كاتب الموضوع :
ربيع عقب الباب
المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزف المطر |
يالها من ملحمة .. تتفاعل في خضمها أمزجة متناقضة وشخصيات ينقصها الاتزان والحكمة
وما بال ذاك الحانوتي .. بطل ملحمتنا هذا .. يطرح اتزانه جانبا .. ويجري خلف سراب فاتنة هناك تناظره .. أو وراء ألسنة همها قتل رجولته .. أو يهتم لنظرات شامته قصدها إغاظته وزرع اليأس في قلبه
لمَ .. لم يبق كعهده دائما مريحا وجهه على قبضة يديه .. سابحا في ملكوته .. قاصيا عن ذهنه كل مايدور خارج سرب أفكاره وأهوائه
لو لم يجري خلف أهوائه .. لما كان عرضة للزواج من امرأة لايهواها قلبه ..
لو كان يقظا بما فيه الكفاية .. لاستدرك أن المال السائب الذي يضعه هكذا وبتهور تام في حانوته .. سيكون مصيدة سهلة لضعاف القلوب والضمائر
إلا أنه أيضا لم يكن ساذجا أو بسيطا كاملا .. في قلبه يحمل الكثير من النوازع البشرية الخيرة والخبيثة ..
هو يحلم بالثراء حتى لو اضطر به الأمر أن يزاحم باقي الحوانيت ويقطع بأرزاقهم
ويحلم بفتاة يحبها .. رغما أنها لم تبادله شعوره .. ومع ذلك لم يتوان أن يصرخ ويقول " أنت حلوة قوي "
ويفكر بأخرى وهو يعلم أنها كانت يوما بين أحضان شقي آخر ..
أي رجل هذا !!
السؤال هنا الذي يراودني بعد أن قرأت هذه القصة ..
هل كان هذا الرجل يستحق فعلا هذا المصير المعرى أمام الجميع ؟
هل كانت دوافعه شريرة جدا ومقدمة طبيعية لنهاية حتمية من الذل والأنين ؟؟
ربما الجواب نعم .. وربما لا ..
بالنسبة لي .. الداء لايشفى إلا بالكي ..
هذا العقاب الذي تعرض له من قبل بعض الأشقياء .. وتمرغهه في التراب أمام الناس أجمع وجريه عاريا إلا من ورقتي التوت .. كان وخزا ضروريا وتنبيها لازما لإيقاظ بعض ما تبقى من رجولته وتعقله ..وهذا ما لمسته في نهاية القصة حيث قرر أن يفتح حانوته دون أن يلتفت لكل ما يدور حوله متحملا صابرا .. سيفعل كل هذا فقط لأجل أن ينسى الناس يوما كان هو محل استهزائهم وسخريتهم .
أستاذي الفاضل ..أخي الكريم ربيع
صحيح أنها قصة مطولة .. لكن كانت تستلزم هذا الإبحار في الكلمات والوصف وتصوير كل خلجة وتعبير وإيماء حتى نعايش هذا البطل في كل سكناته وحركاته وأهوائه
ومايؤكد كلامي أنني لم أستطع أن اقطع قراءتي للقصة وأتركها وأمشي دون المتابعة باهتمام لمعرفة ما مصير هذا الحانوتي ..
تعابيرك عند تصوير الم هذا الإنسان كانت تؤلمني أيضا .. كنت أحسها وكأنني أشاهد مشهدا دراميا مؤثرا مفعما بالمؤثرات الصوتية والموسيقية والحركية .
تقديري لحرفك .. ودعني أستعير قلمك قليلا لأشكرك .. فأنا حقا عاجزة عن تقدير ابداعك
|
عزف المطر
أهلا
سرتنى قراءتك كثيرا .. نعم .. وأبهجت روحى .. حين اقتربت كثيرا مما أردت له الوصول .. أنا ما أردت
تعاطفا .. أردت ربما إشفاق .. نقمة .. نفور من هذا الكائن العجيب .. الموزع و المشتت .. فى كل
وادٍ .. فلا استقام له حال مع زوجه .. و لا مع حبيبة أحبها .. وتمنى .. و لا تجارة يمتهنها .. نعم ..
كل ضائع .. هو فى لحظات وجيزة تعود له إنسانيته المهدرة .. فنرق قليلا معه .. لكننا لا ننسى حتى كذبه أمام محضر الشرطة .. و لا افتئاته على الزبائن .. نعم .. أردت نقمة .. حتى يختفى هذا
النموذج الذى يجرنا إلى خلف .. و لن يمنحنا فرصة للتقد إلأى أمام !!!!
شكرا لك على اهتمامك .. ورعايتك لنا نحن كتاب الخواطر !!
ربيع عقب الباب
|