أكرم : يجب أن ننقذ الأرض
نور : لا شك أن المخابرات العلمية قد سيطر عليها غزاة من كوكب ما أرغموا القيادة على القيام بهذه الخطة المعقدة من أجل إبعادنا عن الساحة .
أكرم : إذن ماذا سنفعل الآن و قد سيطر الغزاة على مخابراتنا ؟
نور : سنحرر انفسنا .
أكرم : و كيف نفعل ذلك ؟
نور : و هل لدينا غيره ؟
أكرم : أتقصد ( س – 18 )
نور : طبعا
تبادل ( نور) و ( أكرم ) هذه الكلمات في حماس وسرعة في تلك المنطقة الزمكانبعدية فتململ ( أمجد ) في وضعيته و هو يسبح في ذلك المدار العجيب وقال بتراخ :
أنتم متحمسون للغاية يا رفاق، تتحدثون عن هذا الأمر كما لوكنتم ذاهبون للقيام بنزهة في كورنيش النيل و كل واحد منكما يمسك بذرة مشوية ساخنة ونسمات رياح منعشة تهب في وجهه !!. استيقظوا يا رفاق، تعاملوا مع الأمر بواقعية لو سمحتم ، الأمر خطير جدا، يتطلب درجة عالية من المنطق و استيعاب المعلومات التي تحيط بنا
أجابه ( نور ) و هو يستعد لضم كفيه حول فمه :
نحن لن نخسر شيئا على كل حال يا سيد ( أمجد )
قالها وأراد ان ينادي على ( س – 18 ) إلا أن ( أكرم ) سبقه و هتف بحماس رهيب :
( س – 18 )
ولكن شيئا لم يحدث، فمط ( نور) شفتيه و قال :
لا تكن غبيا يا ( أكرم ) ، ( س-18 ) لن يستجيب إلا لصوتي . أنظر ...
( س – 18 )و قبل أن يكمل عبارته حتى كان ( س – 18 ) أمامه ، كيف ظهر بهذ السرعة ؟ .. لا أعرف ، المهم أنه ظهر، و مع ظهوره انفرجت أسارير الجميع ما عدى ( أمجد ) الذي مط شفتيه و قال :
لم يكن هناك داع للإستعانة ب( س – 18 ) ، فبإمكاني القيام بأشد الأعمال خطورة، فأنا الرجل ..
رجل المستحيل ..
قالها ثم راح يرمق تلك الحركات البهلوانية التي يقوم بها ( نور) و ( أكرم ) و هما يداعبان ( س – 18 ) الذي كان يستجيب لمداعبة ( نور) فيميل ذراعه أو كفه إلى الجهة التي يميله إليها في حين كان يرفض أن يتفاعل مع ( أكرم )، و هذا أمرطبيعي ، وبينما هو في تأمله – ( أمجد ) - إذ بساعة اتصاله تصدر رنينا خاصا، فعقد حاجبيه و هتف :
إنها رسالة زمنية قصيرة ، وطبيعة الرنة تشير إلى أن مرسلها شخص مجهول تماما
أخرج كفه من جيبه و تطلع إلى ساعته للحظات يحدق في حيرة في ذلك الرقم الذي ظهر على شاشته، قبل أن يقول في حيرة :
ما الذي يعنيه هذا ؟ هل جننت و أرسلت رسالة قصيرة إلى نفسي دون أدري أم ماذا ؟
قالها ثم ضغط على زر قراءة الرسالة و تطلع إلى كلماتها قبل أن تنفرج أساريره و يقول و هو يلتفت إلى ( نور) و ( أكرم ) في سعادة :
و أخيرا يا رفاق، هذا أسعد خبر سمعته منذ ألقونا هنا لا حول لنا ولا قوة
التفت إليه الجميع في تساءل و هتف ( نور ) :
ماذا هناك يا سيد ( أمجد ) ؟
أجابه ( أمجد ) في سعادة :
لقد أرسل لي نظيري - الذي ينتمي إلى الزمن المستقبلي - رسالة زمنية قصيرة يقول لي فيها أنه في زمني الآن
هتف ( أكرم ) في استغراب :
ومالمسعد في هذا الخبر ؟
التقت عينا ( نور) و ( أمجد ) بنظرة خاصة و قال ( نور) ببطء :
يعني أننا الثلاثة صرنا متحررين يا ( أكرم )
و اكمل ( أمجد ) بنفس اللهجة :
و يعني اننا لن نقف صامتين هنا
هتف ( اكرم ) في فرح وقد بدأ يستوعب ما يدور حوله :
هذا يعني أنه يمكننا ان نخرج من هذا المكان ، أليس كذلك ؟
أجابه ( نور) :
نعم يا صديقي، سننتقل إلى الزمن الذي أتى منه ( نور) و ( أكرم ) و ( أمجد ) المستقبليين
اتبع ( أمجد ) و هو يوافقه :
نعم يا ( نور) لابد من أن نخرج . والزمن الخالي الوحيد الآن هو ذلك الزمن المستقبلي الذي اتى منه نظراؤنا . المهم ان نخرج
هتف ( أكرم ) في قلق :
و ماذا لو عادوا إلى زمنهم و نحن هناك ؟
تعالى فجأة صوت واهن باهت تردد بشكل عميق :
و هل نسيتموني يا أصدقاء ؟ أنا سأخبركما حينما يتخذان طريق العودة
هتف ( نور ) في فرح و هو يدور حواليه في الفراغ اللانهائي كالمخبول :
( محمود ) .. كنت أعلم أنك لن تتخلى عنا يا صديقي
أجابه ( محمود ) في وهن :
لايمكن ان أفعل يا صديقي ، أنسيت أنني ( مادام الموت آت لاريب، فلأمت في سبيل من أحب ) أم ماذا ؟
أجابه ( نور) في امتنان :
طبعا لم أنس يا صديقي، و الآن، لدي خطة في هذا الشأن، فلتستمعوا إلي جيدا ..
قبل أن يتم عبارته تصاعدت نحنحة مكتومة من احد الموجودين فالتفت ( نور) جهة اليمين فوجد الدكتور ( مدحت ) مع الباقين الذين اكتفوا بمتابعة حوار أبطالنا الثلاثة دون أن يشاركوا ، وهتف به :
ماذا هناك يا دكتور ( مدحت ) ؟
تنحنح الدكتور ( مدحت ) وقال في حرج :
معذرة على مقاطعتك أيها المقدم، ولكن .. أحم .. هل نحن أيضا متحررون مثلكم ؟
قالها و هو يشير بيده إلى الدكتور ( راشد ) و مقاتلوا الزمكانبعد التسعة فتبادل أبطالنا الثلاثة النظرات و هتف ( نور) في حرج :
الحقيقة .. أحم .. هذا لم يجل بخاطرنا
ران صمت مهيب بعد عبارته هاته، إلا أنه أراد أن يعطيهم قليلا من الأمل فقال في مرح :
ولكن لا تقلقوا، نحن لن نترككم وحدكم هنا، سنحاول التوجه إلى ذلك الزمن المستقبلي، ولكننا سنحاول أن نضعكم في نقطة بعيدة جدا عن زمنكما ربما في الماضي السحيق مثلا
هتف الدكتور ( مدحت ) في رعب :
هل .. هل ستضعوننا مع الديناصورات ؟!! .. لا أرجوك، أنا امقت تلك الكائنات الرهيبة، إلا الديناصورات
هتف ( نور) في دهشة :
و مابها الديناصورات ؟ ليست كلها مفترسة، هناك الأنواع العاشبة، أنت و الجميع حاولوا أن تكونوا ملازمين للنوع الثاني
هتف الدكتور ( مدحت ) في توتر :
ولكن، ألا يمكننا أن نبقى هنا حتى يستعيدنا زمننا ؟
هتف ( أكرم ) في شراسة :
ومن أدراك أن الغزاة لن يلتفتوا إلينا بعد أن يسيطروا على زمننا ؟
نزل هذا الهتاف كالصاعقة عليهم و لكن هذا لم يمنع قائد الجنود الثمانية في فرقة الزمكانبعد من أن يشهر سلاحه و يقول في صرامة :
سنقاومهم حتى الموت
هتف ( أمجد ) هذه المرة في سخرية :
و ماذا لو قضوا علينا بضغطة زر في ذلك الجهاز الإلكتروني المتصل بهذا المدار مباشرة ؟
تبادل الضابط نظرات صامتة مع جنوده ثم لم يلبث أن خفض سلاحه وتبعه الجنود الثمانية في إحباط وقال ( نور) في حسم :
كما ترون، أفضل حل بالنسبة لكم هو ان تنتقلوا للعيش مع الديناصورات، على كل حال سنحاول في الطريق أن نبحث لكم عن حل أفضل، و الآن اعيروني أسماعكم جيدا، فلدي خطة عبقرية ستخرجنا جميعا من هنا ..
ثم اردف في خجل و هو يتطلع إلى ( أمجد ) :
بعد إذنك يا سيد ( امجد ) طبعا
أشار له ( امجد ) بيده و قال و هو يمط شفتيه :
لابأس يا ( نور) اشرح لنا خطتك
وكانت هذه هي شرارة البداية ..
بداية أغرب عملية هروب ..
على الإطلاق ..
* * *