشاقه على الاب توب ..
ويصمم سيفين ونخله .. يعني العدل ببد الخير مو بلاد الارهاب مثل مادعوا ..
دمــه محروق وثاير على اعداء الدين والمله قبل مايكونوا اعداء للوطن ..
يحملـوا شعارات كذااابه ومزيفه وينسبهوها لاطهر رساله على وجه الارض ..
سنــه رسول الله " صلى الله عليه وسلم "
مبتدعــه .. ضاليـن ..
ماينتسبوا لسعوديـه بلد الحرمين ومهبط الوحي .. باي شكل من الاشكال ..
كان عنوان تصميمه جاء بالصميم لهالفئه ..(( الملك لله ثم لـ آل سعود ))
وهو غرقان بعالم الالوان والفوتيشوب..
بقمــــه اندماج ..
ثواني ويسلمه تصميمه للمدرسه ..
ماطلب الفوز بالجائزه .. لكــن بمجرد الاحساس ..انو عملت شي لوطنه ودينه ..
اول مره يحس انه مقهور من شي مايعنينيه ..
لانو مشهور بالدم البااارد ..
حس قلبي طاح برجوله اول مافتحت الباب بقوه ودخلت للغرفه مثل البرق ..تفتح الادراج بعشوائيه ..
من غيرها مزعجته ومنقصه عيشته بهالبيت ..
رفع صوته عليها باعلى طبقاته المنخفضه خلقه .. وهو يبعد الاب توب عن حضنه ويعدل جلسته بالسرير..
: هيـــــه انتي خيــــــــــر ...
ناظرته بعصبيــــه وهي ترمي الاغراض من الدرج .. وقالت بصوتها الخشن اللي يمكن أخشن من صوته : وينـــــــه ..؟
وقف بجسمه الشبابي وهو مستغرب .. حط ايده على خصره .. سالها عن جنانها وش اللي تدوره بغرفتي لها ..
.. : سديم .. ايش اللي وينه ..؟
سديم .. صرخت بعصبيه : بلاااا مخكره واتسهبال السيجاره وينها ...؟؟
عبدالله رفع حاجبه ..(( اهااا جائيه للحشيش ..
الله يفضحها مااتعرف تخفض صوتها لااازم اللكل يدري عن السم اللي تشربه ..
غلطت عمري علمتها على الحشيش هذي فضيحه ..))
سكر الباب بسرعه وهمس بخوف ..: انتي هيــــه تبغي تفضحينا ..
بلامبالاه متعمده صرخت : عبدالله يلــــــــه وينها ....؟؟؟؟
اشر بايده لحضه ..: وطي صوتك وبعطيك لاتفضحينا ..
فتح درج الكوميدينه وطلع سيجاره رشيقه تختلف عن اي سبجاره تنباع بالسوق : لاتستخدميها هاللحين .. الوقت صباح ..
سحبتها منه وهي تناظرها بعشق وتبتسم ..: اقول هات بس هات .. – اشرت بتهديد باصبعها – واسمع تجهز لي ثلاثه اربعه مو كل دقيقه انط عندك وكاني اطرك ..
اشر براسه بايوه و ابتسم بخبث ..
واخيرا جئت الفرصه لعنده..
.. بيطلب منها اللي يبغاه هاللحين ..: اوكي يالحلوه بس لكل شي ثمنه .. وانتي عارفه الاسعار مرتفعه وانـ
قاطعته وهي تشغل السيجاره : اخلص جيبها من الاخر .. كم تبي..؟
ببراءه مصطنعه: ولاشي بس صوره .. صوره وحده ..
تاففت.. وناظرته موعاجبها..
قالت بفرنسيتها الطلقه .. : نون .. نون ..عبااد مصختها ماكفاك الصور اللي فاتت ..
يكرها اذا حكت فرنسي ..مايدري وش يعجبها فيه ..
ناظرها باشمئزاز .. (( غير الفشجره مع بنات الجماعـه الصايعات ..
قال نون قال ..
تقول لااا اسهل واحلى ..
نون .. نون ..
غبيه وخبيثه ..الله يعيني عليها مع راسها اليابس ..))
قال بدلع طفولي .. يستفزها : لاااا ابغى جديده ..
احتقرته : صرر رجال مع ذا الوجه وبلا دلع زايـد ..
وجلست على التسريحه الفاضيه وتربعت وهي ماسكه السيجاره باهمال : يلــــه اخلص ..
ناظرها باستغراب : وين هنا ..؟؟ من جدك سديم ...؟!
سديم بعربجه : تبي والا فارق ..
يفـــــارق ..
تمزح هذي هو ماصدق ..
فتحت درجه وطلع كاميرا صغيره..
وهو يفكر بصوت عالـي : لااا افارق مجنون انا .. انتي ثروووه ..
اسندت خدها على ايدها
اللي ساندتها على فخذها باهمال ..
متربعه وهي لابسه بنطلون رمادي جينز ..
وبلوزه سوداء كات مبينه ذراعها النحيف كله ..
.. ورافعه قبعه البلوزه على شعرها بس انفها وفمها يبانوا .... وجهها خالي من اي تجميل ..كالعاده ..
حلف بداخله ..وهو يقزها .. (( وربي انها ارجل مني ومن شباب كثيـر ..هذا مشكلت العربجيات يبالغوا بتعربجهم ..))
جيــك ..
جيــــــــــــك ..
وضوء الفلاش عليها ..
اخذ صورتين وناظرهم بابتسامه ..
قال بحماس ..: لحضه لاتتحركي باخذ لك صوره ثانيه ..
وقفت وهي تاشر بايدها : لااا وحده تكفيك ..
طنشها ورفع الكاميرا عند عيونه أستعداد لتصوير .. : تكفين وحده بــــــس .. ولو اخوك ماله غلاء ..
تمنى انه ماقل اخوك ..
كانت زلـه لسان ماقصدها ..
نسى حساسيتها من هالكلمه ..
انفجــــرت بوجهه ودفت الكاميرا عن وجهها..
ورفعت اصبعها النحيف مررره بوجهه : تــوا " انت " ماتفهم .. كم مرره قلتلك مانت اخووي .. وابعد القرف هذا عني ...
طلعت من الغرفه بسرعه مثل مادخلتها .. وهي تسب وتلعن فيه ..: متخلــــــف .. غبي .. انا لك ياعبيدان والله لو احصل غيرك ماجيت لك ..
سكر الباب وقفلته ..
هذي فلم رعب مو بنت ..
كانها كبريت بسرعه تعصب وقابله للاشتعااال ..
بس ماتهمه ومحد يجيب راسها غيره .. ماسك عليها شغلات مسكتتها ..
.
.
.
طلعــــت من غرفه عبدالله ..وهي معصبــه بزياده عن قبل ..
يوم عن يوم تزيد اخلاقها حــده وفرعنـه ..
طوال الوقت متوتره من سيجاره الحشيش .. ومن حالها اللي موعاجبها ..
عــــارفه ومتاكـده بداخلها ان كـل اللي تعمله حرااام ..
في حــرام ..
وكل واحد من ذنوبها يعتبر .. كبيره من الكبااار..
لكن الشيطان اذا تسلل لداخل الانسان .. خلـق فيه الوساس انه صح ..
ويخليه يكابــر عن الاعتراف بالذنب..او الخــطأ..
حســــت بضيقه تكتمها مثل العاده ..ولجات لاقرب الحلول .. شغلت السيجاره ..ودخنتها ..
فتحت ثلاجتها الصغيره .. تدور على شي غازي تشربه معها ..ماحصلت شي ..لانها مدمنه عليهم ...
سحبت من طاولتها كيت كات اللذ الانواع لقلبها ..وفتحته بسرعه ..
كيت كات ..
سيجاره ..
كولا..
على معده خاليه بالصباح ..هذا هو الانتحار البطياء ..
حكـــــت مع الخدم يجيبوا لها طلبها ...
روقت اعصابها بسيجاره وكيت كات..
اصبع كيت كات بيمين فمها.. والسيجاره على شمالها ..
حست بروقان واسترخاء يملوا جسمــي..وخموول ..
بس ناقصها كولا .. وطبعا نفذت الكميه من ثلاجتها لانها تعشقها..
..
دقت على الخدم : سيري .. جيبي لي ثلاثه كولا مع ثلج..
سكرت بوجهها .. علشان ماتتاخر عليها بالكولا ..
برود : هذولاء الخدم ملاااعيـن يامعاملـه كلاااب والا ماينفع معهم ..
وقفت عند باب دولابها اللي انفتح اتوماتيكي ... وناظرت فيـه بطفش ..
اي ملابس تاخـذ للجامعه وبالذات انها ماداومت من زمـان ..
وماقابلت ديما من يومين ..
ماهي مشتاقه لها .. ولامبسوطه لمقابلها ..بس تبغاها تنفخها مثل العاده بالجامعـه ..
التفت للباب اللي يندق ..اكيـد وصل الكولا ..
: أدخلــي..
دخلت العربه وعليها الكولا والكاسات والثلج ..
ناظرت سديم بوجـه سيري ..
تكــــــــره الفلبينيات لدرجه محـد يوصفها ..
صرخت فيهــا : ليـه عربه كلها كولا .. وبعديــن ليه كم علبــه ابغى كراتين ارسلـي السايق اذا مافيه ..
فتحت فمها سيري .. صرخت فيها قبل ماترد : سدي فمك وضفي وجهك دقايق والكولا بثلاااجتـي سامعـــه ..
مانطقت باي كلمه بس نزلت راسها للارض مرعوبه منيها .. وطلعت بسرعه سكرت الباب ..
باستهزاء : ماعـــاد الا الفلبــن .. بعد ..
فتحت الكولا وكانت مرره بارده ماتحتاج ثلج ..
ناظرت بساعتها ..
السـاعه خمســـــه الفجر ..
:: أووه .. جد اني بلهاء تو بدري على الجــامعه ..اطلـــع افطر بالمطار احسن لي ..
ايوه بالمطــار .. تاخذ خط من قصرهم للمطااار ..
هذي طقوساتها وكذا جوها ..
فيهــاا طــاقه ماتعرف وين تطلعها ..
علشان كـذا تعشق الجنوون ..والشي الغريب الشاااذ ..
حطت الكولا اللي شربت نصه بثواني معدوده على معده خاليه ..
ولبست بلوزه رسميه صفراء شفافه مرره ..
وفوقها جكيت قطني موف .. ..
احب البس الشتوي بالصيف ..والصيفي بقمه البرد ..
علشان تتميز ..
لبست بنطلون جينز ازرق طويل .. خصر واطي مرره ..
ونزلت للباركنق علشان تطلع مع السايق الا بوجهها رهف راجعه من بيت صديقاتها ..: وين طالعه ..
سديم وهي تسكر العباءه وتلف الغطاء على راسها وكانها بمعركه معه : للجامعـه .. يعني وين ....؟!
رهف ببساطـه : بس اليوم الخميس مافيه جامعه ..
سديم تذكرت وتفشلت بس قالت بصوتها المبحوح : ايوه عارفـه بس استهبل ..- دخلت لسياره - يله ادخلي لداخل اخرتيني ..اورفوار ..
رهف : اورفوار ..
.
.
.
جالسه بالسياره متكيه فيها..
وعيونها على الطريق مع اغنيه خالد عبدالرحمن وصوته الشجي ..
تناظر بالامكان الصحراويه تقريبا بطريق المطار.. والسيجاره بفمي ..
هنا مزاجها .. وهذا كيفها..
مخــها يمخمخ هنا ..
وبكــذا تسترخـي..
رمل وصحراء ..
وصوت خالد ..
وسيجاره حشيش ..
وش تبي اكثر ..
رمل موطنها الاصلي .. وين ماخذوها منه ..
تكيف علليه بطريقه محد يتصورها .. تحب تجلس فوقه وتدفن جزء من رجلها فيه ..
وتلعب فيه بيدها .. رمل ناااعم ذهبي ..
السايق اين مفتحه وعين مغمضه .. داايخ ويبغى ينوم .. في حـد الساعه خمسه الصباح يطلـع الفطور ..
نبهته لايقلب السياره عليها .. توها صغيره وتبغى تعيش حياتي.. بدري ع المووت ..
: عبدالستاااار فتح عيونك وانتبه لطريق ..
.
.
.
.
نزلت للمطار وناظرت بالازعاج حولها ..
ياحبها للازعاج وزحمه الناس ...
وقفت بعيــد عن الناس كالعاده ..
وجلست على كرسي بكوفي قريب ..
صحيح انها بعيده عن الزحمه عن الناس بس تعشق جوهم ..
اخذت ليها " لاتي" تغير طعم الكولا والكات كات ..
سندت وجههــا اللي فاتشته .. على أيـدها ..
ايش يعني حد يناظر وجهها ..
هي بنظر نفسها .. بشعه وكانها واحد من العيال ..مافيها أي انوثه .. ليه تتعب حالها وتكتم انفاسها وتغطي ..
نــاظرت بالناس حولها ..
اللكل يبكي والدموع ماليه المكان ..
اللي يودع حبايب يبكي لفراقهم ..
واللي يستقبل حبايب يبكي لشوق لهم ..
مشاعر انسانيه تملى هذا المكان ..
بعيده عن الرسميه وتحجر المشاعر..
ابتسمت كل ماشافت ام تضم ولدها مشتاقه له ..
والا اخت تعاتب اخوها طول الغيبه ..
والا اب يضرب ظهر ولده بفخر انه رجع وماخذله ..
سديم بكيها قليل مرره .. دمعتها عزيزه ماتنزل بسرعه ..
يمكن تغرق عيونها تتاثر بس ماتبكـي ..
لان الحياه علمتها كيف تعز دمعتها اللي تبين ضعفها وقلة حيلتها ..
حست بدموعها ملت عيونها ... وهي تناظـر ..ام تودع ولدها وماتدري هو راجع اولا ..
(( ليـــه انا امي مابكتني لما رمتنــي بالبر ..؟!
ليــه ماخافت علي من السلق والسبعان والذيابـه ..
ليـــــــه ما نزلت حليب من صدرها ورضعتني ..
ليه تركتني بين الرمــل ؟!))
وهي تناظرهم تسال .. وتدور جواب ..
يقولوا الام ماتضحي عن ضناها ..
الام .. ام ..
كلمه كبيره ماقدرتها امها ..
ضغطت على اسنانها بقوه .. ..
ماتستاهل ترجيهــــــــــا ..
هي تكرهــــــا ..
تكرهــــــــــــــــا ..
ابتسمت وشفايفها ترتجف وهي تناظر باخت تودع وتضم اخوها وكانها خايفه يضيع سندها بالحياه ..
ضغطت على كوب الكابتشينو لاتي ..
(( انا كان عندي اخـت والا لااا .. انا كان عندي اخو وسنـد والا لااا ..
هم عايشين والا ميتين .. حولي والا بعيدين عنـــــي..
سعــودين والا لا...))
قفزت ونفخت على ايدها ..
حرقتها من دون ماتحس ..
كتت الكابتشينو عليها من كثر ماضغطت ..
لكن
مانزلت عيونها ضلت معلقه بهذااك اللي ودعوه امه واخته ..
وناظرتهم باكبر فضول ..
كيف بيسلم عليه الشايب اللي واضح انـه ابوه ..
اشر بشموخ لولده وهو يقاوم دموعه ..
اشر له وكانه يحلفه يرجع وماينساهم ..
((ياترى لما رماني ابوي بالصحراء .. متلت عيونه دموع والا لا..
ودعني وباس جبيني والا لا ..))
جو تتمنى تعيشه وتجربه ..
اخذتها هناء وزوجها .. من دار الايتام ..
ودعت فيها حياه الظلم والبائس ..وهي بالـ12 سنه ..
مادرت انها دخلت بدوامـه ظلم كبيره ..
كان استقبال زوجها عادي مع نظرات حنان خفيفه ..
وهناء رفعتها من الارض لفوووق السماء..
بحنانها وعطفها ..
لعبتهـا وحضنتهـا ..
لحـد ماصر عمرها 14 سنه ..
حلت اللعنه والنكسه ..
ماستمرت معها كذا ..
.. ربي كتب لهناء تحمل بعد عقم .. سبع سنوات ..
شايفين حضها كيـف ..؟!
ماكانت تجيب متلهفه على الطفـل ..
لكـن لما اعتبرتها بنتها وولدها .. صارت حامل ..
صااارت ام .." ام عبدالله "
ومن بعـــدها .. رجعت لها ماما مريم بس بصوره اقسى وابشع ..
رجعت لظلم والقهر ..
ظلمتها كثير وكان زوجها مائيدها ..
ترجتهم يرجعونها لنارها الاول "ماما مريم " ..
لدار ..
لكـن رفضوا علشان يبانوا عند الناس ..
الحنونين المتفضلين بتربيتهم لبنت يتيمه وكفالتها ..
..
حملت برهف بعد سنه وحده بس ..من حملها عبدالله ..
وهنا عرفــت سديم قدرها كيف ..عررفت انها ولا شي ..
مهمله ..
صحيح غرقوها بالاكل والفلوس ..
وعيونها شبعت من الجوع والفقر ..
لكن صارت مهمله محــد يناظري ..
محـــد ..يلاحظ وجودها ..
مهما عملت للفت الانتباه ..
هــي مو بنتهم ..
ولا اختهم ..
ولااا من دمهم ..
ولااا دمها نظيف من الاساس ..
بنت مالها اصـل .. مجهولـه ..
هـي احقر من قلم رصاص بقصرهم ..
حست بقلبها يالمهـا من الذكريات اللي تقتلها وتدمرهـا ..
وتزيدهـا قسوه وعربجــه ..
دايم يقولوا لهـا انتي مو بنت ..
انتــي بشعه ..
وهي صدقت انها كــذا ..
.
.
.
رمت سديـم الفلوس على الطاوله ...وقفت وهي ماسكه كيس أكواب الكوفي الساخن ..
اخذت كثير لديما واهلها .. قررت تزورهم وتغير جـو ..
اخذت طاقه وجرعه اليوم كافيه .. بعد ماحست ان الحياه فيها خير ..
وان مو كل الاباء يرموا ابنائهم...
وعرفت قدرها من الدنيــــا هذي كلها ..
.
.
.
اخذوا الطريق رجعه ..
وهـي حاسه بشوق لكل اللي سافروا وكانهم اهلها او يعنوا لهـا ..
ودعيت بسرها يرجعوا سالمين ..لاهلهم ..
ومايحرم عيون ولد امه ولا ابوه ..
.
.
دخلـت السياره الفخمه الحي القديم ..
نزلت سديم من السياره وهي لافه الغطاء اكثر من لفه على شعرها ..وكانها لافه شماغ ..
ولابسه نظاره شمسيه شبابيه من ارماني ..
علقت ايدها على الجرس والسايق واقف بجنبها ومحمـل الاغراض ..
انفتح الباب وناظرت بسديم من طرف عيونه : خيـر ,,.!
سديم من دون ماتناظر وجهها الكريه : وين ديمـا ..؟!
ردت عليها بطفش وحـده : مو هنا ويله فارقي ..كم مره قلتلك لاتزوري بنتي وابعدي عنها ..
سديم بخشونه : اقول ابعدي عن الباب السايق بيدخل اغراض لبنتك .. – رفعت صوتها وهي تنقل عيونها لداخل البيت القديم .. – ديمـا ياا ديمـا ...
ام ديما بنرفزه : ديمه مو هنا ويلـه ابعدي من هنا لابارك الله فيك ولااا باهلك يابنت الحرام ..
ديما كانت واقفه عند الباب وتسمع صوت سديم والنقاشات وايدها على قلبها (( حـرام عليك يمه .. سعود ماتستاهل .. ))
سديم باصرار : انا داريـه انك مانعتها ياوجه الاخـص الله لايردك .. بس انا بعلمك .. عبدالسلااام دخل الاغراض ..
ام ديما دفت الباب بقوه وسكرته : لااا بارك الله فيك ولا بدراهم تجي منك .. فارقـي ..
سديم انقهرت منها وصلت معها طلعت جوالها ودقت على ديما ..
ديمـا كانت لهالحين بمكانها وقلبها مع سديم .. امهـا تمنعها عنها بكـل الطرق ..
مثـل ماتمنع عنها أي شي بحياتها ..
ابـوها موسوس وشراني .. وماخذ الالتزام بالثوب القصير واللحيـه شكل ..
حتى لجماعتهم مايرضـى ..
ومن كثر الكتب للاسف انحرفت بالطريق الخطاء ..
صحيح الستر زين بالبيت ..
بس هو ضاغط عليهم ونسى يمسك بيدهم لطريق الصح ..
ماقال لهم اسبابه بحبسهم ..
و ماحمسهم يحفظوا قران او يدخلوا تحفيظ يفرقوا فيه طاقاتهم الشبابيه المكبوته ..
مفروض اذا كان شاد بشي يرخي بشي ..
يطلعهم يمشيهم يوريهم العالم من حولهم بنظرته هو .. بطريقه هو .. مو بهالاسلوب حبس وبس ..
ياخذ شـي ويعطيهم شي ..
صرخت سديم بقوه اول مافتح معها الخط : يالملعـ؟؟ افتحي لي الباب امك الح؟؟؟ سكرته بوجهي ..
ديما بهمس ورجاء : والله ماقدر قلتلك لاااا تجـي امي ماتطيقك ويااااويلي اذا شافك ابوي ..
سديم بنرفزه اكبر : الاغراض عند الباب .. وعلى زق انتي وامك .. وش بتفيدك امك وهـي مو قادره على ابوك ..ماافي ام تعامل بنتها كذا وتحبها .. اصرخي عليها قوليلها اني سعــود مو أي احد بحياتـك ..
ديما بلعت ريقها : سعووود لاتصارخي كذا .. وربـي مو بيدي ..
سديم : اوكي لاصار بيد حاكيني ..
سكـرت بوجهها السماعـه ..
ودخلت لسياره معصبه .. بعـد ماتركت الفطور مع بعض الملابس والاكسسورات اخذتهم من السوق الحره بالمطار لديمـا ..: حـــــرك من هنـا ..
طاارت كل المشاعر اللي غذت فيها نفسها ..
&@^%$#&%*$#)#(@!#)
ورود في مزبله الواقع..
رومانسيه .. واقعيه ..جريئــه ..
&@^%$#&%*$#)#(@!#)
من بعد سهرت امس المعتاده والمالوفه عندها ..و الشبه يوميه ..
راســها مصدع .. وجرت نفسها جــر من السرير ..
تروشت وفطرت شي خفيف واخذ لها بندول ..
الشقــه كانت خاليه من أي شخص ..
لكــن بقايا السهره موجوده ..
كاسات مكسره وقزايز متناثر ..
وبقايا شيبس متناثر ..
المكــان حوسه وضايع فيها ..
طنشت بتيجي خدامه يوميه وتنظفه ...
نفسها تنام بس تبغى تطلع من جو الشقه المكتوم وتغير جو ..
اخذت عبايتها وشنطتها وطلعـت برى الشقـه مخنوقـه .. تكرره الشقه وصاحبها ..
واول ماركبت السياره ...
كالعاده دق عليها .. ..(( لاتخــــاف من الزمــــان ...
خـاف من اللي كل امانك بين ايديه وتامنه ..))
ناظرت بالشاشه " حبيبي " يتصل بك ..
حرك شفايفها بدون صوت : حبك برص ..- ردت وهي كـارهه ..قالت بدلع - طالعـه اقابل شروق ..
صقر بهدوء وهو يقلب بالاوراق اللي قبالـه .. : ويـن ..؟!
فجـر بطفش (( وين يعني .. بقابلها .. بكازينو ..)) : بالفيصليه ..
صقر : ومتى بترجعي ..؟!
فجر : مـادري بغير جو .. ويمكن اتغدى ..؟!
صقر : اذا بترجعي عطيني خبر اوكي ..
سكر السمماعه ..
فجر مسكت نفسها ماتكسر الجوال .. انسان بدون دم مايحــس ..
تنهدت بآأأه .. لو تقدر تطلع من هالحياء .. لو تقدر توفر لها حيـاه احسن ..وانظف
لو تعيش انسانه كريمه .. عزيزه ..
(( ياليت اهلي مارحوا لمكه هذيك السنه ولا اخذوفي معهم .. ياليتهم امسكوني كويس ..))
تذكرت اول مافطنت وحست بالحياه من حولها ..
والناس البشعين اللي كانت عندهم ..
قالوا لها بوحهها .. خطفناك من اهلك ..
ماكانت تفهم عليهم بس تمشي معهم عند المسجد الكبير اللي بنظرها ..
عند الحرم وتجلس بجنب كريمه اللي كان حكيها حكي اهل الغربيه ..الحجااازي ..
.. وفجر تقلدها ..
كبرت على ايدها ومعها .. تطر عند المسجد ..
ماكانت تستوعب ايش يعني تطـر ..او تشحذ ..
تنبسط تلعب على البلاط وتاخذ فلوس من الناس ..
تغيرت حياتها لاستقرار وراحه بعيد عن الشمس ومدت الايد لناس .. لما مسكوا اللي كانت عندهم .. مجموعه من الملتحين ..
ماعرفت ايش هما ..
بس بكت دمع لما اخذوها من كريمـه ..
وقفت دموعها لما اعطوها حلويات ولبس جديد .. وروشوها ونظفوها .. وركبت معهم لطياره .. كانت مبهوره بالطياره اللي ركبتها ..
هي بالجو والارض معلقه .. فرحتها ماتنوصف ..
وكانت عيونها مبهوره من الدار الكبيره اللي دخلتها .. وابتسامـه مريم البشوشه والمصطنعه بالحنان لها وللحريم اللي دخلوها لهنا ..
ومن هناك وهي ست سنوات كــــــانت صدمتها ..
سجـن بالنسبه للحريه اللي كانت فيها ..
نظافه بعد الغذاااره ..
نظااام بعد العشوائيه ..
صديقات وخوات بعد الوحده ..
فجر اكثر وحده فيهم حست بقيمه الدار .. لانها ماعاشت فيها بالبدايه ..
تغيرت لهجتها لنجديه .. واختلفت كثير .. تقلد سديم وشجن ورحاب و بشاير ..
تعلقت فيهم كثير وهم بعـد .. صاروا يبتجمعهم وحبهم لبعض يواجهوا .. نبذ المجتمع لهم بالمدرسه والشارع والسوق ..
وظلم مريم لهـم ..
ست سنوات عاشت معهم وهم محور حياتها كلـها ..
تبخر كل هذا وضاااع .. لما دخلت بالـ 12 .. يعني صاروا راشدات بالغات ..
طلعت سديم مع "هناء" لحياه ثانيه ..
وهربت رحاب بعيد عنهم من دون مايعرفوا عنها شي ..
و بشاير اخذوها " موزه وعبدالعزيز " ..
بقيت هي وشجن بس ..
فضاء المكـان عليهم .. وضاقت فيهم الدار ..
كانوا خمسه لثنتين ..
خمس خوات اقرب لبعض من الاخوات الحقيقين ..
شجـن وفجر
تاقلموا على الوضع بالسنتين .. وشتدت علاقتهم مع بعض وكانوا يدعوا ربهم يطلعوا من هالدار ..
بس تكون معهم ماما " عائشه " الحنونه ..
بيوم وهم يذاكروا دروسهم ..بحديقـه دار الايتام..
دخلت رحاب وهي ماسكه بيدها مرأه بسيطه .. تبكي ومنزله راسها مانتبهت فيهم ..
دخلت من باب الدار لغرفــه مريم .. وهم وقفوا مبهورين ..
هـذي رحـاب اختهم وصديقتهم ..
دقوا الباب على مريم .. طردتهم ومارضت يدخلوا .. حتى ماقدروا ينبهوا رحاب لوجودهم ..
ثبتوا اذنهم على الباب ..
سمعوا نقاشات تمااضر الحاده مع مريم .. : انـا باخذها عندي ..
مريم ونظرات ناريه لرحاب ..: باي حق .. هذي هااااربه وتستاهل جزائها ..
تماضر بجديه : مالك دخل بالبنت وانا جائيه بتبنها وهـذي الاوراق المطلوبه معـي .. ويحق لي اكفلها عندي ..
صراااخ ونقاشات كثير واتصارت رسميه مهمه .. واسطات ..
ماهتموا لها على كثـر ماهتموا يضموا رحاب ويسكتوها ماتبكـي ..
بس هذا كان حلم بعيـد عنهم ..
دخلوهم لغرفهم اجباري .. وطلعت رحاااب من دون مايناظروها ..او حتى تسلم عليهم ..
فجـر حست بقلبها رجع له الحزن من جديد بشوفت رحاب بدون ماتحاكيها ..
ومو كـذا وبس حزنها كبر واشتد ..
لما ناظرت بشنط شجن اللي لموها ...
لانو تبنتها مرأه كبيره مع زوجهـا ساكنين لوحدهم ..
شجن كانت مو راضيه تترك فجـر وممسكه فيها بكل قوتها : مـابغى ابغى فجـر وماما عائشـه ..
وفجر تتمسك فيها اكثر .. وهي تبكي مو قادره تنطق ..
لكن عائشه اللي غرقه عيونها من فراقهم لبعض : خلااااص يابنات انتم كبار وحنا وش اتفقنا عليه .. الدنيا كذا فراااق .. المهم السعاده ...
صدق حكي عائشه الدنيا فرااق .. وطلعت شجن وهي كارهـه اللي فرقوها عن فجـر ..
اما فجـر بقيت الوحيـده
وهنـــا انهارت ومرضــت .. جاء لها اكتئاب وهي اربع طعش سنه ..
قلبها الصغير ماتحمل ..
دعت ربها تطلع من هالدار باقرب وقت وفرصـه .. وحاولت مع عائشه تطلعها من هنـا ..
صحيخ تقابل شجن بالمدرسه .. بس مايكفي ..لان شجن بعـد كم شهر صدمتها بخبر زواجهـا ..
شجـن .. تتزوج كيف وليه وشلون..
لكــن الله استجاب دعاء فجـر .. وجاء لها الفرج ..
" نـــوال "
اللبست فجر بسرعه وجهزت شنطتها بحماس وقلبها بيطلع من مكانـه ..
وقفت بسرعه عند المرأه اللي لابسه عبايه مخصره مررره .. وشعرها لتحت فخذها اسود مرره ونظراتها خبيثه ماتريح ..
قالت بمياعه لابقه لشكلها الغجري ... وبلهجه حجازيه ماتتوه عنها فجر .. بعد مانستها ست سنوات ,, : أيـوه هــدي هــي .. هدا طلبي ..
فجر قلبها كان يدق بسرعـه من الانفعال ماتدري وش منتظرها لما تطلع ..لكنها متفائله انو اكيد احسـن من هنـا ..
طلعت بدون ماتحكي معها " نوال " ولااا كلمـه ..
مشت بهدوء وخوف .. وش منتظرها بررره ..
ركبــت ..لطياره مره ثانيه وخوفها زاااد ..ذكرتها بشي ماتبغى تذكـره ..
ماتبغى ترجع " تطر" عند الحرم .. كرهت الطياره من لحضتها ..
رجعت فجر لجده .. وربي كاتب لها تكون فيها ..
نزلت من الطياره اخر الركاب وجرت رجلها بخوف .. من المستقبل المجهول ..
تصوووورت كل شي .. واسواء الاحتمالات الا هالشي ..
نوال مومس قذره .. شقتها .. شقه دعـ؟؟؟!!
لااااااا مو كذا ياااربي ليه ..؟!
استاذه تعلمت منها فجـر لانها عائشه بجوهـا ..
كانت فجر بالبدايه لرقص .. والاشياء الخفيفه .. بعدها تعمقت .. وصار كارها ويمشي بدمها .. وهي بهالسن الصغيره ..
كملت دراستها بجده .. وماحد عرف عنها شي .. حياتها لناس نظيفه لـكن من جوا .. "غذاره "..تاقلمت على جده وهوائها سنتين ..
..
بعدها رجعت لرياض مع نوال .. لان نوال ملت من الجو الحجازي تبغى نجدي ..
ركبـت لطياره المره الثالثه .. الحيـاة مشتها على هوائهـا ..
ماكانت الرياض احسـن من جده .. ما أختلفت كثيـر ..
ما ارتاحـت بحياتها وهي تعمل شي بالظلام وبعيد عن الناس ..
صار الخبث بدمها .. والبراءه بعيده عن تفكيرها ..
ماهـدى وضعها ... دخلت بالـ 18 ..
احتفلت نوال بعيد ميلادها وهي مبهوره من الانجاز اللي عملته ..
لـكن ماكتمل احتفالها ولا انتصارها ..مع اول الفجـر..
جاء هادم الذات واخذ نوال الشرسه ..
الموت ..
اختارها ..
راحت لرب العباد تلقاء حسابها لذنوب ..
كم البنات اللي جرتهم لطريقها برضاهم او غصب عنهم ..
فجـر مازعلت عليها ولانزلت دمعـه من عيونها ... لكن زعلت على نفسها ..
لانها باخر الشهر خلص اجار الشقـه و حصلت نفسها بالشارع وين تروح لمين تلجاء لو تعرف شقق الثانيه وين ..؟!
باخر يوم لها بالشقه.. كانـت جالسه بكنبه قريبه من الباب وبحضنها شنطه صغيره ولابسـه العباءه ..
دخل واحـد من اتباع نوال الدائم ..
ناظرها بتمعن وهي ساهيـه .. اصغر البنات اللي يشتغلوا مع نوال : فجــر كويس انك هنا ماطلعتي ..
فجر والعبره خانقتها : يعني وين تبغاني اروح ..؟!
قال بخبث : ابرسلك الليله لحفله واحـد بطران ..وانـ
قاطعته فجر ودموعها نزلت على خدودها : انــا بايش وانت بايش ..؟! انـا مو لاقيـه مكان يضفني ... – وقفت - تكفى خذني عندك .. خـ
قاطعها : لحضه لحضه .. فجـر اتركيني اكمل حكيي .. الليله اذا رحتـي لحفله صقر جاسم وقدرتي عليه بيحطك عنده ..
فجر ناظرته : يعنـي هو مثل نوال ..
ابتسم بخبث : لاااا أبطـــر هذاك ولد الوزير جاسم بوزاره الاوقـ؟؟؟!!!.. والله يافجر لو حظك يساعدك وتكوني عنده ماتشيلي هم .. هـذاك استاذ هالكار وماعنده الا بطاره ..
فجر اخــذت نفس طويـل ..بدايت مشوااار شقاء طويل .. ومصيرها معلق على حفلـه الليله ..
ناظرها بنظره موعاجبه شكلها : تجهزي كويـس علشان تطلعي معـي ..
فجر وش عندها خيارات ..
ترجـع لدار اللي ماتدري هي موجوده لهالحين والا سكروها ..وترجـع باي صفـه ..ومن قال بيقبلوهـا ..
والا تجلس بالشارع ..تطـر..
.
.
.
هـي بعيده عن جو الحفلاااات .. كل شغلها بالشقـه وبس ..
دخلت وايدها بايـد اللي ماتنسى معروفه افتكرها على الاقل ..
موسيقى عاليه .. وكلمات اغاني بذيئه .. همسات ولمسات قذره .. عرض اجساد ولحوم ..
بعـد مارقصت لها شوي ..
جالسه بطفش وتحرك الكاسه بيدها .. .. الكااسه اللي تعلمت تشرب منهمن سنوااات ..
ماتحب طعمه ولاتشربه الا دفعات بسيطـه .
ناظـرت هـذا اللي اسمـه صقر اللي مارفـع عيونه عنها ..
تكره الرجال كلهم ..
وماتطيق هذي النوعيه بالذات ....
اللي عنده كم ريال وصغير بالسن ورافع خشته ..وابوه معروف ..
لفت وجهها باشمئزاز ..
وهز الجوال اللي بالطاوله قبالها .. طلعته بخفه .. وناظرت بالرساله ..(( فجر ليه ناظرتيه كذا لاتخربي عليك شغلنا ..ابتسمي له .. ))
غمضت عيونها لثواني بعد ماسكرت جوالها ..
اخذت نفس طويل وابتسمت ..
فتحت عيونها ورفعت راسها ..فمها الواسع امتلاء بابتسامه سعيده ..
مشت تتمخطر لعند الاربعه الكنبات اللي جالسين فيها بعيد ..
بنطلون جلـد اسود .. ضيق وكانه جلدها .. مفصل جيكها تفصيل ..
و بلوزه ستان ذهبيـه .. ملفوفه على جسمها بتناسق ..
وشعرها الاسود الغجري تحت فخذها ..
ابتسم لها ببشاشه وفتح ذراعـه اشر لمكان بجنبـه .. وعيونه تبرق وهو يناظرها : تعالي ياحلوه ..
وقفت لثواني كارهه نفسها وحاقده على الكون اللي حولها ..
جلست بجنبه بكل دلع وهي عارفـه وش هالنموذج .. معقوله ماتعرف وهي فجـر تربيـة نوال ..
حكت لها قصتها بكل دلع وبراءه زايده .. كانت تتعمد تجذبه وهي تحكـي ..
صقر كان يبتسم لها وهي تحكي موتاثر مع حكايتها او قصتها ..
كـان مبهور بقدرتها على جذبه لجهتها ولها ..
وعيونه تناظرها بانبهار من اذنها لاخر اصابع رجعها .. هــــــذا اللي يدور عليها ..
هـذي اللي بتطيح رجال الاعمال عندها وهو الكسبان ..
انتبهت على صوت الفرامل والسياره توقف ..: سكوند اذا دقيت تعال بسرعـه اوكي ..
نزلت من السياره وهي تضبط اللثمـه .. يعني وش يفرقوا الرجال اللي يناظروها بالشارع عن اللي كانوا عندها ..
هي انسانه غذره ومايفرق لو ناظروها ..
لو انها انسانه نظيفه عزيزه كان ماسمحت لحد يناظر عيونها حتـى ..
التفتت لسيارتين السود اللي يلحقوهــا : آلو شوشو وينك ..؟!
شروق وهي جالسه بستار بوكس : تعــالي عند ستار بوكس ..
فجر بسرعه : لااا يهودي مابغى اقابلك عند صاب واي ..
شروق : فجــــــر لاتعمليها قصـه .. تعالي بس ..
فجر : لااا مالي دخل تعالي صاب وااي ..
شروق تاففت : تعالي عند منطقه محايده ...
قابلوا بعض وسلموا على بعض ...
فجر بحماس : وش رايك ..نطلع فوق للمطعـم البلوره ..؟!
شروق: يلـه وعلى حسابك..
فجر : تعالي بس حسابي على طول ..نص نص ..
طلعوا للمطعم ..
ومثل العاده شروق بحماس ..وهي تجلس على الطاولـه : هاا متى بتقابلي مكـي ..
فجر عقدت حواجبها وهي تنزل اللثمه من وجهها اللي ماحطت فيه أي شي .. مالهـا خلق : مـن مكـي ..؟!
شروق شهقت : نسيتي تبـع دبنهامز ..
فجـر بهدوء وهي تصفط المنديل اللي بالصحن قبالها : آآآها.. بكره ان شاء الله ..
شروق انبسطت : يعني اعطيه كلمـه ..
فجر بنرفزه: ايوووه .. خلـــص ..لاتزنـي على راسي ..
شروق استغرب : فجووره وش فيك ..؟! وجهك موع اجبني ..؟!
فجر مـدت بوزهـا : ضايقـه شوي ..
شروق : آآفا آآفا والله الحجازيه تضيق ..وانا هنا ليه عسى ماشر ..
تقولها الحجازيه لان فجر اذا عصبت وهي نادر تعصب ..
تطلع معها كلمات حجازيه .. لكـن تحكي نجدي علشان ماتكون غريبه عن البنات اللي حولها وبالذات اللي بالجامعـه .
فجر ناظرت القزاز ونقلت نظرها لرياض كلها ..
هي فوووق بهالبرج والناس و المباني تحت ..
صغيررره بنظـرها ..
(( وش احكي لك يا شروق .. عن يتمي .. والا نسبي المجهول .. والا العذاب اللي ذقته بجده وبدار الايتام .. والا عن نوال و صقر .. والا ايش .. خليني اضل بعيونك بدون نظرات احتقار احسن ..))
شروق : فجووووره وين طرتي فيه ..؟!
فجر : هااا معك .. بس افكر وين بقابل هالمكـي ..
شروق بحماس وهي تناظر بالوتر يحط الاكل : اممم نخططط بعد الاكل ..
فجر سكتت..وهي اخـر همها .. هـذا مكي ..
&@^%$#&%*$#)#(@!#)
ورود في مزبله الواقع..
رومانسيه .. واقعيه ..جريئــه ..
&@^%$#&%*$#)#(@!#)
(( فــــــــــــــــاقد الشي لايعطيه ))
هـــــي " أم "..
قلبها .. قلب ام ..
بس قاسي شوي ..
ماتعلمت تعطي وتحن ..
ماجربت علشان تطبق ..
مشـت وايـد لانا بايدها .. وتجـر عربه قدامها ..
لانـا تحاول تفلت من ايد امهـا ورفوف المليانه بالحلويات والشيبسات مغريتها ..
قالت : ماما اتلكينــي ابعى اخد حوليات ..
شجـن : ههههه حوليات ..حلويات ياماما انتي اللغه عندك مضروبه
..
لانا : انا اللي بطلبك " بضربك " إذا ماتلكتين اخذ حلويات ..
شجن ناظرتها بجديه : أيـش أتفقنا ..؟! .. مافي بنـده اذا طولتي لسانك ..
لانا وهي تحاول بيديها الاثنين .. تبعد ايد امها اللي تضغط على ايدها : بنده وماتتلكين ايدي ..
شجـن تركت ايدها : يلـه خذي لك شي واحد بس ..
لانا بحماس ركضت لرفوف .. : بس وااحد والله ..
اخذت شيبسات باحجامها الكبيره ليزا و دريتوس وتسالي .. وحطتهم بالعربه ورجعت تاخذ باقي انواع الشيبسات ..
شجن تناظرها مبتسمه .. عارفـه انها راح تملي العربيه بخرابيطها ..
تركتها على راحتهــا لانو هذا اللي تختاره بيكون لها غداء و عشاء .. هـي ماتحب تطبخ شي .. ولانا اساسا مايعجبها أي شي ..
ابتسمت لجشع لانا وهي ترفع شغلات اكثر من حجمها علشان تحطم بالعربه ..
وتذكــرت احلامها مع فجر اللي صارت اقرب انسانه لها ..وماهي مستوعبه لهاللحين انها مراح اتقابلها طول العمر ..
تتمنى تعرف عنها أي خبـر وترجع الايام القديمـــه ..
اخـذوها الشايب والعجوز .." ازهار وزوجها محمد " ..حقدت عليهم بالبدايـه وماحبتهم .. حرموها من فجـر ..
لكــن مع الايام القليله اللي عاشت فيها بيتهم الشعبي .. حســت بحنانهم عليها .. وبالذات الشايب محمد ..لانها دايم معه ..والعجوز ازهار كانت مريضه كثير وماتجلس معها ..
هم اخذوها يحتسبوا الاجر .. كفــاله يتيم ..
حست بحنان محمد .. حنـان الجد وكانها حفيدته ..
ماطولت عندهم لان بعد شهرين من وجودها معهم .. تغيرت حياتها ..
بوقـت العصـر ..
كـانت جالسه بحوش البيت الشعبـي مثل العاده ..
اندق الجرس .. ركضـت تفتح الباب ضنت ان محمد رجـع من المسجـد ..
ناظرت بالباب مستغربه من هالرجال اللي عند الباب ومعه اكيـاس : نعـم ..
مطلق سكت مانطق بشي وناظر بالسمراء المملوحه الصغيره .. من هـذي ..؟!
غريبه محمد غير بيته ..؟!
: لوسمحتي هذا بيت محمد الـ؟؟؟
هزت راسها وتحرك شعرها القصير: ايوه هو مو هنا تعال له بعد الصلاه ..
سكرت بوجهه الباب .. و رجعت للحـوش ..
رجع دق الجرس وعلى وجهه ابتسامـه ..
فتحتت الباب : خيــر العم محمد بيجي بعد الصلاااه ..
مطلق ناظر بشكلها بالبيجامه الورديه المزمزه بالاطراف : وانتـي مين ..؟!
شجن رمشت : وش دخلك ..ماعلموك ان البيوت لها حرمتها ..؟! ..
مطلق ابتسم اكثر هالقصيره النتفه تعرف تقول للبيوت حرمـه ..: بس انا متعود اجي لهنا .. واول مره اشوفك ..
شجن مانتبهت انه يسولف معها ..قالت بحماس : جـد..؟! انا بس من شهرين جئيت لهنا ..كنت بالدار مع فجـر ..
مطلق ناظر بالشارع من حوله وابتسم بخبث : أي دار ومن فجـر..؟!
شجن مدت بوزها ولمعت عيونها : انا يتيمــه جائبوني من الدار لهنا ..
مطلق كسرت خاطره : اهااا ..وانبسطتي هنا والا بالدار ..
شجن بعفويه : ابغى فجـر تجي معي لهنا .. – همست – لانو هنا كبــار مررره وعجز ..
مطلق قبل لاينطق .. صرخ محمد : شجــــــن لداخل بسرعـه ..
شجن بفرحه : عمووا هذا رجال يبغاك ..
محمد بجديه : اادخـــلي عيب ..
دخلت وهي زعلانه اول مره يصرخ عليها ..
.
.
تنبهت على كم عبايتها اللي تشده لانـا : مـاما .. خلااص مابعى شي بس هذا ..
اشرت على العربه اللي متلت جد بكل شي يسخطر ببالي أي طفله .. حرام تحرمها .. مثل مانحرمت هـي ..
: خــــــلاااص اخذتي اللي تبغي يله .. نحاااسب ..
لانا بسرعــه : ونلوح ماكدونلدز ..وناكل دانكون ..
شجـن : آيوه خلاااص ..
دخلـوا لماكدونلز .. وعلى طول دخلت لانا للالعاب وتركت امها ..
شجن جلست تناظرها لحد ماتخلص طفشانه ..
&@^%$#&%*$#)#(@!#)
ورود في مزبله الواقع..
رومانسيه .. واقعيه ..جريئــه ..
&@^%$#&%*$#)#(@!#)
اقابلكم على خيرة الله ..
نهــــــــــــــــــاية الفصل الثاني " الجــزء الاول " ..
متكحله بدم خاينها *_^
.
|