كاتب الموضوع :
Lara_300
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الخامس ..
~~~~~~~~~~~~~~~~
~جيم~
لقد غادرت الآن لتنفيذ تلك الفكرة .. أتمنى أن تمضي الأمور على خير ... فأنا شبه محطمٍ من الخوف والقلق والتوتر .. كيف سأخرج من هنا .. لقد طرأ صديقي العزيز ادوارد على بالي فجأةً ... رغم أنه يكبرني بعشر أعوام .. إلا أنني كونت معه صداقةً ممتازة.. فقد كان في السابق صديقاً لوالدي... فهو الآن يعمل كمساعدٍ لي بدل والدي .. لكنه حقيقةً يعمل كطبيب .. إنه حكيم جداً وشجاع .. قد يحسن التصرف عنّي ويأتي بحل ٍ يخرجني من هنا .. ماذا أفعل مع حبيبة .. لإنني مدينٌ لها بالكثير .. لم أعتد أن يقدم لي الآخرون خدمات .. بل العكس تماماً .. لذا سأنتظر أن تمر الأزمة .. وبعدها فلأفكر في كل شيء ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~حبيبة~
نعم .. إنها هي .. شركة فاست ديب .. تأملت ذلك المبنى الكبير القابع أمامي .. وتوجهت إلى بوابته الكبيرة .. إنها شركةٌ راقية .. يبدو أن جيم ثريٌ جداً .. يا للظروف !
سألت مكتب استعلامات الشركة عن السيد "ادوارد " الذي اخبرني جيم أن أقصده ..
صعدت للطابق الثاني بعد أن أخبروني عن مكان مكتبه ..
استأذنت الـ "سكرتيرة " الخاصة بمكتبه بالدخول .. فأخبرتني أنه مستعد لاستقبالي ، بعد أن أخبَرَته ..
دلفت إلى المكتب بخطوات مترددة .. و ... تفاجأت .. فكانت تنتظرني مفاجأة مدهشة !!
رباااااه .. لقد تعاونت المفاجآت والأحداث المدهشة للظهور في حياتي !!!
لقد كان السيد " ادوارد" , هو نفسه معلمي في الجامعة !! ... هكذا إذن .. فهو طبيب كما قال جيم !!! ... ألجمتني الدهشة , فسمعت صوته يقول في عجب :
" مرحباً .. أنتِ ... ! "
قلت بتلعثم :
" أه .. سيد ادوارد .. أنا . .. في الحقيقة ..لقد .. "
قال :
" أوه .. مرحباً آنسة حبيبة ... لقد ذهلت لرؤيتك هنا .."
قلت :
" سيد ادوارد , في الحقيقة لقد فاقت دهشتي دهشتك , لأنني هنا لسببٍ مهم .. يخص السيد "جيم" .."
قال بتساؤل :
" جيم .. وما علاقتك بـ "جيم" ,., وكيف عرفت بعملي هنا ؟؟ .. لستُ
أفهم شيئاً آنسة حبيبة .."
قلت :
"مهلاً . سيد ادوارد .. سأشرح لك كل شيء .."
شرحت للسيد "ادوارد" كل شيء .. وكان مندهشاً جداً .. وأخبرني بأنه سيتصرف .. فقام ببعض الاتصالات .. قائلاً للعاملين أنه سيغادر الآن .. ورافقني إلى باب الشركة .. وهو يحادثني عن الأمر واندهاشه به .. ثم قال لي :
" في الحقيقة لستُ أدري كيف سأتصرف .. لكنني سأصحبك على أي حال .. لأرى النطقة و قد ألهم بطريقةٍ ما عندها .لاخراج جيم .."
تابع السيد ادوارد مكملاً ونحن نصعد للسيارة .. :
" هذا الشاب .. لا يحسن التصرف ، .."
صمتتُ وأنا أقود سيارتي .. إنني مستسلمة ٌ تماماً لكل ما سوف يحدث .. برغم القلق العارم الذي يلازمني ..
تابع :ادوارد " :
" إنه متهورٌ وطائش .. ولهذا وقع في قبضة تلك المنظمة .. ماذا لو كانوا أصابوه في مقتلٍ فور اكتشافهم لأمره ... ؟؟ لقد سارع بكشف أوراقه... ياله من متهوّر"
أوأمأت برأسي .. لم أعلم إن فعلت ذلك موافقةً على كلامه .. أم مجاراةً لحديثه !
لكن .. ألا تلاحظون أنه يبالغ قليلاً .. فــ "جيم" يبدو لي عاقلاً .. متفهماً .. يعلم ما يفعل .. لكنه قد يتهور كأي شخصٍ ببعض الأمور فقط ..
تابع "ادوارد " :
"يجب على الانسان التصرف ببعض الحكمة .. و التفكير جيداً قبل أي عملٍ يقدم عليه .. حتى لو كان مضطراً لفعله على وجه السرعة أو تحت تهديد الوقت .. .. فقط عليه التفكير في العواقب .."
صمتت .. معه حق .. إن السيد " ادوارد " حكيم جداً .. وهذا معروفٌ أيضاً بين طلابه .. حقاً يا لها من صدفة !!!
مهما كان أو يكن .. كل ما أرجوه أن تسير الأمور على خير .. وأن أعود لحياتي الطبيعية قريباً ..
تجاوزت حدود المنطقة والخوف يتصاعد مع انفاسي أقوى فأقوى .. تخطيت الشوارع المؤدية لمنزلي ، وأنا مندهشة .. فقد كانت .. خاليــة .. !
نعم .. أين ذهب هؤلاء الرجال .. بعد أن ملأوا المنطقة ..! !! وهذا الصباح .. لقد كانوا يحاصرون المنطقة تماماً ,, يا للعجب؟؟ ...
هل يعقل أن ....
أن يكونوا قد .. قد .. علموا بمكان جيم ؟؟!!
وهاجموه مثلا ّ ؟؟؟ يا الهي ... !!
لا لا يمكن ..
انتبهت على صوت ادوارد " :
" آنسة حبيبة ..؟؟"
انتفضت مع تلاشي افكاري .. وقلت في عودةٍ للواقع :
" عفواً .. لقد كنت أفكر ... "
قال متسائلاً :
" ماذا هناك ؟؟ "
قلت :
" لا أدري .. لكنني لست أرى أحداً من أولئك الرجال .. لقد كانوا هنا صباحاً يملأون المكان ... والآن فقد اختفوا .."
كرر في دهشة :
"اختفوا ؟؟ .... لقد أعددت خطةً للفرار .. لكن إذا كانوا قد اختفوا .. فـــ "
لم أنتبه لنفسي وأنا أقاطعه :
" أوه .. وصلنا "
التفت أمامه ليرى المنزل .. بينما خجلت كثيراً لمقاطعتي حديثه .. فهو مازال معلمي بالجامعة .. الضرورات تبيح المحظورات .. تخطوا الأمر ..!
" أهذا منزلك ؟؟ "
"نعم .. أتمنى أن يكون جيم بالداخل .. "
" هل تظنين أن ... "
لم يكمل حديثه .. لكنه أسرع بفتح باب السيارة .. وقال فجأة :
" هيا أسرعي .. دعينا نتأكد بأنفسنا .. لو سمحنا لهذه الشكوك بانتشالنا .. فلن نتفرغ للواقع .."
تقدمته بخطوات لأفتح المنزل .. و .. ارتحت عندما رأيت جيم ينظر إلينا بأمل من الداخل ..
اغلقت الباب ., بينما سار جيم نحو "ادوارد " ، وصافحه بارتياح :
" صديقي العزيز ... ومنقذي ..."
لكزه "ادوارد " على كتفه بقوة ، جعلتني أنتفض من الدهشة !
قال له بعصبية مصطنعة :
" أيها الأحمق المتهوّر ... "
ثم ابتسم قائلاً :
" كيف حالك ؟ "
كدت أضحك من هذاالموقف الغير مناسب لما نحن فيه .. أو بالأصح .. لما هما فيه ..!
حقيقةً بدا لي السيد "ادوارد " مختلفاً .. فلم أتوقع وجود جانبٍ مرح بشخصيته .. رغم طيبته الزائدة معنا بالجامعة ..
قال جيم :
" كما تراني ، والفضل يعود لحبيبة "
قال ادوارد :
" أوه حبيبة ، أنت حقاً فتاةٌ صالحة كما عرفتك بأخلاقك .. أشكرك على حماية جيم ، فلو كنت مكانك ، لسلمته لهؤلاء الرجال بنفسي "
لم أعرف بم أرد .. لم أميز جده من هزله !
قال جيم وهو يرمقه بنظرة عميقة بجدية :
" كفى الآن .. وقل لي قبل أن تحبط صورتي أمام الآنسة ، هل لديك اقتراحٌ محدود لحل هذه الأزمة ؟ ، أم أنك جئت لتعرض بعضاً من فلسفاتك ؟!"
قا ادوارد بجدية مماثلة :
" حسناً حسناً ، ها نحن ذا ..."
تابع ملتفتاً إلي :
" هل لديكِ اقتراحٌ بهذا الشأن ؟؟"
استوعبت فجأةً أن دفة الحديث توجهت إلي ، فقلت بسرعة :
" حقيقةً لو كان لدي اقتراحٌ محدود ، لكان جيم الآن بالخارج .."
قال جيم :
" ادوارد .. هل نفذت أفكارك ؟؟ ... لماذا دائماً تنبع بالأفكار باستثناء أوقات حاجتنا إليها ؟؟"
قال ادوارد بجدية :
" جيم عزيزي .. أنا لست أرى أي مسلحٍ بالخارج ... فلماذا العناء ؟؟ .. وكيف أضع خطةً هباءً ؟؟ "
ارتفع حاجبا جيم دهشةً وقال :
"ماذا ؟"
والتفت بسرعةٍ إلى النافذة مطّلِعاً من خلف ستائرها و قال بتوتر :
"كــ .. كيف ؟؟ "
قلت أنا :
" لستُ أدري . لقد درت بالمنطقة كلّها ولم يكن لهم أدنى أثر!"
قال جيم :
"أنا غيرُ مطمئنٍ لهذا .."
قال ادوارد :
: ربما استسلموا للأمر ، ورأوا أنك لست موجوداً بالمنطقة ، فانطلقوا ليبحثوا بمكانٍ آخر .."
قال جيم :
" لا أعتقد .."
قال ادوراد :
" إذن .. هل لك أن تصطحبني قليلاً ؟؟ "
نظر جيم إليه بدهشة :
" ماذا ؟ إلى أين ؟ "
قال ادوارد ببساطة :
" إلى الخارج .."
وقف جيم متعجباً من ادوارد وقال :
" ادوارد ، ألم تستوعب بعد أن هذا ليس وقت المزاح ؟؟ "
قال ادوارد بجدية :
" ومن يمزح هنا ؟؟؟ ... إنني أطلب منك بكل بساطة اصطحابي للخارج.. "
كنت أراقبهما في عجب ، بينما لم يترك ادوارد فرصةً لجواب جيم ، واقترب منه ممسكاً بذراعه يجره كالأطفال خلفه ، بنما اعترض جيم بالبداية ، لكن يبدو أنه وثق بإدوارد فتركه يقوده ..
شيعتهما ببصري في اندهاش وتبعتهما بخطواتٍ بطيئة ، بينما سمعت جيم يقول :
" ادوارد .. أنت مجنونٌ ... ! "
ضحك ادوارد بخفة ، ووقف أمام باب المنزل من الخارج مع جيم .. قائلاً :
" أرأيت لم يحدث شيء ..!........ولن يحدث شيءٌ ...."
ثم جذب جيم بحركة فجائية نحو سيارتي قائلاً :
"ما لم تدخل السيارة الآن "
طلب ادوارد مفتاح سيارتي مني ، وفتح الباب لجيم ، بينما ركب جيم وادوارد إلى جانبه ، ووقفت أنا أراقبهما وأشيع سيارتي بنظراتي الحائرة !
قال ادوارد :
" اقتربي آنسة حبيبة .."
اقتربت قليلاً من نافذة السيارة ، فقال ادوارد :
" آسفٌ لاستعارة سيارتك ، لن تحتاجيها اليوم ، أليس كذلك ؟ "
قلتُ في تساهل :
" لا ، يمكنك أخذها لبعض الوقت ، مادامت ستحقق الفائدة .."
قال جيم :
" حبيبة .. "
انتبهت لجيم قائلة :
" نعم ..؟ "
قال جيم :
" أنا حقاً آسف ..، و.. أتمنى أن تنسي كل ماحدث بمجرد عودة سيارتك إليكِ .."
قلت :
" بالتأكيد .. لا بأس .. يسعدني أن خرجت بأمان "
نظر إلى ادوارد في قلق :
" لست متأكداً تماماً حتى هذه اللحظة "
قلت :
" سأعلم بما حصل معكم عند استعادة سيارتي .. أتمنى أن تمضي اموركما على خير "
قال :
" شكراً جزيلاً لكِ .. و السيارة ..."
قال ادوارد مقاطعاً :
" سيبدأ دوامك الاثنين القادم صحيح ؟ "
قلت :
" نعم .. يمكنني استعادتها منك في الدوام .. "
قال :
"إذاً اتفقنا .."
تابع جيم حديثنا بدهشة وتساؤل صامت ، أوه صحيح ، إنه لا يعلم أن ادوارد هو معلمي !
قبل أن أنطق بحرف ، تحرك ادوارد بالسيارة سريعاً ، قائلاً عبر النافذة المفتوحة :
" إلى اللقاء .."
وقبل حتى أن أنطق بحرف ..
دلفت للمنزل مجدداً .. ودرت ببصري في انحاءه وردهته .. هل حقاً حدثت كل هذه الاحداث منذ الأمس ؟؟ ... هل حقاً عدت لحياتي الطبيعية ؟؟ .. لن يتواجد شخصٌ اسمه جيم مجدداً في حياتي ؟؟!! وأخيراً زال القلق والخوف وشعوري بالذنب وتأنيب الضمير...
توجهت للهاتف لأحادث والدتي ، لست أدري لمَ الآن بالذات ؟ ...ربما لأنني أريد أن أفعل شيئاً ما يشعرني بعودتي لعالمي الطبيعي المعتاد !
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~جيم ~
لقد كنت في حالة تشتت ذهني غريبة ! ... لم أستوعب أفعال ادوارد أو "أهضمها" كا يقول البعض !
لقد تركت له الأمر ليتصرف به ـ لأنني أثق به كثيراً ، وهو أفضل أصدقائي .. لكن ، ما فعله ؟؟ ماذا لو كنت تعرضت معه لخطرٍ كبير ، من هذه العصابة المخادعةّ!؟!؟
من المتهوّر منا ؟؟
لكن حقاً يبدو أنهم غادرواً .. فها نحن قد تجاوزنا المنطقة بسلام .. لا أصدق !!
كنت قبل قليل أتوقع رصاصةً تسحقني ، أو هجوماً مباغتاً يهلكنا ... لكن .. مازلت لا أصدق ..
يأبى تفكيري الا أن يفكر بالأمر .. هل حقاً تركوني وشأني .. أم أنهم يعدون خطة أخرى ..؟؟ هل يا ترى ذهبوا للشركة ؟؟
أه .. لقد أصابني الصداع !
فجأة تذكرت أمراً ..
انه اهم شيءٍ بالموضوع ! .. كيف لي أن أنساه ؟؟؟ إنه .. إنه الدليل الذي اكتشفته بصدد هؤلاء .. الدليل الذي كدت أهلك لأجله ! .. لازالوا لا يعرفون مكانه ! .. إذاً ، لم يكونوا ليقتلوني إلا مع اكتشافه .. !
فتحت فمي لأخبر ادوارد بالأمر ، فإذا به يسألني بنفس اللحظة :
" ما الذي اكتشفته بسأن تلك المنظمة ؟ "
ياللصدفة ! ..
قلت :
" لقد كدت أتفوه بالأمر .. أنت تعرف بالتأكيد شركة (آندرسون كلاودز ) ، التي نتعامل معها منذ العام الماضي أليس كذلك ؟؟
قال :
" نعم ، ماذا بها ؟؟ "
قالت :
" لقد أرسلوا البضائع كالعادة مرفقةً بها الملفات والأقراص المضغوطة التي تحوي تعدادات البضائع لنخزنها على حواسيب شركتنا .."
قال :
" حسناً وبعد ؟؟ "
قلت :
" بينما أنا أتصفح الاقراص ، إذ بي ألمح قرصا غريب الشكل ، كان أصغر بكثير من القرص العادي ، وتفريغة دائرته واسعة .. فالتقطته ظناً مني أنه معلوماتٌ أخرى عن اليضائع ، وإذ بي أضع الشفرة السرية المعتادة ، فلم يفتح .. "
أنصت ادوارد باهتمام ، تابعتُ :
" تكاسلت في اعادته إليهم و طلب الشفرة منهم ، فقمت باستخدام خبرتي في التعامل مع الشفرات ، واكتشفت الشفرة ... وفتحت القرص ، وصدمت مما رأيت ..!"
قال ادوارد في عجب :
" ماذا رأيت ؟؟ "
قلت :
" صفقات غير مشروعة "
قال ادوارد :
" كيف ؟؟ أي نوع من الصفقات تلك ، التي يقلبون الارض رأساً على عقب بحثاً عنك من أجلها ؟.؟؟ "
قلت :
" أسلحة ... إنها صفقات أسلحة .."
كرر ادوارد في ذهول :
" أسلحة .. ؟؟؟ أسلحة يا جيم!! ...وكيف اكتشفوا أمرك ؟؟"
قلت :
" بعد اكتشافي الأمر بدقائق وبقائي في حالة الذهول هذه لفترة ، فوجئت بوفدهم الذي أتى مدّعياً أنه سيسترجع عيّنة من البضاعة ليسلجها لديهم ......
لكنه عندما سألني عن الأقراص ؟؟ وهل قمت بفتحها ، أجبته بنعم ، وأنني أريد أن أكلم صاحب شركتهم .."
تابعتُ عندما لم أجد ردة فعل لادوارد غير الانصات بهدوءٍ وعمق :
" وجدته يبتسم بخبث قائلاً (يبدو أنك اكتشفتها يا جيم ! ) صمتتُ بغضبٍ حينها وهددته بسحب تعاملاتي معهم ، وطالبته باسترجاع بضائعه كلها ، ولا يكتفي بأخذ عينة ، بل بكل ما تعاملوا معنا به ، وطالبت باسترجاع اموال الشركة .."
قال ادوارد :
" لماذا يا جيم ؟؟ كان يمكنك اخفاء الأمر بذكاء ..! "
قلت بعصبية :
" ماذا كنت تريدني أن أفعل .. لقد اكتشف الأمر وانتهى ! وقد كانت اللعبة مكشوفةً منذ بداية الكلام !"
تنهد ادوارد :
" ها قد اقتربنا .. لا بأس .. علينا أن نفكّر في الحاضروالآتي لا في الماضي .."
قلت بقلق :
" ذاهبٌ للشركة ..؟؟ "
تجاهل سؤالي قائلاً :
" وأين ذلك القرص ؟ "
قال جيم :
" إنه بدرج والدي في مكتبه القديم .. لم أجد مكاناً أفضل من مكتبه المهجور منذ وفاته ! "
ابتسم ادوارد قائلاً :
" وأخيراً .. هذه المرة الأولى التي تصرفت بها بحكمة "
أثار غيظي .. يالهذا الادوارد اللا مبالي ، يجب أن يغيظني بفلسفته مهما كانت الظروف ! .. لا وقت لذلك الآن ..
قلت :
" وماذا ستفعل الآن أيها الحكيم ؟ "
قال :
" لن تذهب أنت بالطبع ، فماذا لو راقبوا المكان ؟؟ .. سأذهب أنا لأحضر القرص ،و.. خمّن عندها أين سنذهب! "
قلت :
" الشرطة ؟ "
قال :
" بل المخابرات نفسها .."
رفعت حاجبيّ مندهشاً من مخططات ادوارد الغريبة دوماً ، ........والناجحة .. باستثناء هذه المرة ، فمصيرها مجهول حتى الآن !
كنت قد أحنيت رأسي حين اقترابنا من الشركة ، كي لا يلمحني أحدٌ من الموظفين .. وخوفاً من أن يتواجدوا هنا ، أو تنكرهم كالسابق .. أخذ الحذر واجب !
توجه ادوارد بالسيارة نحو مواقف الشركة التي تقع بطابق ٍ سفلي (أرضي ) .. وحينها رفعت رأسي ، لخلو الموقف من أي سيارات ..
ركن ادوارد السيارة ونزل منها قائلاً :
" انتظرني هنا .. ولا تدع أحداً يراك .. أيَّ أحد .."
قلت :
" لا بأس ولكن لا تتأخر .."
ذهب ادوارد بخطواتٍ سريعة ، بينما راقبته أنا من بعيد ، فقد كان الموقف مصممٌ بحيث يمكنك أن تصل ببصرك للأعلى ، إلى المنحنى المؤدي لباب الشركة تقريباً ..
بقيت أنتظر .. وأنا أفكر بالخطوة التالية !
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~
أمام باب شركة ( فاست ديب ) للاستيراد والتصدير .. خرج مساعد المدير ، السيد "ادوارد دونهام " من الباب الرئيسي للشركة ، في خطواتٍ واثقة ، ومظهرٍ أنيق .. لكن حاجباه انعقدا حين استوقفه رجلان ضخما الجثة عريض المنكبين .. وقال أحدهم بغلظة :
" إلى أين يا سيد ادوارد ؟؟"
كاد القلق يلتهم ادوارد والتساؤلات تمزّق كيانه ، هل أمسكوا بجيم ؟؟!! .. إنهم هم .. لاشك هم !.؟؟
إلا أنه تظاهر بالصرامة قائلاً :
" هل تحتاجان لخدمةٍ ما أيهاالسيدان ؟ "
قال الآخر بسخرية :
" يمكنك أن تطلق عليها مسمىً آخر .."
قال ادوارد في دهشة مصطنعة :
" آسف ، ليس لدي الوقت لأضيعه مع عابثان مثلكما.. عذراً ، سأغادر .."
استوقفته يد ثقيلة وضعت على كتفه ، بينما أحس بجسمٍ صلب يرتطم بظهره ..فالتفت في حركةٍ سريعة ، ليجد أحدهما قد دس سلاحاً خلف ظهره وأخفاه تحت بذلة ادوارد ، حتى لا يراه المارة ، والآخر قد وضع كتفه بثقلٍ عليه ، وهو يقول :
" يبدو أنك ستضطر للذهاب معنا بنزهةٍ قصيرة "
قال ادوارد بعصبية وتوتر :
" ماذا تفعلان أيها المجنونان !! لن أذهب لأي مكان .."
قال الرجل :
" أعدك انها ستكون نزهةً ممتعة ، خصوصاً بزيارةٍ جميلة ورقيقة ، للسيد جيم المحترم .."
تمنى ادوارد في نفسه أن يزفر ارتياحاً وقلقاً بآن واحد ، فقد أمسكوا به ولا يعلمون شيئاً عن جيم ..
قال ادوارد في هدوء مفاجىء :
"وماذا لو رفضت نزهتك ؟؟ "
ثم انطلق مندفعاً من بينهما ، راكضاً حيث المنحنى المؤدي لباب الشركة ، والذي يطل عليه موقف السيارات ، الذي يختبأ به جيم !
رآه جيم ولمح مطارديه ، فانتقل إلى مقعد القيادة ، في تصرفٍ سريعٍ ووحيد ، لينقذ رفيق العمر .. وانطلق بالسيارة نحو ادوارد ، وتوقف بها لثوانٍ بجانبه ، هاتفاً :
"اصعد بسرعة "
صعد ادوارد إلى جانب جيم ، بينما انطلق جيم بالسيارة في توتر بلا هدف .. المهم أن ينجو من مطارديه ، الذي رآهم قد لحقوه بسيارةٍ كبيرة ، وهاهم يطاردونه ،
زاد من سرعته ، وهتف به ادوارد :
"توجه لمبنى المخابرات ، الآن ، انه في هذا الطريق "
ابتسم جيم رغم ما هم به ، فتفكير ادوارد حكيم ، ففي الوقت الراهن ، هذا أفضل ما يمكنهم فعله !
زاد جيم من سرعته ، ليبتعد أكثر مسافةٍ ممكنة عن تلك السيارة التي تطارده بجنون ..
رباااااه ,,, لقد أصبحتا سيارتين !
هاهو مبنى المخابرات يلوح من بعيد .. والسيارتان المطاردتان كذلك .. ترى من منهما يقترب أكثر ؟؟
هتف ادوارد :
"رباه ساعدنا .."
قال جيم :
"كيف سنفعلها ؟؟ "
قالها وهو يقف امام بوابة المبنى ويغادر السيارة في سرعة ويركض مع ادوارد لداخل المبنى ، حاول حراس المبنى منعهم ، قال لهم احد الحارسين :
" إلى أين تظنان نفسيكما تدلفان ؟ "
قال ادوارد :
" عفواً يا سيد ، يجب أن ندخل حالاً فهناك من يطاردنا .."
وتجاهل ادوارد الحراسة ودلف مع جيم من البوابة ، لكن استوقفتهما رصاصةٌ انطلقت في الأجواء ، مخترقةً ذراع أحدهم في عنف ممزفةً لحم ذراعه .. فأخرج الحارسان مدفعيهما ، و...... بدأت حرب الرصاص ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
|