كاتب الموضوع :
ربيع عقب الباب
المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع عقب الباب |
أدهشنى حد البكاء
كان اللقاء صدفة .. هناك .. فى واحة غناء .. زرعت بعض أغصانها .. وتعهدتها مع رفاق لى .. دائما ما كنت أشذب أغصانها .. وأنتظر ثمارها على شوق محبتى .. بها .. وبين ظلالها عشت .. و كمنت بين ردهاتها .. وقنواتها .. انتظارا لماء السواقى و الطنابير .. عشقت كل ماتحمل .. نعم .. فرأت دموعى .. و جبرت انكساراتى هناك .. كم كانت حانية .. كم واستنى .. حين أنقلب الأحبة .. ونهشوا بعضى .. كم فرحت بها ظلا ونغما وثمارا ناضجة .......!!!
كان طرح قادم من بلاد السحر .. حط هناك .. بين ذراعى .. مثل زوبعة .. لكنها من نوع فريد .. جذبتنى برغمى .. وكادت تطيرنى .. لكنها كانت إلى حد ما هادئة .. أثارت بعض غبار .. وحطت بحبة .. ربما قرنفلة طائرة فى فنجان القهوة .....لكنها استرعت انتباهى بلا شك .. فرحت أمسح عن وجهها بعض ماعلق بها .. لكن ساحرها قابلنى بسخرية ما .. سخرية ليست لاذعة .. لكنها تحمل استهتارا وعدم اهتمام ... فابتسمت .. و قلت لنفسى و مايضيرك .. انتظر !!
وماطال انتظارى .. كثيرا ..ربما لم يطل .. نعم فبعد وقت أثمرت واحتى طرحا آخر .. أيضا من يد هذا الساحر ..كأنها رصاصة رحمة .. جاءت طلقة .. فأزت فى أذنى طويلا .. و أدارت رأسى .. يالبستانى الرائع .. و يالثماره القادمة دون مواقيت .. لكنه أتى بالموت .. الموت لظالم كان .. ظالم تقتله كل يوم مدارات ظلمه .. فكانت رصاصته رحمة حطت بروحه .. جميل أنت أيها الحب القادم .. ألم أقل .. ألم أر ؟ .. نعم رأيت .. واحتى ستزهر .. ستأتى بأعاجيب .. نعم .. رغم الألم .. و العذاب المقيم .. كنت أنا .. وكان هو .. ثمرة من ثمار واحتى .. محبتى كانت تتوسد روحه .. فاقترب بعد جفل و حذر .. اقترب ليشهد ما أينع طرحه .. و عاين انتظارى له .. وكشفه .. بذكائه وألمعيته .. !!
كنت وكانوا .. كثيرون هم .. معى هناك .. فى ذات الواحة التى شهدت أعاصير و عواصف روحى .. وكان لا يخلف موعد .. حين تنغلق مسافات .. و تمل السواقى أنينها المكتوم .. و تنام الطنابير مهجورة فالماء شحيح .. و النهر جف .. فجأة .. ودون موعد أيضا يأتى السحر ، فيمتلىء النهر .. يعتلى ضفتيه إشراقا و ريا .. و تغرد السواقى مواويل الحب و الفتنة .. و تلف تلف الطنابير بأهازيح الرى .. وأنا أتعجب .. أنا مفعم .. من أية جهة انكشف الأمر .. و أشرقت الشموس .. كانت من هناك .. من بين يديه تأتى .. ومن أعلى جبينه الناصع تقبل .. لكنه يأتى بالموت .. بالك أيها الساحر .. الموت هنا كان خلاصا من القيد .. الموت كان الحرية .. الحياة .. ما كان موتا .. و يتدفق الموت .. تدفق الحياة بين أصابع قادرة على الدهشة .. ومنطقة القص الجميل .. شهد له صدقه .. وعذوبة حرفه .. نعم .. فكان لقاؤنا المنتظر جميلا .. وحميما .. لكن الموت لا يفارقه .. يدور فىالحارات .. و يرصد الباعة و الجائلين .. فى الأسواق .. فى الشوادر .. و فىالشوارد منها يعب .. ويصنع بمقدرة عالية ..وسلاسة ضافية .. بناء غد أجمل .. و أروع ..!!!
هو آبق قديم .. زاهد مل زهده وعبوسه .. مارقا كان .. حطم كل ما شكلت يده فى لحظة .. نعم غير نادم .. نعم .. كان رأى بأم عينيه .. وشاف .. كيف تلوث الأدب .. كيف أصبحت الكلمة الكاذبة دستورا للأدباء .. مزق .. حرق .. وعاش بلا ماض .. تخلص من ماضيه الورقى .. لكنه ظل فيه .. هاجسا كان يطارده دوما .. وينغص عليه عيشه .. كيف يعيش بلا مستقبل .. كأن مامضى منه هباء .. كيف ياعبدى ؟؟؟ كيف ..... ؟؟؟
هل مازلت لغزا أمام عينى ؟
ربما .. مازلت تحتفظ بفلذاتك .. بنينك و بناتك .. فكيف هانت عليك فلذات أخرى .. أليست فلذات .. تلك التى تمخض عنها أنينك و وجعك وسهرك .. و موهبتك التى فضحتها أعمالك المدهشة !!
طوبى لك صاحبى .. أيها الساحر القادم من بلاد الجن !!
وللحديث بقية ............!!
ربيع عقب الباب
|
أنت مهموم بالكتابة .. بالهاجس .. أنت مفعم بها .. متشبعة روحك بالأحلام .. بواقع لا تحب .. تزدريه .. تحلم بواقع جديد .. عالم آخر .. صفاته تتملك وجدانك .. تتملك كل حواسك .. أنت تراه .. تراه فى أحلامك .. فى يقظتك ومنامك .. حبلى قريحتك بكل مساحاته .. ألوانه .. شكل الحياة على أرضه .. نعم .. أعرف أنا .. أنا مبتلى مثلك .. ربما أجبن منك .. فأنا رغم كل ماعانيت .. لم أجرؤ على حرق أوراقى مهما كانت قذارتها .. مهما كان غضبى .. نقمتى حيال واقع أرفضه .. أمقته مقتا .. وأرفض معايشته .. نعم ياعبدى .. ومالجوئى إلى هذا المنفى ألا رفض .. مغالبة .. اجتنابٌ لأشياء كثيرة .. ربما وصلتك أنت حقيقة ما أعنى .. أليس كذلك ؟؟
وها أنت تلملم ماتبقى منك .. كل ماتبقى منك .. روحك .. موهبتك .. أحلامك .. معاناتك .. وتأتى كل مرة بجديد .. جديد .. حلواك .. هل أقول حلواك ؟
نعم قلت أنا .. حلواك .. دهشتك تأتى .. مع فنيس تعود .. ها أنت تهندم بطلك .. وها أنا أتابع .. و أريق زجاجة العطر على وجهه .. و أشد البنيقة حول رقبته .. ثم تدحرجنا على السلم .. وانطلقنا بالسيارة .. نجوب أرجاء العالم السرى .. النائم على محرقة .. محرقة أنت أدرى بها .. الشيخ .. و أنا شيخ .. و أنت .. فى مرحلة اليأس .. نعود نراهق .. ونتهم من قبل الأطفال .. نعم .. لا يضير .. و هل يشيخ كاتب .. هل ينتهى فعلا ؟؟؟؟؟
وهناك على الشاطىء .. ومع فنيس ياعبدى .. تظل تمط الحبل .. وترخيه .. ترخيه .. و أنا معك ..انتظر نهاية القصة .. و إذا بك تدهشنى بالمفاجأة .. التى لم تأت عرضا .. أبدا .. متسقة مع البداية .. ولكنها مفاجأة ياعبدى .. نعم .. يالها من مهارة .. وجسارة تتملكك .. كأنها آخر الأعمال التى تكتبها .. تعطيها كل ما تحمل من مقدرة .. مقدرة على القص .. و اللغة .. فتيا أنت كنت .. و قلت حين انتهيت :" الله .. يا بن الإيه ؟؟؟ شأننا نحن المصريون حين نعجب بشى ء جميل
أحبك أيها القاص .. نعم أحبك .. وأحترم فيك رقيك .. وحدبك .. و احترامك لأدواتك .. نعم
و لكن لم أتعجل الانتهاء .. أنا معك .. أليس بيننا عشاء أخير .. نعم سوف لن أتغيب .. وآتيك قبل الموعد الذى حددناه .. هنك فى الدار البيضاء .. و لكن أرجوك اجعل اللقاء مبهجا لأجل أخيك .. هذه هى المرة الأولى بيننا .. فهل يكون جميلا ياعبدى ؟؟؟؟؟؟
مازال هناك بقية
ربيع عقب الباب
التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب ; 05-01-08 الساعة 04:42 PM
|