المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
أبحث عنها
أبحث........... عنها
أبحث عنها ومع مغيب الشمس كل يوم خصلة من شعري تشيب , أحداقي تختبئ خلف العدسات وتربط بين أسناني الجسور , أكل الزمان من أكتافي وهل تراه يمهل القلب لينشد قصائده يوم لقياها ؟
كيف لا وكل دمعة في مقلتي تعاتبني وتستحلفني الاّ تبارح الجفن الاّ لخديها , ففيهما حمرة التفاح تومض , وبين الطيات أطلال القبلات وموج البسمات .
أين أبحث عنك وكل نجوم الكون لن تهديني إليك , وإذا ما رأتك النجوم يوما هل ستبوح اليّ بأسرارها وقد هجرت النجوم إذ عرفتك ؟
هل أسأل القمر عن قدّ طالما كان له ندّا ؟ فمنذ أن عزف القلب دقات الحياة في رسمك , انتحر البدر وأكفانه من ريش النوارس يرقد بعيدا خلف السود من السحاب .
هل أسأل القصائد عن رحيل لك تصدعت فيه أبيات شعر أنت لها صدر , وفي عجزها بليغ القول يبحر بين المعاجم ,يبحث في سطورها عن مدح لبديع الحسن في روح أنت له جسد , لم يسعد الحرير يوما الاّ بلمسه . بحثت عنك في الحدائق فما سمعت غير العتاب ,فنحل الحديقة أبى أن يصنع ترياقا لمائدة غاب طلعك عنها .
أخالك تحت ظل الموج وعلى ضفاف الأنهار , وأراك نائمة على صفحة الماء تضيئين شموع الكون من حولك وتلتحفين السحاب .
سألت عنك بحّارة الليل وصيّادين النهار , سألت عنك أنياب الأسماك وبطون الحيتان , والصدف اللذي طالما اختبأ اللؤلؤ بين أحضانه لعنت أحجاره فليس لأقدامك رسم عليها .
ما حاجتي بمدّك أيّها البحر وجزرك ؟ فقد كنت تمحو آثار الخطوات حين أردنا الاّ يتعقبنا العشّاق , وها أنت تمحو آثار الخطوات يوم رحيلها فيشيخ رجائي في لقياها .
لا حاجة لي بك الآن أيّها البحر , برسم النجوم على صفحاتك ودررك المكنونه , بضجيج الموج في مدّك , وخجل الشطآن في جزرك . فلم أعد أرى في جوفك الاّ رفات المرجان , ولا أسمع الاّ صرخات الغريق في لججك .
بحثت عنك في أدغال الكون وسألت عنك جوارح الطير وخفافيش الظلام , طربت لزئير الأسود وفحيح الأفاعي بعد أن أطبق الصمت على شدو البلابل يوم رحيلك .
اطمئنّي أيتها النمور الهاربة من أوكارها , فيدي لا تحمل بندقية صيد ولا ترتقب جلدا لك يزيّن السرائر . عودي أيتها الفيله فلا أبتغي عاجك مزمار عرس ولا وشاحا , جميلتي تائهة ويكفيني يوم لقياها مزمارا من القصب ومن قشر البندق وشاحا .
أستحلفك أيّها الأمل برعشة الموت في الجسد , أستحلفك بحفيف الأشجار وألوان الشفق ألاّ تخذلني , ففي الضلوع شوق أذاب الصخر وأشعل الصّوان .
لا تطفئ سراجك أيّها الأمل قبل الأوان فقلبي يستعر أكثر من فتيلك , وان كنت ترشح زيتا فشراييني ترشح دما .
ويلي إن رحلت عنّي أيّها الأمل , فلن أقوى على فراقك بنشيد الوداع وطبول الزجل .
ابقى معي أيّها الأمل ويكفي فؤادي ضراما , ويكفي بسماتي هجرا , لهفي لغصن اصفرّت فيه الأوراق إذ ارتحلت وهي لشعرك حنّاءً يوم تعودي .
|