كاتب الموضوع :
عاشق المستحيل
المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
في جنازتي / الحلقه الثانية
,,,,,,,,,,,,,وترتجف الكلمات في حلقي وتتساقط واحده تلو الاخرى الى صدري فاسمع لها خفقا عنيفا يهز اضلاعي .... وعرفتك اكثر فاكثر ... ثم ... اه ايتها الغاليه . لقد احببتك بكل القوى التي تحتويها ضلوع انسان يبحث عن استقرار.... بكل خفقان القلب الذي تعذب طوال عمره ... بكل صلابة الاضلاع التي جاعت وتشردت وتالمت ... من اجل هذه اللحظه كنت المناره التي اشرقت على حين غره امام الزورق التائه ... وتشبثت بهذا الالهام بكل ما في زنودي من توق الى الطمأنينه ............
وبعدها كلمتني وبدا لي ان الحياة قد ابتسمت اخيرا وان القلعة الجهمة من الالم القلعة التي ارتفعت حجرا مرا فوق حجر مر في وجودي ... هذه القلعه اطل من فوقها الان على كل هذه السعاده ...
اعطاني هذا التصور رضى كافي ......
وغبت عنك بعيدا الى دنيا الامل الى دنيا المستقبل كي اضمن عيشا هنيئا لنا وبالبدأ يرضيك....
وحين عادت بي اعصابي سمعت كلمات جوفاء يقيؤها القدر بلا اعماق ... كلمات عن الامل عن الشجاعه عن العلم عن الشباب ... كلمات فقدت كل معانيها واصبحت حروفها ديدان صغيره تلتف حول نفسها بلا مبرر ...
ما هي الشجاعة التي يطالبني بها القدر ؟
ان اواجه مستقبلا مشوبا بالحرمان والتعاسه.؟
ام ان استسلم لهذا المستقبل بالقدريه التي تليق بعجوز باع حياته كي يشتري اخرته كتاجر بلا رأس مال ؟
ما هو الامل ؟
وانا على يقين بان لا شيء يلوح في الافق .
اي شباب ؟
نعم اي شباب هذا الذي لم يومض قط ... الذي لم يعش قط ... اي شباب ؟
كم تصبح تافهه قيمة الكلمات التي يرددها الناس بمجرد ان القدر قال ذلك ...كانت الايام التي اتت ذات قساوة اعمق ... لقد فشلت في ان اكون بطلا او شجاعا كما ارادني القدر واحسست ان الاشياء الصغيره التي كانت تملأ حياتي بالتفاصيل قد فقدت اهميتها بالنسبة لي وان الايام التي سوف تاتي لا تحمل في جوانحها اي خفقه جديده لهذا القلب المسكين ... لقد فشلت في امثل دور البطل وكان كل شيء في الحياة يتحداني ويمتص صمودي ويشمخ امام صمودي كسد هائل من اليأس .......
انني امشي في جنازتي رغم انفي ............ كل العظات الجوفاء التي تعلمتها في السنوات الماضيه تبدو لي الان فقاعات صابون سخيفه شديدة السخافه .....
ان المرء يكون شجاعا طالما هو ليس بحاجه الى الشجاعه ولكنه يتهاوى حينما تصبح القضيه قضيه حقيقيه .... حينما يصبح عليه ان يفهم الشجاعه بمعنى الاستسلام ... بمعنى ان يلقي جانبا كل ما هو انساني ويكتفي بالنضر لا بالممارسه ...... .
لم يتبدل رأي ليتها العزيزه
لقد تبدل دمي ... تبدل كل شيء واخاف ان اقف امام عيونك استجدي حبك استجداء كأنسان فقد كل اشيائه العزيزه .... اخاف بكل ما في هذه الكلمه من جبن ان انظر الى عينيك فأرى معنتى من معاني الرفض مغلفا بالشفقه .
سوف احس بأن قدمي انزلقتا فوق الصخر الذي امضيت عمري اتسلقه بكل قواي ..... وسوف لن يقدر الوادي قط ان يعيد لي ولو شيئا بسيطا من الاستقرار .
اتعرفين مدى ان يفقد الانسان كل شيء في لحظات عودته الى بيته ؟
اتعرفين معنى ان يكتشف شاب بان حياته القاسيه لم تكن الا عبثا محضا في لحظات بسيطه ؟
ثم اتفهمين معنى ان يقوم حب ما على اعمده من الشفقه فحسب ؟
.........................................
ونمت تلك الليه في زورق جموح يناضل دوامة بلا قرار....
وكان رأسي مسرحا لهزليات كثيره تتعاقب دون رباط ...
ارائي التي كونتها اصبحت بحاجه الى تنظيف .... القيم التي عبدتها يجب ان تحطم ... الاحلام التي كونتها في صدري لم يعد لي حق امتلاكها وكل شيء في ماضي وحاضري ومستقبلي تغلف بميوعة ذات رائحة عفنه ......
وبدت لي كل القيم التي وضعها الانسان المغرور لحياته ليست سوى هذيان سكران يريد ان ينسى....
ولكن الحقيقه كانت شيئا اخر.... لماذا كنت افكر فيك انت بالذات اكثر من اي شيء اخر ؟؟
...........................
يتبع في الحلقه القادمه
|