المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
حياة....في أربعة أيام
لم ادرك معنى انني لم اكن حيا إلا تلك الأيام
في ذلك الشتاء المخيف.. حصلت...حياة
حياة...؟!!
نعم حياة... قصة خرافية لم أستطع تسميتها إلا .....حياة
ما أكثر ما نمر به في حياتنا...
مشاعر متلاطمة.......مواقف متضاربة.......قصص نسمعها ونحزن لها أو نفرح...
ثم ننساها..... ولاتؤثر على حياتنا...لا تغير فينا شيئا...وإن غيرت فلحظي...
ولكن ماذا لو كانت قصة أدركنا عندها اننا لم نعش قبلها و عشنا فيها....حياة
نعم حياة.... ولادة .... سعادة..... تعاسة.....موت
حياة كاملة .... لم أبالغ هي كذلك ...حياة
يا إلهي لم أكن اتصور بأنني سأستسقظ يوما لأرى أشعة الشمس بلون
مختلف ليس الذي عهدته..
ولم أتصور بأنني سأنظر في أرجاء المكان ليس كما عهدته ..
تعودت... أن أرى كل يوم اشعة الشمس ساطعة ولكن يتخللها أشعة سوداء كئيبة
تذكرني بتعاستي وكأنه قد قدر لي ألا أرى السعادة أبدا حتى في اصفى المخلوقات...
اشعة الشمس
تعودت... أن ارى الشياء حولي وكأن طفلا صغيرا تسلل واستولى على أقلام سوداء وأخذ يلطخ
المكان وهو ينظر لي ويبتسم وكأنه يقول "لاسعادة ...... لاسعادة"
واي حياة كنت أرجو في عيشة مليئة بالسواد ....
ولكن في ذلك اليوم عانقت حياتي أهداب فتاة.. ولا تتساءل كيف.. فأنا ذاتي لا أعرف كيف؟
ذلك اليوم كان الوقت غروبا كانت الشمس قد شارفت على المغيب نظرت إليها وكأنها تقول لي
" لن أطلع اليوم التالي ومعي الأشعة السوداء بل سأتركها في النصف الآخر من الكون "...
و كنت على موعد مع الفتاة ... ولكني تاخرت .. لأني كنت أتساءل هل يمكن ان تكون الشمس
صادقة ؟
و تذكرت ان ربي لم يخلق كائنا قادرا على الكذب سوانا نحن بني البشر...
تأخري الغى موعدي... ولم اكن قد ولدت بعد فلم اندم على ضياعه...
وجاء الليل بسكونه وأصبحت ككل ليلة أخشى طلوع الشمس وأخشى استمرار الليل
فاخشى طلوع الشمس خوفا من أن أرى ما تعودت عليه وأخشى استمرار الليل املا فيما أرجوه
من الشمس..
مرت الساعات والدقائق حتى حانت ساعت الولادة دون ان اشعر بها...
وولدت....
حظيت وقتها بموعد جديد معها..
لم أشاء في تلك الليلة التأخر فكنت أحتاج لأن أتأكد من صدق الشمس وإلا فسأدفن نفسي كي لا
اراها ثانية وترعبني أشعتها...
كانت ليلة شتوية.... قارسة.... ومظلمة ...
ولكن حالي معها لم يكن كذلك
كنت اشعر بالدفء والنور يشع من قلبي ليبرق في عيني ويضيء ما حولي...
أصبحت أشبه ما أكون بالطفل حين ولادته حينما ولأول مره يدخل الهواء لرئتيه... شعورا لم يعتد
عليه.... عاش تسعة أشهر لم يشعر به من قبل ولذلك لا نستغرب بكائه الشديد الذي يصدره...
كنت كذلك...
كنت أحسب الساعات والدقائق حتى طلوع الشمس رغم أني قد تأكدت من صدقها ولكن اريد
رؤيتها بعيني ...
يا إلهي ... مولاي...
لم أكن أصدق عيني .. فعلا لم أكن اتصور ان استقيظ ويوما لأرى أشعة الشمس بهذا اللون الجديد...
وقفت ورحت أبحث عن الطفل مع الاقلام فلم أره...
ونظرت إلى الاشياء حولي وهي متألقة بالوانها..
وها أنا كأنني أرى رسالة تركها لي الطفل " لا تحزن ..... لاتحزن...."
عشت بعدها بقية الثلاث الأيام... أيام لم أعش مثلها كنت أرى كل شيء مختلفا..
لون جديد... طعم جديد.... ومعنى جديد...
تركت خلفي كل شيء يذكرني بالماضي...حتى النوم
أمجنون أنا...؟!!!
لا... بل أترى الطفل يفرح بيومه... ولايذكر ماضيه.... ولايهتم بمستقبله..
كنت كذلك الطفل افرح بيومي... ولا أذكر ماضيي... ولكن....
قتلني مستقبلي....
نعم ... لقد قتلني مستقبلي..أو خوفي منه...
لقد كنت قلقا أن أستقيظ يوما فأجد أشعة الشمس قد اكتست بالسواد وعادت لتخيفني...
فهي لم تعدني بأنها لن بأنها لن تجلب اشعة السوداء معها ثانية...
كنت قلقا ألا يجد ذلك الطفل نفسه خارج حياتي فيعود ليلطخ لي الأشياء حولي من جديد ...
نعم لقد قررت أن أموت فلا أضطر لمواجهة ذلك...
فقبري لن أرى فيه شمسا ولا شيئا سوى التراب وما أحلى التراب حينما تكون الأشياء
ملطخة الألوان..
أتعلمون من كانت تلك التي فعلت ما فعلت؟!!
كانت هي من تعلقت بأهدابها لتخرجني من رحم الحياة السوداء لأعيش....حياة
ولكن ثم لأموت...
وبالطبع لما كنت اعيشه.. القبر ارحم...
ولكنني....
لازلت لست متأكد من أنها اغلقت باب قبري جيدا فربما يأتي يوما يفتح فيه قبري ولا أدري حينها
أأستطيع القيام أم أن مولاي قد اختارني لأكون عنده..
بالفعل كانت عمرا بأكمله... بل كانت.... حياة
ربما كلماتي لم تكن تبرق بالكثير من التجميل والتحسين البلاغي ولكنها تنبض بالمشاعر التي على الأقل أنا أعتقد بأنها صادقة
دمتم بود
|