كاتب الموضوع :
غموض
المنتدى :
الارشيف
لا أعرف ماذا أرد عليكي ايتها المؤدبة ولو لم يكون الحب موضوع يستحق النقاش لما وجدنا كل انسان في هذا العالم يبحث عنه ففي الحب راحة للنفس ومحفز لاي شيء واي هدف يرغب الانسان ويطمح الوصول اليه واتمنى منكم قراءة هذه المنثورة التي كتبتها باحثا عن الحب عن هذا الشعور الرائع والجميل جمالا ً لا يتخيله عقل.
أبحث........... عنها
أبحث عنها ومع مغيب الشمس كل يوم خصلة من شعري تشيب , أحداقي تختبئ خلف العدسات وتربط بين أسناني الجسور , أكل الزمان من أكتافي وهل تراه يمهل القلب لينشد قصائده يوم لقياها ؟
كيف لا وكل دمعة في مقلتي تعاتبني وتستحلفني الاّ تبارح الجفن الاّ لخديها , ففيهما حمرة التفاح تومض , وبين الطيات أطلال القبلات وموج البسمات .
أين أبحث عنك وكل نجوم الكون لن تهديني إليك , وإذا ما رأتك النجوم يوما هل ستبوح اليّ بأسرارها وقد هجرت النجوم إذ عرفتك ؟
هل أسأل القمر عن قدّ طالما كان له ندّا ؟ فمنذ أن عزف القلب دقات الحياة في رسمك , انتحر البدر وأكفانه من ريش النوارس يرقد بعيدا خلف السود من السحاب .
هل أسأل القصائد عن رحيل لك تصدعت فيه أبيات شعر أنت لها صدر , وفي عجزها بليغ القول يبحر بين المعاجم ,يبحث في سطورها عن مدح لبديع الحسن في روح أنت له جسد , لم يسعد الحرير يوما الاّ بلمسه . بحثت عنك في الحدائق فما سمعت غير العتاب ,فنحل الحديقة أبى أن يصنع ترياقا لمائدة غاب طلعك عنها .
أخالك تحت ظل الموج وعلى ضفاف الأنهار , وأراك نائمة على صفحة الماء تضيئين شموع الكون من حولك وتلتحفين السحاب .
سألت عنك بحّارة الليل وصيّادين النهار , سألت عنك أنياب الأسماك وبطون الحيتان , والصدف اللذي طالما اختبأ اللؤلؤ بين أحضانه لعنت أحجاره فليس لأقدامك رسم عليها .
ما حاجتي بمدّك أيّها البحر وجزرك ؟ فقد كنت تمحو آثار الخطوات حين أردنا الاّ يتعقبنا العشّاق , وها أنت تمحو آثار الخطوات يوم رحيلها فيشيخ رجائي في لقياها .
لا حاجة لي بك الآن أيّها البحر , برسم النجوم على صفحاتك ودررك المكنونه , بضجيج الموج في مدّك , وخجل الشطآن في جزرك . فلم أعد أرى في جوفك الاّ رفات المرجان , ولا أسمع الاّ صرخات الغريق في لججك .
بحثت عنك في أدغال الكون وسألت عنك جوارح الطير وخفافيش الظلام , طربت لزئير الأسود وفحيح الأفاعي بعد أن أطبق الصمت على شدو البلابل يوم رحيلك .
اطمئنّي أيتها النمور الهاربة من أوكارها , فيدي لا تحمل بندقية صيد ولا ترتقب جلدا لك يزيّن السرائر . عودي أيتها الفيله فلا أبتغي عاجك مزمار عرس ولا وشاحا , جميلتي تائهة ويكفيني يوم لقياها مزمارا من القصب ومن قشر البندق وشاحا .
أستحلفك أيّها الأمل برعشة الموت في الجسد , أستحلفك بحفيف الأشجار وألوان الشفق ألاّ تخذلني , ففي الضلوع شوق أذاب الصخر وأشعل الصّوان .
لا تطفئ سراجك أيّها الأمل قبل الأوان فقلبي يستعر أكثر من فتيلك , وان كنت ترشح زيتا فشراييني ترشح دما .
ويلي إن رحلت عنّي أيّها الأمل , فلن أقوى على فراقك بنشيد الوداع وطبول الزجل .
ابقى معي أيّها الأمل ويكفي فؤادي ضراما , ويكفي بسماتي هجرا , لهفي لغصن اصفرّت فيه الأوراق إذ ارتحلت وهي لشعرك حنّاءً يوم تعودي .
وشكرا لك على هذه المشاركة الجميلة التي تستحق الرد
|