لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > الخواطر والكلام العذب > خواطر بقلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

خواطر بقلم الاعضاء خواطر بقلم الاعضاء


وظـهرا تـركضُ الـثيران

وظهرا ..تركض الثيران عارية !! --------- ما

موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-12-07, 10:18 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 10109
المشاركات: 1,430
الجنس ذكر
معدل التقييم: ربيع عقب الباب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ربيع عقب الباب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
افتراضي وظـهرا تـركضُ الـثيران

 

وظهرا ..تركض الثيران عارية !!
---------
ما تصورت حين تهادت أمام حانوتي أن تكون نتيجة لفظة بريئة فضيحة مدوية ، تتناقلها ألسنة السوء ، وتلوكها النساء ال****** ، على عتبات الدور ، ويعلو صداها سحابا ثقيلا ينذر بسيل من وحل !

ما كان منى – ودون نية مبيتة – إلا كلمات بسيطة . وجدتني مسحورا أرددها ، مواجها بها أجمل امرأة وقعت عليها عيناى ، وأنا أقبض ما استطعت على انفعالاتي . كنت أهفو حزينا إلى امرأة ، أبثها مشاعري ، ولواعج نفسي ؛ فأغوتني حين مرت بفتنتها وعودها الملكي ، قلت :" مش حرام الجمال دا يتبهدل ...وفيه اللى يقدر يصونه ويرعيه ".

ما بالك – يا سيدي – تنظر إلى شزرا ..أيبدو كلامي غريبا بعض الشيء ؟ أم أنك تضن على ؟ أقسم لو كنت مكاني ، وتعرضت لنفس الغواية ، أبدا ما تمالكت نفسك ، ولقلت نفس الشيء !!".

منزويا – كالعادة – كنت إلى جانب البنك – المتصدر الحانوت – مترهلا ...مهملا على كرسي ، وقد أضجعت وجهي على قبضتي ، سابحا فى بحري المليء بعشرات الأشياء : أحوال الحانوت ...النقود الراقدة فى الدرج ..السلع المهملة ..تجربتي الموعودة مع النساء ...الخوض في استحضار العديد من الوجوه النسائية لمراهقات ...ونسوة ناضجات – غارقا ينساب ولهى وتهافتي ؛ فألاحق كل الصور المتراكمة ، ولا يرتد إلى طرفي إلا عندما يقتحمنى أحد الزبائن ؛ فانتفض مليبا ، ثم ارتمى فى مخالب نفس الكرسي ، مجدفا بعيني هنا وهناك ، أبحث – فى الخارج – عن زبائن جدد ، التقط هياكلهم من بعيد ، محددا أي صنف يريدون ..زنته ..لونه ...وهذه لعبتي المفضلة فى أسوأ الأحوال كسادا .

كثيرا ما اضطر إلى افتعال حديث مع أحد الزبائن : عن الأصناف ..السلع التي تغير أسعارها كل يوم ، تاركا للزبون الحق فى إنهاء الحديث على أية وجهة يرتضيها ، متورطا فى مناقشة عقيمة مع زبون آخر حول انتهاء صلاحية سلعة من عدمه – وهذا أمر يستفزني شخصيا – مدركا تماما عدم جدوى التشبث برأى هو فى حقيقة الأمر ، محض مناورة ، وبالفعل يفلح فى إعلاء وجهة نظره ، فأدور بوجه زائف ...ولا أستقر ، ولا يكون أمامي حينئذ إلا ابتزاز مشاعره بتقليب السلعة بين يدي متأسيا ، وبتصنع أنكب على قراءة التواريخ ، وأنا في الحقيقة أطالع دفتر يوميات الرجل ، محددا صنفه بين الناس ، ومدى استجابته لى ، وإلا أقلعت عما أفعل ، ووفرت على نفسي مئونة الدوران وسط الطحالب الميتة !
أعدى أعدائى الإهمال ..وانصراف الزبائن وسعيهم المستمر إلى الحوانيت الأخرى . هاهم يتزاحمون أمام الحانوت المواجه لى ، وكأنهم يغيظوننى ، يسددون نظرات خبيثة ، نعم ...هاهم يخرجون ألسنتهم ، وأنا ما أسأت إليهم مثقال ذرة .
حالا يدركنى الملل ممتدا فى كل كيانى ، له رائحة العتة ، فانتشل نفسى من هذه الجلسة قبل أن تغادر الدموع عينى ، بعد هنيهة أنزل الباب ، حزينا ، حائرا بين الغلق و الاستمرار ، فأجعله نصف مغلق للإثارة ، متوجها ناحية القبلة ، داخلا فى صلاة مستمرة ...لا تنتهى ، ودعاء مستفيض كان يستقطر دموعى الغزيرة ، سرعان مايهل الزبائن ، فأنهى صلاتى بسرعة خوفا من إنفلاتهم ..فربما كانوا من الصنف القلق ، أو أتصنع الإهمال والكياسة ...فاضطرهم للانتظار ..فقط أدخل فى روعهم رؤيتى لهم ، حتى لا ينسحبوا كاللصوص ، فيكونوا أطول وقت ممكن مشيعين جوا من الرواج .. والغيرة فى صدور المنصرفين عنى ، وهؤلاء نوع من الناس أعرفه بحكم العادة .
وقاك الله شر هذه الجلسة – ياسيدى – خاصة إذا ما كنت شابا صغيرا مثلى ، قوى البنية كثور ، ولك منكبا مصارع ، وشعر يتساقط كلما عدت عليك الأيام .
ليس من زوجة ، ولا من حبيبة ، ولا من صديق . الأولاد فى الحى لا يلعبون إلا أزواجا ، والفتيان لا يسرون إلا أزواجا ، والفتيات لا يطالعننى إلا أزواجا ، وأنا وحيد .. وحيد بائس ، أتحرق شغفا إلى حياة مثل هؤلاء .. لماذا يخشاني الجميع – ياسيدى – و لا أجد لى صديقا بينهم ؟ وتبدو صداقتي للبعض غير حقيقية . . تهرب منى الصبايا الملاح كأنني شبح عفريت ، تصبن بذعر أمام نظراتي الهيامة ، التى تحمل كل اشتياقي وحاجتي .
فى الحانوت المقابل كانت صبية ناهد ، وكانت ترمقني بنظرات غامضة ، كثيرة هي المرات التي تهلل فيها قلبي كعصفور فرح ..حين تضحك ، تطلق للسحاب نجوما من شفتين قرمزيتين ، وتترقرق ضحكتها .. فتصهل أفراس قلبي ، وأجدني طائرا مرفرفا – رغم ثقلي – وأكون أكثر إقبالا .. أكثر رقة ، أدون أسماء السلع بخط جميل ، أطارد الحشرات ، أزيح أكداس التراب المتراكمة على الأرفف .
لم أقصد إيلامها ، أو جرح مشاعرها مطلقا ، لسبب حيوي ، هو أنني أحبها كثيرا ، أكثر مما تظن ، ويظن كل من حال بيننا . فقط أردت لفت انتباهها، وإحداث نوع من الدهشة ، قلت مبتسما وببراءة ... وجسدي ينتفض :" أنت حلوة قوى " .
انتصبت فزعة متوارية داخل الحانوت ، بعد ما رمقتني بنظرة غضبى ، وتركتني حائرا مفككا ، أرتعد من الخوف ، وحرمتني من رؤيتها طيلة اليوم ... وليومين تاليين ..ألقتني فى بئر سحيقة للظنون ، تعربد داخلي كجرذان مذعورة ...عندما لم أجد صدى لما قلت فى وجوه وتصرفات أصحاب الحانوت ، قلت : إنها تشعر بى ، و إلا لم تكتمت الأمر ؟ كان كلفي بها يجرني بحمق إلى متابعتها ، وتحين الفرصة لأبعث برسائلي ، وبمجرد ظهورها ، تلبى طلبات زبائنها .. استجمعت قواى المرفرفة مرددا :" أنت حلوة قوى ... وأنا مشتاق " .
هل كان صوتي عاليا أكثر مما يجب ؟ هل فيما قلت تجاوز للحدود ؟ لا أدرى – يا سيدي – من المؤكد أن خطأ ما لازم تصرفي :" الصوت الغليظ .. أم الجسم المترهل ... أو ربما تظننى أميا .. أو هو غبائي الذي ضللني عند اختيار التوقيت المناسب ؟
قلبت الدنيا فوق رأسي ، وغدرت بي .. غدرت بي – ياسيدى – فنقلت لأصحاب الحانوت ما كان منى ..وربما أضافت أشياء أخرى .. باغتوني ، وأثقلوا كاهلي بحديث طويل عن العيب .. والأخلاق .. والعرف .. والتقاليد التي أعرفها ، وأراعيها جيدا ، لكنني – ياسيدى – كنت أحبها كثيرا ، أحاطوا بى مهددين ، ونالوا منى ، فتواريت داخل دكانتى كسيفا ، وتبخرت قدرتى على المداومة ، وأنا أحبها لم أزل .
كان إصرار أبى – الشيخ – مذهلا ، وغير قابل للمناقشة ، وقراره بزواجى قاطعا ، شأنه دائما ، حين يتصرف فى حياة من حوله ، لذا فإحساسه بالإهانة ساعة نقلوا إليه الأمر ظل يلازمه حتى أدخلني على زوجي .
زوجني .. زوجني امرأة تخيرها بنفسه ، وزج بها إلى فراشي ، لتقاسمني عمري ، زوجني برميلا من الشحم اللزج ، فارغا ليس به حياة من أية نوع ... لا مشاعر .. لا حب .. ولا حتى رقة الإحساس البشرى ..فى مؤانسة لها الطعم الذى تغلغل فى كيانى ذات ليلة – وأنا أمارس العادة السرية – و طلقتها غير آسف إلا على مالي الضائع – دون فائدة – لكن المرعب فى الأمر أننى لم أستطع العودة إلى سابق اتزاني .. اختل الكون .. وانسقت مقهورا وراء مشاعر غامضة ، وغير مستقيمة .. أعدتها إلى فراشي ثانية ، لكن كل شيء عاد إلى سابق عهده .
وكانت هى فى الحانوت المقابل جميلة مثل بقية العذارى ، رقيقة كالندى ،فارعة كالفتيات اللائى تتهادين أمامى متعلقات بأذرع نحيلة .. نحيلة ، ووجوه يابسة عجفاء .. أنا أكثر وسامة من معظم المحبين الرقعاء .. وبالنسبة للزواج عريس كامل .. رهيب فى الجنس .. ولست بعاطل ، ورصيدى فى البنك معقول .. ودائما مايكون فى الحانوت مقدار من السيولة ، كثيرا مايصل إلى ثمانمائة جنيه .. وهو المبلغ الذىسرقوه اليوم !
لقد داهمونى حيث كنت جالسا خلف البنك ، ألبى طلبات الزبائن الذين لاذوا بالفرار حين فوجئوا مثلى بحضورهم .. هاجمونى بسيف منتصب كموت محقق .. يمتد نصله كشهقة موصولة ، يصدر أزيزا كانفراطة ضلوع الصدر ..وله لمعان يخطف البصر .
تصور – ياسيدى – أننى لم أعرف بنتا ..رغم سعى الدءوب ، إلى فتاة أحبها .. أصطفيها دون خلق الله قاطبة .. أحمل لها فى وجدانى أنبل المشاعر ، وأرى لهفتها وكلفها بى .. انتظارها المحبب لرسائلى .. وولعى الدائم برسائلها التى لا تحمل من توقيعها إلا الحرف الأول من اسمها .. فتاة أواعدها ..وتواعدنى .. أنقش اسمها على الصدر و الذراع .. أبيت أحلم بها بين ذراعى .. وأخاف عليها من عيون الرقباء ، تخاف أن تباعد الأيام بيننا ، وتحلم بالنهاية السعيدة .
عرفتهم – ياسيدى – لأول وهلة ، وقبل أن يهوى السيف باطشا بى كنت أصرخ .. وضاربا فى المدى نعلى طائرا ركضت ، ولست أدرى كيف تهيأ لى الخروج من وسطهم .. لا أدرى .. ولم أتساءل .. بل ركضت ممزقا واحة الصمت ساعة الظهيرة .. أنا الثقيل البدن – التجأت للحوانيت المشرعة الأبواب أمامى ، والتى أغلقت فى وجهى بمجرد الإحساس بنواياى !
وكانوا أحاطوا بى ، لسعتنى أكفهم .. فركضت دائرا كفراشة ضلت طريقها ، ثم وجدتنى على الأرض ، مجرد لوحة لكائن متعفن .. أمرونى برفع الثياب.. بكيت مستعطفا .. بحثت فى عيونهم – ياسيدى – عن شفقة أو رحمة ؛ لكننى خدعت نفسى ..مزقوا عنى الثياب .. قطعة .. قطعة .. أصبحت عاريا إلا من ورقتى التوت .. اللتين استكثروهما على .. نعم .. حاولوا نزعهما .. رجوتهم .. وبكيت زاعقا فى الجموع المحتشدة ؛ لتشهد فضيحتى الكبرى .. نفس الوجوه – ياسيدى – التى أراها كل يوم .. نفس وجوه زبائنى كانت تتحلقنى - بإصرار – ولم أطالع فيها إلا حبها المعهود للمشاهدة .. لطمنى صاحب السيف بأحد وجهيه بحذق فانفجر الدم من حلقى ، وسقطت حبتان .. هنا أحسست أنها النهاية .. صرخت .. فاقتلعونى بعد ماخيبت الأرض رجائى ، ولم تستجب لتوسلاتى أن تغور بى إلى مكان سحيق . الستر .. الستر – ياسيدى – هو ما نرجوه أحياء و أمواتا !
كانت جميلة .. نعم .. وكنت أراقب نظراتها الخبيثة ؛ فلم تنسى إلى الآن ، وبعد مرور قرابة السنة ، أننى رأيتها بين أحضان أحد الأشقياء ، الذين هاجمونى اليوم – هى المتزوجة – فى ظلام الحارة . كان قلبى يتهدج .. ويفيض حنانا حين تتهزهز أمامى ، فأزدرد ريقى .. و لا أجد لدى قدرة على الكلام .. رغم امتلائى بالكثير ؛ فالجميلة الصبوحة الوجه فى الحانوت المقابل اختفت مثل حبة سكر ، ولم تعقب ، وما عاد من أمل إلا هذه الفاتنة .. سيدة تجربتى الموعودة .
دفعونى أمامهم .. وأنامذهول لا أقوى على الحركة .. أفتش فى ملامح المحيطين عن منجاة .. بعينين أحسست أنهما خرجتا من مجحريهما .. وجسدى الضخم يفرز عرقا غزيرا ، وارتعاشات لا تنقطع تزلزل كيانى ..الألم فى فمى متوهج كنقمة شيطانية . يحيطنى رهط من شبان قساة .. راحوا يدفعوننى لطما وركلا وبذاءة جاعلين منى لحما طريا للأطفال الذين كانوا بعصى مدببة يبحثون – فى إصرار – عن ثقب المؤخرة ..
الركب يزحف ململما شعث الحارات من أطفال ونساء شريرات .. وصبايا ملامح كنت أخجل من مد الطرف نحوهن رغم ولعى بملامسة أصابعهن ، ومحاصرة نهودهن .. السيف حد الموت يسهر على الموكب ، منتصبا كموت محقق .. كان حامله يئن من ثقله .

كانت تفعمنى نشوة وتلذذا ، وكنت أهيىء نفسى لأول تجربة نسائية لى على الأرض ؛ فأحلم بها بين ذراعى ، تنهشنى ديدان دقيقة ، وأنا فى ترددى ، تفح حين تعبرنى ، و أشم لها رائحة الدم المتخثر .. وتتهزهز فى غنج ، بل تخرج لسانها الجميل .. تغيظنى ، وتستفز مشاعرى ؛ فاندفع لاهثا تحت حمأة الوهج ؛ فتغرد :" خليك بنارك .. موت بحسرتك .. دا لو مفيش رجاله ....".
داروا بى فى الحى القديم ، وأنا أتلوى من الألم عند المؤخرة .. وفى وجهى الذى أصبح فى حجم بالونة كبيرة .. أحلق متغلبا على وجعى مع نجوم كانت تصرخ فى وجهى .. يدفعوننى ..وأنا أنساب بلا مقاومة .. أحس بالعجز عن تذكر كل شىء الآن .. كان فظيعا ..فى كل خطوة إهانة جديدة من نوع مبتكر .. فى كل إيماءة .. فى كل ثانية ؛ حتى خلصنى أحد أصدقائهم ؛ بعدما أصبح الأمر ضربا من الجنون .. خلصنى لاطما مهددا ، وأشبعنى ركلا .. ثم صرخ فى وجهى :" امشى يللا من قدامى .. يللا ياابن الوسـ..... ".
وطاردنى .. وأنا غير مصدق ، أتوارى عن العيون كأنى ماتعريت إلا الآن .. و الآن فقط !
ياسيدى – هاهى دموعى تبلل وجهى ؛ لسوف ترى فيها الجرح الغائر الذى نفذ فى نفسى ،سوف أضمها إلى مذاكرتى التى بدأت فى كتابتها ؛ لأخرجها فى كتاب يحمل اسمى ؛ حتى تعرف الصبايا اللاتى رددننى خائبا أى فتى كنت ..ولسوف أجرى – ياسيدى – مقتحما على الضابط النوبتجى مكتبه الأنيق طالبا حمايته وعونه ، سوف أقول له خافضا جناحى : ألستم القائمين على نواصى الأمور القادرين على الفعل فى هذه البلدة الكريهة ، الفاتكين بمن لا ترضيكم أفعاله ؟ ".
سوف يقابلنى متوجسا بوجهه الأحقن ، نافخا صدغيه كطاووس ، آمرا بحدة أن انتهى ، وألا أكثر من الرغى ، سوف يسمعنى على مضض ، وأغلب الظن أنه لن يسمعنى .. لن أخاف حين تقع عيناى على خيالات .. خيالات ثلاثة تكشر عن أنيابها بجانبى .. نعم .. لن أخاف .. حتى من همهمته أو حين يزوم بارما شاربه كهلب قارب قائلا :" اكتب شكوتك .. ومتصدعناشى ".
أعرف هذه الحيل جيدا .. سمعت الكثيرين يقولون :" لازم تعمر الدرج عشان يرضى عليك ".
لن أعطيه شيئا .. إن مكسبى عشرون قرشا فى اليوم ، ومصلحة الضرائب تعرف هذا .. من أين – ياسيدى - ؟ لكننى فى النهاية .. وبعد تصدع رأسى ، أرضخ خوفا من انفلات الأشقياء .. أمرغ وجهى ووجعى بين فردتى حذائه ، وأعطيه مايريد شرط التنكيل بهم .. هل يقتص منهم ، فيعريهم مثلما فعلوا بى ؟
لكننى لن أفضح نفسى للمرة الثانية .. سوف أقول فى شكايتى :"
سيدى / الضابط النوبتجى المحترم .. تحية طيبة وبعد : لقد تعرضت لاعتداء سافر .. فريد من نوعه ، فى ظهيرة اليوم السبت الموافق 3 / 5 / 1989 م .
كنا فى تمام الثانية عشرة حين هاجمنى ثلاثة أشقياء .. وهم : إبراهيم عبد الراضى زكى .. وزكريا المرسى عبيد .. والمحمدى المرسى عبيد . وثلاثتهم يقطنون المنزل رقم 31 الكائن بتل الوراقة بجوار مسجد إمام عيسى .
هاجمونى مدججين بالسيوف ، وانهالوا على ضربا وركلا ، وأدموا وجهى .. وجسدى ، مما أدى إلى كسر ضرسين أحدهما ضرس العقل، وهذا ثابت فى تقرير الطبيب ،الذى قام بالكشف على ، و تقرير الشرطة للحالة .. لم يقف طغيانهم عند هذا الحد المشار إليه بالتقرير ، بل حطموا حانوتى ، سارقين كل ما كان بدرج البنك ، وقدره 1000 ألف جنيه أول عن آخر !
ولما كنت أحمل رخصة رقم 4127ب المحلة بمزاولة نشاط البقالة ، والتى أحتفظ بها داخل إطار مذهب فى صدر حانوتى ، وأقوم بسداد الضرائب المقررة على أولا بأول ؛ فأرجو من شخصكم المهيب .. أدام الله فضلكم إنصافى .. ورفع الظلم الواقع على ، وإعادة أموالى المسروقة إحقاقا للحق ، وسيادة للقانون .. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام .
مقدم الشكوى
صديق أبو اليزيد حرب
دبلوم صنايع 1978/ صاحب حانوت بقالة
بناحية الوراقة / شارع الصفتى

وأعود بعد ذلك ؛ فانتبذ لى مكانا قصيا عن الناس أجمعين ..من شهدنى مهانا .. ومن لم يشهد .. أرفض أى محاولة من جانب أبى – الشيخ – أو أمى .. لن أعيرهما آذانا صاغية .. أصوم عن الزاد والكلام حتى أتعفن .. وأذوى ؛ فيحملنى الملك بعيدا .. إلى دنيا غير هذه الدنيا الخسيسة ؛ فالتقط أنثاى .. أليس فى الملائكة ذكور وإناث ؟ .. وقد يطير خبر مرضى ؛ فتأتى هى وترحمنى ، تأتى بجمالها الصاعق مثل فضيحة مدوية ، تحنو على مربتة على كتفى ، تأخذنى بين أحضانها الدافئة .. لن أبكى من فرط حنانها .. هى من جعلت منى أضحوكة .. لن أتحمل كل هذا .. أصفح عنها حين تطلب الصفح .. أغفو على صدرها الناهد .. لن أحدثها عن ....أو أطالبها بتفسير ما عن سبب استسلامها لأحد الأشقياء .. وعدم مقاومته .. فربما أرغمها .. وربما سببت لها ضيقا ما بسؤالى .. وسوف أطلب منها فى النهاية الزواج كأى حبيبين ..وتأتى لتضفى على حانوتى بهاء ، فيزدهى الكون ، وتزدهر الحال ،ويقبل الزبائن أفواجا من كل مكان .. أسحب مافى جيوبهم .. وأكبر حتى أصير أشهر وأغنى البقالين فى المنطقة .
وبشهية أرتب البضائع على الأرفف ، فى أشكال هندسية ، وأزيح أكداس التراب ، وأفتح المذياع على أحلى أغنيات الحب ، آخذا بناصية الحانوت ، لن أعود لمحاصرة المراهقات بنظراتى النهمة ، أو أباغتهن بلمساتى المفاجئة ، لن أنظر إليهن فلن يكن فى ملاحتها وجمالها .. سوف يتضاءل جمالهن مهما كان طاغيا .. حتى هذه التى كانت ترمقنى بنظرات غامضة فى الحانوت المقابل .. سوف تتوارى حياء أمام جمالها .. و أدون فى مذكراتى كل ما وقع اليوم .
إن بى حنينا لحانوتى – ياسيدى – سوف أنطلق بمجرد انفضاض تجليك على إلى قسم الشرطة ، فأقدم شكايتى ، وأعود إلى حانوتى ، أفتحه على مصراعيه ، نعم .. لن أنتظر مجيئها هنا .. متصنعا مرضا قد يقضى على .. أنا معك – ياسيدى – أن نار الحنق والغضب وتعليقات النساء المدمرة سوف تحاصرنى .. وسوف تكون أقسى مما ألم بى .. لكننى رجل .. سوف أكيد لكل النساء الشريرات .. وكل المراهقين الرقعاء .. وأتحمل انصراف الزبائن عن حانوتى لأيام .. وربما لسنة حتى يتناسى الناس الثور الذى ركض ظهرا .. وهو عار إلا من ورقتى التوت !!

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب ; 26-12-07 الساعة 10:46 PM
عرض البوم صور ربيع عقب الباب  

قديم 27-12-07, 01:52 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2006
العضوية: 18373
المشاركات: 2,214
الجنس أنثى
معدل التقييم: سدن عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 18

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سدن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
افتراضي

 

المحبه:حنان

 
 

 

عرض البوم صور سدن  
قديم 27-12-07, 06:04 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2007
العضوية: 57335
المشاركات: 292
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلوش2 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلوش2 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
افتراضي

 

سيدي ربيع ..
لا شك القصة جميلة مدهشة , جميلة ببساطتها .. مدهشة بقربها من النفس .. من أفكار تتوارد على كل منا , سردك دائما مميز آسر , لكنه في هذه القصة أكثر تميزاً
أكاد أقسم أني أعرف هذا الشاب المعذب .. أني صادفته في مكان ما , أمام حانوت ما , أني أرى تخيلاته وأوهامه وآلامه
لا أدري أي الذنوب عالقة بأقدام من تكالبوا عليه , ولا أدري كم من رغباته الدفينة يحملون ,
لكن لهم الحق - شأنهم شأن أي فرد في مجتمعنا الضيق المتهاوي – في أن ينبذوا هذا المسكين كمجرم خطير , وأن يحقروه أيما تحقير.
ولا أخفي أنه قد حيرني هذا (الدكنجي ) , فتارة هو شاب بمنتهى البساطة , بإمكانك حتى أن تقول ساذجاً ..بريء كطفل , وتارة تأتي على لسانه أقوال تحتاج حكمة حكماء وتفكير عقال خبراء ,ربما فضلت أن يكون السرد بلسان الكاتب لتحاشي هذه الحيرة ..
أمتعتني سيدي بقصتك كما تفعل دائما
أتمنى الكسوة لهذا الثور العاري إلا من ورقة التوت , كما أتمنى العري لكثير من اللابسين


شكرا لإبداعك
تقبل مروري
حلوش

 
 

 

عرض البوم صور حلوش2  
قديم 27-12-07, 08:28 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 9261
المشاركات: 1,076
الجنس ذكر
معدل التقييم: تيتوف بارة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدNauru
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تيتوف بارة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
افتراضي

 

سيدي ربيع كل عام وانت بخير
رائعة هذه الاقصوصة
والحب يا سيدي من طرف واحد عذاب
عذاب يزداد سعيرا بتلك الخيالات التي يصورها ذهن المحب
تقبل مروري

 
 

 

عرض البوم صور تيتوف بارة  
قديم 27-12-07, 12:00 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 10109
المشاركات: 1,430
الجنس ذكر
معدل التقييم: ربيع عقب الباب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ربيع عقب الباب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهى12 مشاهدة المشاركة
   المحبه:حنان

لا .. لا أقبل منك !!
لابد أن تقرئى .. وتعلقى
هل أعجبتك .. أين كان إعجابك أكثر .. متى خفت هذا الإعجاب ؟

لا .. نهى .. أنتظر تعليقك على هذه القصة .. أعرف أنها طويلة بعض الشىء
ولكن أنا أنتظر أن تكونى مفيدة .. لنفسك .. ولى ..أنا ككاتب !!


شكرا لك

ربيع عقب الباب

 
 

 

عرض البوم صور ربيع عقب الباب  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, بقلمالاعضاء, وظهرا تركض الثيران
facebook




جديد مواضيع قسم خواطر بقلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:00 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية