المنتدى :
الشعر والشعراء
رؤى
رؤى
تمرين بي مثل غيمة صيفٍ،
ولا تأبهين
بقلبي الذي رف مثل الحمامة فوق الغدير،
وعيني التي طاردت طرف ثوبك
حتى اختفى في حنايا الطريق.
تمرين بي مثل ومضة برقٍ،
ولا تدركين
بأن حضورك يكسف كل الشموس
التي في مداري تسير.
وحين تفوح حدائق عينيك
تغمرني غيمة من رحيق
وتغرقني موجة من عبير.
تمرين بي
وشعرك يرقص خلفك
مثل ظلال الخمائل عند المغيب،
ونهدك، حين تحثين صوبي خطاك،
يزيد اهتياجاً
يكاد يمزق صمت الحرير.
متى يا رؤى تطلقين الأسير؟
متى يا رؤى تطلقين الأسير؟
تمرين بي
والهدوء يرين على الأمسيات،
فيلمع برقٌ،
ويقصف رعدٌ،
وينهمر الغيث فوق المروج،
وتسقط من أفقها نجمة
يودعها كوكب في البروج..
حلمت بأني ضممتك في هدأة الليل
وانصب شعرك فوق السرير
كسكب الغمام
فدللته، وكللته،
بزهر البنفسج والياسمين،
فصار المليك وصار الإمام
في بلاد السلام.
حلمت بأني خطفتك في زورق الفجر
في غفلة من عيون الأنام،
فرفرف شعرك مثل الشراع،
وحين نظرتِ إلى مقلة الفجر طل الشعاع.
حلمت بأني قطفتك من كرمة الخلد
ثم اعتصرتك خمراً
وخبأته للشتاء.
فحين تمرين بي من جديد
أطيلي الوقوف على شرفتي،
وارقبي البدر يغمرها الضياء.
وحين تضيع المسافة ما بين عينيك
والأنجم الحارسات حدود السماء،
وتصبح عيناك أيقونتين
تلفهما هالة من نقاء،
هبيني دقيقة صمت عميقٍ،
فآنئذٍ أشتهي أن أصلي.
|