كاتب الموضوع :
saaamyaaa
المنتدى :
الارشيف
(8) فى الطريق الى المعسكر.........
شعر عمر بندم شديد وتمنى لو لم يكن استسلم لغضبه وشعوره بالإهانه من كلمات محمد ...وزهرة على وجه الخصوص وخوفه من أن تظنه جبانا
عمر........لم أنت شاردهكذا؟؟
التفت الى مالك الجالس بجواره فى السيارة حاملة الجنود التى تقلهما مع مجموعة كبيرة من أقرانهما الى المعسكر الذى سيقضيان فيه فترة التدريب وقال بشرود :
مش عارف يا أخى..حاسس كده بحاجه غريبة, زى ما أكون كلت قفا جامد قوى
مالك بدهشه : ماذا؟؟
عمر : قصدى ..زى ما يكون حد ادانى شلوط , أو مقلب حرامية
نظر الى مالك والدهشة والذهول على وجهه, ففسر قائلا : يعنى, زى ماتقول كده حد ضحك عليا, خدنى على خوانه
قولى بصراحة..هى أختك زهرة كانت تقصد ايه بالكلام اللى قالته لأبوك؟
مالك ببساطه : أظنها كانت تريد أن تخلصك من الموقف وتبعدك عن غضب أبى.
زهرة هى الإنسان الوحيد القادر على اقناع أبى واذابة غضبه فى لحظات قليله..فهو يحبها أكثر من أى شئ آخر فى العالم
عمر يتنهد بضيق : كانت تقصد كده صحيح؟
ولا كانت بتستفزنى علشان أعمل اللى أبوك عاوزه؟
ضحك مالك بمرح : ليس هذا ببعيد ..فزهرة الجبل تخفى فى رأسها أكثر بكثير مما تبديه, كما أنها يمكن أن توصلك ببساطة وهدوء الى الجنون, كما كانت تفعل معى ونحن صغار
عمر بدهشه : بتقول ايه؟؟ زهرة الجبل ؟؟ اسمها زهرة الجبل؟؟
هز مالك رأسه بالإيجاب وهويبتسم
عمر : وده اسم ده؟؟ ..اسم غريب قوى...
مالك وهو يضحك: ألا تعلم ؟؟ ان أجمل وأندرالزهور هى التى تنبت فى أحضان الجبل وفوق القمم, وهى تمتاز بقوة تحمل لا مثيل لها, فهى تقاوم الرياح والثلوج وتتغلب على قسوةالشتاء ثم تعود لتتجدد فيها الحياة مرة أخرى,
انها مثال رائع على تجدد الحياة والصمود فى وجه أقسى الظروف
كان مالك يتحدث بحماس شديد وهو يرسم بقلمه على ورقة صغيرة أخرجها من جيبه, وبعد أن انتهى ..ناول الورقه لعمر الذى ما ان نظر فيهاحتى أصابته دهشة شديدة...
لقد كانت تحمل رسما تخطيطيا لزهرة نادرة شديدة الجمال والروعه
تأمل الزهرة طويلا ثم نظر الى مالك وهز رأسه وابتسم بعجب
......................................
لم يستطع عمر اغماض جفنه لحظة واحده فى أول ليلة له فى المعسكر من شدة البرد. كان البرد قارسا بصورة لم يشهد لها مثيل وكان ينام هو ومالك داخل خيمة فى المعسكر مع أربعة آخرين ولم تفلح الأغطيةالثقيلة فى التخفيف من بعض ما يشعر به من البرد
أخذ يتقلب يمينا ويسارا لعله يشعر ببعض الدفء, وعندما يأس انتفض من فراشه وأخذ يهز مالك حتى استيقظ وقال له بعصبية : مالك . قوم يله, قوم.. خلاص, مش قادر أستحمل
البرد عندكوا هنا شنيع
مالك بصوت منخفض : اهدأيا عمر حتى لا يستيقظ الجميع ..لا تقلق بعد يومين على الأكثر ستعتاد الجو . قد يكون الشتاء هنا قاسيا لكنه يمر كما تمر بقية الفصول
عمر يعلو صوته بغيظ : تعرف انك بارد وسمج زى جو بلدكوا تمام
أمسك عمر بالوسادة والقاها على وجه مالك الذى رد عليه بدوره ورماه بالوسادة فخفض عمر رأسه وتفاداها لتسقط خلفه وهو يقول بصوت عالى : نام, نام يابارد ياكلح ياسمج
لكنه صمت تماما عندما وجد الذعر قد ارتسم على وجه مالك . ثم انتفض بشده على صوت زئير قادم من خلفه فاستداربسرعه ليجد خلفه تماما عملاق ضخم أشبه فى حجمه بالغوريلا الا انه أبيض
انكمش عمر وارتد للوراء حتى سقط على فراش مالك وهو يسمع العملاق يزأر من جديد ويتكلم بغضب بالشيشانيه
مالك يهمس له : انه يسأل من أِيقظه من نومه
همس فى أذنه بخوف : أناهاقتل الجبان اللى دعك المصباح
مالك : أِىمصباح؟
عمر : مصباح علاء الدين ..هو مش كان نايم فيه؟
مالك : لا .أعتقد أنه جبل جليدى انزلق حتى وصل الى هنا
عمر بتعجب : وله, هو كان طويل قوى كده بالنهار؟
مالك : أظن أنه اتحد مع ظله ضدنا فزع الإثنان عندما صرخ المارد بغضب وحمل عمرمن ملابسه بيد واحده . وحاول مالك الدفاع عنه فأمسك بذراع الماردالأخرى لكن المارد حرك ذراعه فسقط مالك أرضا, ثم حمل عمر لأعلى بيديه وقذفه خارج الخيمة ليسقط على ظهره بعنف متألما وقبل ان يقوم رأى جسد مالك طائرا فى الهواء ليسقط فوقه تماما,ويصرخ عمر من الألم
رفع مالك رأسه وهو يتأوه بشدة ثم ابتسم بغيظ شديد وقال : لم تستطع ان تتحمل النوم داخل الخيمة تحت الأغطيه الثقيله!!! ابتسم ...ستنام الآن فى العراء
عمر بغضب وهو ينهض بسرعه ويتجه الى الخيمه : لاااا, أنا ما اتاكلش قونطه
عليا النعمه لأبات جوه غصبن عن حبة عينه
ودخل الى الخيمة وهو غاضب وبعد قليل سمع مالك صوته وهو يصرخ آآآآآآآآآه ثم رآه قادم اليه طائرا وسقط بجواره تماما
قضى عمر ومالك أغلب الليل سائرين أمام الخيمة ذهابا وايابا حتى لا يتجمدا من شدة البرد, ولم يكف عمر لحظة واحدة عن السباب واللعن لهذا المارد الذى اجبرهما على قضاء الليل فى العراء فى هذا الجوالقاتل
وفجأه قرر عمر ان يغادر المعسكر وحاول مالك ان يمنعه لكن عمر استطاع بالفعل خداعه والهرب منه وتسلل الى خارج المعسكر دون ان يراه أحد
سار عمر لمدة طويلة حتى بدأ ضوء النهار يلوح فى الأفق
وفجأه سمع من ينادى عليه التفت فوجده مالك فهتف بغضب : ايه اللى جابك ورايا؟
مالك وهو يلهث : وعدت أبى أن أعتنى بك وأرعاك ..فأنت لا تعرف هذه البلاد جيدا
عمر وهو يجد فى السير بخطوات واسعه : صح, مش عارفها, علشان كده هارجع للبلد اللى عارفها
انا راجع على مصر
مالك وهو يجرى خلفه : هل جننت؟ كيف ستعود وليس معك مال ولا تعرف الطريق ..توقف يا عمر ..لو بقيت تسير هكذا لوصلت الى الحدود الداغستانيه
عمر وهو لا يتوقف عن السير : مايهمنيش
مالك : ولكنها تحت الإحتلال الروسى. سيمسكون بك
عمر : أحسن ما أقعد فى التلاجه دى ..مش ممكن هافضل يوم واحد تانى فى المكان الزباله ده
التفت له بغضب وهو مازال يسير بسرعه : وابعد عنى ..اياك تيجى ورايا
جذبه مالك من كتفه وصرخ فيه بغضب : توقف . نحن قريبون من الحدود. لن أدعك تذهب اليهم . سيقتلونك
دفعه عمر بكفيه بقسوة فى صدره وهو يقول بغضب : مالكش دعوة بيا, ابعد عنى وارجع لأهلك . أنا مش منكم .فاهم؟
اياك تيجى ورايا
أمسكه مالك من ملابسه وجذبه بغضب وقال : بل أنت تعنينى تماما فأنت ابن عمتى واوصانى ابى ان أرعاك
يضرب عمر ساعديه بقبضتيه ويجبره على ترك ملابسه وهويقول بغضب : مش عاوز منك حاجه لأنت ولا أبوك .
أنا ماشى, وبحذرك تانى, اياك تيجى ورايا
يلكمه مالك فى فكه بغضب وهو يقول : أيها المجنون . أتريد أن تسقط فى يد الأعداء؟
يشتبك معه عمر فى معركه بالأيدى ويكيل له اللكمات وهو يصرخ : أنا حر .ان شالله أروح جهنم, مالكش دعوة
توقف مالك عن ضربه وظهر على وجهه الحزن والغضب الشديد وهو يقول : اذا فأنت تريد أن تذهب الى الروس
يدفعه فى صدره بكفيه فى ضيق وهو يصرخ : فلتذهب . وليقتلوك .لن أحزن ولن أهتم لأمرك. ولكن اياك أن تخبرهم أنك ابن خالد ديساروف . لأنهم ان علموا فسيذيقونك العذاب ألوانا
أنت بالنسبة لهم غنيمه
عمر بتحدى : أنا مش ابنه, ارتحت
عقد مالك حاجبيه بغضب وظهر على وجهه الإشمئزاز واستدار ورحل فى صمت
أما عمر فقد أكمل طريقه وحيدا وظل يسير على أرض جبليه غير ممهده حتى كلت قدماه وأضناه التعب
تجمد فجأه فى مكانه عندما سمع صوت خشن يقول بالروسيه التى علمته زهرة الكثير من كلماتها : توقف ..والا أطلقت النار
التفت ببطء صوب الصوت فوجد جنديا روسيا يصوب سلاحه اليه فرفع يديه ببطء ووضعهما فوق رأسه وسقط قلبه بين قدميه عندما سمع صوت السلاح وهو يجهز للإطلاق
.................................................. ....
سيدى القائد ..لقد أسر الذئب
انتفض القائد الكبير من مكانه وصرخ بذهول : ماذا؟ كيف حدث ذلك
أحمد بحزن : كنا فى طريقنا الى موقع العمليه, واعترضتنا كتيبه روسيه للمشاه كان يبدو أنهم قادمون من أجلنا ..وأدركنا أن خبر العمليه قد تسرب اليهم بطريقة ما وكادوا يطوقوننا من الخلف لولا الذئب الذى استطاع أن يتسلل بمهاره واخترق الحصار وصعد فوق الجبل وأمطرهم بوابل من النيران فظنوا أنه كتيبه كامله تهاجمهم فاتجهوا اليه واستطعنا التخلص من حصارهم وحاولنا انقاذه فلم نستطع لأن قوات الإمداد قد وصلتهم, وحاصروا الذئب لكنهم لم يستطيعوا التقدم الا عندما نفذت ذخيرته ورأيناهم وهم يأسرونه وأرسلنا اثنين منا خلفهم ليراقبوهم ويعرفوا الى أين أخذوه
القائد الكبير بجزع : لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
لابد أن نخلصه من أيديهم قبل أن يقتلوه ..اجمع لى قادة الكتائب الآن وأخبر كتيبة الأنصار بالإستعداد
جلس القائد الكبير وسط قادة الكتائب وأخذ يتشاور معهم فى الأمر
أحد القاده: ستكون مهمة تخليصه من أيديهم شديدة الصعوبه فالقاعدة التى نقلوه اليها عسيرة الإقتحام ولا شك أنهم قد شددوا عليه الحراسه
القائد الكبير يقول بعد صمت : لا يمكن أن نتركه بين أيديهم .. سيذيقونه العذاب ألوانا قبل أن يقتلوه ان حياته باتت مهدده
قائد آخر: سيدى القائد .. لدى خطه ...
.................................................. ....
التعديل الأخير تم بواسطة saaamyaaa ; 18-01-08 الساعة 10:33 PM
|