لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-08, 11:51 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26942
المشاركات: 136
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lara_300 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lara_300 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lara_300 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الفصل التاسع
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

~ جيم ~

مضت الأيام بسرعة .. أبذل قصارى جهدي لأصلح من الأحوال ، وأتدارك الخسائر .. لكن يبدو أنني أنافق نفسي ! .. لم أفعل ما أخبرني به ادوارد ! لم أطوّر من نفسي .. ماضٍ وحاضر بلا هدف .. وكأنني سائرٌ في طريقٍ لا ينتهي .. مشوارٍ لن ينتهي ، ولا أبغي الوصول لمكانٍ معيّن .. بدأت أفكر في الآونة الأخيرة كثيراً مع نفسي .. إن التفكير جيدًا ومليّا بالأمور قد يُصلحها بعض الأحيان .. أو يزيد من تعقيدها .. بدأت أتأمّل كل شيء بحياتي .. لماذا أدير الشركة ؟؟ لماذا أجني الأموال رغم ملكي للملايين ؟؟ لماذا أستمر ؟؟ لماذا أعيش ؟؟ ... فكرت بالكثير والكثير...
لطالما كنت "جيم " الذي ولد ليحلّ محلّ والده .. لطالما كنت "جيم " رجل الأعمال وهو لم يبلغ الثامنة والعشرين بعد ! .. لطالما كنت " جيم " صاحب الشركة الشهيرة ، وحفيد الرجل المشهور المليونير ! لماذا لا أشعر بطعم الحياة المنتعش كالسابق ؟؟ وهل شعرت به سابقاً أم كان حلماً واهياً مضى بلا رجوع ولا حقيقة ! ... لقد حطمت نفسي بنفسي ..
نفضت رأسي بقوة ، في محاولةٍ لطرد تلك الأفكار عن رأسي .. ثم أعدت النظر في الأوراق أمامي محاولاً التركيز أكثر .. شركات تود العمل معنا .. أقصد معي .. لكنها لا تصلح .. ليست مناسبة ، الشروط غير مكتملة ..!! أين تلك النجوم اللامعة في عالم الشركات ..؟؟ أين اختفت ؟؟ لم يعد منها سوى عدد ضئيل .. لقد اعتدت على الربح لا الخسارة .. لكن يبدو أن على كل انسان أن يتجرّع حلاوة الربح ومرارة الهزيمة والخسارة بهذه الحياة ..
لن أنجو من كل هذه الأفكار قط .. زفرتُ بقوة .. و.. طرقات على الباب ..

" ادخل "

أطل أحمد ، الذي وقف بجانبي هذه الأيام كصديق أكثر من شريك .. قال :

" جيم ؟ هل أنت منشغل ؟؟ "

قلت :

" لا أبداً تفضل .."

" كيف حالك ؟؟ أما زلت تعاني من تلك الأزمات بالشركة ؟؟ "

قلت بأسىً :

"ليس بالشركة وحدها .. بل من داخلي أيضاً .. أشعر أن الحياة مملة ومحبطة أكثر يوماً بعد يوم !"

قال :

" لم كل هذا الحزن ياصديقي .. تفائل خيراً تجده .."

قلت وقد تذكرت أمراً ما :

" صحيح ، أحمد .. لقد كنت تود قول أمرٍ ما لي ، أتذكر تلك المرة التي قاطعنا بها ادوارد منذ فترة ؟؟ .. قد لا تذكر .. لكن هل لديك حلٌّ مناسب لما أمرُّ به ؟؟ أحتاج لمساعدةِ أحدٍ ما .. أشعر بأنني ضالٌ طريق العودة .."

ابتسم قائلاً بثقة :

" كلكم تقولون نفس الشيء بالنهاية .."

رفعت حاجبي في غير فهم وقلت :

" مَنْ ؟؟ "

قال باستدراك :

" انظر جيم .. إن كنت أنا مكانك ، فبالتأكيد سأكون مختلفاً .. لأنني أسير على منهجٍ غير منهجك .. هذا إن كان لديك منهجٌ تسير عليه .."

قلت :

"كيف ؟؟ ماذا كنت ستفعل إذاً ..؟؟ "

قال :

" كنت سأغيّر من نفسي .. اضافةً للكثير من الأشياء التي لن تستوعبها ، لأنك لا تتبع نفس منهجي في الحياة "

قلت :

" إنني أحاول التطوير من نفسي ، لكن أجدني عاجزٌ عن ذلك .. لقد قمت بتحسين كل شيء بالشركة .. وعملت بوقتٍ اضافي ، وجدّدتُ كل ..."

قاطعني :

" ماذا عن جوانب الحياة الأخرى ؟؟ "

قلت بتساؤل :

" مثل ماذا ؟ "

قال :

"مثل حياتك الطبيعية .. فعادةً ما تؤثر الحياة الطبيعية على العمل .... هل تسير بشكل جيد ؟ "

قلت :

" مملة وكئيبة .. أعترف أنني أفتقد ادوارد .. وأنه كان من يشجعني دوماً على العمل والحياة .. لكنني الآن أصبحت وحيداً .. لم أشعر يوماً بفقد أسرتي ووالدي مثل هذه الأوقات .. لا يوجد من يقف بجانبي.."

ابتسم قائلاً :

" أنت رجلٌ جيد جيم .. تستطيع أن تصل لأهدافك ، ولا يليق بك دور الخاسر أبداً .."

تطلّعت إليه بأمل :

" وكيف أطوّر نفسي ؟؟ "

قال بثقة :

" غير من أسلوب معيشتك .. غيّر قلبك ، ليتغير ما حولك .. ابنِ حياةً جديدة .. كوّن أسرة .. شارك بهدف ، مازلت شاباً .. "

قلت :

" كلّها أفكارٌ جيدة .. لكنها تحتاج لجهد ووقت ..."

قال باستنكار :

" وهل هناك ما يأتي بدون جهدٍ ووقت ؟؟"

أدركت أنني تفوهت بخطأ .. صحيح .. ليس هناك شيءٌ بالحياة بدون جهدٍ ووقت !

قلت :

" أنا مستعدٌ لتغيير هذا الروتين .. لدي الكثير من الآمال بآرائك ..."

ابتسم أحمد ، وبانت عليه السعادة ، وقال :

" لماذا ..؟ "

قلت :

" لأنكم تبهرونني بضميركم يا أحمد... هذه هي الحقيقة .. ! لم أتوقع أن أجد نفسي يوماً مُطّلعاً إلى أناسٍ مثلكم .. لكنني اكتشفت الكثير من الأشياء الثمينة جداً منكم .. صدقني ، أنا أحسدكم لقِيَمِكُم ومبادئكم وضمائركم .. وأهنِّئكم بشدة .. "

أنصت لي وأنا أتكلم بكل صدق .. سألته :

" أحمد .. ما هو هدفك في الحياة ؟ "

قال :

" هدفي ؟؟ .... يجب أن يكون للمسلم عدة أهداف ، لكلٍّ منها الأولوية قبل الأخرى .. أوّلها ، أن نُرضي الله ونُطيعه .. ثم نسعى لرضى الوالدَيْن .. وبعدها نضع أيّ هدفٍ في الدنيا ، كالعمل والأسرة وكل شيءٍ آخر لا يغضب الله .."

قلت متأثراً:

" وهل إلهكم غير إلهنا ؟؟ "

قال :

" الله هو واحدٌ .. ولا يوجد غيره .. أخبرني جيم .. أتريد التطوير من نفسك حقاً ؟؟ أتريد حلاّ ؟؟ "

قلت:

" هذا أكيد .."

قال بحزم :

" لِمَ لا تدخل للإسلام ؟؟ فأنت لا تهتم بديانتك كما أرى ، وقد شدّك الإسلام كثيراً ..."

وقع عليّ قوله كالصاعقة بل كمئة ألف صاعقة !!! كيف ؟؟؟ كيف ؟؟؟؟ لا يمكن هذا أبداً ...

قلت له بخفوت :

" لا يمكن ...ماذا تقول يا أحمد ..؟؟ "

قال أحمد :

" إنني أتحدّثُ بجديّةٍ تامة .. أنت تريد تطوير نفسك وتغيير حياتك .. صدقني فالإسلام هو ماء الحياة للبشر ، وستجد كل الحلول لكل المشاكل .. ستجد السعادة تقطر من كل اتجاه تذهب إليه .. وللمصائب والمشاكل رؤية أخرى ، تجعلك سعيداً مهما حصل .. ما رأيك ؟؟ "

قلتُ وكأن معركةً اشتعلت بذاتي :

" لا يا أحمد ، هذا من سابع المستحيلات .. "

قال بعجب :

" ولماذا مستحيل ؟؟ لماذا هذا الأمر بالذات هو المستحيل ؟؟ إذا كان الحلّ مستحيلاً ، فستظل قابعاً في موقعك حتى النهاية "

قلت :

" وهل أترك ديانة وطني وأهلي جميعهم ؟؟ "

قال :

" نعم ، كن أفضل منهم ، وستفوقهم عقلاً ورجاحة لأنك اخترت الطريق الصحيح "

قلت :

" لا أعلم .. لا أعلم سوى أنه لا يمكنني القيام بذلك .. إنني لا أعلم شيئاً عنكم ..فقط أعجبتني الكثير من مبادئكم .. "

قال :

" ولو نظرت للباقي فستجد كل مبادئنا رائعة كذلك .."

قلت بتردد وتوتر ليس له مثيل :

" لا أستطيع ..هذه خطوة لا يمكنني المخاطرة بها مهما كان"

تنهد أحمد ، وقال :

" يبدو أنني أزعجتك .. سأترك لك فرصةً للتفكّر بالحل الذي عرضتُّه عليك .. بالرغم من معارضتك له من دون تفكيرٍ حتى .. لكنني أثق بتفكيركَ وعقلك الواعي يا جيم .. وأنت من أفضل من رافقتهم في حياتي .. وتؤسفني رؤيتك وأنت على هذه الحال .. "

قلت له ممتناً :

" لم تفعل ما يزعجني بتاتاً .. بل فعلت ما طلبته منك ، وعرضت عليّ حلاً .. لكن ، أرجو أن لا تتأثّر صداقتنا إن رفضته .."

قال مبتسماً :

" بالتأكيد .. وإن أردت معرفة المزيد ابقَ على اتصالٍ بي .. "

صافحته مودِّعاً .. وأنا في حيرةٍ أكثر من السابق .. لا أصدق حتى الآن أن الإسلام قد عُرضَ عليّ .. لم أعتد بحياتي أن أنساق لديانةٍ أبداً .. وهي ليست أيّ ديانة ! لم يخطر على بالي مرةً أنني قد أفكّر حتى بالأمر !
خطرت ببالي فكرة .. لكنها ستبدو جنونية و...غبيةً بعض الشيء ... لكن أتمنى أن تلاقي قبولاً ممن أفكّر به !

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

~حبيبة~

مرت ثلاث أسابيع حتى الآن .. أنهت حنان اختباراتها ، والآن هي مستعدة للسفر ، ستسافر الليلة .. سأفتقدها مجدداً وكثيراً .. كنت معها بشقتها أساعدها في توضيب أغراضها وحاجياتها .. وسأقلّها أيضاً للمطار .. قلت لها بعد أن أنهينا لملمة الأغراض :

" هل تعلمين يا حنان أنني ... سأفتقدك كثيراً في هذا الشهر ؟؟ "

نظرت إليّ بعتاب قائلة :

" ستلحقين بي بعد أسابيع أليس كذلك ؟؟ "

قلت :

" بلى ،، لكنني اعتدتُ مرافقتكِ ، ستكون فترةً صعبة جداً .."

" هوّني عليكِ .. ستمر سريعة .. وسنلتقي بعدها في الوطن بإذن الله .. ابذلي جهدك فقط وعودي للجميع سالمةً .."

احتضنتُها بقوة وأنا أقول :

" حقاً حقاً سأفتقدكِ .. أم أنك نسيتِ أن زواجكِ على الأبواب ؟ ولن تعود هذه الأيام ثانيةً .."

" سيكون القادم أجمل إن شاء الله .."

أوصلتها إلى المطار وودعتها هناك ثانيةً .. وعدت أدراجي لمنزلي .. وقبل أن أصل ، كان الاتصال ُ الذي قَلَبَ من موازين الأمور بعد أن استقرّت بعض الشيء !!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

 
 

 

عرض البوم صور Lara_300   رد مع اقتباس
قديم 12-03-08, 11:54 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26942
المشاركات: 136
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lara_300 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lara_300 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lara_300 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 


الفصل العاشر ~~~~~~~~~~~~~~~
~جيم ~

" مرحباً جيم .. أين أنت يا رجل ؟؟ ...وأخيراً تكرّمت بالمجيء لرؤيتي "

صافحت ادوارد وأنا أبتسم قائلاً :

" أنت أعلم بالشركة ، ولقد حاولت العمل لتحقيق ما قلته لي بالمرة السابقة ..لذا كان الجهد مضاعفاً .."

قال ادوارد بتعجُّب :

" ولم اخترت زيارتي في مكتبي بالجامعة بالذات ؟؟ "

قلت وأنا أغلق باب مكتبه :

" لأنني سأطلب منك معروفاً ، يتعلق بالجامعة ..."

قال في دهشة :

" بالجامعة ؟"

ٌقلت مستدركاً :

" بأحد طلابها ... "

تابعت مجيباً نظرات حيرته:

" وبالتحديد .. حبيبة .."

قال ادوارد في دهشة :

" حبيبة ؟؟ ماذا بها ؟؟ ظننتك نسيت أمرها منذ أن خرجنا من منزلها في ذلك اليوم .."

قلت :

" لم أنسها أبداً .. "

" ماذا تريد منها يا جيم ؟؟ "

قلت ببساطة :

" أريد التحدث معها بموضوع ... "

قال ادوارد في شك :

" ألمح في حديثك نيتك للقيام بعملٍ ما .. ألن تخبرني ؟؟ "

قلت :

" إدوارد .. أنت تعلم أنني لا أخفي عنك شيئاً .. لكنني سأخبرك في الوقت المناسب .."
قال :

" أرجو أن لا يكون عملاً جنونياً .. "

قلت ضاحكاً :

" لن يكون كذلك ، وسأفكر به ألف مئة مرة .."

" أخشى من قراراتك .."

" لا تخشَ شيئاً .."

قال فجأة :

" وماذا تريد بشأن حبيبة ؟؟ "

قلت :

" أريد ملَفّها الخاص بالجامعة .."

قال بانفعال :

" ماذا ؟؟ .. "

قلت :

" أظن أنك كطبيب بالجامعة يحق لك الاطّلاع عليه كما تشاء .. "

قال :

" جيم ! كيف تريدني أن أطلعك على ملف طالب وأنت لا تملك الصلاحية لذلك ؟؟ "

" أنت تملكها .."

" أنا أمين بعملي ولا أستطيع فعل ذلك .. و يجب أن تعرف ذلك .."

قلت مهدئاً :

" ادوارد ! لن آخذ منه أكثر من رقم هاتفها ... أنت فقط اعطني صورةً منه وسأرجعها إليك بعد ساعة .."

قال :

" جيم ... أنا أحذّرك .. لا تقم بشيءٍ متهور .. اترك الفتاة بحالها ، فهي لا تتعامل مع من مثلنا أبداً .. ثم إنها مسلمة ، ألم تستوعب ذلك ؟؟ "

قلت مبتسماً :

"هذا هو السبب الرئيسي .."

لَمْ يستوعب ادوارد الأمر .... وقام بعصبية وقال:

" مع أنني لم أعد أفهمك ,, لكنني سأجلبه بأي حال .,"

ثم خرج من المكتب قائلاً :

" مازلتُ أثق بعقلانيتك .. انتظِرْ قليلاً .."

انتظرتُهُ وأنا أبتسم من موقفه .. لا يرفض لي طلباً .. مع مظهره هذا ، لكنه طيبٌ جداً ..
بالنسبة لما أقوم به الآن .. ترى هل هو صحيح ؟؟
سأحاول الاتصال بحبيبة .. وسأخبرها عن الأمر ، وأحمد والإسلام .. أظنّها لن تمانع إذا حدّثتها بهذا الأمر ، وهذه مجرّدُ مكالمة هاتفية ، وليست زيارة أو مواجهة مباشرة .. وما ستقوله لي ، سأعطيه ثقتي .. فمازلت ممتناً لها ، وآثار أقوالها ترنُّ في عقلي ..

عاد ادوارد بالملف وأعطاني اياه وقال :

" تصفَّحْه هنا وخذ منه ما طلبْت .. لكنه لن يغادر معك .."

ابتسمت ، ........هذا أفضل من لا شيء .. قلت :

" أشكرك عزيزي. ."

قال :

" انتظرني سأنهي أمراً وأعود .."

خرج وتركني مع الملف أتصفحه بفضول .. حبيبة محمد .. 23 سنة .. مدينة "....." ، رباه ، يوجد كل شيءٍ بالملف ، عنوانها هنا وبوطنها وارقامها كلّها ، وعائلتها و...... يتيمة ! .. أوه صحيح ، لقد أخبرتني أنها فقدت والدها ..
قمت بذلك الــ "تهوّر " الذي يقصده ادوارد دوماً... والذي أعترفُ به للمرة الأولى ، ووضعت الملف على آلة تصوير مكتبه ، ونسخت صفحة الارقام والعناوين .. ووضعت النسخة بجيبي .. و..... دلف ادوارد بنفس اللحظة التي جلست بها على الكرسي .. قال :

" هل انتهيت ؟؟ خذ رقمها وأعطني الملف,,,"

قلت وأنا أناوله الملف :

" لقد انتهيت ..تفضّل ..."

أخذ الملف .. بينما قمت أنا مغادراً وأنا أقول:

" سأغادر الآن .. أشكرك جزيل الشكر .. لن أنسى معروفك هذا .."

قال :

" لا بأس ، ولكنني محتارٌ ، ماذا ستفعل ؟؟ "

قلت وأنا أمسك بمقبض الباب للمغادرة :

" إن فعلت ما أخطط له ، ستعلم به عاجلاً أو آجلاً ، وإن لم أفعله ، فلا داعي لذكره .. "

قال ادوارد فجأة :

" جيم ! "

" نعم ؟ "

" ماذا بينك وبين حبيبة ؟؟ "

" ماذا تقصد .؟؟ ليس بيني وبينها أي شيء !! "

" أخبرني بصدق جيم ؟؟ لماذا لم تنسها ؟؟؟ "

قلت بتردد :

" إنني أريدها بموضوعٍ مهم ، وهذا كلُّ ما بالأمر .. "

قال :

" أأنت معجبٌ بها ..؟؟ "

مـ مممــ ماذا ؟؟

" إنني فقط .. فقط لم .. لم أفكر بهذه الناحية.. ادوارد ماذا تقصد ؟؟ "

ابتسم قائلاً :

" أتمنى لك التوفيق بما تريد القيام به .. لكن .. لا تنس إخباري بما يستجدّ معك .."

قلت بتوتر :

" حسناً .. إلى اللقــا ء ..:

خرجت من الجامعة .. وعدت لمنزلي .. لقد فهم ادوارد الموضوع بشكلٍ خاطىءٍ بالتأكيد ! لكنني لا أنكر ما تفوّه به .. وأنا أشعر به منذ البداية ..
تناولت النسخة التي حصلت عليها ، وأنا أبحث عن رقم هاتفها .. و أحضّرُ ما سأقوله لها وكيف سأُفْهِمُها الأمر ..
ترى كيف ستحدّثني هذه المرة ؟!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

~ حبيبة ~

هنا كان الاتصال الذي زلزل كياني ! وعصف بقلبي ، ودمّر أعصابي وحطّم كل مشاعري .. انهرتُ بعده تماماً ..
لقد كانت المتصلة هي ابنة خالتي رحاب .. وكان حديثها منفعلاً و...دار بيننا الآتي :

" مرحباً خالتي .."

" حبيبة ؟؟ أنا رحاب .."

" رحاب ؟ كيف حالك ؟؟؟ ماذا هناك ؟؟"

انفجرَت تبكي وتقول :

" حبيبة تعالي الآن .. أرجوكِ الكل يحتاجك .. خالتي ستموت .."

صرخْتُ بها :

" ماذا تقولين يا رحاب !! ماذا بها أمي ؟؟؟ ماذا حصل ؟؟؟ "

كدت أقطع اشارةً حمراء بالطريق .. سرت إلى موقفٍ قريب ، وتوقَّفْتُ فيه كي لا أتسبب بحادثٍ..

قالت رحاب بأنفاس متقطعة :

" إنها تحتضر لقد قالوا ذلك .. لن تقوم من غيبوبتها أبداً .."

قلت منهارة وأنا أصرخ بها مجدداً :

" غيبوبة ؟؟ احتضار ؟؟ من ؟؟ أمي ؟؟ رحاب لا لا .. لا يمكن ... أخبريني أنها بخير .. أعطيني خالتي .. "

قالت رحاب بانفعال:

" نعم أمك ياحبيبة .. وأمي انهارت بجانبها ، وهي مَنْ طلبت مني إخبارَكِ .. يجب أن تأتي بالحال "

انهرْتُ تماماً .. ماذا كان سيفعل إن كان أحدٌ بموقفي .. أمي قد تموت في أي لحظة ، إن لم تكن قد فعلت الآن ! أحتاج للتحدث مع شخصٍ آخرٍ غير رحاب ..

قلت بصوت منهار :

" اعطِ الهاتف لخالتي ، أريد الحديث معها .. "

قالت باكية :

"انتظري ..."

انتظرت وأعصابي تشتعل محترقةً ، وقلبي يتآكل من دموعي المنهمرة .. سمعْتُ صوت خالتي واهناً :

" حبيبة .. بنيتي ؟؟ "

" خالتي ماذا بها أمي بالله عليكِ ، أكاد أنهار "

" لقد أصيبت بجلطة ! وهي في غيبوبة الآن .."

صرخت :

" لا .. قدّر الله وماشاء فعل .. "

بكيت ولم أتكلم .. قالت خالتي :

" حبيبة .. قد تتحسن حالها .. والله أعلم .. أنا لم أشأ قطع دراستك بهذه الأخبار .. لكن رحاب هي من قامت بالاتصال .. "

قلت بعصبية :

" لم أكن لأسامحكم إن أخفيتم عني أمراً كهذا ... سأسافر هذه المرة ، لن أحتمل هذا .. "

قال خالتي بحنان :

" كم تبقَّى لك بنيتي ؟؟ "

قلت بمرارة :

" ثلاث أسابيع .."

قالت خالتي بانفعالٍ واهن :

" ثلاث أسابيع ؟؟ حبيبة .. إنها فترة قصيرة .. اسمعيني جيداً .."

قاطعتها باصرار :

" لا تمنعيني يا خالتي ، سأموت إن حصل لأمي مكروه وأنا بعيدةٌ عنها .."

تابعَتْ خالتي وكأنها لم تسمعني :

" اسمعي يا حبيبة .. ستنهين هذه الأسابيع ، لتعودي وأنتِ مرتاحة .. وفي كلا الحالتين ، إن عاشت والدتك وتحسنت حالها ، ستعاتبك بأن تركتِ دراستكِ في لحظاتها الأخيرة .. وستكونين قد أضعتِ مجهود سنوات طويلة .. وإن ساءت حالتها ، لا قدّر الله ، ففي هذه الحال ستخسرين كل شيء .. وستضطرين بعدها لاكمال مستقبلك بدون شهادة !! "

استمعْتُ إليها ودموعي تنساب مُحرقةً قلبي .. قلت :

" لا يمكنني الانتظار هكذا .."

قالت خالتي :

" أنهي دراستك يا حبيبة .. صدقيني هذا هو الاختيار الحكيم .. وأنتِ عاقلة ، وبعد أن تهدئي ستعلمين أن هذا هو الصواب .. ووالدتك ستلومكِ بشدة إن أقدمتِ على خطوة متهورة ٍ الآن .. "

قلت بألم:

" لكنها تحتاج لرعاية .. "

قالت :

" وأين ذهبت أنا ؟؟ سأبقى بجانبها ، فهي أختي ولا أستطيع تركها .. وحتى تعودي لن أفارقها .. وأنت لم يتبق أمامكِ الكثير .. "

ظلّت خالتي تقنعني وأنا أقتنع شيئاً فشيئاً ، لكن نفسيتي كانت متعبةً لأبعد الحدود .. أكملت طريقي بعد أن أنهيت المحادثة الطويلة .. وسرت بهدوء نحو منزلي الذي أصبحت أراه كئيباً ومظلماً ... ابتهلت إلى الله بالدعاء ، ولم أنم تلك الليلة ،بل ظللت أدعو وأرجو الله أن تسلم أمي من هذا المرض ..

هل هناك المزيد .. ؟ لا شك أن خبايا القدر لا يمكن عدُّها أو انتهائها ..
أتمنى أن يكون القادم خيراً يمحو ما قبله من مصائب ..

~ جيم ~
ّّّّّّّّّّّّ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

"هذا هو .."

قلتها وأنا ألمح رقم هاتفها المحمول ، ضغطت رقم الهاتف منتظراً الإجابة :

" نعم ..؟؟"

إنـ ..إنه صوتها .. قلت بتلعثم :

" حبيبة .."

قالت بحيرة :

" من .؟!!"

لمحتُ الضيق بصوتها .. فترددت في الحديث ، إذ لم تشجعني هذه النبرة !

" أريد محادثتك بموضوعٍ هام .. أتمنى أن تستمعي إلي .."

قالت بعصبية :

" أهو أنت سيد جيم ؟؟ صدقني أنا لا أحتمل المزيد من المتاعب .."

قلت أنا بعصبيةٍ هذه المرة :

" أظن أنه لا مانع إن حادثتكِ بموضوعٍ هام .. اسمعيني حبيبة .. "

قالت :

" آسفة جداً .. يجب ان أنهي المحادثة .."

قلت بغضب :

" وهل اعتبرتها محادثةً حقاً ؟؟"

قالت فجأة :

" مع السلامة "



إهانة ... نعم ، اعتبرتها إهانةً قوية .. أهذه أخلاقها المعهودة ، والتي رأيتها منها سابقاً ؟؟؟
لقد قدّرت موقفها المرة السابقة .. لكنها لم تبادلني نفس التقدير .. وهذه المرة ، لم تستمع حتى لما أردت قوله .. لماذا فعلَتْ ذلك ؟؟ متاعب!!! أي متاعب ؟؟ هل تعاني هي من المتاعب ...؟
كنت أودّ محادثتها عن الموضوع الذي حدثني به أحمد .. عن الاسلام .. أريد رأيها .. لدي الكثير من الثقة نحوها ، لا أدري كيف ؟ لكنني أشعر أنني أحتاج لأحد مثلها ليقف إلى جانبي ..
كنت متلهفاً لسماع رأيها ، معتقداً أن من ستحدثني هي حبيبة العاقلة المتفهمة التي رأيتها ذات مرة ..
لكن ، يبدو أن ما حدث قد حزم الأمر وانتهى ! .. لكنني واثقٌ أنني لن أنساها ، حتى ولو كان تواصلي معها مستحيلاً ..
لقد فكّرت ومازلت أفكّر كثيراً بأحوالي وأحوال الشركة ، والهموم والمسؤوليات القابعة فوق رأسي ! وفكرت بأحمد وشخصيته وصداقتي به .. و..عرضه عليّ بذاك الحل ..
فكّرت بما عرفته عن المسلمين حتى الآن ... استحالة ! مستحيلٌ أن أكون أحدهم يوماً من الأيام ! ثم إنني لست عربياً ، وهذا ما سأتحجج به لأحمد .. كل ما أعرفه أن جوابي هو "مستحيل " ..
كلمة " الله " ، لم تعنِ لي شيئاً منذ قدمتُ لهذه الحياة .. سوى بعض الكلمات التي نصّها عليّ ديني المزعوم ..
أهو موجود حقاً ؟؟ الله ؟؟ ... يا إلهي .. إن كنت تسمعني ، فأنا أرجوك أن تساعدني لمعرفتك .. وأن ترشدني لما هو صواب .. لم يعد أمامي سوى الاتجاه إليك .. فأنت ملاذي الأخير ..وإن كان هذا المنفذ مغلقاً فستقتلني الحياة بمللها ومتاعبها وسيرها التائه .. أأقدم على هذه الخطوة وأجرب حظي .. أم أنني سأتعثّر وأندم ؟؟
عليّ التفكير والتمهّل .. كم أتشوق أن أغيّر من حياتي وطبيعتها .. وتزايد شوقي مع هذه النقطة .. والبحث عن الحقيقة ..قررت أن أسأل أحمد .. لأرى .. هل سأقتنع ؟؟ وهل لديه الإجابة المناسبة ؟؟ ...
و سأنسى أمر حبيبة نهائياً أو مؤقتاً .. فبرأيها أو بدونه ، ستستمر الحياة .. مع آمالي للوصول لحالٍ أفضل وأحسن ..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

~حبيبة~

لماذا تمضي الأيام بهذا البطىء ... ؟؟ أصبحت الدراسة شيئاً لا يطاق .. أشعر بكل لحظة أن رأسي سينفجر وذهني المشتت سيضيع ويُجَن !!
اتصلت بخالتي كثيراً .. لكنها لم تعد تجيب ! اتصلت على أقارب والدتي الآخرين .. لكن كلٌ مشغولٌ بحاله !!
ربما قد حدث مكروه .. ربما .......
آه ! يا الله .. يا الله .. فوّضت أمري إليك ..
أدرس بصعوبةٍ بالغة .. كان ينقصني فقط نقرة إصبعٍ لأنهار من جديد ..
وهاهو اتصال جيم .. الذي جاء بوقتٍ من أسوأ أوقات حياتي .. لِمَ لا يفهم ؟؟ لِمَ؟
كانت أعصابي مُحطَّمة ذلك الوقت .. لذا أياًّ كان الموضوع الذي سيحدثني عنه ، لم أكن أستطع الحديث بتلك الحالة .. ثمّ كيف أحضر رقمي ؟؟ لماذا يحاول محادثتي ..؟؟
لقد واجهته بعصبية ، كان عليّ الاستماع لأرى ما هو الأمر الضروري ذاك ؟؟ إذ لم أتوقّع أن ينفعل ويغضب من رفضي .. ! .. لكنّ ما بي يكفيني .. وعلى الانسان أن يقدّر حال من أمامه ..
بدأت اختباراتي منذ أيام .. وأنا لا أكفُّ عن القلق المتواصل والتوتر .. لا أستطيع التركيز بأي شيء .. لم أتوقّع أن أمُرّ بشيءٍ كهذا بعمري كلّه .. أمي دائماً كانت بجانبي حتى وأنا بغربتي هذه .. إن أمّي هي كلُّ ما أملك بهذه الحياة .. ثم إنني حُرمت منها لمدةٍ طويلة ، لم أرها قبلها إلا للحظات ! ...
إنني لست بخير ... لست بخيرٍ أبداً ..
ترى ماذا حصل وماذا سيحصل !؟

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

~جيم ~

طرقاتٌ على باب مكتبي .. قلت :

" تفضل "

دلف أحمد إلى المكتب قائلاً بابتسامة تعلو وجهه السمِحْ :

" صباح الخير .. كيف حالك ؟ "

قلت بمثل الابتسامة:

" بخير .. وأنت ؟"

.. كم تشعرني رؤيته بالراحة .. خصوصاً بعد أن فقدت ادوارد من جانبي فجأة .. لكن ها هو يقف بجانبي من هو بمثابة الأخ والصديق ..

تابعنا أحاديثنا العادية ، ودخلنا بأمور الشركة والأعمال التي بيننا ، وأعدنا ترتيب بعض الأمور سوياً .. وبعد الانتهاء من تلك الترتيبات .. حمل أحمد الملفات وهمّ بالخروج .. فاستوقفته قائلاً :

" أحمد ! "

التفت مبتسماً :

" نعم ؟ "

"هل لديك بعضُ الوقت ؟ "

قال :

"بالتأكيد "

قلت :

" أتسمح لي بشَغْلِه ؟ "

قال :

" بالطبع .. "

ثم التفت واضعاً ملفاته على طاولة بالغرفة ، وجلس بمقابلي مستفسراً .. فقلت :

" أتعلم أنني فكّرتُ بالموضوع ؟ "

كاد يستفسر ، لكن يبدو أنه تذكّر الأمر .. فقال بدهشة :

" حقاً ؟! ظننتك لن تفعل .. "

ابتسمت .. و...تراودت لذهني فجأةً تلك الكلمات :"الناس يغلقون عقولهم قبل آذانهم عند سماع الحقيقة " .. فهل أفعل أنا المثل وأقول "مستحيل " قبل التفكير والتفكّر ؟

قلت :

" تعلّمتُ مرةً أن أستخدم عقلي قبل أن أتسرّع بقول ٍ أو فعل .."

تابعتُ مبتسماً :

" لذا فكّرتُ بالأمر .. أتعلم يا أحمد ؟ إنني متشوقٌ للقيام بتغيير ما .. وصوتٌ في أعماقي يؤيد .. لكن آخر يرفض ! .. ثم إنّ هناك الكثير والكثير من العوائق .."

قال أحمد :

" بالنسبة للمؤيد والمعارض .. فعليك باتباع المؤيد ، لأنك لو اتبعت الآخر ستتوقف عن القيام بأي أمرٍ في الحياة .. لأن الأول هو الضمير والنفس الراغبة بالتغيير للأفضل .. والآخر هو ما يريد منك البقاء في هذا القعر المظلم"

قلت :

" والعوائق ؟ "

استفسر أحمد :

" من المؤكد ستواجهك الكثير من العوائق ، وهكذا الحال عند القيام بخطوةَ تغييرٍ جذري ..لكن ما هي العوائق التي تراها؟"

قلت :

" إنني غربي .."

قال أحمد :

" الإسلام لا يُفرِّق بين عربي ولا غربي ولا هندي ... بل الفرق في فعل الإنسان وقلبه وصدقه وإيمانه .."

قلت :

" لن أستطيع التعايش مع المجتمع هنا .."

قال :

" كثيرون قبلك فعلوها واستطاعوا بسمعتهم الطيبة وتعاملهم الرائع أن يتعايشوا كالسابق بدون فروق ، إلا الفروق اللازمة البسيطة ..وأنت لديك الكثير من الشهرة والسمعة الطيبة هنا"

بنفسي ، اقتنعت .. لكن لا أدري لِمَ أصرُّ على البحث عن العوائق .. لست أتخيّلُ الأمر !! ماذا إن علم ادوارد بما أفكر .. هل سيعتبره تهوّراً ..؟..

قلت لأحمد :

" أهذا رأيك ..؟؟ "

قال :

" بالطبع .. اسمعني جيم .. هذه خطوةٌ عظيمة .. أنا أعلم أنها ليست بالهيّنة ... لأنك إن قبلت الدخول في الإسلام ستواجهك بالطبع صعوبات .. وستندرج تحت قائمة ٍ شوهت سمعتها الوسائل الاعلامية .. ولكنك ستحظى بأثمن ما في الحياة .. وهي الهداية للطريق الصحيح ومعرفة الله والراحة النفسية .."

أنصتُّ جيداً .. وتمعنت في أقواله .. قلت :

" أحتاج لمزيدٍ من الدعم .. "

ابتسم أحمد :

" ستقتنع .."

قلت :

" ماذا ؟"

قال :

" جيم .. إن لك قلبٌ صادقٌ وأنا أعلم أنه سيرشدك للحقيقة .. أو أنه أرشدك لكنك تعاند نفسك .. "

تنهدت ..واكتفيت بذلك .. إنه أكثر أمرٍ حيّرني بحياتي كلّها .. حتى إنني انشغلت عن متاعبي بالتفكير بالأمر !

قال أحمد :

" أنت حرٌ بنفسك وما ستقوم به .. وتذكّرتُ الآن القاعدة التي كنت سأخبرك إياها سابقاً ، حين قاطعنا السيد ادوارد .. "

ركّزت في قوله .. كنت أريد سماع تلك القاعدة ، لدي شعورٌ أنها هي من ستغيّرني من قبل أن ينطق بها تلك المرة ..

قال :

" في القرآن الكريم .. ذكر الله تعالى أن الانسان لا يستطيع تغيير ما حوله ، إلا لو غيّر ما بنفسه أولاً .. أي أنك لن تستطيع تغيير هذه الحياة ، إلا لو غيّرت نفسك وطورتها "

ابتسمت .. فقال أحمد ضاحكاً :

" هل ينطبق عليك المثل : السكوت علامة الرضا ؟ "

قلت :

" أنا واثقٌ من أقوالك .. وأشعر أن الإسلام هو الحقيقة المفقودة ... "

قال :

"ممتاز "

قلت :

"لكن...."

قاطعني بقوله :

"سأنصرف الآن مضطراً ..وأترك لك فرصةً أكبر للتفكير فهذا ما تحتاجه .. " " لكن اعلم أنني بجانبك ان احتجت لمشورةٍ أو سؤال أو قرار أو أي شيء "

قمت إليه وصافحته بودّ :

" أشكرك جزيل الشكر يا عزيزي .. لقد أرحتني كثيراً .. وسأخبرك بأي جديد يدور بهذا العقل "

وأشرت لرأسي .. فابتسم احمد وغادر قائلاً :

" إلى اللقاء "

بينما بقيت أنا أفكّّرُ وأفكّر ..شَعَرْتُ أنني دخلت عالماً جديداً .. بين ليلةٍ و ضحاها ، انقلبت أحوالي وتجاذبت نحو تلك النقطة .. محور التغيّر في حياتي .. فهل سأقدم على هذه الخطوة ؟!

تسابقت كلمات ٌ سمعتها سابقاً على لسان حبيبة ..

"الاسلام دينٌ عظيم .. تعاليمه منطقية حكيمة .. شرعه وأحكامه سهلةٌ و قيمة مفيدة .. وكل أمرٍ من الله ورسوله يعم بفائدةٍ على المجتمع .."

"إنه دين الرحمة والعدالة للبشرية كلها .. وبمعرفتك له فقط ، ستجد الكثير من الأمور الرائعة فيه ، والتي تدعوك لمعرفة المزيد .. "

"مهما سمعت عن الاسلام من صور مشوَّهة ، أو إعلامٍ رخيص ، أو إرهابٍ مجرّد .. فهو مخالفٌ لتعاليم ديننا نفسه .. وذلك مذكورٌ بكتابنا .. كلام الله "


وأنا من أبحث عن رأي حبيبة! .. إنه كامنٌ في كلماتها .. في عقلي الباطن ..
درت بفكري نحو شتى الأمور .. إنها المرة الأولى التي أُقدم فيها على خطوةٍ دون سؤال ادوارد واستشارته ..
الله .. أنت من أرشدتني لهذا الطريق ,,, أليس كذلك ؟؟ ... إنني قادمٌ إلى بابك .. أرجو الأمل في هذه الحياة .. فهل أنا على صواب حتّى الآن ؟!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

 
 

 

عرض البوم صور Lara_300   رد مع اقتباس
قديم 12-03-08, 11:59 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26942
المشاركات: 136
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lara_300 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lara_300 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lara_300 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 


الفصل الحادي عشر ..

~~~~~~~~~~~~~~~

~ حبيبة ~

لا جديد ..

حال الأمس كاليوم واليوم كالأمس .. مرّ أسبوع .. أتألّم لعدم معرفتي لما يدور بالوطن .. ماذا حصل لأمي .. أتصل بخالتي كل دقيقة بل لو كنت أدق لقلت كل ثانية .. لا أنكبُّ على الدراسة كالسابق .. و هل يستطيع أحدٌ الدراسة في ظروفٍ كهذه ؟ ..
أدائي بالامتحانات ليس على أكمل وجهٍ من الدقة والصحة .. لدي الكثير من الزلاّت .. أحتاج لأي خبرٍ جيد .. أي خبر ..
وسبحان الله ... بينما تدور أفكاري تلك في رأسي .. إذ بهاتفي يرن ..
رفعته ورددت على الرقم الذي لم أتعرفه :

" نعم ؟ "

" السلام عليكم .. "

جاءني صوت حنان المرح من الطرف الآخر .. فقلت بهدوء :

" حنان !! الآن تذكرتني ؟؟ "

قالت هاتفةً :

" ماذا تقولين .. ؟ لقد انشغلت كثيراً هذه الايام .. لماذا يحمل صوتك كل هذا الحزن ؟؟"

قلت بتنهد :

" إنها أمي .."

هَتَفَتْ :

"مابها؟"

قَصَصْتُ عليها الأمر بسرعة .. فقالت بحزن :

"قدّر الله وماشاءَ فَعَلْ .. لا تقلقي سأطمئن عليها وأخبرك .."

قلت :

" كيف ؟؟ "

قالت :

" لديّ وسائلي الخاصة .. ركزي في امتحاناتكِ ودراستكِ .. يجب أن تتغلبي عليّ كالعادة ..هل فهمتِ ؟"

ابتسمْتُ .. وقلت :

" جزاكِ الله خير .."

قالت يمزاح :

" هيا سأغلق هذا الهاتف .. إنكِ تُنهين رصيد هاتفي دائماً .. مع السلامة "

قلت :

" مع السلامة .. أراكِ بعد أيام .."

قالت :

"إن شاء الله "

و.... انتهت المحادثة .. شعرت ببعض الأمل والبهجة .. حنان هناك بالوطن .. يمكنها الاطمئنان على والدتي .. كم شعرت بالراحة بعد هذه المحادثة .. لا حرمني الله من هذه الصديقة الرائعة .. كم أتلهف للعودة للوطن !

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

~ جيم ~

" اليوم يومٌ جديد .."

خاطبت نفسي بهذه العبارة ، وأنا أنطلق بسيارتي نحو عملي .. وقد قررت أخيراً أن أخطو خطوةً نحو الأمام .. فالحياة تسير بلاهدف .. والانتظار للاشيء هو أمرٌ ممل ويبعثُ على الاكتئاب ..
منعت نفسي من التفكير بالعواقب والعوائق ! فكرت في إخبار ادوارد .. لكنني عارضت رغبتي الملحّة ، مع أنه صديقي العزيز .. لكن ، سأمنع أي شيءٍ قد يدعوني للتراجع .. يكفي ما سبق من تردد ... سأقْدِم وبعدها فليحصل ما يحصل ..
فكم من سنواتٍ بقيتُ بها قابعاً بنفس النقطة .. ولَمْ أكتفي بالبقاء بها ، بل تراجعت للخلف ... لكنني سأعوّض هذا التراجع بقفزةٍ تعوّض وقوفي لسنواتٍ عاجزاً عن التغيير والتحسين .. والمكوث بلا هدفٍ ولا أحلام !

نعم إنني متردد .. خائف .. متوتر .. قلق ..
لكنني مضيت بثقةٍ واطمئنان .. متأملاً الخير ، مستمعاً لنداءٍ داخليْ ،أجاب حيرتي وترددي ..
إنه الله .. استجاب لندائي وطلبي .. أرسل لي أحمد ليدلّني .. حتى من قبل أن أتعثر وأسقط !
سأمضي بلا تراجع ..
رفعت بصري إلى السماء لاشعورياً .. و ,,نظرت بعينٍ ملؤها العزم والأمل .. لم أعهد نفسي كذلك من قبلُ قط ..!







~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

مرّت أيام قليلة .. حدث بها الكثير ... تغييرٌ شامل .. سعادةٌ في طرف .. وحزنٌ في الآخر .. تطورٌ في الأول .. وتراجعٌ في الثاني ..

جيم .. أقدم على أعظم خطوةٍ قد يُقْدِمُ عليها من مثله .. أَيُصَدِّق أحد؟؟ جيم .. أســ ..أسلـــــــم ؟؟؟
تعجز العين عن كبت دموع السعادة .. إن الإسلام ينتصر حيناً بعد حين .. رغم كلِّ ما يفعله أهل الكتاب والكفار واليهود بنا في أوطاننا .. رغم تخلّفِ كثيرٍ من شبابنا .. نجد الأعداد الهائلة التي تدخل للإسلام راغبةً بالحقيقة والصدق والسعادة ..
هذا هو أبسط مثال قد يُضرب .. وأبسط حكايةٍ قد تحدث... فجيم لم يمرّ بمواقف عصيبة
للغاية .. تضطره للجوء للإسلام اضطراراً.. بل مشاكل بسيطة ضاقت لها نفسه ، وشعر معها بالفراغ والوهم الذي يعيشه ..فبحث عن الحقيقة ..
.... إنها نظرةٌ واعية ، أدخلت بقلبه نوراً لا ينطفىء .. صحيحٌ أن القليل أو من النادر أن نجد مثل هذه العقول .. لكننا نذكر قوله تعالى
" إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء "
بابتسامتك ومنطقيتك وعقلك ، يُقَدِّر الله هداية البشر على يديك ..

حبيبة .. على الطرف الآخر ، تبتلع الأيام ابتلاعاً ، منتظرةً ما كتبه الله لوالدتها .. لكن حالها متدهورةٌ ، وخاصةً مع امتحاناتها النهائية .. كسى الحزن ملامحها والقلق لازمها كظلّها ..

ادوارد .. لا يدري شيئاً عن جيم .. بل غرق في بحر عمله ، ولم يعد متفرغاً حتى للحديث .. فهو أيضاً في فترة الامتحانات هذه ،لديه الكثير ليفعله ..

أحمد .. يلازم جيم ، ويعلمه على أمور الدين والحياة ..ويصحبه إلى المراكز ليتعرف أكثر ويتعمق في حياته الجديدة.. وكلّه سعادة أن وصل شخصٌ على يديه إلى باب الهداية ..

وهكذا مضت الأمور من هذه الناحية ..
أما من منطلقٍ آخر .. فكان ينتظر جيم وحبيبة قدرٌ آخر يجمعهما .. فماذا سيحصل بينهما من جديد .. ؟! .. وبعد إسلام جيم .. ما موقف ادوارد من الأمر ..؟!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~جيم~



" أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسولُ الله "


مازالت تتردد في ذهني منذ أن نطقتها ، وسعادةٌ وأمل انتاباني منذ أن هداني الله لهذا الطريق .. فالحمد لله ..
تعلمت الكثير من الأمور ، قد تبدو لبعضكم قليلة ، لكنها بالنسبة لي العديد والعديد من الأفعال والأقوال ، تعلمتها في فترة قصيرة ..
اضطررت لتغيير نمط حياتي بأكمله ، وتضمّن يومي الكثير من الأعمال الأخرى التي تخص الدين ..لا أستطيع وصف مشاعري تجاه كوني مسلماً .!! أشعر أنني على هدفٍ ، فإن عشت بقية حياتي فبراحة ، وإن متُّ في أي لحظة ، سأموت على عقيدةٍ ومنهجٍ وشريعة .. أليس هذا وحده رائعاً ؟؟

أحمل الكثير من الاعتزاز والجميل لأحمد ، الذي أوصلني الله به إلى الهداية والصواب .. ومازلت أحمل جميلاً لشخصٍ آخر .. هو من فتح عقلي وتفكيري ، وأصاب مشاعري لأوّل مرة ، فبات يشغل جزءاً من تفكيري ومشاعرَ أخرى لا أفهمها .. لكن مشكلة هذا الشخص أنه عنيدٌ وغامض ، رغم ظني بأنني أفهمه ، لكن اتضح لي العكس .. كيف ستكون ردة فعل ذلك الشخص على إسلامي إن علم ؟! .. أتوق فعلاً لمعرفة ذلك .. وبما أنني الآن قد انضممت لركبها ، فلن أتركها لأنني أعلم أنها لن تفارق تفكيري خصوصاً بعد أن أسلمت .. سأحدّثها أو أجدها ، فأنا مصرٌّ على رأيي .. وإن لم تتقبل هذه المرّة فسأنهي الأمر ولن أعود لهذه المحاولات .. إنها فرصتي الأخيرة !
لقد بدأت أتحدث بتأنيث الكلام ، إذن ، انكشف هذا الشخص لمخيلتي ! نعم .. إنها حبيبة ..

صحيح .. متى سأخبر إدوارد ؟ ! لا يجب أن أتعجل الأمور .. عاجلاً أو آجلاً سيعرف ..

مرت ثلاث أيام ، بدت كأنها أول ثلاث أيامٍ بحياتي .. خصّصتُ غرفةً خاصةً بالشركة للصلاة .. وتخلّصتُ من جميع المحرمات سواء بمنزلي أو بالشركة .. وأوّلها زجاجات الخمر تلك ، التي اعتبرتها قيّمةً يوماً ،، سبحان الله ! أرى حياتي الماضية وكأنّها ذكرى مشوّشة ، تبَدّدت ، فتحسرت لأني لم أ تعرف الحقيقة منذ زمن .. لكن الحمد لله ، لقد تحوّلتُ لإنسانٍ جديدٍ الآن ، ذا همّةٍ عاليةٍ وروحٍ نقيةٍ طاهرة ، ونفسٍ مرتاحة ..

استرخيت على فراشي بعد أن أدّيتُ الصلاة ..، أتقلّبُ مع تقلُّبِ الأفكار في رأسي ، ........كنبذةٍ عن بدايتي الجديدة ، حفظت بعض الآيات القصيرة ، وكم كان ذلك عسيراً ، فالقرآن باللغة العربية ، مما جعلني أحمل همّ معرفة القرآن ، لكن أحمد العزيز ، أهداني كتيبات وكتبا كثيرة ، مما يسّرعليّ المهمّة ، وخفّفَ من الثقل الذي حملته .. كان أول ما تعلمته هو الصلاة ، لتكوين علاقتي بالله ، ولأنها أساس الإسلام كما تعلّمت .. فأقرأ ما حفظته بها ، وعلى كلّ حال ، مازلت في البداية ،، إنني لا أستطيع النوم هذه الأيام من كثرة المشاعر المزدوجة والأفكار العديدة والحياة الجديدة ..
سمعتُ رنين هاتفي ، فالتقطته مجيباً :

" مرحباً ..؟ "

" أهلاً جيم .. أين أنت ؟؟ كيف حالك ؟ "

" أهلاً أهلاً إدوارد عزيزي .. أنا في المنزل .. كيف حالك أنت ؟ "

" أقصد أين أنت منذ زمن ؟؟ أتعلم ، لقد اشتقت للعمل معك .. "

" لا تلومنّ إلا نفسك .. لقد كنت هنا منذ البداية ، أنت من نسيتني "

" آه منك يا جيم .. !!! طبعاً لم أنسك ، إني منشغلٌ جداً هذه الأيام ، وخمّن ماذا ؟ "

قلت بحيرة :

" ماذا ؟ "

" إنني في طريقي لفتح عيادةٍ خاصة .. "

فرحت للخبر وقلت :

" حقاً ؟؟ هذا رائعٌ جداً !! لقد سعدت لهذا الخبر .."

قال بحماس :

" نعم .. وسأبدأ في العمل فيها بعد انتهاء هذه الدفعة الجامعية .. وكيف عملك ..؟"

" حيقةً هناك خبرٌ سعيدٌ أيضاً حدث لي ، لكنني سأخبرك عنه لاحقاً .."

" ماذا حدث ؟ أتوق فعلاً لمعرفة هذا الأمر .."

" لقد عملت بنصيحتك إدوارد .. وستعرف النتيجة قريباً .."

" جيدٌ جداً .. أنتظرك بأي وقت .. يجب أن تأتي لزيارتي هل تفهم ؟ "

" ولماذا لا تفعل أنت ؟"

" أنت الأصغر .. "

ضحكت ، وأنهيت حديثي معه ، يا له من رجلٍ ! كردٍ لجميله هو الآخر ووقفاته معي كثيراً ، سأحاول أن أجذبه للطريق الذي سلكته ، فلديه الكثير من الطموح والهمّة ، وهو عاقلٌ أيضاً ، قد يتنبّه للحقيقة فور معرفتها .. عزمت على فعل ذلك في المستقبل القريب ... أوالبعيد ، إن شاء الله ..

قبل أن أضع الهاتف من يدي ، رفعته مرةً أخرى إلى مستوى بصري ، وتأمّلته متردداً ، هل ..؟؟ هل أجرّب الآن ؟ العجيب أنني إن سألتُ نفسي ماالهدف مما أفعل ؟ فأنا حقيقةً لا أعلم .. لكن كلُّ ما أعلمه هو أنني لا يمكنني تركها بحالها .. أظنُّ أنني .. أنني .... لا لا أظنه لهذه الدرجة .. أووه لستٌ أعلم ..!!

جذبت تلك الورقة ذات البيانات ، وضغطت أرقام الهاتف .. (هيا ردي حبيبة .. أتمنى أن تكوني بمزاجٍ جيّدٍ للحديث.. لكن بمَ أنوي أن أحدّثها ؟؟ .. سأحدّثها عن إسلامي بالطبع ، و...)

" عفواً .. "

سمعت صوتاً ، بدا غريباً ، فقلت بتساؤل :

" حبيبة ؟ "

" أهي صاحبة هذا الهاتف ؟؟ من أنت يا سيد ؟ "

قلت بتردد وعجب :

" أيمكنني التحدث مع حبيبة ؟ "

قالت المرأة :

" أأنت قريبها ؟ .. حسناً اسمع يا سيد .. هنا مشفى (الخط الأحمر ) ، صاحبةُ هذا الهاتف مصابةٌ في حادث ، واتصالك مهمٌ بالنسبة إلينا .. لقد احتفظنا بهاتفها الذي كان معها ، منتظرين اتصالاً كهذا منذ مدّة لنأخذ معلومات ٍ عن صاحبة الهاتف .. سيدي هل أنت معي ؟؟ ماذا تكون لها ؟ "

حقيقةً لم أكن أسمع حديثها بالكامل ، بل استوعبت موجزه فقط ! لقد أصابتني شبه صدمة !! حبيبة مصابة ؟؟ بحادث ؟؟ ماذا حدث ؟؟ وكيف ؟

قلت بتلعثم :

" وأين أجدها .. أقصد المشفى ؟ "

أعطتني العنوان ، وطلبت مني الحضور بأسرع وقت ، حقيقةً لم أكن أحتاج لتوصيةٍ بذلك ، فحتى الآن لم أستوعِبِ الأمر ..

توجهت لذلك المشفى وأنا أدعو الله أن تكون على مايرام وأن تخرج من هذا الحادث سالمةً معافاة ، وأن يوفقني للوصول لما أريد ..

ِِِِِِِِِِ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

حبيبة ..


خرجت ذلك اليوم من الجامعة وأنا مشتتة الذهن ، اتصلت بي حنان ذلك الصباح ، لقد كانت تحدّثني من المكان الذي ترقد به أمي طريحة المرض .. ! حاولَتْ طمأنتي ، لكنني أعلم أن أمي تحت خطر المرض ، وأنهم يحاولون إبعاد القلق عني ، لكن في الحقيقة ، لا أحد منهم يتصوّر مدى القلق الذي يغمرني من رأسي إلى أخمص قدمي ّ ، إنني خائفة .. جداً خائفة .. تذكّرتُ تلك العبارة التي قلتها لجيم ذات مرة .. " الشيء المخيف هو حوادث القدر ومفاجآته " ، وما أبلغها من عبارة .. فكل المخاوف لا تساوي شيئاً أمام ما قد يغيّره القدر في حياتك فجأةً وبلحظة ..

خرجت من الجامعة ، إنه اليوم الأخير .. أنهيت اختباراتي ، بقي فقط ثلاث أيامٍ فارغة ، لن أفعل بها شيئاً سوى انتظار يوم التخرُّج واستلام الشهادات ..

واليوم بالذات ، كنت مشوّشة الذهن جداً ، كان أدائي سيئاً بآخر امتحان ، خرجت وأنا مصابةٌ بدوّارٍ وهبوطٍ شديد في ضغط الدم ، إضافةً لأعصابٍ منهارة .. كنت أعبُرُ الطريق لأركب سيارتي ، ولم ألحظ تلك الشاحنة التي قطعت المسافة بيني وبين السيارة ، أسرعت بالالتفات والتراجع ، لكنها اصطدمت بذراعي وقدمي ورأسي ، وشعرتُ بآلامٍ شديدة قاسية حين وقعت أرضاً إثرَ الحادث.. وبعدها ، غابت الدنيا من حولي ، وأظلمت السماء ولم أعد أرى أو أعي شيئاً من حولي ..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

 
 

 

عرض البوم صور Lara_300   رد مع اقتباس
قديم 13-03-08, 12:08 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26942
المشاركات: 136
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lara_300 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lara_300 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lara_300 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

أتمنى ان تنال التكملة على اعجابكم وانتظروني مع
البقية في الايام القادمة ان شاء الله ..


في امان الله

 
 

 

عرض البوم صور Lara_300   رد مع اقتباس
قديم 13-03-08, 01:13 AM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
dew
اللقب:
قطر الندى



البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32556
المشاركات: 8,339
الجنس أنثى
معدل التقييم: dew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسي
نقاط التقييم: 5602

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dew غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lara_300 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

أهلا بك ,,,,صديقتي العزيزة


التكملة جدا رائعة لم أتوقع أن يسلم جيم بهذه السرعة ,,,,,,,وحبيبة مسكينة هذه الفتاة فهي وحيدة في ذلك البلد الغريب والحادث الذي أصابها يؤلم القلب .

ننتظرك في الأجزاء القادمة

 
 

 

عرض البوم صور dew   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية نور القدر, نور القدر, قصة نور القدر
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:23 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية