المنتدى :
اخبار المسلسلات العربية
أضخم دراما فلسطينية.. تروي المعاناة اليومية
المهندس بكر الأغبر
"من رحم المعاناة الفلسطينية تخرج أروع الأعمال الفنية".. بهذا يؤمن القائمون على إنتاج الدراما الفلسطينية "طريق السلام" التي يبدأ تصويرها في فبراير/شباط المقبل، وتبلغ تكلفتها 300 ألف دولار أمريكي، وحُشدت لها طاقات إبداعية "فذّة"، ما يجعلها العمل الدرامي الأضخم فلسطينيا، خصوصا أنها تتبع عذابات الشعب الفلسطيني في الفترة بين الانتفاضة الفلسطينية الأولى وتوقيع اتفاقية أوسلو.
إنها محطات وقف فيها قطار العمر هنا "على أرض فلسطين"؛ حيث التقت جميعها في طريق واحد هو "طريق السلام"، ومن هنا جاءت هذه الدراما التي تحمل هذا العنوان، والتي تجهّز لإنتاجها شركة "التاج" الفلسطينية للإنتاج الفني والإعلامي من قلب فلسطين، بأيد فلسطينية.
موقع "mbc. net " حاور المهندس بكر الأغبر المدير العام للشركة حول هذه الدراما، فأكد أن رحى الأحداث فيها تتناول تسلسلا يعكس واقع الحياة الاجتماعية والاقتصادية والنضالية والتكافل الأسري وفتح المعتقلات في فترة الانتفاضة الأولى، بينما تستمر المشاهد إلى فترة حرب الخليج الثانية التي اندلعت بين العراق وائتلاف مكون من 30 دولة بقيادة الولايات المتحدة أواخر عام 1990.
ويتابع "يسلّط العمل الضوء على معاناة أهالي القدس بشكل خاص حتى عام 1993؛ إذ يتم توقيع اتفاقية أوسلو للسلام، وتتوقف الانتفاضة الأولى بشكل قاطع"، متوقعا إحداث "طريق السلام" قفزة نوعية في عالم الدراما المنتجة من فلسطين؛ إذ يقول "بإمكاننا توظيف المخزون الوطني إيجابيا لصالح الدراما الفلسطينية".
و"طريق السلام" من إخراج الفلسطيني يوسف الديك، وتأليف الكاتب جمال مشهور، بينما لم يكشف النقاب بعد عن أسماء أبطال العمل الذين سيتم اختيارهم وفق معايير خاصة تؤهلهم لحمل لقب البطولة".
عرض أول في رمضان
"الأغبر" توقع البدء بتصوير مشاهد المسلسل تزامنا مع أول أيام شهر فبراير/شباط المقبل، بينما العرض الأول له سيكون مع حلول شهر رمضان المبارك"، وعن المدن التي اعتمدت لتصوير المشاهد قال "التصوير سيغطي مدن الضفة الغربية كافة، بينما ستتركز معظم المشاهد في مدن القدس ورام الله وبيت لحم"، مبديا تخوفه من بعض المعيقات التي قد يضعها جنود الاحتلال لمنع استكمال التصوير.
وفي السياق ذاته يؤكد قدرة الدراما الفلسطينية على النهوض في ظل الاحتلال والأوضاع الاستثنائية داخل الأراضي الفلسطينية، وقال "الاحتلال يهدف إلى التضييق على الناس في معاشهم، وبأساليب مختلفة ومتجددة، ولكن مقابل إرادة الاحتلال توجد إرادة شعب مقاوم"، لافتا النظر إلى ثراء الأرض الفلسطينية بقصص المعاناة التي يمكن منها "تجسيد أروع الأعمال الفنية، وليس على نطاق الدراما وحسب". "
سوق درامية "شحيحة
ردا على سؤال لموقع " mbc. net "عن أكثر المعيقات التي تقف في وجه الدراما الفلسطينية.. أجاب "نقص الكوادر الفنية والمهنية والخبرات، ولا أنكر وجود المئات من شباب فلسطين المبدعين، ولكن المشكلة في إمكان استقطابهم إلى السوق الفنية الفلسطينية"، مبررا ذلك باعتقاد هؤلاء الشباب أن شركات الإنتاج العربية والإسلامية في مصر والأردن وغيرها من الدول أكثر تماشيا مع طموحاتهم.
ويتابع "السبب الثاني والأهم هو ضآلة رؤوس الأموال الموظفة لدعم صناعة الدراما في فلسطين مقارنة مع ما يُنفق على أي فيلم أو مسلسل مصري أو سوري أو خليجي، ناهيك عن المفاهيم المجتمعية التي تعارض –أحيانا- التمثيل، وخاصة للمرأة".
مطالب إلى الداخل والخارج
على صعيد خطوات دعم المؤسسات الفنية الفلسطينية، يطالب المهندس "الأغبر" الحكومة الفلسطينية بضرورة توظيف المساعدات المالية لدعم صناعة الدراما الواقعية، وإيفاد المهتمين والعاملين في هذا الحقل إلى الخارج لأخذ الدورات في دول الفن الهادف واكتساب الخبرات.
ويضيف -على صعيد المؤسسات الفنية العربية- "المبادرات المحلية الفلسطينية كانت محدودة جدا، وهذا ما يخلق لدول الجوار عذرا في تهميش الفن الفلسطيني، أما الآن فإننا نطالبهم بتسهيل تسويق هذا الفن، والإسهام معنا في إنتاج مشترك يتيح الفرصة لكسب الخبرات وتلميع الكوادر المبدعة، سواء أكان العمل داخل فلسطين أم خارجها".
وفي الختام يدعو الشعب الفلسطيني بفئاته كافة إلى تشجيع العمل الدرامي بشكل أكبر؛ لردف العمل بالطاقات البشرية، ورعاية الإنتاج، والبث من الشركات الوطنية المحلية.
|