لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء


فنيس..قد رجعت

ملاحظة : كل تشابه في الأسماء والاحداث والمكان ـ إن كان ـ هو يقينا تشابه بالصدفة لا غير فنيس قد رجعت.... ارتدى قميصه الحريري الأبيض، وبعدما عقد أزراره المرمرية ،أدخل

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-12-07, 04:23 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 58379
المشاركات: 154
الجنس ذكر
معدل التقييم: العبدي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
العبدي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي فنيس..قد رجعت

 

ملاحظة : كل تشابه في الأسماء والاحداث والمكان ـ إن كان ـ هو يقينا تشابه بالصدفة لا غير
فنيس قد رجعت....
ارتدى قميصه الحريري الأبيض، وبعدما عقد أزراره المرمرية ،أدخل رجله الأولى فالثانية ـ وهو جالس ـ بعناية مفرطة في رجلي سروال بذلته الرمادية، حتى لا ينمحي الكرم الناريّ للمكواة عليه، وقف، وبحركة آلية أعاد.... فتح الدولاب، بعدما تزنر، ورنا من فوق نظارتيه إلى طابور ربطات العنق، فوضع يده على السوداء، لكن، مافتئ أن تجاهلها وعمد إلى سحب الأرجوانية، غير أنه أعاد ما انسحب نحوه منها وهو يقول:<<لا، لا، ... >> لوى على ذات اللون القرنفلي، لونه المفضل ـ مطلقا ـ، لفها فوق عنق قميصه المقلوب وبحركة دربة عقدها ، سوى العنق، أعاده إلى وضعه الصحيح وطفق يزحزح ـ يمينا وشمالا ـ العقدة لتستقر وسط نحره، لتعطي للقميص ذاك الرونق البديع الذي طالما افتتن به، فجأة توقفت الحركة ، وسهم شاردا في الأفق النائم داخل المرآة .... انتبه... حينا... ثم، طأطأ رأسه ـ متنهدا ـ ودخل من جديد في زوبعة من الشرود وهو يدحرج جيئة وذهابا ـ دون أن يعي ـ زوجي جورب مكور ببطن قدمه والفكر منوم كأنه داخل في ثورة سرنمية.
لقد تذكرها من جديد.....تذكر سلماه... ما انمحى شيء يخصها من ذاكرته: عطرها ،رائحة عرقها رنات كلامها، هفهفة وشوشتها، طيفها....لازالت حاضرة بعناد في حياته لم تنسه إياها السنون، ولا يأسه الأسود من اللقاء بها من جديد، حتى زواجه لم يفلح قي ذلك.!
كانت أول امرأة عرفها في حياته. أول امرأة اكتشف معها ماهية الحب، وذاق في مملكتها لوعة الصبابة وحرقة الوجد.
كانت لما تغيب عنه، تفقد بوصلته اتزانها ، ويضحى بلا اتجاهات، ويغرق في لج التيه وينسحق تحت ضغط الكآبة فيتحول ركاما من الصمت!!.
كانت شعلة من نور تدفئ قلبه، وشلالات سخية من الحب والغرام الحارق تغسل سخام وحدته.
كانت مدرسته، وشيئا من طيف أمه التي فقدها وهو يافع، بالكاد يدرج بين حواجز الحياة ومنعرجاتها.
في الغالب ، بل، أبدا، يتذكرها إما،عند عقد ربطة العنق او لدى التعطر. فهي التي علمته طرق العقد بأنواعها وبثت في روحه معانات التناسق في الألوان بين ثالوث البذلة والقميص وربطة العنق التي كانت تحرص أن تشرف على عقدها له، وبينت له أن العطر، عطران : نسوي ورجالي، بعدما كان كأنه يستحم من رخيصه! .
ظهرت فجأة في حياته، واختفت فجأة، ولم تترك وراءها شيئا يخصها إلا بوحا في حروف : (أحبك يا حبيبي الأوحد) مصلوبا،مكتوبا بأحمر شفاهها على مرآته المكسورة في الحمام، والذي هو بدوره انمحى بفعل البلل والبخار رغم أنه حرص مستميتا على الحفاظ عليه.
ما كان يعرف شيئا عنها سوى اسمها <<سلمى الماروني>> وما دون ذالك لم تكشفه، ربما ما كانا فيه من السعادة والانسجام جعلها ترى توسيع زاوية التعارف لا طائل منه.
كانت ذكرى بلا أثر...وأزاهير تنعم بنور ولا ظل..!!! أحيانا يجحد أنه عرفها ، وأنها سوى وهم عاشه خلال حمى أصابته يوما ما ! ولكن حبه لها يجعله يفند كل تهيؤا ته.
عاد من رحلته، ثم انحنى وفك الجوربين المكورين، لبسهما في ثوان، وانتعل حذاءه اللميع، ثم انتصب أمام المرآة الحائطية. مسح بنظرة متفحصة قده رأسا، من قدميه إلى رأسه، وماس يمينا وشمالا برأسه، ثم ابتسم... سر لحاله ـ قطعا ـ
من درج قربه أخرج زجاجة عطر و رش رذاذا تحت ذقنه وجاد بقليل منه على راحتيه، و بمشطه العاجي سوى شعره المخضب. لمح شيبة توا ، دسها دسا حتى لا تُرى...! ومرر المشط من جديد ليصلح ما أفسدت يده .
لبس أخيرا بذلته، وبدبوس ذهبي ربط أطراف ربطة عنقه ،حارصا أن يكون وسطا ومتعامدا وخط الأفق ثم،رفع يده تحية لخياله وخرج من الغرفة تاركا الدولاب مفتوحا وعلى الأرض متناثرات ثياب، وأغراض زينته ، ولكن...عن غير قصد.
في البهو كانت تجلس ابنته الكبرى أمام الحاسوب ، مرر يده على شعرها، فانحنت في خشوع وقبلت اليد العطرة، نزل بجسده حتى أصبح في مستواها وهمس : اسبحيي في النيت ـ يا صغيرتي ـ كيف ما تشائين، ولكن ....إياك أن تدخلي مواقع الدردشة، لقد أصبحت مفخخة بعجائز العناكب المتأهبة للانقضاض في كل حين ...
أمام الباب كانت تركن سيارته، فتح بابها واستوى قاعدا أمام عجلة القيادة، أدار المحرك فلبى عند اللفة الأولى للمفتاح، صموتا رتيبا كدقات الساعة، وبتزامن معه انطلقت من قارئ الأشرطة أغنية محمد عبدو: (اسمر عبر....)،انساق وراء ترانيمها تلقائيا وتابع إيقاعها ضربا على الفخد وصفيرا.
على لوحة القيادة علبة سجائر، من النوع الأشقر، مد يده وسحب لفافة أشعلها توا ، وعب نفسا طويلا بثه دفعات متباعدة في الزمن حتى يكون تأثيره أقوى، وما لبث أن عب ثانية....وثالثة ثم سحق بقية السيجارة على المرمدة، أحسن بخدر يغزو جسمه ودوخة تساور رأسه ، أغمض عينه تاركا الفعل الكيميائي يقضي أمره. إنه لا يدخن إلا لماما ، وربما لهذا السبب يحدث التدخين هذا الحالة في ذاته والتي تدفعه بين الفينة والأخرى إلى تدخين جزء من لفافة.
أحس بالمحرك قد اخذ قسطه اللازم من الحرارة فداس على البنزين وانطلق.
هذا هو الديدن... كل مساءِ يوم أحدٍ ـ منذ مدة من الزمن ـ زوجته وأبناؤه يقصدون الجدة وهو يطلق الريح لعجلات سيارته في جميع الجهات ومن غير تحديد. هائما بلا وجهة ولا غاية.ليجدد نشاطه حتى يقبل على عمله خفيف الروح طاهرها مم ترسب في نفسه من أذى السلوكات الهمجية اليومية لأولاد بلدته، وليتزود بهواء أنظف وهو على الشاطئ أو بالضواحي.
كان يسير بسرعة ولكن مقبولة ، لينفلت في اقرب وقت من الزحام والسخام ورائحة البنزين المحروق المنبثة في كل حدب وصوب. وقارئ الأشرطة يلف ويلف وحين يصل غايته يعاود اللف كان روحه سكنها سيزيف.
وصل إلى مفترق الطرق فخفف السير ، إذ طُرح خياران لديه: ـ تلكأ في الحسم فيهما ـ شارع الحرية المؤدي للبحر وشارع النصر المفضي للضاحية الشمالية للبلدة. أيهما يتيمم؟
:<< الشمس التشرينية حارقة على غير عادتها والجو أكثر من دافئ، فلما لا اقصد الشاطئ؟، عل رذاذ موجه يلطف ما بالجسم من حرارة ، وزرقة البحر تمحي ما بذاتي من علل !!>>. تسآل . عندئذ يم شارع الحرية. ردا عن تسآله.
كان الشارع ظليلا، شبه فارغ، سيارات قليلة تخترقه بين الحين والحين،و مغان بديعات الهندسة نائمات تحت صفين طويلين من باسقات النخيل تؤثث جانبيه، وطيور الدوري تنط هنا وهناك غير عابئة لا بالسيارات ولا بالراجلين، قد استنتج ـ لا محالة ـ عقلها الصغير أمن المكان،ودعته، خفف السير فأضحى بعضها يقع على مقدمة سيارته طلبا لرحلة مجانية لكن سرعان ما تطير ربما حرارة المحرك وأزيزه يفزعها. استحلى السكون واستطيبه،وشعر براحة عُلوية وانشراحا روحيا بلا شواطئ ما عهده منذ مدة!!.
في الأفق لمح سحنة امرأة، تمشي الهوينى، بإيقاع رتيب ، ربما مجهدة أو تتظاهر .... اقترب منها وحاول أن يحافظ على مسافة تسمح له بقراءة سحنتها .
كانت ذات قدٍ أهيف بكشح ضامر يعصره قميص أبيض بدون أكمام، والشمس المائلة للغروب ـ نسبيا ـ تخترق مسامات جبتها الساتانية ـ ربما ـ فتشي بفخذين مكتنزين يعتليان ساقين بضين يئن تحتهما حذاء رفيع الكعب، غير طويل.
اقترب جانبها ،فتح الباب ودعاها للركوب:
ـ هيا، يا حلوتي، اصعدي أقربك . لم تعر اهتماما له، إذ تابعت سيرها كأنها ما سمعته.
لم ييأس، إنه هو مدرب على هذه المواقف ، فبين الحين والحين يلعب لعبة الفحولة، لكن فقط للمزحة وليقيس مدى جاذبيته، وقيمة شخصيته في سوق الغرام!!!
تركها تأخذ مسافة متقدمة عنه وعاود الكرة .
ـ غرضي شريف يا جميلتي، جربيني لن تندمي مطلقا..... طاوعيني. حاول أن يعطي لكلامه تلوينا ساميا، أكثر مم يستعمل،وقطّع كلمات جمله حتى تستوعب .
ما استجابت.... قد مرمري صموت، يمشي، يصرخ غنجا ودلالا! والإيقاع يحكي تمنعا، وأنفة...مفرطة. ما عهدها في سيدة من قبل.
شعر ببرودة في المطاردة، وشيء من التوتر يلف الوضع و أحس باليأس يدمر عزيمته، يفتت ثقته بنفسه، فقرر أن ينسحب. غير أن عناده المراهق همس له: تابع...
تعداها ووقف ، التفت حوله ، فلاحظ عيونا تتلصص عليه ،تتفرج، تتابع المطاردة الصبيانية ،لم يأبه لها، لقد قرر أن تكون محاولته الأخيرة. وقرر أن ينتهج تكتيكا آخر ...
لما أصبحت جانبه فتح الباب، وقبل أن يبوح بكلمة تفاجأ ـ أولاـ وهي تمسك بالباب وتقول له بلهجة آمرة:<< هل تقلني معك إلى الشاطئ إن كانت وجهتك إليه>> ثانيا فاجأه عمرها إذ كانت بالكاد ترتقي درجات أواسط العشرينات. إنها أصغر بكثير مم كان يفترض، وثالثا : لهجتها ملتوية ذات لكنة شمالية. أراد أن يتراجع وينهي اللعبة !!!لكن لم تدع له خياراً ،فقد جلست جانبه وأغلقت الباب فبل أن ينبس ببنت شفة.
تهالكت على المقعد وهي تتنهد ثم تخلصت من حذائها ومددت رجليها، وأرخت رأسها وراءً وأغمضت عينيها . إنها بلا ريب مجهدة.
ساد صمت ثقيل جو السيارة، استباح مساحتَه كشكولٌ من أغاني النخبة. فكسره أنغاما رائعة، كما ضاع في الأرجاء طيب جميل ينم عن نبل ذوق صاحبته ...لطف من فلول دخان ظلت حبيسة الجنبات.
أراد أن يختلق حدثا ما يفتح به سلسلة الحديث لكنه، لم يجد،فحول إرادته سعالا حادا قد لا يخفى حتى على غر: أنه مفتعل.فاكتفى باختلاس نظرة جانبية كانت كافية ليكوّن عنها صورة كاملة التفاصيل.
النهدان نافران متحديان، حلمتاهما بارزتان كحبتي كرز...بري، والعينين جميلتين ذات سواد طبيعي، واللمى مليئة..يعتليها أنف ليس بأستقراطي لكن جميل...والشعر خصلات معطلة ثائرة لا أثر للمشط عليها ...القد ناضج ينضح استروجين والمحيا لطفلة ما زال يغازل عقلها حجلة وحبل... أعجبه استرخاؤها وهدوؤها وإحساسها بالأمان لديه فاعتبره شكرا له...فحاول أن يحافظ على سكونه ورتابة سرعة سيارته حتى تتمتع بغفوتها لوقت أطول.
مد يده إلى قارئ الأشرطة وادخل شريطا جديدا انطلق منه ـ بعد لحظة ـ صوت السيدة فيروز وهي تغني :<<زروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة ....>> عندئذ استوت وقالت بلغة سامية : <<ذوقك جميل واختيارك أجمل...!
رد عليها بصوت فارغ من كل إحساس :<< شكرا سيدتي>> ثم لاذ بالصمت .
وصل بهما المطاف إلى نهاية شارع الحرية ،فكانت نهاية النخيل الباسق والهدوء ،وبداية الهرج والمرج.....وقف والإشارةََ الحمراء فأطل عليه شاب ومد له قطعة صغيرة في سولوفان وقال له:<< مسك…. ياسيدي بدرهم لا غير>> .
أخذ القطعة قلبها بيده وبالأخرى ناول الشاب درهما وهو يقول بلهجة إنكارية تهكمية << أ حقا مسك هذا ..؟>> انتزع الشاب الدرهم من بين أصبعيه وصد من غير جواب،أما هو فأخذ يكور ويدعك القطعة حتى تقزمت ثم رماها على قارعة الطريق والفتاة تتابع العملية في صمت .حينها أتى شيخ رث الثياب مد يده من خلال النافذة وقال : <<صدقة يرحمك الله ويبلغك مرادك ...>> أشاح عنه ورد: <<يفتح الله...>>.واتفق جوابه مع اشتعال الإشارة الخضراء ،فداس على البنزين وانطلق .
استوت الفتاة في جلستها في وضع متأهب وقالت له:
ـ أمرك غريب يا سيدي كيف تشتري شيئا لست بحاجة إليه وترميه ،وتمنع صدقة عن شيخ في حاجة ماسة إليها حسب مظهره ؟
ابتسم ابتسامة عريضة وظل صامتا برهة ثم قال :
ـ أفضل أن أبتاع وهما محسوسا بتمن وهم كاذب على شراء حقيقة مطلقة غير محسوسة، فالشاب ظن أنه خدعني ببيعه لي مسكا مزورا وأنا خدعته بكوني صدقته أما طالب الصدقة ...
قاطعته الفتاة قائلة:
ـ أ مؤمنٌ أنت ؟
قهقه ، قهقهة خفيفة ورد:
ـ أنت ذكية ... صمت ثم أردف دعينا من هذا ...لم نتشرف بعد.
ـ سهاد.... ردت
صمت قليلا يفكر في اسم يقدم به نفسه،فهو في هذه المواقف يحتاط فكر وقدر وقال :
ـ حسن...مهندس معماري حر، وأنت ما مهنتك ؟
ـ أستاذة فنون جميلة.
ـ جميل جدا، لنا على كل حال قاسم مشترك .
ـ الخط المستقيم ، وبعض الألوان
أحس بالأنس معها واعترت ذاته مشاعر غريبة نحوها وتبدلت رؤيته لها فأخذ على نفسه أن يختار من الألفاظ أحسنها، تضخمت غريزة الفضول عنده وصار تواقا ليعرف عنها أكثر فبادر بمساءلتها.
ـ لهجتك غريبة لست أنت من هنا ، أي نسيم طيب حملك إلى بلدتنا ؟
تنهدت تنهيدة فيها شيء من الأسى وكثير من اليأس ثم قالت:
ـ ماتت جدتي أخيرا ولم يبق لي احد أعيش معه علما أن أمي على قيد الحياة لكنها تعيش مع زوجها السفير في الخارج ،وقد حللت هنا بحثا عن أب لي ، عله يكون عزاء لي في موت جديّ.
سكتت قليلا ثم أردفت:
ـ بلدتكم صغيرة نسبيا هل من الممكن أن تسدي لي معروفا و تساعدني في البحث عليه؟ إنك تبدو لي رجلا طيبا، قسماتك السمحة جعلتني أركب معك ،وفعلا ما خابت فراستي، إذ أحسست براحة وأمن شاملين وأنا معك.
ـ بكل سرور يا عزيزتي ، الشعور متبادل.
ما اسم أبيك ؟ سألها
ـ إدريس الراوي محمد.
ـ أعيدي من فضلك ، قالها بشكل متقطع كأن شيئا في حنجرته جزأ حروف جملته!!!
ـ إدريس...... ما بالك يا سيدي ؟
إنه أوقف السيارة وانحنى على عجلة القيادة مستندا ساعده .
سيدي ....سيدي ماذا بك ؟ هل من مساعدة أقدمها لك...؟
ـ لا...وما اسم أمك ؟
ـ سلمى الماروني !!!....
<<إنها هي.... لم يا رب ! لم أتذكرها وهي خائرة القوى تجر رجليها وتقول لي؟ :<<ربما يا إدريس أصبحت والدا...>> حينما كنت العب مع نفسي لعبة التذكر خطوة .خطوة!!!





الكاتب : حدريوي مصطفى
الدار البيضاء في 04/09/2007










 
 

 

عرض البوم صور العبدي   رد مع اقتباس

قديم 19-12-07, 07:48 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2006
العضوية: 18373
المشاركات: 2,214
الجنس أنثى
معدل التقييم: سدن عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 18

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سدن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العبدي المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

يعطيك العافيه قصه رائعه
عيد سعيد
نهى

 
 

 

عرض البوم صور سدن   رد مع اقتباس
قديم 19-12-07, 09:49 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد ليلاس


البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 35699
المشاركات: 6,654
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الخيال عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 48

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الخيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العبدي المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
A0aa585061

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العبدي مشاهدة المشاركة
  
ملاحظة : كل تشابه في الأسماء والاحداث والمكان ـ إن كان ـ هو يقينا تشابه بالصدفة لا غير

فنيس قد رجعت....
ارتدى قميصه الحريري الأبيض، وبعدما عقد أزراره المرمرية ،أدخل رجله الأولى فالثانية ـ وهو جالس ـ بعناية مفرطة في رجلي سروال بذلته الرمادية، حتى لا ينمحي الكرم الناريّ للمكواة عليه، وقف، وبحركة آلية أعاد.... فتح الدولاب، بعدما تزنر، ورنا من فوق نظارتيه إلى طابور ربطات العنق، فوضع يده على السوداء، لكن، مافتئ أن تجاهلها وعمد إلى سحب الأرجوانية، غير أنه أعاد ما انسحب نحوه منها وهو يقول:<<لا، لا، ... >> لوى على ذات اللون القرنفلي، لونه المفضل ـ مطلقا ـ، لفها فوق عنق قميصه المقلوب وبحركة دربة عقدها ، سوى العنق، أعاده إلى وضعه الصحيح وطفق يزحزح ـ يمينا وشمالا ـ العقدة لتستقر وسط نحره، لتعطي للقميص ذاك الرونق البديع الذي طالما افتتن به، فجأة توقفت الحركة ، وسهم شاردا في الأفق النائم داخل المرآة .... انتبه... حينا... ثم، طأطأ رأسه ـ متنهدا ـ ودخل من جديد في زوبعة من الشرود وهو يدحرج جيئة وذهابا ـ دون أن يعي ـ زوجي جورب مكور ببطن قدمه والفكر منوم كأنه داخل في ثورة سرنمية.
لقد تذكرها من جديد.....تذكر سلماه... ما انمحى شيء يخصها من ذاكرته: عطرها ،رائحة عرقها رنات كلامها، هفهفة وشوشتها، طيفها....لازالت حاضرة بعناد في حياته لم تنسه إياها السنون، ولا يأسه الأسود من اللقاء بها من جديد، حتى زواجه لم يفلح قي ذلك.!
كانت أول امرأة عرفها في حياته. أول امرأة اكتشف معها ماهية الحب، وذاق في مملكتها لوعة الصبابة وحرقة الوجد.
كانت لما تغيب عنه، تفقد بوصلته اتزانها ، ويضحى بلا اتجاهات، ويغرق في لج التيه وينسحق تحت ضغط الكآبة فيتحول ركاما من الصمت!!.
كانت شعلة من نور تدفئ قلبه، وشلالات سخية من الحب والغرام الحارق تغسل سخام وحدته.
كانت مدرسته، وشيئا من طيف أمه التي فقدها وهو يافع، بالكاد يدرج بين حواجز الحياة ومنعرجاتها.
في الغالب ، بل، أبدا، يتذكرها إما،عند عقد ربطة العنق او لدى التعطر. فهي التي علمته طرق العقد بأنواعها وبثت في روحه معانات التناسق في الألوان بين ثالوث البذلة والقميص وربطة العنق التي كانت تحرص أن تشرف على عقدها له، وبينت له أن العطر، عطران : نسوي ورجالي، بعدما كان كأنه يستحم من رخيصه! .
ظهرت فجأة في حياته، واختفت فجأة، ولم تترك وراءها شيئا يخصها إلا بوحا في حروف : (أحبك يا حبيبي الأوحد) مصلوبا،مكتوبا بأحمر شفاهها على مرآته المكسورة في الحمام، والذي هو بدوره انمحى بفعل البلل والبخار رغم أنه حرص مستميتا على الحفاظ عليه.
ما كان يعرف شيئا عنها سوى اسمها <<سلمى الماروني>> وما دون ذالك لم تكشفه، ربما ما كانا فيه من السعادة والانسجام جعلها ترى توسيع زاوية التعارف لا طائل منه.
كانت ذكرى بلا أثر...وأزاهير تنعم بنور ولا ظل..!!! أحيانا يجحد أنه عرفها ، وأنها سوى وهم عاشه خلال حمى أصابته يوما ما ! ولكن حبه لها يجعله يفند كل تهيؤا ته.
عاد من رحلته، ثم انحنى وفك الجوربين المكورين، لبسهما في ثوان، وانتعل حذاءه اللميع، ثم انتصب أمام المرآة الحائطية. مسح بنظرة متفحصة قده رأسا، من قدميه إلى رأسه، وماس يمينا وشمالا برأسه، ثم ابتسم... سر لحاله ـ قطعا ـ
من درج قربه أخرج زجاجة عطر و رش رذاذا تحت ذقنه وجاد بقليل منه على راحتيه، و بمشطه العاجي سوى شعره المخضب. لمح شيبة توا ، دسها دسا حتى لا تُرى...! ومرر المشط من جديد ليصلح ما أفسدت يده .
لبس أخيرا بذلته، وبدبوس ذهبي ربط أطراف ربطة عنقه ،حارصا أن يكون وسطا ومتعامدا وخط الأفق ثم،رفع يده تحية لخياله وخرج من الغرفة تاركا الدولاب مفتوحا وعلى الأرض متناثرات ثياب، وأغراض زينته ، ولكن...عن غير قصد.
في البهو كانت تجلس ابنته الكبرى أمام الحاسوب ، مرر يده على شعرها، فانحنت في خشوع وقبلت اليد العطرة، نزل بجسده حتى أصبح في مستواها وهمس : اسبحيي في النيت ـ يا صغيرتي ـ كيف ما تشائين، ولكن ....إياك أن تدخلي مواقع الدردشة، لقد أصبحت مفخخة بعجائز العناكب المتأهبة للانقضاض في كل حين ...
أمام الباب كانت تركن سيارته، فتح بابها واستوى قاعدا أمام عجلة القيادة، أدار المحرك فلبى عند اللفة الأولى للمفتاح، صموتا رتيبا كدقات الساعة، وبتزامن معه انطلقت من قارئ الأشرطة أغنية محمد عبدو: (اسمر عبر....)،انساق وراء ترانيمها تلقائيا وتابع إيقاعها ضربا على الفخد وصفيرا.
على لوحة القيادة علبة سجائر، من النوع الأشقر، مد يده وسحب لفافة أشعلها توا ، وعب نفسا طويلا بثه دفعات متباعدة في الزمن حتى يكون تأثيره أقوى، وما لبث أن عب ثانية....وثالثة ثم سحق بقية السيجارة على المرمدة، أحسن بخدر يغزو جسمه ودوخة تساور رأسه ، أغمض عينه تاركا الفعل الكيميائي يقضي أمره. إنه لا يدخن إلا لماما ، وربما لهذا السبب يحدث التدخين هذا الحالة في ذاته والتي تدفعه بين الفينة والأخرى إلى تدخين جزء من لفافة.
أحس بالمحرك قد اخذ قسطه اللازم من الحرارة فداس على البنزين وانطلق.
هذا هو الديدن... كل مساءِ يوم أحدٍ ـ منذ مدة من الزمن ـ زوجته وأبناؤه يقصدون الجدة وهو يطلق الريح لعجلات سيارته في جميع الجهات ومن غير تحديد. هائما بلا وجهة ولا غاية.ليجدد نشاطه حتى يقبل على عمله خفيف الروح طاهرها مم ترسب في نفسه من أذى السلوكات الهمجية اليومية لأولاد بلدته، وليتزود بهواء أنظف وهو على الشاطئ أو بالضواحي.
كان يسير بسرعة ولكن مقبولة ، لينفلت في اقرب وقت من الزحام والسخام ورائحة البنزين المحروق المنبثة في كل حدب وصوب. وقارئ الأشرطة يلف ويلف وحين يصل غايته يعاود اللف كان روحه سكنها سيزيف.
وصل إلى مفترق الطرق فخفف السير ، إذ طُرح خياران لديه: ـ تلكأ في الحسم فيهما ـ شارع الحرية المؤدي للبحر وشارع النصر المفضي للضاحية الشمالية للبلدة. أيهما يتيمم؟
:<< الشمس التشرينية حارقة على غير عادتها والجو أكثر من دافئ، فلما لا اقصد الشاطئ؟، عل رذاذ موجه يلطف ما بالجسم من حرارة ، وزرقة البحر تمحي ما بذاتي من علل !!>>. تسآل . عندئذ يم شارع الحرية. ردا عن تسآله.
كان الشارع ظليلا، شبه فارغ، سيارات قليلة تخترقه بين الحين والحين،و مغان بديعات الهندسة نائمات تحت صفين طويلين من باسقات النخيل تؤثث جانبيه، وطيور الدوري تنط هنا وهناك غير عابئة لا بالسيارات ولا بالراجلين، قد استنتج ـ لا محالة ـ عقلها الصغير أمن المكان،ودعته، خفف السير فأضحى بعضها يقع على مقدمة سيارته طلبا لرحلة مجانية لكن سرعان ما تطير ربما حرارة المحرك وأزيزه يفزعها. استحلى السكون واستطيبه،وشعر براحة عُلوية وانشراحا روحيا بلا شواطئ ما عهده منذ مدة!!.
في الأفق لمح سحنة امرأة، تمشي الهوينى، بإيقاع رتيب ، ربما مجهدة أو تتظاهر .... اقترب منها وحاول أن يحافظ على مسافة تسمح له بقراءة سحنتها .
كانت ذات قدٍ أهيف بكشح ضامر يعصره قميص أبيض بدون أكمام، والشمس المائلة للغروب ـ نسبيا ـ تخترق مسامات جبتها الساتانية ـ ربما ـ فتشي بفخذين مكتنزين يعتليان ساقين بضين يئن تحتهما حذاء رفيع الكعب، غير طويل.
اقترب جانبها ،فتح الباب ودعاها للركوب:
ـ هيا، يا حلوتي، اصعدي أقربك . لم تعر اهتماما له، إذ تابعت سيرها كأنها ما سمعته.
لم ييأس، إنه هو مدرب على هذه المواقف ، فبين الحين والحين يلعب لعبة الفحولة، لكن فقط للمزحة وليقيس مدى جاذبيته، وقيمة شخصيته في سوق الغرام!!!
تركها تأخذ مسافة متقدمة عنه وعاود الكرة .
ـ غرضي شريف يا جميلتي، جربيني لن تندمي مطلقا..... طاوعيني. حاول أن يعطي لكلامه تلوينا ساميا، أكثر مم يستعمل،وقطّع كلمات جمله حتى تستوعب .
ما استجابت.... قد مرمري صموت، يمشي، يصرخ غنجا ودلالا! والإيقاع يحكي تمنعا، وأنفة...مفرطة. ما عهدها في سيدة من قبل.
شعر ببرودة في المطاردة، وشيء من التوتر يلف الوضع و أحس باليأس يدمر عزيمته، يفتت ثقته بنفسه، فقرر أن ينسحب. غير أن عناده المراهق همس له: تابع...
تعداها ووقف ، التفت حوله ، فلاحظ عيونا تتلصص عليه ،تتفرج، تتابع المطاردة الصبيانية ،لم يأبه لها، لقد قرر أن تكون محاولته الأخيرة. وقرر أن ينتهج تكتيكا آخر ...
لما أصبحت جانبه فتح الباب، وقبل أن يبوح بكلمة تفاجأ ـ أولاـ وهي تمسك بالباب وتقول له بلهجة آمرة:<< هل تقلني معك إلى الشاطئ إن كانت وجهتك إليه>> ثانيا فاجأه عمرها إذ كانت بالكاد ترتقي درجات أواسط العشرينات. إنها أصغر بكثير مم كان يفترض، وثالثا : لهجتها ملتوية ذات لكنة شمالية. أراد أن يتراجع وينهي اللعبة !!!لكن لم تدع له خياراً ،فقد جلست جانبه وأغلقت الباب فبل أن ينبس ببنت شفة.
تهالكت على المقعد وهي تتنهد ثم تخلصت من حذائها ومددت رجليها، وأرخت رأسها وراءً وأغمضت عينيها . إنها بلا ريب مجهدة.
ساد صمت ثقيل جو السيارة، استباح مساحتَه كشكولٌ من أغاني النخبة. فكسره أنغاما رائعة، كما ضاع في الأرجاء طيب جميل ينم عن نبل ذوق صاحبته ...لطف من فلول دخان ظلت حبيسة الجنبات.
أراد أن يختلق حدثا ما يفتح به سلسلة الحديث لكنه، لم يجد،فحول إرادته سعالا حادا قد لا يخفى حتى على غر: أنه مفتعل.فاكتفى باختلاس نظرة جانبية كانت كافية ليكوّن عنها صورة كاملة التفاصيل.
النهدان نافران متحديان، حلمتاهما بارزتان كحبتي كرز...بري، والعينين جميلتين ذات سواد طبيعي، واللمى مليئة..يعتليها أنف ليس بأستقراطي لكن جميل...والشعر خصلات معطلة ثائرة لا أثر للمشط عليها ...القد ناضج ينضح استروجين والمحيا لطفلة ما زال يغازل عقلها حجلة وحبل... أعجبه استرخاؤها وهدوؤها وإحساسها بالأمان لديه فاعتبره شكرا له...فحاول أن يحافظ على سكونه ورتابة سرعة سيارته حتى تتمتع بغفوتها لوقت أطول.
مد يده إلى قارئ الأشرطة وادخل شريطا جديدا انطلق منه ـ بعد لحظة ـ صوت السيدة فيروز وهي تغني :<<زروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة ....>> عندئذ استوت وقالت بلغة سامية : <<ذوقك جميل واختيارك أجمل...!
رد عليها بصوت فارغ من كل إحساس :<< شكرا سيدتي>> ثم لاذ بالصمت .
وصل بهما المطاف إلى نهاية شارع الحرية ،فكانت نهاية النخيل الباسق والهدوء ،وبداية الهرج والمرج.....وقف والإشارةََ الحمراء فأطل عليه شاب ومد له قطعة صغيرة في سولوفان وقال له:<< مسك…. ياسيدي بدرهم لا غير>> .
أخذ القطعة قلبها بيده وبالأخرى ناول الشاب درهما وهو يقول بلهجة إنكارية تهكمية << أ حقا مسك هذا ..؟>> انتزع الشاب الدرهم من بين أصبعيه وصد من غير جواب،أما هو فأخذ يكور ويدعك القطعة حتى تقزمت ثم رماها على قارعة الطريق والفتاة تتابع العملية في صمت .حينها أتى شيخ رث الثياب مد يده من خلال النافذة وقال : <<صدقة يرحمك الله ويبلغك مرادك ...>> أشاح عنه ورد: <<يفتح الله...>>.واتفق جوابه مع اشتعال الإشارة الخضراء ،فداس على البنزين وانطلق .
استوت الفتاة في جلستها في وضع متأهب وقالت له:
ـ أمرك غريب يا سيدي كيف تشتري شيئا لست بحاجة إليه وترميه ،وتمنع صدقة عن شيخ في حاجة ماسة إليها حسب مظهره ؟
ابتسم ابتسامة عريضة وظل صامتا برهة ثم قال :
ـ أفضل أن أبتاع وهما محسوسا بتمن وهم كاذب على شراء حقيقة مطلقة غير محسوسة، فالشاب ظن أنه خدعني ببيعه لي مسكا مزورا وأنا خدعته بكوني صدقته أما طالب الصدقة ...
قاطعته الفتاة قائلة:
ـ أ مؤمنٌ أنت ؟
قهقه ، قهقهة خفيفة ورد:
ـ أنت ذكية ... صمت ثم أردف دعينا من هذا ...لم نتشرف بعد.
ـ سهاد.... ردت
صمت قليلا يفكر في اسم يقدم به نفسه،فهو في هذه المواقف يحتاط فكر وقدر وقال :
ـ حسن...مهندس معماري حر، وأنت ما مهنتك ؟
ـ أستاذة فنون جميلة.
ـ جميل جدا، لنا على كل حال قاسم مشترك .
ـ الخط المستقيم ، وبعض الألوان
أحس بالأنس معها واعترت ذاته مشاعر غريبة نحوها وتبدلت رؤيته لها فأخذ على نفسه أن يختار من الألفاظ أحسنها، تضخمت غريزة الفضول عنده وصار تواقا ليعرف عنها أكثر فبادر بمساءلتها.
ـ لهجتك غريبة لست أنت من هنا ، أي نسيم طيب حملك إلى بلدتنا ؟
تنهدت تنهيدة فيها شيء من الأسى وكثير من اليأس ثم قالت:
ـ ماتت جدتي أخيرا ولم يبق لي احد أعيش معه علما أن أمي على قيد الحياة لكنها تعيش مع زوجها السفير في الخارج ،وقد حللت هنا بحثا عن أب لي ، عله يكون عزاء لي في موت جديّ.
سكتت قليلا ثم أردفت:
ـ بلدتكم صغيرة نسبيا هل من الممكن أن تسدي لي معروفا و تساعدني في البحث عليه؟ إنك تبدو لي رجلا طيبا، قسماتك السمحة جعلتني أركب معك ،وفعلا ما خابت فراستي، إذ أحسست براحة وأمن شاملين وأنا معك.
ـ بكل سرور يا عزيزتي ، الشعور متبادل.
ما اسم أبيك ؟ سألها
ـ إدريس الراوي محمد.
ـ أعيدي من فضلك ، قالها بشكل متقطع كأن شيئا في حنجرته جزأ حروف جملته!!!
ـ إدريس...... ما بالك يا سيدي ؟
إنه أوقف السيارة وانحنى على عجلة القيادة مستندا ساعده .
سيدي ....سيدي ماذا بك ؟ هل من مساعدة أقدمها لك...؟
ـ لا...وما اسم أمك ؟
ـ سلمى الماروني !!!....
<<إنها هي.... لم يا رب ! لم أتذكرها وهي خائرة القوى تجر رجليها وتقول لي؟ :<<ربما يا إدريس أصبحت والدا...>> حينما كنت العب مع نفسي لعبة التذكر خطوة .خطوة!!!





الكاتب : حدريوي مصطفى
الدار البيضاء في 04/09/2007










اقف اجلالا واحتراما لك سيدي ..امتعتني بهذه القصه جدا ..روعة كيف ان الزمان يدور ..ونظن ان النسيان يسككنا لكن كيف ننسى ولنا قلوب تفكر وتتذكر ...جميل جدا كيف تدخلت الصدفه باجتماعه بثمرة حبه ...وحتى كيف انتهت وكانها تعدنا بنهايت كثيرة لنا الخيار بتخيلها
تقبل مروري وقرائتي لك من خلال القصة الاكثر من رائعة

 
 

 

عرض البوم صور همس الخيال   رد مع اقتباس
قديم 20-12-07, 02:45 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 10109
المشاركات: 1,430
الجنس ذكر
معدل التقييم: ربيع عقب الباب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ربيع عقب الباب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العبدي المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

فنيس .. هل حقا رجعت .. بعد كل هذا الوقت ..بعد أن تخاطفتها الأيام
ربما يقينا نعم .. هى تعود .. ولكن تعود على يد وأصابع مصطفى حدريوى
العبدى ...هنا فى منفى ليلاس الاختيارى ، بعد أن قرأت فى منفى خيبة
الأمل المأسوف على عمره ، فقد شهد الكثير الكثير .. من الحب و الكره
والحزن و الفرح .. الاقدام و التراجع ، كما شهد على حين حلقت روحى
على ضفاف الكلمات ، فتوهجت ، وهتفت : ما أروعنا حين نحب !!!!!

كنت معه ، نتهندم ، ونبالغ ، نضع أطقم أسناننا فى موضعها الصحيح ،
ونشد الكارفيته جيدا ، وبزجاجة العطر سكبنا ما من شأنه كبت ماينفثه
تجويف الفم .. ثم ودعت معه صغيرته ، لننطلق فى مغامرة جديدة أنا وهو
رجلين شارفا على سن اليأس ... ولكنهما ليسا كأى رفيقين .. إنهما من
طراز مختلف بعض الشىء .. وانطلقت السيارة تدور خلف طريدة .. يالنا
من همجيين بوهيميين .. وهناك على الشاطىء كانت هى !!

والله حدريوى .. فوجئت بنهاية المغامرة .. ولم أجد نفسى .. بل
هرعت وأنا أنظر إلى بطلك حزينا .. وأحسست بمدى الجرم الذى
أحدثه فى حق نفسه ، وحقى أنا الطيب !!!!

كن بخير حدريوى ... و لا تنته عن غرس شتلات الياسمين
فربما وصلتنى دعوة لحدائق هذه الروح


ربيع عقب الباب

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب ; 20-12-07 الساعة 12:15 PM
عرض البوم صور ربيع عقب الباب   رد مع اقتباس
قديم 22-12-07, 11:49 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 58379
المشاركات: 154
الجنس ذكر
معدل التقييم: العبدي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
العبدي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العبدي المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
Congrats

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهى12 مشاهدة المشاركة
   يعطيك العافيه قصه رائعه
عيد سعيد
نهى

شكرا أي ! نهى على مرورك المقتضب والرائع....تقبلي خالص مودتي وتحياتي الحارة
حدريوي مصطفى العبدي

 
 

 

عرض البوم صور العبدي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
فنيس، قد رجعت
facebook




جديد مواضيع قسم القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:13 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية