المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
العصفور الأبكم
تسلل ضوء الشمس الذهبي إلى حجرتي في حياء ليعلن بداية يوم جديد في حياتي , أغمضت عيناي بتكاسل جميل , وأنا أتململ في فراشي . وألتفت إلى يميني لأنظر إلى الساعة الرقمية بجواري . لأجدها تعلن تمام التاسعة من صباح يومي هذا ..
وياله من يوم ..
يوم ميلادي ..
ويوم الحب ..
الذي أقضيه لأول مرة مع نفسي في تلك الغرفة .. وحيدا .. تذكرت الإسكندرية وحبيبي القديم البحر , شممت رائحته أحسست باحتياجه لي في هذه اللحظة خصوصا ونسيانه لكل العابرين .. والمتأملين وكأنه يفتقد مناجاتي له ..
استرجعت ذكريات العام .. فانساب حبل الذكريات أمامي في نعومة .. لأتذكر مغامراتي وطرائف العام وأحزانه , ومن فقدتهم من دون سابق إنذار . هبط ذلك العصفور ليقف على سور الشرفة . وأخذ يغرد وهو ينظر إلي في صمت
نظر إلى داخل غرفتي وهو ينقل رأسه بينها وبيني مواصلا إطلاق صوته العذب , حتى انني نسيت إعداد قدح القهوة الخاص بي في كل صباح , وفجأة طار العصفور
ولكنه طار باتجاه الغرفة , ووقف على إطار الصورة التي أزين بها غرفتي منذ عقدين كاملين .. كانت صورة خاصة لي مرسومة بالفحم أهدتها لي زميلة لي .. وكنت أعتز بها جدا
وواصل العصفور تحركاته السريعة , فمددت يدي إليه مشوحا ليترك الإطار , وحاولت مجددا حتى ازداد توتري وتحول إلى نوبة غضب .. وفجأة ارتفع رنين هاتفي المحمول
وانتفض جسدي .. من شدة الإنفعال , ونقلت نظري بين العصفور والهاتف .. وبمجرد أن وقعت عيناي على الاسم الظاهر على الشاشة حتى اتسعت عيناي , فقد كانت المخابرة من زميلتي صاحبة الصورة .. وأنا لم أسمع صوتها منذ ما يقرب على عام ونصف , رددت فجائني صوت أختها تبكي لتخبرني أنها توفيت منذ يومين , شهقت بعنف جعل الطائر يخرج من الغرفة في لمح البصر
وفي هذا اليوم الخاص جدا
سقط الإطار
ليصنع شروخا عميقة من الزجاج في قلبي حتى الأعماق .
اعتذاري للجميع
|