المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
حفل تكريم
حفل تكريم
كانت صالة العرض تعد .. الليلة تكريم .. الليلة تزهو القاعة بحضور رائع .. وزير الثقافة سيعبر من هنا .. هذه الأعمدة سوف تخرج عن صمتها .. نعم .. ستحتضن حضوره البهي .. وربما منَّ عليها بلمسة من كفه .. يعض فراشات تخرج من فمه .. تحلق حولها .. نعم و ربما أنعم عليها ببعض الألوان .. الليلة تتهلل القاعة طربا .. نعم .. جمهور من المبدعين .. أحباب المسرح .. يرتقى الخشبة رئيس الهيئة .. يلقى حديثا طيبا .. تملأ ابتسامته أرجاءها .. يعلو التصفيق .. يعلو .. انطفأت بعض البهجة فجأة .. تساءل البعض .. دارت المقاعد الوثيرة .. ازور صوت المكبر ..أعلن عن اعتذار الوزير .. علت همهمة .. اعتلى المسئول عن تنظيم الحفل الخشبة ....تقدمت فتاة .. غادة حسناء .. أقبل من الجهة الأخرى شاب .. اقتربا سوية .. تناغمت الأصوات .. ما بين الشاب و الفتاة .. كانت تعلن عن الفائز الأول ..صرخت بالاسم .. فى تناغم تحرر اسمه .. كان فى منتصف القاعة .. يرتدى حلة نبيذية .. نشيط يتحرك .. يرتقى درج الخشبة ..كان فرحا .. يبدو أصغر من عمره .. ينتظره رئيس الهيئة .. بابتسامة عريضة يستقبله ..مد يده بقوة .. يالجمال اللقاء .. أعطاه ألبوما ...توالت الأسماء .. اكتظت القاعة تماما !!
كانت هناك .. شغفت به .. كانت تحبه .. كانت كل ليلة تجالسه عبر شاشة الكمبيوتر .. كانت مولهة به .. نعم .. تنتظر بفارغ صبر .. فى نفس الوقت كانت الأخرى .. و الثالثة تتابع ما يتم .. حين أعلنوا عن الأسماء .. راحت أصحابها تتحرك .. تتقدم برشاقة .. اقتربت الكاميرات .. زوم إن .. لقطة عريضة على الوجه .. تهللت ضحكاتهن جميعا .. علت .. دمعت الأعين .. انسابت ضحكات مرة أخرى .. خانت مقاعدهن أجسادهن .. كل راحت تتعجب .. كل كانت تسخر من نفسها .. نعم .. كان ذلك حين كان صاحب الحلة النبيذية يرتقى خشبة المسرح ... كم حلمن بهذه اللحظة .. كم ارتقبنها طويلا .. هذا الذى ملأ أسماعهن طربا .. كان فارس أحلامهن .. كم تقلبن على فراش العشق و التخيل .. ترقبنه يأتي .. يحلمن بلقاء مستحيل .. بكين .. ضحكن .. رقصن معه .. وبين يديه .. ذبن تماما .. ياله من فارس .. ما كذب عليهن .. ما توارى خلف رؤية ..خلف مساحيق .. حتى اسمه ما غيره .. كان واضحا .. صدقن و ما صدقن .. كأنه لم يقل شيئا .. هتفن فى صوت توحد وتزامن : أهو هذا ... يا لغبائنا ؟!!
كلهن انسحبن ... تجرجرن أذيالهن .. وتبكين في صمت .. كم من ليال متن عشقا .. لأجل ماذا ؟
عاودن الرؤية .. هاهو وبنفس حماس شاب فى العشرين .. يتحرك .. ينط .. يغيب فى القاعة !
وهاهو يدميه الوقت .. يتذكر كم فقد عبر السنين .. يداعب أسنانه القليلة المتبقية .. يكز على ناجزيه بألم .. وبراحته يتحسس خديه الغائرين .. تطفر دمعة سخنية .. و فى ظلام القاعة كان ينسحب .. انطفأت مصابيح كانت مضاءة .. كشيخ هرم تحرك .. انفجر باكيا .. طوح ما يحمل .. شهادة تقدير انتظرها ربع قرن .. شيك بنكي ما أحس بقيمته .. تذكر نجيب سرور .. قصيدته لزوم مالا يلزم .. رددها بين شفتيه المرتجفتين .. بصق بغضب .. اختفى فى زحام الشارع !!!
التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب ; 13-01-08 الساعة 09:26 PM
|