المنتدى :
المنتدى الاسلامي
الاشتياق الى الله
الاشتياق إلى الله
أخي الفاضل : إن الله يشتاق إليك , فهل أنت تشتاق إليه ؟ أختي الكريمة : إن الله يدعوك , فهل لبيت دعاؤه ؟
الم نشتاق إلى الله , الم يحن الوقت أن نشتاق إليه ونلبى دعاؤه ..
نعم أنت من اشتاق الله له ولدعوته ,
انظر إلى قوله تعالى في حديثه القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني , فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي , وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم , وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا , وان تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا , وإن أتاني يمشي أتيته هرولة
انظر مدى اشتياق ربك لك وهو الغني عن الناس والمخلوقات جميعاً , فكر كم جعل الله رخص في الدنيا لتفوز برضاه وبالفردوس الأعلى في الآخرة
جعل لك رخصة في جوف الليل لكي يتوب عليك ولكي يغفر لك بنزوله سبحانه من السماء السابعة , نزول يليق به
فيقول الله عز وجل : هل من سائل فأعطيه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من تائب فأتوب عليه .
أعطاك رخصه في السجود أن تكون أقرب إليه في السجود لأنه اقرب ما يكون العبد من ربه في السجود,
قال صلى الله عليه وسلم : " عليك بكثرة السجود فانك لا تسجد لله إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك خطيئة " أخرجه مسلم
أعطاك يوم من أيام السنة كلها بصيام نهاره يغفر لك سنة قبله وسنة بعده , وهو يوم عرفة يكفر سنة قبله وسنة بعده,
وأعطاك ليلة فضلها خير من ألف شهر في السنة وهي ليلة القدر .
أعطاك شهرا في السنة صومه وقيامه إيمانا واحتسابا يغفر لك ما تقدم من ذنبك وهو شهر رمضان,
وأعطاك في كلمات صغيرة جدا آلاف بل ملايين الحسنات في ذكر الله , وأعطاك الله بصيام ساعات النهار في أي يوم ابتعاد وجهك 70 خريفا عن النار .
وكثيرا من الرخص والفرص "كالصدقة , ومكارم الأخلاق , والطاعات , وكثر من العبادات التي تقربك إلى الله لتنال محبته ورضاه وتفوز بجنته , وبرؤية نور وجهه الكريم .
أليست هذه أدلة على حب الله لك ؟ أليس هذا دليل على اشتياق الله إليك ؟
أليس وقوعك في الذنب دليل على رضا الله عليك ؟ نعم انظر إلى قول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم :
" لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون
فيغفر لهم "رواه مسلم
فيا أيها الشاب العاصي :
لا تيأس من روح الله إن كنت تريد التوبة عن أفعالك ومعاصيك
فشعورك بأنك تريد التوبة دليل كبير على حب الله لك واشتياقه لمقابلتك ,
وتذللك له وخشوعك إليه ورضاه عنك لأنه منّ عليك باٍستشعارك التوبة والندم في قلبك , وأنك تريد أن تقبل عليه بإخلاص وصدق ,
وقد جاء من حديث رواه أبو إمامه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغى به وجهه " حديث حسن
فلا تيأس من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون,
فإياك أن تقول إن الله غضبان علىّ لن يغفر لي,
فلماذا أتوب وأنا كثير الذنوب لن أستطيع أن أتوب,
فأقول لك : أو ما علمت أن الله خلقك إلا لتعصاه ثم تتوب إليه ؟
أو ما علمت أن التوبة ما خلقت إلا لتمحو المعصية ؟ أو ما علمت أن صفة الرحمن لن تكون إلا بأن تعصي الله ثم تتوب إليه فيرحمنا الله بتوبته ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها " رواه مسلم
هيا أخي ابشر فإن الله يحبك ويرضى عنك , استشعر أخي بحب الله لك واشتاق إليه واشتاق إلى رحمته وإلى رؤيته وأقبل عليه قبول العبد المتذلل إلى الملك العفو الكريم,
واندم على معصيتك ولا تفكر في تكرارها مره أخرى واعزم واصدق في ذلك وتقرب إلى الصالحين وأقبل على مجالس ذكر الله فان ذلك دليل حب الله لك فأين دليل حبك لله ؟
فجدد توبتك وجدد الإيمان في قلبك واذكر الله كثيرا في الرخاء يذكرك في الشدة , والزم الاستغفار يجعل الله لك من كل ضيق فرجا ومن كل همّ مخرجا ويرزقك من حيث لا تحتسب .
اللهم نسألك توبة قبل الموت وشهادة عند الموت ومغفرة بعد الموت , اللهم جدد الإيمان وزينه في قلوبنا ,
اللهم إنا نسألك حبك بأن توجهنا إلى طريقك طريق الحق .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
|