المنتدى :
الارشيف
رسالة قصيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقيقة هي أول قصة لي أنشرها على هذا المنتدى الجميل ...وأتمنى أنها تعجبكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"رســـــــالــــــــة قصيــــــــــــرة "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"الجزء الأول"
___________
دخلت سلمى المطبخ لتجد أمها تنهي فطورها في عجلة من أمرها كالعادة تريد أن تلحق بعربة العمل التي ستمر لأخذها في غضون ربع الساعة من الآن .
" هنيئاً يا أمي "
"سلمى ألم تذهبي بعد؟! لقد تأخرت على البنك .."
انتظرت سلمى أن تضيف أمها شيئاً إلا أن أمها لم تزد حرفاً وانهمكت في صب أكواب الشاي وكتابة بعض الملحوظات الخاصة بإعداد الطعام وتسخينه في حال تأخرت بالعمل ...
"لا تقلقي مازال لدي بعض الوقت ..سآخذ سيارة أجرة بدلاً من السير إليه"
كانت سلمى تقطن بالقرب من البنك الذي تعمل به منذ حوالي خمسة أشهر وكانت غالبا ما تنهض مبكرة ،وتنزل إلى عملها قبل حتى أن تنتهي أمها من إعداد الإفطار لكنها أرادت أن تتواجد مع أمها هذا اليوم لمدة كافية و أن تتحدث معها قبل أن تذهب كل منهما إلى عملها ..
دخل أخوها خالد إلى المطبخ محيياً الجميع :
"صباح الخير ...كيف حالك يا أمي ؟....سلمتي ..كيف حالك ؟بالكاد رأيتك البارحة....أريد أن أتحدث إليك ..."
حسناً خالد يريد أن يتحدث إليها ، عله يقول ما تتلهف سلمى سماعه
"لقد تحدثت إلى أمي وأبي ...وكنت أريد..."
سكت خالد قليلا ًفيما بدأت خيبة الأمل تتسلل إلى قلب سلمى ..
"كنت أريد أن تكلمي رانيا بشأن أن نزورها لنطلب يدها "
بالرغم عن خيبة أملها فرحت سلمى لقرار أخيها فرانيا صديقتها العزيزة من أيام الدراسة بالثانوية ومروراً بالجامعة وهي الآن زميلتها بالعمل وهي فتاة رائعة بحق تعدها سلمى بمثابة الأخت التي لم ترزق بها من أمها وأبيها وقد لاحظت إعجاب متبادل يولد على استحياء بين رانيا وأخيها وتمنت لو أن هناك ما يربط بينهما حتى لا يخرج الأمر عن إطاره الشرعي ..وبالرغم عن سعادتها إلا أنها ذلك لم يمنعها عن إغاظة أخاها قائلة :
"حسناً أتمنى فقط ألا يكون جارها قد سبقك إلى طلب يدها فأمه تلمح لها منذ فترة "
أحمر وجه أخيها
"أي جار هذا ؟؟؟"
هنا رن الجوال الخاص بوالدتها ...تلك الرنة التي كانت عن اتفاق مسبق بين أمها وأحد صديقاتها لتعلمها أن سيارة العمل قد اقتربت من المنزل ..
رمقت الأم سلمى بنظرة عاتبة ،ثم ألصقت ورقة التعليمات الخاصة بالطعام على الثلاجة وهي تقول :
"يجب أن أترككم الآن ..لا تحدثينها بالأمر حتى أناقش معك التفاصيل مساءاً إن شاء الله .."
أضافت في شيء من الخبث :
"فلتلمحي لها كأم جارها إن أردت أن تستطلعي رأيها ...."
ثم نظرت لأبنها وفي عينيها نظرة افتخار وقالت :
"وإن كان رأيها واضحاً لي ..... السلام عليكم "
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته... أمي ألا تريدين شيئا أخر ؟؟"
لم تجد الأم وقتاً لتستفسر عن سؤال سلمى أو تندهش منه فقط أجابت :
"شكراً حبيبتي أريد سلامتك "
كانت على وشك فتح باب الشقة عندما استدركت فجأة :
"ياااه ....كيف نسيت ذلك ؟؟!!!"
بدا أن سلمى ستقفز من مكانها فرحاً...
فتحت أمها باب الشقة وقالت :
"حبيبتي أرجوك أطفئي الموقد عن وعاء اللبن ..لقد نسيته تماماً ...السلام عليكم "
.............
يتبع إن شاء الله
|