المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
1979
اليوم هو الاثنين، الثامن من كانون الثاني للعام 1979. هذا اليوم هو اليوم الذي بكيت فيه كثيراً... لم أدري فيما كان البكاء.... ترى هل لأني سوف أودع عتمة ودفء ألفتهما لمدة تسعة شهور كاملة.... أم لأنني وددت الخلاص من ذلك الظلام الذي ابتلعني في جوف أمي.... لكن كان ما كان حصلت على حريتي..... كانت أول زفرة هواء استنشقتها تكاد تقتلني.... لم يكن لدينا في رحم أمي هواء..... لكن كانت الأمور على خير ما يرام.... سحبتني من رأسي وضربتني أسفل ظهري فتاة بوجه القمر... ما أكذبني لأني ما كنت قد رأيت القمر.... ثم جاء أبي قبلني على خدي الصغير وهمس في أذني الله اكبر.... اقشعر لهذه الكلمات بدني وأحسست أن هذا النداء قطعة مني.... أحببته كثيراً.... وما زلت ....
أين أنا الآن؟؟؟؟؟ قطعة تلو قطعة أكاد اختنق... ما كل هذه الأقمشة... لم أكن بحاجة لأي منها هناك في عتمة أمي... أرى وجوها كثيرة حولي عيونا ملونة تطوف بوجهي.... لم أرى عيونا قبل... هناك ما صغر منها وما كبر... أخافتني بعض تلك العيون وكانت قريبة جدا إلى روحي أخرى.... أسمعهم يقولون أن اسمي هو رانية.... يطلقون علي هذا الاسم ويداعبون انفي وجبهتي..... وددت لو أقول لهم لم أحب هذا الاسم أريد أن يكون اسمي نارة..... غريب هو ويجفل من يسمعه لكن معناه يسعدني.... ما بالي أرفض كل جديد... لا املك وسيلة لأعود هناك ويجب علي تقبل المزيد... تقول أمي ترى ماذا ستكون هذه العفريتة... يقول لها أبي ستكون أديبة... لأن حركتها كانت تسكن عندما كنت اقرأ.... هي تستزيد وتفكر بالقراءة.... ردت أمي ربما ستكون لاعبة كرة قدم... لأن ركلاتها كادت تحفر شِباك رحمي.... يقهقه الحاضرون.... ما دخلهم بما سأكون.... ربما سأكون جُملة جميلة يقولها عاشق.... أو لربما أكون كلمة رثاء..... أحببت لو أكون بسمة بعد ألم...... تحملني بين يديها القويتين امرأة عجوز يا ربي تكاد تخرم عياني .... ما هذا السواد المخيف.... تقول لها أمي تمهلي يا أم محمد الطفلة ما زالت صغيرة... ترد من طرفها لتكون عيناها بهذا الكحل أكثر جمالاً ودلال يا نسمة... ماذا سوف أرى بعد في الحياة من خلال هذا الإطار الأسود الذي حرك معالم البراءة في وجهي وأحالني إلى شيطان.... ترى هل هو حكم علي سوف اقضيه عمري أم ماذا؟
|