كاتب الموضوع :
ربيع عقب الباب
المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزف المطر |
بما أنك كنت تكتب عن الكلمة وسرها ..
اسمح لي أن أسطر هنا ما استقرأته ثقافتي المتواضعة عن الأدب وفن النقد
تبدأ نثرك هنا بكلمة آسف .. وهذا بحد ذاته بدءا جيدا يشد القارئ لمعرفة ما أمر هذا الأسف ومن أجل ماذا ؟
ثم تقول سيدة وقتي الآن ..
فمن خلال تحديدك للزمن فأنت هنا تخاطب سيدة معينة دون غيرها .
تقول لغتي تتلعثم .. الحرف المبتور .. الآهات والزفرات
تبدأ حكاية الأسف .. وتأتي بالتبريرات والآهة تشتعل في حرفك ..
عندما يتكلم أي منا ذات اللغة بذات الحرف والكلمة وللجميع وذات الإيقاع البوحي والنفسي ..
لابد للحرف أن يخرج مبتورا ناقصا لا لون للصدق فيه .. كونه لم يخرج من القلب ..
وهنا أنت تدرك أن الحرف المشاع والمصطنع لايمكن أن يصل لقلب الحبيبة ..
ما لم يقال من القلب لايصل للقلب .. وهذا مايقنعنا باللاءات الصادرة منها.
فتبدأ رحلة العذاب والمعاناة مع الحرف وكرهك للزيف واغتيال حروف الكلمات
إذ من الصعب على أي إنسان أن يكون أراجوزا مؤديا لذات الكلام الذي يلقيه على أسماع الجميع دون تمييز ..
عليه أن يتكلم ويبتسم ويزرع الضحكة في قلوب الجميع وهو من الداخل يتشظى ألما وأنينا .. مغاضبا نفسه إلى متى سيبقى صريع الحرف المخادع .
وليس هناك أقسى من الإحساس أن الكلمات المفروضة عليك لقولها والكتابة بحروفها هي كتابة أشبه بداعرة تتلون وتؤدي ايقاعها لجذب الجميع إليها .. ولكن تبقى كتابة جسد بلا روح ..
تخلو من الدفء والصدق والعمق ..
حروفها من مجرد انقضاء وقت معين تتلاشى ويضرب السوس في أعماقها وتهمل وتصبح أطلالا جرداء لايمكن للانسان الوقوف عندها يوما.
ثم تنقلنا من فعل البوح القسري .. إلى لغة الطهر والبياض ..
وما كل الآهات والزفرات التي صدرت عن حروفك إلا كانت بمثابة مطر روحي سرى في أعماقك وفي كل جزيء من أوردتك وخلاياك .... وطهرها من كل شائبة تكدر صفو لغتك ..
أحيانا العقاب النفسي والاعتراف بأخطائنا يطهرنا ويعيد أرواحنا لميلاد جديد بقلوب تشبه الأطفال .
وعندما تصفو النفس وتتألق الروح طهرا وجمالا ..
يبدأ البحث عن لغة جديدة طاهرة لم تدنس بعد ولم يطالها فكر انسان ..
لغة عندما ننطقها نشعر بها نحسها .. نتلمس كيف تخرج من أعماقنا حتى تصل إلى أفئدة من نحب ..
لغة خاصة متميزة .. فيها خصوصية العفة والعشق البري العذري .
أخي الكريم
هذا ما استطعت الوصول إليه من خلال قراءتي للنص ..
بالنسبة للكلمات التي صغت بها إحساس هذا الألم والضياع .. كلمات قوية وواضحة ..
خدمت مرادك من النص .. ووصل إلينا عميقا .
فالصور التي استقدمتها من البيئة المحيطة بنا .. ساعدت على ترسيخ إحساسك أكثر في أذهاننا بل وملامسته أيضا ..
فليس هناك أقسى من قولك : ( كلمات أصبحت داعرة .. تصطبغ الوجه .. جرذان الوقت .. عروق زرقاء .. سوس لم يشبع .. تمحقه الأقدام ... )
هذه الإيحاءات والصور تخيلتها تماما فازداد إحساسي أكثر بمرارة مامعنى أن تكون الكلمة ليست من القلب ومبتورة .
أرجو أن أكون قد وفقت قليلا في فهم نصك القوي والعميق .
تقديري واحترامي
|
عزف المطر .. أهلا بك هنا .. أما قلت لك ذات مرات أنك ناقدة موهوبة .. قلت أنا و لم تصدقى
ها أنت تعطينا درسا نقديا نتعلم منه كيف يتم تحليل العمل .. كيف نسير مع مفرداته .. ونصل
إلى لب القضية فيه .. نعم .. أنا هنا تعلمت منك .. قرأت و أندهشت كثيرا .. و توقفت أزدرد ريقى
و أتخيلك و أنت تقولين ما قلت .. فابتسم و ينشرح صدرى للحديث و أعود للمواصلة ... نعم يكمن فى حديثك الذكاء و الدربة و قوة الاحتمال .. فالقراءة عندك ليست تقضية وقت و تسلية .. لا .. هنا أجد كل شىء .. المتعة و الادهاش ...!!
شكرا لك .. و دائما نتواصل .. لنتعلم منك و من فيض روحك التى تسع العالم !!!
ربيع عقب الباب
|