لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-08, 11:16 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46041
المشاركات: 43
الجنس أنثى
معدل التقييم: وهل يخفى القمر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وهل يخفى القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وهل يخفى القمر المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة waxengirl مشاهدة المشاركة
   شكل الروايه حلوه من اولها بليز ما تتاخرين علينا

شكراً أختيwaxengirl
إنت حمستيني كثير وراح أحاول أنزل الفصل الثاني بعد أيام

 
 

 

عرض البوم صور وهل يخفى القمر  
قديم 02-01-08, 11:19 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46041
المشاركات: 43
الجنس أنثى
معدل التقييم: وهل يخفى القمر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وهل يخفى القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وهل يخفى القمر المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew مشاهدة المشاركة
  
بداية موفقة وجميلة جدا ,لديك طريقة رائعة في السرد ودخلت في القصة بطريقة حلوة ..استمري ...وننتظرك

بالطبع ياdew
راح أستمر رغم إني توقعت ردود أكثر لتشجعني على إكمال القصة
وأشكرك على تشجيعي ....ودمت بخير

 
 

 

عرض البوم صور وهل يخفى القمر  
قديم 02-01-08, 09:37 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
dew
اللقب:
قطر الندى



البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32556
المشاركات: 8,339
الجنس أنثى
معدل التقييم: dew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسي
نقاط التقييم: 5602

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dew غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وهل يخفى القمر المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

لا تخافي يا عزيزتي ...هو دائما ما يكون فيه ردود في الأول لكن إنشاء الله لما تنزلي الجزء الثاني راح تكون الردود كثيرة ....لاتقلقين ..راح أكون متابعتك الوفية

 
 

 

عرض البوم صور dew  
قديم 05-01-08, 01:22 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46041
المشاركات: 43
الجنس أنثى
معدل التقييم: وهل يخفى القمر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وهل يخفى القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وهل يخفى القمر المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلام عليكم جميعاً....حبيت أوضح إني راح أنزل البارت ما بين أسبوع إلى إسبوع ونصف من تنزيل آخر بارت...
وأرجو أن يعجبكم هذا الفصل...


الفصل الثاني

" ويتجدد اللقاء"
تحركت الفرشاة برشاقة على اللوح الأبيض ،مصوراً "قيس" دون وعي منه وأفكاره بعيده ما يتذكره من ملامحها منذ يومين مضت...
مضى "قيس" في عمل محموم يشعر به ذاته وروحه وتفكيره ويده وكل عضلة من جسده لكل لمسة يضعها على اللوح،حتى وبعد ساعتين توقف "قيس" وانخفضت يداه ليقف محدقاً في اللوح الذي سلط عليه نور المصباح الخافت ،كانت هي "فردوس" بملامحها الناعمة والرائعة،وكل قسمة من قسمات وجهها تذكرها وصورها ليعطي بإبداع بهجة للناظر،وعيناها الخضراء تلمع في جمال لم يستطع "قيس" أن يرفع عينيه عنها....
حتى سمع أصوات خطوات قادمة استفاق من أفكاره ،ورمى غطاء قاتم كان بقربه على اللوحة،وبسرعة تلفت نحو القادمين،كان والده يحدق بالغرفة التي لا يضيئها سوى نور خافت:
- أشعل النور يا "طارق"...
وفي الحال أضيئت الغرفة ليرى "قيس" والده "عمر" ذا الثانية والخمسون من العمر والذي يستند على عصا ،ينظر للغرفة مقيماً اللوح التي علقت أو التي ما زالت على الحامل وإلى المنصة التي أقيمت آخر الغرفة والتي ركنت خلفها باب زجاجي أسدلت بستارة مخملية زرقاء، والتي تفضي إلى شرفة متوسطة الحجم...
وبتأني ونظرة ثاقبة قيم الغرفة وصاحبها يدرسهما بصورة عمليه لطالما كانت السبب في قراراته التجارية التي أرتقت بمستواه والتي أورثها لابنه "قيس"،وأخيراً حينما وقع نظره على "قيس" استرخت قسمات وجهه وظهرت ابتسامة صغيرة عليه حينما قال:
- لطالما تساءلت متى ستفتح هذا المرسم يا "قيس"...
بينما قال "طارق" ضاحكاً:
- لقد فتحه يا أبي،وها هو يحلق من جديد في عالم بعيد...عالم الرومانسية والأحلام...
رماه "قيس" بنظرة ساخرة:
- أشكرك أخي الصغير أنت تقدرني كثيراً...
وصمت "طارق" في الحال فهذا يذكره بما حدث يوم أمس حينما أخبره "قيس" بعد العذاب الذي عاشه "طارق" بأنه سدد الأموال التي اقترضها من الشركة ولكن ليس قبل محاضرة طويلة عريضة خجل منها "طارق"...
جلست والدتهما "نوره" على إحدى الكراسي بعدما أزاحت عدة ألوان جديدة، كانت طويلة نحيفة في الأربعين من العمر ذات شعر أسود تخلله الشيب ورغم ذلك بقت ملامح وجهها جميلة ولطيفه، وقالت بهدوء وابتسامة مشجعة:
- كنت دوماً تحب هذا المرسم حينما كنت مراهقاً ،وحينما تتشاجر أو تنزعج من أحد أجدك دوماً تختبئ هنا،وحين أغلقته تساءلنا ووالدك متى ستعود لتفتحه من جديد...
ابتسم "قيس" لها قليلاً ،ثم قال لوالده:
- فتحي للمرسم لا يعني إهمالي للشركة يا والدي،فأنت أكثر من يعلم إنني متعلق بالشركة ومن المستحيل أن أهملها أو أن أفعل ما يضرها...
ابتسم والده وهز رأسه واثقاً من كلام ابنه، فهو الذي شجعه منذ طفولته ومراهقته على الرسم حتى أبدع وحلق في عالم الشهرة، وحينما مرض وتوفى أخوه"محمد" لم يجدا من يدير الشركة ك"قيس"،ورغم ذلك كان يحاول أن يقنعه بالعودة للرسم بجانب إدارته للشركة ولكنه رفض وها هو بعد ثلاث سنوات من الانتظار يعود لفتح المرسم من جديد...
***
دخلت الخادمة لغرفة المرسم تقول ل"نوره":
- سيدتي،السيد "أحمد" وزوجته "دانية" وابنتيهما قد حضروا...
- دعيهم يدخلون...أحمد يا أبن أختي...
أضافت الكلمات الأخيرة بفرح وهي تهب واقفة حينما دخل "أحمد" ذا التاسعة والعشرين،طويل القامة ،عريض المنكبين يحمل بين يديه طفلتيه التوأم "نور" و"حور"،التي كانتا في الخامسة من عمريهما ،وترافقه "دانية" زوجته وهي ابنة المرحوم "محمد" عم "قيس" والتي كانت في الخامسة والعشرين ،قصيرة القامة ،نحيلة وسوداء الشعر والعينين...
سلمت "نوره" على "أحمد" قائلة بعتاب:
- أين أنتم؟ لم نركم منذ أيام ...
- العمل يا خالتي يأخذ نصف عمري ووقتي،فإدارة مدرسة الوحوش ليس بالأمر السهل...
ضحكوا لقوله فهو يدير مدرسة بنين حلقة ثالثة في مطرح ولطالما ردد إنه سينتحر في يوم ما بسبب مشاكستهم وأفعالهم الصبيانية الغريبة،كررت له "دانية":
- ليس مناسباً قول هذا الكلام بوجود الطفلتين...
هز رأسه موافقاً وهو يردد للطفلتين:
- إياكما والتسبب بالمشاكل في المدارس...حسنا؟
ابتسمت الطفلتين وأخذتا تتحركان لتنزلا عن يده،وفي الحال تحلقان هنا وهناك مع صوتيهما الضاحك المبتهج:
- واو ...هذا رائع... جميل...
وشاركهما "أحمد" متعجباً:
- صحيح "قيس" لقد فتحت أخيراً المرسم...أم هذه جلسة لتذكرها فقط؟
ابتسم "قيس" وقال:
- بل فتحته وسأواظب هذه المرة على الرسم...
قالت "نور" بحلاوة:"عمي "قيس" أريد واحدة كهذه".
وأشارت إلى عدة لوائح كانت لأفراد عائلة "قيس" وأصحابه،وقالت "حور" وهي تترجاه:
- نعم عمنا "قيس"أرسمنا...
ابتسم "قيس" ووافق:
- بالتأكيد يا طفلتاي،أطلبا من العم "طارق" وضع الكرسي في المنصة بينما أحضر لوح جديد....
أسرعت الفتاتان نحو المنصة بعدما ركن الكرسي ،وجلستا تتنازعا على الوضعية حتى قهقه "قيس" بحبور سعيد بشقاوتهما...
***
جلست "فردوس" بجانب طست ماء وسلة ممتلئة بالملابس،تغسلها بشرود وصوت "يوسف" وهو يتشاجر مع أخته "رؤى" يكاد يبتعد كثيراً عنها وهي تفكر بالرجل الذي رفضت أن تأخذ منه النقود،كان طيفه يظهر لها في الماء لتتذكر قسماته التي جذبتها ،ولكنها عادت تتذكر كل كلماته المتعالية المغرورة فحاولت أن تنساه وأن لا تعيد التفكير به...
- أبتعدي يا "رؤى"،كفاك إزعاجاً...
التفتت "فردوس" نحو "يوسف" الذي كان يمسك بكتابه المدرسي ويحاول إبعاد أخته التي كانت تحوم قريباً منه وتزعجه بثرثرتها :
- سأخبر أمي بأنك ضربتني،سأخبرها بذلك...
احتقن وجه "يوسف" وهو يصرخ بحده:"لا تكذبي أنا لم أضربك ،فكفى إزعاجاً ودعيني أحضر دروسي".
كان "يوسف" دوماً يحلم أن يصبح طبيباً لذلك سعى للمواظبة على دروسه ،كان مختلفاً عن أخوته فهو منطوي ومتحفظ ، وبالطبع "فردوس" تكن له حباً أخوي بجانب أخته "رؤى" الصغيرة والتي الآن جلست على الأرض تضع يدها على عينيها والدموع تنهمر :
- أنت لا تحبني ولا تلعب معي،أنت تحب المدرسة والدراسة فقط...
استكان في مكانه يحدق بها حتى جاءت "فردوس" لها قائلة:
- كفى يا "رؤى" أخوك يحضر دروسه فلا تزعجيه...
رفعت "رؤى" رأسها قائلة بتشنج:
- أنا أكره المدرسة...أكرهها...
- لا...لا يجب أن تقولي كلاماً كهذا...
قالتها بلطف ،بينما سألت "رؤى" منتحبة:"هل ذهبت للمدرسة يا "فردوس"؟".
رفعت "فردوس" حاجبها بهدوء وقالت:
- لا،لم أذهب فأنا لا أعرف القراءة ولا الكتابة كذلك...
- أنا أكره المدرسة...لا أحبها...
أوقفتها "فردوس" على قدمها وقالت مبتسمة وهي تمسح دموعها:
- يجب أن لا تكرهي المدرسة فأنت في الصف الرابع تتعلمين الكثير من الأمور الرائعة...
وهنا جاء "يوسف" بعدما ترك كتابه جانباً،وقال بلطف وهو يمسك بيد "رؤى":
- تعالي...سنلعب لنعود بعدها للمذاكرة سوياً...حسنا؟
ابتسمت "رؤى" وهزت رأسها موافقة بفرح غامر مبتعدة معه خارج المنزل،وفي الحال علت ابتسامة ضعيفة وجه "فردوس" مفكرة إن "يوسف"رأف قلبه لأخته، ووهنا تذكرت أخيها...
***
تركت الغسيل لتسرع نحو الغرفة القذرة لتشاهد "مازن" أخيها الحبيب الذي له من العمر العاشرة يجلس في كرسيه المتحرك ينظر للنافذة نحو الخارج،فاقتربت منه بهدوء وقالت :
- ما بالك يا أخي؟
"مازن" همس:""فردوس" لماذا أنا مختلف عن "يوسف" و"رؤى"؟لماذا لا أستطيع المشي؟لماذا يا "فردوس"؟
اتسعت عينا "فردوس" وهي تتسمع لهمس أخيها الحزين وبكائه الصامت،فقالت مرتجفة وهي تنظر لوجهه:
- "مازن"، اسمعني يا "مازن" ...هذه هو قدرك ونحن لا نستطيع أن نغيره...
صمت "مازن" ليقول بعدها:
- ولكن...أنا لا أريد أن أكون مقعداً ...أريد أن ألعب وأمشي ك"يوسف"....
"فردوس" وضعت رأسه في صدرها وهمست بلطف:
- هذا هو قدرنا يا أخي،أنت فتى قوي وشجاع ولا يجب أن تتذمر،حياتنا هي هذه الفقر والعجز والضعف ،ولكن هذا لا يمنعنا من أن نحلم ولا يمنعنا من أن نبتسم...
هدأ "مازن" قليلاً وقال برجاء:"أنت لن تتركيني يا "فردوس"...أليس كذلك؟".
هزت رأسها موافقة مؤكدة،ليقول "مازن" بارتعاش:
- ولكن أنت يا "فردوس" كل يوم تذهبين ليلاً وتتركيني وحيداً...
"فردوس" همست بكذب وضعف:"أخبرتك يا أخي إنني أذهب للعمل مع "نادية"،ولا يجب أن تشعر بالوحدة فأولاد خالي هنا معك".
- ولكني لا أحبهم،لا أريد منهم أن يكونوا معي،أريدك أنت فقط بقربي...
- بالتأكيد يا "مازن" أنا بقربك دوماً،ولكن هذا هو عملي...
ثم وفجأة سمعت صوت "ليلى" الصارخ:
- "فردوس" يا غبية أين وضعتي ثوبي؟أين أنت يا....
وقفت "فردوس" سريعاً وقالت مبتسمة:"سأذهب لأرى "ليلى" ،ولكن بعدها ستذهب معي للخارج،فالغسيل ينتظرني بينما بحاجة لأن تجدد الهواء ".
***
قطب "بدر" جبينه وهو يركن سيارته ويتحدث مع "هبة" زوجته:
- اسمعي "هبة" لقد ناقشنا هذا الموضوع مراراً وتكراراً،وأريدك أن تفكري فقط في مصلحة أبننا "عصام"...
خرجت "هبة" من السيارة والتي هي أخت "قيس" الكبرى ذات الثلاثيين من العمر طويلة تشبه بملامحها أمها "نوره"،قائلة بحدة:
- أنت تطلب مني أن أترك عملي في المستشفى لأجل أن أبقى في المنزل بجانب "عصام"،لكي ماذا ؟أعلمه وأطببه؟بينما الأخصائيون يفعلون ما بوسعهم له....
كان "بدر" يغلق السيارة والذي بدا متوسط الطول ممتلئ الجسد ،وكانت هناك لمحة حزن في ملامحه ،فألقى لها بنظرة حادة :
- هذا طفلنا يا "هبة"،له من العمر الحادية عشر وهو بطيء الفهم واللسان،الأخصائيون لا تهمهم مصلحة ابننا يا "هبة" ،مصلحته من مصلحتنا كلينا...
- ولكن ليس لأن أترك عملي،أنا أقوم بكل شيء له أحاول أن أفهمه وأن افهمه الأشياء ولكن أنت تدرك صعوبة الأمر...
- لا يا "هبة" الأمر ليس صعباً،ليس صعباً إن وجدك دوماً بقربه...
قالها بهدوء ولكنها لم تقتنع ،ففتحت باب المنزل وقالت ببرود:
- كفى يا "بدر" أنت لا تشعر بالمهمة الكبيرة التي تلقيها على عاتقي...
صمت ولم يرد عليها ،كان بالفعل يقدر صعوبة الموقف ولكن لا صعب إن هي اهتمت بطفلها وأخذت برعايته بنفسها،أو بالأصح إن هي تقبلت مرضه وحاولت مساعدته،ولكن هناك ما يكدره ف"هبة" رغم كونها دكتورة تعمل معه في المستشفى يجدها لطيفة مع المرضى بعكس تعاملها مع ابنها "عصام"...
واستيقظ من أفكاره على صوت والدته "علياء" والتي تفيض حناناً ولطفاً بجانب صرامتها الحادة:
- بني ،ما بالك شارد الفكر؟
ابتسم "بدر" وقال مقبلاً والدته: "لا شيء أمي،أين "عصام"؟".
- إنه مع الأخصائية الاجتماعية "سارة"...هل أنت جائع يا "بدر"؟
هز رأسه موفقاً بينما والدته أكملت:
- زوجته صعدت لغرفتها،ألحق بها لتغير ثوبك وأنزلا معاً فالغداء ينتظركما...
تنهد "بدر" وهو يصعد لغرفته محاولاً أن يجد حلاً ينصف طفله "عصام" وزوجته كذلك...
***
مر الأسبوع مؤرقاً راحة "فردوس" فهي تذهب ليلاً مع "سعيد" ووالدته وتقف بجانب أبواب الفنادق والمحال والمطاعم تمد يدها بتسول أكثر من مقيت بنظرها،وحين حاولت الليلة أن تعترض وهي تجلس في الخلف في السيارة،صرخ "سعيد" بحدة:
- لا أريد اعتراضاً وإلا إنني سأرمي بك في الخارج ،بينما أخيك لن يكون فقط عاجزاً بل...
قفزت "فردوس" للأمام قائلة بحدة:
- لا تفعلوا بأخي شيئاً،لا تفعلوا...
صرخت "نادية" ملتفتة نحوها:
- إذاً أصمتي ونفذي ما تأمرين...
- ستدعون أخي وشأنه مقابل أن أفعل ما تريدونه مني...لكن أخي سيبقى آمناً...
- لك ما تريدين ولكن إن خالفتنا لن تلومي سوى نفسك...
عادت "فردوس" تستند بالكرسي بينما هي تفكر بحل...حل يخلصها وأخيها من العذاب الذي يعيشانه، ولكن كيف يكون ذلك ؟كيف يكون خلاصها وهي مقيدة ب"نادية" و"سعيد"...
وحينما ترك "سعيد" والدته و"فردوس" أمام فندق كبير وسط المدينة، همت "فردوس" تعترض:
- أكره أن أكون هنا و...
قاطعتها "نادية" بحدة وهي تشاهد فوج صغير يدخل الفندق:
- كفى...يبدوا إن هناك مأدبة كبيرة في هذا الفندق...ويبدوا إننا سنحظى برزق كثير هذا اليوم...
كرهت "فردوس" ما قالته كما كرهت وقوفها بجانب السلالم وخادم البوابة يحوم عند الباب ناظراً لها بغموض وحيرة...
***
كان "قيس" ينادي بعصبيه أخته وهو يقف بجانب "طارق" :
- "عبير" ،ألم تنتهي؟
جاءت "عبير" ركضاً على السلالم وهي تقول هاتفة:
- ها أنا يا أخي...انتظرني قليلاً أبحث عن حذائي فقط...
كانت "عبير" في التاسعة عشر من العمر طويلة القامة ،ذات وجه عطوف ضاحك ومبتسم وعيناها عسليتان وكذلك شعرها أصهب طويل،هي تدرس الهندسة مع "جنان" ابنة عمها ...
مشت حافية على الأرضية الباردة وخطفت حذائها من الخادمة التي كانت تنظفه ،ولبسته مسرعة تلهث حينما وقفت بجانب أخيها:
- ها أنا...انتهيت...لنذهب..."سعاد" و"جنان" تنتظرانا في منزل عمي...
بينما "قيس" مقطب الجبين :"أيجب أن تؤخرينا دوماً؟ سنتأخر على الفتاتين".
"طارق" ضحك وهو يقول ل"قيس":
- ماذا ستفعل حينما تتزوج يا أخي؟هل ستعد حتى العشرين لتنهي زوجتك المسكينة تجهيز نفسها؟
سخر "قيس" منه:"زوجتي المسكينة لا تسمعك يا أخي،فأصرخ حتى تأتيك من العدم".
"طارق" و"عبير" انفجرا ضاحكين، فهتف "قيس" بعصبية ممازحاً وهو يقود السيارة:
- كفى أيها الأشقياء ،لقد أخرتماني...
قالت "عبير" ببهجة:"أنت ضيف الشرف يا أخي،كما إنك مدير الفندق وهذا ما يعطيك امتيازات عديدة ومنها الوصول متأخراً والخروج باكراً،ولكن نحن سنبقى حتى ينتهي الحفل بالطبع...".
قاطعها "طارق" وقد وصلوا لمنزل عمهم المرحوم:
- اتصلي ب"جنان" وأخبريها إننا أمام باب منزلهم...
وبعد قليل خرجت "جنان" والتي تشبه "عبير" رغم إن الأولى سوداء الشعر خجولة وهادئة،وتتبعها "سعاد" أخت أحمد وابنة خالتهم والتي لها من العمر العشرين تدرس الفنون في الجامعة وهي فتاة متقلبة المزاج كثيرة الشك والعصبية،وكانت بتعلمها للفنون تطمح أن ينظر لها "قيس" بنظرة وردية:
- السلام عليكم...لقد تأخرتم ...
"طارق" قال مبتسماً:"سلوا "عبير" عن التأخير وستحصلون على الجواب منها".
ثم التفت نحو "جنان" قائلاً:
- "جنون" كيف حالك؟
لكزه "قيس" في ضلعه قائلاً:" ألن تكف عن تصرفاتك الطفولية؟".
ابتسمت "جنان" بخجل قائلة ل"قيس":
- لا بأس يا "قيس"،لقد اعتدت على مناداته لي منذ كنا أطفالاً وأنا لا مانع لدي ...
التفت "طارق" نحوها قال بهتاف مصفقاً بيده:
- تعجبني صراحتك يا "جنون"،دافعي عني دوماً وسيكف "قيس" عن معاتبتي...
أطرقت "جنان" برأسها خجلة،بينما "عبير" تغمز لها بعين وتقول مبتسمة بهمس:
- لقد احمرت فتاتنا الحلوة...
وقبل أن ترد عليها "جنان" كان "قيس" قد قال:
- ها نحن قد وصلنا...
***
كان "سعيد" يمسك بمعصم "فردوس" ووالدته خلفهما ،حينما كان حارس البوابة يقول بعصبية:
-يمنع التسول في هذا المكان،فهيا ابتعدوا...
"فردوس" ارتجفت وهي تحاول الإفلات من يده:"دعنا نذهب من هنا،دعنا نعود للمنزل".
- لا يا غبية...
صرخ عليها بينما الحارس قال :"يبدوا إنكم لا تسمعون جيداً ،بهذا سأطلب الأمن ".
نفضت "فردوس" يدها من يد "سعيد" واختبأت خلف نادية بينما "سعيد" يكتف يده ويقول ضاحكاً بسخرية:
- ما الذي يمنعك من فعل ذلك الآن؟هيا اتصل بالشرطة؟
كان "سعيد" من النوع المتهور والساخر،وأمه كانت مثله تماماً فقد وافقته قائلة بحدة:
- نعم...أفعل ذلك وسنخبرهم إنك آذيت ابنتنا و...
قفز الحارس مندهشاً وقال بعصبية:
- أنا لم أفعل بها شيء...
"سعيد" قال بصوت عال لفت من حوله:
- لكن حاولت طردها ،حاولت كذلك أن تضربها...
جاء صوت حاد من خلفهم يقول :
- ما الذي يحدث هنا؟
***
كان "قيس" قد سمع صراخ حاد أمام البوابة وهو ينزل من السيارة وقد لفت انتباهه الجمهور الصغير الذي وقف يستمع لتلك المشاجرة،كما إنه أصيب بالدهشة الكبيرة حينما رأى "فردوس" تقف خلف "نادية" خائفة وتحتضن يدها مرتجفة،لذلك سار بهدوء يكمل وهو يخاطب الحارس:
- أبعد هذا الجمهور من هنا...
كان الخضوع السريع في الحارس هو ما أدهش "نادية" و"سعيد":
- بالتأكيد سيدي...
قطب "سعيد" جبينه وقال بعصبية:"اسمع هذا الرجل ضرب الفتاة،ولا يجب أن يفلت".
كانت "فردوس" مطرقة برأسها ،خجلة من أن ترفع رأسها حينما رأت الرجل الذي أرق تفكيرها لأيام،وحينما سمعت ما قاله "سعيد" رفعت رأسها وقالت بحدة:
- لم ...
قاطعتها "نادية" :"اصمتي أيتها الغبية".
وهنا قال "طارق":"قيس" دعك من كلامه واحضر الأمن".
رفع "قيس" حاجبه وتقدم قليلاً نحو "سعيد" قائلاً:
- وأترك الأمور تفلت يا "طارق"؟ حسناً...ما الذي فعله "عزان"؟
وقبل أن يتكلم "سعيد" جاء "عزام" يقول:"سيدي...هذه الفتاة كانت تتسول أمام الفندق وعندما حاولت أبعادها أمسكت بيدها و... ".
وفي الحال صرخ "سعيد" :"أسمعته؟لقد قال إنه أمسك بيدها وهذا يعني بأنه ضربها...".
- أنا لم أضربها،لم أضربها...
كان "عزان" ينفي برجاء وهو ينظر ل"قيس"،حينها قال الأخير بأمر :
- "طارق" خذ الفتيات للحفل،وأنت...
قاطعته "عبير" بأسى:"وماذا عنك أنت؟".
- سأحل هذه المشكلة،وألحق بكم...هيا يا "طارق"...
"سعاد" قالت بنعومة:
- ولكن أنت ضيف الشرف فكيف تتخلف هكذا بشأن أمر تافه؟
لم يقل "قيس" شيء سوى :"هيا اذهبوا".
وهكذا دخل "طارق" تتبعه الفتيات للفندق، بينما قال "قيس" آمراً من جديد:
- وأنتم (أشار ل"عزان"و"نادية"و"سعيد"و"فردوس")اتبعوني للداخل...
احتقن وجه "سعيد" وظهر التمرد جلياً على وجه:
- لا يحق لك أن تأمرنا...من أنت حتى تتحدث بهذه اللهجة و...
لم يأبه "قيس" له بل التفت نحو "عزان":
- دع "نعيم" يحل مكانك،والحق بنا سريعاً للمكتب...
- حالاً سيدي...
ثم أشار ل"سعيد" بأن يدخلوا للفندق قائلاً بهدوء له:
- والإجابة عن من أكون ،فأنا "قيس عمر" وهذا فندقي ،وسأحل المشكلة بنفسي دون تدخل الأمن...
ودون أن يرى ما يعلوا من حيرة ودهشة في وجوههم تقدمهم نحو رواق كبير واسع وسقف عال و به مجموعة من الأثريات الثمينة هذا غير اللوائح التي تزين الجدران...
وأخيراً فتح باب خشبي كبير وولج منه ،ثم أمر الآخرين بالجلوس بينما هو يستدير نحو مكتبه ...
***
كانت "فردوس" في حلم لم تود أن تستيقظ منه وهي ترى هذه الألوان المبهجة وكل شيء وخصوصاً وإن هذا الرجل المدعو ب"قيس" يملك كل هذا،إنه ثري جداً ليملك مكاناً كهذا...
وفي الحال دخل "عزن" وطلب منه "قيس" أن يغلق الباب خلفه ففعل ذلك،وعاد سريعاً واقفاً أمام المكتب وهو يقول بقلق:
- سيدي أنت تعرف إنه لا يمكنني أن أرفع يدي على أحد ،أنا لا أريد أن أطرد من عملي...
ابتسم "قيس" مهدئاً:"لن أطردك يا "عزان"،هيا أجلس هناك ريثما أستمع للفتاة " .
أجفلت "فردوس" وهي تعلم إنها المقصودة،فهب "سعيد" قائلاً:
- أسمع ،لقد ضربها فماذا تريد أن تقول لك أكثر من...
قاطعه "قيس" واقفاً فجأة من خلف مكتبه:
- أود أن أقول لك يا رجل بأن "عزان" من المستحيل أن يضرب فتاة صغيرة ،وبالطبع أنت تدري بأن التسول جريمة يعاقب عليها القانون...
كان بهذا الكلام قد جعل "سعيد" يصمت وكذلك "نادية" التي فتحت فمها وأغلقته سريعاً...
حينها تقدم "قيس" نحو "فردوس" قائلاً بهدوء:
- أرفعي رأسك،أود أن أطرح بعض الأسئلة عليك...
و ببطء...ببطء شديد رفعت "فردوس" رأسها لتلتقي بعينيه الثاقبتين،فسأل وهو يقيمها سريعاً:
- ما أسمك؟
ارتجفت "فردوس" ولكنها أجابت بخفوت:""فردوس ...فردوس قاسم"".
- حسناً يا "فردوس"... هل ضربك "عزان"؟
كان سؤالاً مباشراً أجابته "فردوس" وهي ترفع ذقنها دون أن تنظر لوجه "سعيد" الغاضب وتمتمة "نادية":
- لم يضربني...فقط أمرني بالابتعاد لكنه لم يضربني...
وقف "سعيد" غاضباً:"أيتها الحمقاء...هل تعرفين ما الذي سيحدث لأخيك؟".
هبت "فردوس" خائفة وهي تقول بذعر:
- لا ،لا تؤذي أخي...أنت طلبت مني التسول مقابل أن تدع أخي وشأنه...
اقترب "سعيد" منها وهو يرفع يده ناوياً ضربها،فابتعدت "فردوس" للخلف قليلاً وهي ترتجف خوفاً،ولكن ليس بعدما أمسك بمعصمها "قيس" وأدارها خلفه قائلاً بصراخ غاضب ل"سعيد":
- توقف...وإلا إنني سأطلب الأمن بدعوى القذف والخداع ولا تنسى كذلك التسول...
ازرق وجه "سعيد" بينما قالت "نادية" مرتجفة:
- لا تستطيع ذلك...هذه ابنتنا و...
أصمتها "قيس" وهو يرفع يده قائلاً بحدة:
- اسمعا أنتما الاثنان...إما إن تصمتا وتستمعا لي أو أتصل بالشرطة ليزجك بكما في السجن وباستطاعتي أن أفعل ما هو أسوأ ...
***
وبعدما سمع "سعيد" ذلك الكلام تأكد بأن الرجل الذي أمامه له سلطة ونفوذ يستطيع بها أن يقذفه ووالدته في السجن لذا هدأ وجلس محاولاً تجميع شتات نفسه قائلاً :
- ماذا تريد أن تقول؟
كانت تختبئ خلفه وهي تشعر بقربه الذي اقشعر لها جسدها ثم بالراحة الغامرة،في البدء سأل "قيس" "فردوس" بلطف:
- هل تودين العودة معهم للمنزل او أن أتصرف أنا وأجعلك وأخيك آمنين؟
كانت ترتعش لفكرة عودتها للمنزل وأن تتعرض وأخيها للضرب والأذية بسبب اعترافها،وقد وجدت في هذا الرجل واحة للراحة ترتوي منها الأمان ،ودون النظر إليه هزت رأسها موافقة...
فترك "قيس" يدها والتفت نحو "سعيد" قائلاً بتشدد على كلماته:
- أولاً ستترك الفتاة وأخيها وشأنهما...
حاول "سعيد" أن يعترض لكن "قيس" أكمل:
- هذا مقابل أن أتركك تفلت من الأمن والسجن،وثانياً ستبقى "فردوس" بهذا الفندق وسيلحق بها أخيها الليلة وبالطبع هذا بمقابل...
أجفلت "فردوس" وهي تستمع لما بقوله، فالتفتت نحوه ولكنه كان جامداً يتحدث بثقة،"قالت "نادية" بأسى مصطنع:
- أتقصد إننا سنسلمك "فردوس" وأخيها مقابل مال بسيط،لا و...
قاطعها "سعيد" قائلاً وعيناه تلمعان:
- كفى أمي،دعيني أنا أتفاوض معه ...
ولكن دون أن يستمع له "قيس" وقف سريعاً وتوجه نحو مكتبه وحمل سماعة الهاتف قائلاً:
- قرر أنت وأمك كم تريدان بينما أقوم ببعض الاتصالات...
لم تعرف "فردوس" ما الذي يحدث هنا،فقط وجدت بأن "قيس" اشترى لها الراحة مقابل المال،وبالطبع هو ماله وهي التي عاهدت نفسها أن لا تأخذ مالاً منه،شعرت بالخجل والفراغ في كبريائها...
وهو يمسك سماعة الهاتف تساءل ما الذي يدفعه لأن يفعل كل هذا من أجل فتاة متشردة خائفة؟أهي الشفقة التي تسيطر عليه؟أم هو شعور آخر لا يود أن يرحب به؟ولكن كل ما عرفه بأنه يود أن يقدم لها المساعدة مهما كانت الظروف...
***


ولا تنسوني بردودكم

 
 

 

عرض البوم صور وهل يخفى القمر  
قديم 05-01-08, 03:51 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 58344
المشاركات: 27
الجنس أنثى
معدل التقييم: روعه الكون عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روعه الكون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وهل يخفى القمر المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

القصه رائعه ومثيره

ارجوا التكمله وان كانت الرلادود قليله

تابعي القصه ولو علشان قاري واحد

القصه من جد رائعه واسلوبك حلو وممتع

نزلي بارت بسرررررررررررررعه كل يوم بشيك بشوف فيه جزء ولالا

 
 

 

عرض البوم صور روعه الكون  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:46 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية