المنتدى :
الاسرة والمجتمع
المرأة الاخرى في حياة الرجل
المرأة الاخرى في حياة الرجل
كل شيء يمكن أن تقبله المرأة في الحياة إلا وجود غريمة تنافسها علي قلب زوجها ، قد تحتمل كل عيوب الرجل . بخله قسوته ، حرمانه كل صفة سلبية فيه إلا نار الخيانة فهي جريمة لا تغتفر جريمة لا تغتفر وجحيم يمزق ويحول كيانها إلی رماد .
وهذه المشاعر تتفاوت حسب طبيعة المرأة وشخصيتها ، ثمة من تتجاهل الأمر وتتكيف معه على اعتبار أنها نزوة وتنتهي مع الأيام إذ كانت علاقة عابرة أو ترضخ للواقع وتتقبل الأمر على مضض إذا كانت الأخرى زوجة ثانية ، هناك من تثور وتصرخ وتتحول إلى بركان يغلي من الغضب وتتخذ من الطلاق طريقاً لإنقاذ كرامتها المجروحة وكبريائها السليب ونوع آخر رافض ، ينتقض يتحول إلى عاصفة هوجاء لكنها لا تستطيع الانفصال عن الزوج رغم كل معاناتها تكافح لتبقى ، والملفت للأمر أنها تزداد شغفاً وحباً في الزواج بعد أن لسعتها مرارة الغيرة ولييقينها أنها لا تستطيع العيش دونه أو لعدم وجود الملاذ والمأوى ، وسبب آخر وهو الأهم خوفها من شتات الأولاد وضياع الأسرة بالكامل فتمني نفسها أن الأمر واقع لا محالة عليها الاعتياد عليه .
أعرف شخصيتين من النساء مختلفتين نفسياً وفكرياً تعرضتا للخيانة ، فكيف كان رد فعل كل منهما ؟
دعوني أسرد لكم الواقعتين :
بعد سنوات من الوفاء والعطاء والمحبة لا حظت تغيرات على زوجها صمته المفاجى حالة الضجر التي استبدت به كلما اقتريت منه لتسامره
سرحانه ،شروده قلة شهيته ، ثمة تصرفات معينة تشي بها حالة النفسية وكان هو أستاذاً جامعياً هناك طالبة به باستمرار ، تناقشه في البحث وكثيراً ما يمتدحها أمام زوجته والزوجة لم تكن مدركة أن وراء هذا الإعجاب قصة فزوجها رجل متزن وقور صاحب شخصية جادة والطالبة في عمر ابنته وليس هناك ما يثير الشك والريبة حتي وقعت عليهما يوماً وهما يتبادلان المشاعر في الهاتف جن جنوبها ، استبدت بها عاصفة من الغضب راحت تسب وتشتم وتكسر كل شيء يقع تحت يديها حتى سقطت مغشياً عليها ، منهارة عصبياً منذ ذلك اليوم وكل شيء فيها حطام ، دمار نهشتها الأمراض النفسية والزوج يقتادها كالذبيحة من طبيب إلى آخر بحثاً عن علاج لأمراض جسدية .
نفسية ، ثقلت قدماها فلم تعد تقوى على الحراك ونوبات من البكاء تصرعها على حين غرة ، ناهيك عن شكوكها المتواصلة ووساوسها التي لا تهدأ فكلما حمل الهاتف أصغت السمع إليه بتوجس خشية أن تكون (المرأة الأخرى ) ، عندما يتعطر ويتجمل تأهباً للخروج من المنزل تظنه ذاهباً للقائها ، صارت كل خواطرها وشواردها هذه الفتاة غريمتها ، بعد سكونها هدوئها وإطمئنانها السابق تحولت إلى بركان يغلي من الحجيم تصرعها نوبات الصراخ والبكاء تثيرها الأفكار والظنون تقلقها حتى المواقف التلقائيه التي لا تحمل أي معنى آخر ، حياتها صارت جحيماً لا يطاق ، عندما تتصل وتجد هاتفة مشغولاً ينتابها الشك فهو الآن يحدث الأخرى ،خيرها زوجها إما أن ترضخ لعلاقته الجديدة أو تتركه لحياته ، واعترف لها أنه يحب هذه الفتاة ويسعى للزواج بها فقبلت على مضض ، الحزن يأكلها وينهش لحمها ، شحب لونها ، نحل جسدها كبرت عشرات السنين ، انخفض تقديرها لذاتها فقدت ثقتها بنفسها ، إنها شبه مجنونة .
*************************
قصة أخرى تعكس شخصية مختلفة ،
هذه المرأة لم تكن يوماً إلا شبه بطلق ناري صارخ ، يخترق أبعاد الإمكان نفاثة في مطامحها ، قوية في جموحها ، مشتعلة متوقدة عندما قرر زوجها الزواج عليها أشاحت بوجهها مجلفة إفعل ما يحلولك هل هو كبرياء أم عنفوان ، كانت تحب زوجها مطيعة راضخة ورضوخها ثوباً انيقاً يجلل هذه الروح امتأدبة داخلها .... لكنها في العمق مشبعة بقيم كثيرة تجعلها متفهمة الحياة ومستوعبة حقيقة نفسها فكانت تنمي نفسها دوماً وتطور أهدافها باستمرار ، ذات عقيلة متفتحة لا تقف عند محطة واحدة ، تزوج زوجها فثلم في كبريائها وجرح في كرامتها لكن الصمت أبلغ من ا لكلام فجاة ، وإذا بمساحات الجليد تتسع وتكبر بينما كانت تصطلي بنار الحزن حتى تغلبت عليها وبدأت تشتت نفسها عبر اهتمامات كثيرة ومشاغل عديدة ، الزوج أقبل عليها أكثر من قبل ... ترك زوجته الجديدة وجاء لها خاضعاً ... تحولت بكل كيانها عنه لم تعد تملك زمام قلبها كالسابق ، إنها تحضر رسالة الماجستير ، دراستها استحوذت على تفكيرها ثقافتها علمها أدوات سعادتها الجديدة وصمتها يعذبه ، يقلقه تحسسه أنك مذنب وأتى إليها يوماً قائلاً في خنوع هل أطلقها كي تعودي لي كالسابق ، أجابت بكل هدوء ""لا ذنب للمسكنة !"" ويعنفها إنك إمرأة من جماد لا تشعر ولا تحس وترد بكل ثقة أنا احترمت إرادتك ورأيك وحافظت على بيتك وأولادك .
ذكرت هاتين الحالتين دون انحياز مني أو تدخل ،إنما سردت الحوادث كما هي لكن في مجمل الحال يبقى أمر يجب أن تستوعبه المرأة وهو أنه عندما يقع هذا الأمر وتكتشف تلك الحقيقة لا ينبغي أن تخسر ذاتها وتحطم شخصيتها بل تبقى متوازنة متماسكه فالجرح نارف والألم يسيل مع الدم لكن الحياة لا تقف أمام طعنه إنما تبدأً المرأة جمع أشلاء روحها الممزقة لتبني ذاتها من جديد وأن تتسلح دوماً باشياء كثيرة تقيها هذا النوع من الصدمات ، فالفراغ الروحي والنفسي يغذي الإحساس بالمشكلة ويعتمقها بل يطورها حتى تصبح معول هدم للتكامل الروحي ، لكي تحمي نفسها من هذه التصدعات والشروخ لابد أن يكون في داخلها شمعة امل تبقى مضيئة لتشيع التفاؤل في النفس وهذه الشمعة تستمد ضياءها من الله سبحانه ، من إقبالنا على الحياة وتحركنا في جميع طرقاتها وجوانبها من منطلق حب الله والخوف منه ، سنشعر أن الدنيا صغيرة الحجم أمام هذا الكون الرحيب وستضمر هذه البؤرة وتفقد تأثيرها مع السنين والأيام ، كذلك الإنشغال بالعمل والهوايات والقراءات في تنمية النفس والفكر وتغذية العاطفة بالمحبة والعلاقات الإنسانية والاجتماعية..... وأن لا نقف أمام المشكلة عاجزين محتارين ندور في الوسط داخل حلقه مفرغة ، بل نجتاز السدود والحواجز ونكبر بتطلعاتنا ، فالكون شاسع والطبيعة خلاّبة ، ساحرة إيجابية بكل معطياتها المثمرة وعلينا أن نمتد مع امتداد الأفق دون حدود ونتطور كي نمتص المشكلات بعنفوان ، الأمر ليس صعباً أو مستحيلاً أو ليس ضرباً من ضروب السحر ، إن الله منحنا قدرات خلاقة وطاقات كبيرة لازالت مجمدة علينا استثمارها ، ستتحول المرأة الأخرى وذلك الكابوس المزعج إلى نفطة في بحر اهتماماتنا ، سنجد هذه المشكلة حافزاً واستفزازاً لخبايانا الداخلية كي تظهر للعالم وتنتشغل بها الكثيرات هن اللاتي أعرفهن قد حولن صدماتهن العاطفية إلى طاقات إيجابية نافعة بنتهن من الداخل وحولتهن إلى زهور فواحة تتضوع أريجاً زكياً .
وصلني عبر الإيميل
|