المنتدى :
الاسرة والمجتمع
ايها الزوج ..البيت ليس فندقاً
.. " أيـــن كُـــنـــت " ..
هل البيت بالنسبة لك مجرد فندق .. للنوم فقط؟؟!!!!!!!!!!
اسئلة تتردد على ألسنة كثير من النساء ، وهو ما يكرهه كثير من الرجال ؛ فبعضهم يعتقد أنّه فوق المساءلة ، وبعضهم يرى أنه حر ومن حقه أن يتأخر ويفعل ما يريد ، حتى ولو كان متزوجاً ولديه أطفال !!
من الأزواج من يقضي معظم وقته خارج البيت ولا يعود إلا في ساعة متأخرة ، ثم يأتي باعتذار بارتباطاته وصداقاته.... ومنهم من يخرج لاستراحته أو استراحة غيره، فيلتقي زملاءه وتستمر الجلسة إلى ما شاء الله دون أن يدري ماذا حل بالمنزل ، ولا إلى أين يسير الأولاد ، ولا ما تعانيه الزوجة من جراء ذلك الإهمال ، وربما أتى وزوجته تغط في سبات عميق بعد أن أعياها السهر وطال عليها الانتظار.
تأخر الزوج ونسيانه المواعيد العائلية وعدم اهتمامه بشؤون أسرته من المنغصات التي تؤدي إلى قلق وفقدان الزوجة لأعصابها، بل إنّ بعض الرجال قد يستضيف أصحابه في منزله كل ليلة ، فيثقل كاهل زوجته بما تعده للضيوف من أنواع الطعام والشراب ، وربما طال وقت الجلسة إلى ما بعد منتصف الليل ، وربما كانت الجلسة على لهو أو باطل ، فإذا خرج الضيوف آوى الزوج إلى فراشه، وترك زوجته تغسل الأواني ، فلا تكاد تنتهي إلا قرب الفجر دون أن تسمع منه كلمة شكر !!
ظاهرة قلق الزوجة على زوجها تبدو طبيعية في كل المجتمعات البشرية، وتعرف الزوجة على تفاصيل صداقات زوجها وأصحابه قد يزيدها قلقاً مع تأخره عن مواعيده المعتادة في الرجوع إلى البيت ، وقد يزداد الأمر سوءا وتتطور المشكلات إذا ما اندفعت المرأة – من خلال الهاتف - للسؤال عن زوجها المتأخر في الأماكن الخاصة التي يسهر فيها ، نتيجة توترها وحساسيتها المرهفة ، وحرصها على زوجها وغيرتها عليه أيضاً..
وفي المقابل يجب على الزوج أن يستوعب تساؤلاتها وقلقها بهدوء خاصة أنّه تسبب في آلام نفسية للشخص الذي ينتظره، وإذا لم يجد تفهماً لحظياً من الزوجة الغاضبة، فعليه أن يكون صبوراً ويهدئ من روعها، لأنّ المرأة في هذه الحالة تحركها دوافع ومشاعر عديدة تسببها الوساوس التي ملأت رأسها وسيطرت على مشاعرها، ولا يمكن أن يتخيّل الزوج كل هذه الوساوس أو نوعيتها، لأنّها تكون في مخيلة الزوجة الغاضبة فقط ، وإذا استطاع الزوج أن يهدئ من روع زوجته فإنه يمكن ببساطة أن يحول العتاب بينهما إلى دليل جديد على الود والالتزام والحب..
إنّ الاشتغال عن الأهل تفريط عظيم وظلم بيّن ، إذ كيف يسوغ للإنسان أن يشتغل طيلة وقته خارج منزله ، فيترك شريكة عمره نهباً للوساوس والخطرات والوحشة والأزمات ، أو يتركها للانغماس والدخول في مجامع لا تحمد سيرتها.
دعوة للتوازن
لا يفهم مما سبق أن يعيش الزوج حبيس منزله ، وإنّما هي دعوة للتوازن وإعطاء كل ذي حق حقه قدر الإمكان ، ففقدان القدرة على الموازنة يورث خللاً واضطراباً في حياة الفرد الزوجية والأسرية..
فحريٌّ بك أيُّها الزوج العاقل أن توازن بين الحقوق ، وأن يكون لك مع أهلك وقت تملؤه بالمؤانسة العذبة، والحديث الجذاب وتشرق عليهم بعطفك ولطفك وحنانك ..
وتذكر ان البيت ليس مجرد فندق للنوم فقط...
|