كاتب الموضوع :
ro7ana_27
المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ro7ana_27 |
أصوات الزغاريد تنقر طبل أذني، أشد وقعاً من نقر تلك الجميلة طبلة تتمايل على جميل إيقاعها أيادي وخُصر صبايا فاتنات شغلن دائرة ضيقة من مربع غرفة صغيرة لبيت جارتنا أم حمدان..... اليوم هو حفل زفاف ليلى لرجل غريب عن قريتنا وحياتنا..... تهامست بعض الفتيات بأنهن لمحن خالد العريس .. تُسلب بجماله الألباب وتغرد العصافير فرحاً بحضور له وغياب..... نظرتُ إلى ليلى بثوبها ناصع البياض ..تعتلي شفتيها ابتسامةُ نصر وفخر، وترسم مساحاتُ وجهها ألوان قوس قزح، اللون الأزرق غطى سود عينيها .. وسكن المرمري أعلى الخدين ؛ لتظهر بوجه ينضح صحة وتورد...... الزغاريد ترتفع عالية .. وأهازيج الرجال .. وصحجاتهم تقترب وتقترب، جاء العريس، حضر الخالد..... ترى ما لون هذا الخالد وما طعمه؟؟؟؟؟؟
مبارك الملبوس البس يا خالد مبارك الملبوس
عينك على العروس ثمك يحاكيني وعينك على العروس
مبارك العقال والبس يا خالد مبارك العقال
عينك على الغزال ثمك يحاكيني وعينك على الغزال
وجه ليلى يزداد حمرة على حمرة، عيناها تبرقان، بريق نصر وظفر وخوف وخجل..... كل الأنظار تتجه صوبها، ترقب ردة فعلها، ما وقع حضوره في قلبها.....؟؟؟
دخل وجه الخالد.. ياله من حضور أسطوري!!!! عبر بوجهه صفحات قلبي.. تربع وتوسد جدار النفس.. فرقص الخافق بهجة بحضوره .. وتشنجت الروح ألماً لخسارته وحسرة.......
رفع طرحة شعرها عن وجهها، قَبّل الجبين بخفة غزال وقلب عصفور.... تكشفت شفتاها عن بسمة جميلة وسعادة بالغة..... ما حظك يا ليلى؟ ما هذا الذي فاق الخيال بربك قولي...... اتخذ من المقعد إلى جانبها كرسي ملك، متوج باللؤلؤ والمرجان، نعم هو ملك وسلطان بتلك العينين السوداوين.. والجبين العالى كأنها ساحة وغى وحروب، سمراء جميلة زُرِعت أعلى كتف توسد الريح .. وعَرَضّت مناكبه قوة وسلطان..... نَظَرتُ إليه .. خلتني جارية أرقص له وأغني فيطرب ويطرب حد الثمالة.... يأخذني بذراعين قويتين عاريتين تفوران رغبة ونشوة!!! مالي لا أسيطر على نفسي، يا الله .. أخشى أن تعلو ضربات قلبي على ضربات صبية الطبلة...... انظر لمن حولي أخشى أن تكون صورته علقت بعيني فيفتضح أمري.. لا سأهرب بعيداً عنه وعني..... هممت بالخروج فاستوقفتني عيناه..نظرت إليّ نظرة خرافية تفجر لها قلبي.. ما هذا ؟ إنه يرقبني، عيناه تشعان نوراً حولي.. يقول لي شيئاً أسمعه بأذني.. نعم إنه يقول..عيناه تقول..شفتاه تقول......! لكن مهلاً وما فائدة ما يقول، إنه لها ..وهذا معقول، أن يكون لي أبداً غير معقول، ولمَ لا يكون!؟؟؟
لملمت نفسي على نفسي ، وهربت بعيداً خارج البيت، أسرعت والدموع تفيض من عينيى.... قلبي يؤلمني ما زال جرحه ينزف...... لماذا خالد فقط لا غير، وفي هذا اليوم، يوم عرسه.... لا يا رب أنت أكرم من أن أعيش هذه الكارثة..... لكن كان ينظر إليّ هو أيضاً.... يعرفني... إنه مني نعم لأنه كذلك أحس بي، وقع على مأساتي ومأساته..... هل يستطيع ترك تلك البيضاء الملونة في يوم مثل هذا، ولأجل من؟ لأجل فتاة نظر في عيناها قبل دقائق قليلة..... من أين سوف تأتي تلك المعجزة؟؟؟؟؟ زمن المعجزات طواه نبي الله في كتابه العزيز......
فتحت باب غرفتي وألقيت بقلبي وبعيني الفائضة بالدموع مد فراشي.... بكيت حتى حفرت الدموع مجرى لها أسفل عيني، تعبت ونمت...... حلمت به فوق رأسي يمسح بشفتيه خصلات شعري ويهمس في أذني..... نعم أنت.... من بحثت عنها سنين عمري ولاحق طيفها ليلي وقمري...... نظرت في عينيه باكية مستنجدة، والله لست أنا من تبني سعادتها على تعاسة الآخرين، فقط هو حبك تسلل إلى قلبي بغير علمي، مرض خبيث انتشر في أعضائي..... مسحت دمعة من عينيه بعض دمعاتي وشدني إليه قائلاً ننتظر الآتي.
|
قصة .. نعم قصة جميلة .. قصة أختلط فيها الرومانسى بالواقعى .. بنظرة واحدة .. نعم .. لابد أنه كان .. يحمل جمالا خارقا .. أو غواية أبيدة .. نعم .. مثل النبى يوسف الصديق ..حين قالت امرأة العزيز : اخرج عليهن .. فكانت الحسرات و قطرات الدماء تعلو الأصابع .. يا لنا .. وياله من طغيان .. حين تحدد نظرة مصير إنسان .. فتعقبها حسرة .. كما فى ألف ليلة وليلة .....!!!
وفى ألف ليلة فقط تكمن أسرار الغواية .. و فى فنون ما أبدع المؤرخون .. و كتب الأديان ... نعم
لا تبحث عن عقلك سيدى .. امض معى .. و لا تشاكس .. نعم .. كانت كما قلت .. و ما فى هذا ؟
رغم علمها أنه الآن ليس لها .. و مع ذلك طالته عيناها .. يالك يا " زليخة " .. فلتنتظر ى العمر كله .. حتى ينتهى خالد من رسالته .. و يقضى على المصريين .. بل ينهى على كل غلالهم .. و كريم أحجارهم .. و ينصب أبويه على قمة عرش مصر .. ثم ينتهى لك .. نعم .. عجوز شمطاء .. لكن لا يهم .. إنه قادر على جعلك صبية صغيرة بذات الضفيرة ... نعم .. لا تخشى شيئا .. و انتظرى الآتى !!!!
شكرا لك نارة .. أحلتينى إلى قصة الصديق يوسف عليه السلام .. برغمى رحلت إليه .. و ربما لجمال كامن بين ثنايا سردك الممتع !!!
ربيع عقب الباب
|