كاتب الموضوع :
zhraa
المنتدى :
التحقيقات
جريمة قتل
هى كانت حلما لكل الناس ببراءتها ومشيتها وهى تحتضن كتبها المدرسية عند إنتهاء اليوم الدراسى وخروجها من داخل الفناء لتلحق بصديقاتها وزميلاتها." جميلة" تلك الفتاة الجميلة التى لا يمكن أن يطلق عليهاإلا هذا الاسم . فهى كانت تعيش عصر الرومانسية فى حركاتها وأراءها وحديثها مع زميلاتها. لم تتوقف عند هذا الحد بل إنها كانت تكسب رومانسيتها بقراءتها المتنوعة من قصص يوسف إدريس وشعر نزار قبانى، الشارع التى كانت تقيم فيه كان من أهم ما يشغل بال جميلة فقد كانت عندما تدخل فيه لتدخل إلى شقتها فى تلك العمارة المتوسطة فى الحجم والمستوى الإجتماعى التى لا تتناسب مع أحلامها مهما حدث فى الحى من تغيرات. فهى لا يمكن أن تنسى بائع الفول عم حسين وصيحاته المتكررة " يألماظ يافول " وخناقاته المتكررة مع الواد زكى صبى الميكانيكى الذى لا يكل عن الضجيج عندما يفتح أبواب ورشته ومعها صوت المذياع الذى لا يتوقف عن التشغيل أبدا إلا عند إغلاق باب الورشة الثامنة مساء !! معالم كثيرة لا يمكن أن تخرج من ذاكرة جميلة عندما كانت تُقيم الحال وماتريد من إنقلابات فى حياتها مستقبلا . الإنتهاء من الدراسة والإلتحاق بالجامعة كان هو السبيل أمامها لا بديل لبداية مشوار التغيير الذى تريده جميلة فى حياتها مستقبلا إذا المسألة هى الزمن الذى يقطع بينها وبين ما تريده من إنقلابات حقيقية فى الحياة لتتخلص من المستوى الإجتماعى المتوسط وضجيج الشارع الغريب ودقات مطارق الميكانيكى والفول الألماظ الذى لا يكل عن وصفه عم حسين. مرت الأيام وسارت الحياة على وتيرتها التى لاتنبئ عن شئ جديد سوف يحدث فى الحياة، دخلت الجامعة، تخرجت فيها بعد دراستها الأدب الإنجليزى . جلست فى المنزل بلا عمل مثل الباقيات من الفتيات اللاتى لا تملكن واسطة فى العمل أو الإلتحاق بشركة أو أى شئ لتبدأ حياتها كما تمنت قديما عندما كانت طالبة فى الثانوى تحتضن كتبها المدرسية ببراءة . الإكتئاب راح يتسلل إلى نفسها . بدأت مرحلة التنازل عن أحلامها حلم وراء الأخر كمن ينزع أوراق التوت مع مرور الزمن لتحطيم ما كان يحلم به. حتى أدق أحلام الفتاة مع نفسها وهى مواصفات العريس الذى تريد أن تجدة للزواج منه أصبح فى أحلامها ويقظتها بلا ملامح أو معالم تذكر!. فقدت القدرة على تداعى الأحداث والأشكال . جميلة واجهت الواقع بالتنازل الإرادى دون إجبار من أحد فالظروف والمناخ العام أجبرا جميلة على هذا . إلتقت على درجات التنازل فى حياتها بسامح ذلك الشاب المكافح الذى يسكن فى بداية الشارع. سامح مهندس يحلم بالمستقبل فهو تخرج فى كلية البترول . عرض عليها الزواج، تزوجا بعد قصة قصيرة واقعية ليست فيها من الرومانسية شىء بالرغم من طبيعتها المعهودة . أنجبت وباتت تعيش واقع أمها التى تنتظر عودة زوجها . سامح كان يعمل فى إحدى الشركات التى تعمل فى إستخراج البترول فى المدن الساحلية . فقد كان يترك جميلة لعدة أيام وحيدة. عرفت طريق التدخين والتقت بجاراتها ومنهن من كان يعيش بمفردة نظرا لظروفه الإجتماعية السيئة التى دفعتها للإنفصال عن زوجها ولم تتحمل الوحدة فراحت تقيم علاقات مع شباب أصغر منها، ومنهن من كن يتمسكن بالدين والتدين مثل جارتها "فوزية". سعاد كانت أقرب الجارات إلى قلب جميلة ففيها منها قديما . سعاد كانت رومانسية فأعادت إليها من ماضيها الكثير حتى ولوكان فى صورة أحلام تتمناها . إختلطت الحكايات لدى جميلة فأيها تعيشها . هل نظام حياة الجارات اللاتى تقمن علاقات مع من هم أصغر منهن لظروفهن الإجتماعية السيئة أم من إتخذت من التمسك بالدين منهجا عن الحرام . أم تعود إلى رومانسيتها القديمة . دوامه وضعت نفسها فيها فى ظل الوحدة والقلق وعدم وجود سامح . نزلت إلى الشارع وحيدة . إلتقت لأول مرة بشخص لم تستطع أن تخرج بعينها من أحضان جفونه . إبتسم إليها . توقفت . توقف . بدأت القصة بينهما فى غياب سامح راح يتردد عليها فى الشقة . فوزية رائدة التمسك بالدين عرفت فأعلنت عدم الرضاء عن مسلك جميلة فى غياب زوجها وأعلنت حدود الله . أما البواب" على " فقد وجد فيما يحدث مجالا ليقايض جميلة على عدم إبلاغ المهندس سامح بقضاء بعض الوقت معها! . لم تنتظر قليلا من عرض على فأغلقت الباب فى وجهه . وراحت تبكى وحيدة إن علاقتها بمحمد ذلك الشاب الذى إلتقته مصادفة هو ترجمة مختصرة لأحلامها فى الماضى . عاد سامح إلى البيت فى أجازة قصيرة . عرف من الجيران القصص الكامله لجميلة . واجهها بالحقائق . صفعها . ترك لها المنزل . وما أن عاد حتى وجد جميلة جثة هامدة وقد بدات عليها أثار مقاومة إعتداء . أبلغ الشرطة أسرعت إليه
حصرت الشرطة شكوكها فى سامح بالرغم من إبلاغة وفوزية وعلى إلا أن الشرطة قدمت أحدهم للنيابة فمن الجانى؟
1- سامح
2- فوزية
3- البواب علي
|