كاتب الموضوع :
ألحان الشوق
المنتدى :
الارشيف
أرض الواقع...مسرح الحياة
بدأت رحلتها و كل أجزاء جسمها ترتجف، لم تتوقع أن تخاف لهذه الدرجة، تمنت لو أنها لم تطاوع أمها و سافرت برا كالعادة، على الأقل هي لا تشعر بدوار البحر خلال المسافة القصيرة الفاصلة بين المغرب و إسبانيا و التي تقطعها على متن الباخرة...
جلست في مقعدها، و تمنت مرة أخرى لو أنها لم تطلب من موظف المطار أن يخصص لها مقعدا إلى جانب النافذة...
ساعدتها إحدى المضيفات في إغلاق الحزام بعد أن لاحظت ارتجاف يديها، ثم سألتها بلطف و لباقةإن كانت هذه أول رحلت لها جوا؟
سلمى:أجل هذه أول مرة أركب فيها طائرة،ثم أضافت بابتسامة مترددة، و أنا خائفة عض الشيء.
المضيفة: لا داعي للخوف حاولي فقط أن تلهي نفسك بأي شيء آخر عند الإقلاع، و أتمنا لك رحلة ممتعة معنا،
عملت سلمى بنصيحة المضيفة على الفور حيث أغمضت عيناها يقوة و حاولت التفكير في أول شيء خطر ببالها ـ الغد ـ نعم غدا ستستأنف عملها من جديد، كانت تعمل إلى جانب دراستها، لدى مطعم عربي وسط المدينة،صاحبه مصري، رجل طيب جدا، خاصة معها إذ أنها الفتاة الوحيدة العاملة لديه، هي مرتاحة في عملها، رغم أن المصري ـ حسين ـ و زوجته ـ سمية ـ دائما الشجار و الصراخ، إلا أنهما يحبان بعض، و كل منهما وفي للآخر، لم يرزقهما الله أطفالا و ذلك لمرض خبيث أصاب سمية بعد عام من زواجهما ، فقدت على إثره رحمها، حسين كان رجلا شهما و اختار زوجته، ورضي بقضاء الله و قدره، ساند زوجته في محنتها و مرضها، و تكفل بيتيم ربياه معا راجين من الله أن يرحمهما و يذهب عن الزوجة المرض والضرر،،، لكن الآن أصبحت سمية تداري عن ضعفها و انكسارها بالصراخ و الشجار، أما حسين فهو صبور معها لأبعد الحدود، لأنه يعي معنى أن تفقد المرأة جزءا من أنوتثها...
ذهبت للمطعم أول مرة عندما قرأت إعلانا في الجريدة يبحث فيه رب المقهى عن نادل للمقهى، تجاهلت سلمى كون المطلوب رجل و قصدت حسين وزوجته تسأل هل من الممكن أن تعمل لديهم، كان الإنكار ظاهرا على ملامح وجه حسين، بينما كانت سمية تدقق فيها بتأن، كأنها تدرس من أي نوع من البنات هي سلمى، إلى أن قاطع صوت حسين تأملاتها حين قال بحزم: آسف آنسة نحن نبحث عن رجل،
سلمى: لن تخسر شيئا اذا جربتني سيدي
حسين: لا يا ابنتي نحن آسفان
و هنا تدخلت سمية بصوتها الرفيع العالي: تكلم عن نفسك فقط، أنا أريدها أن تعمل هنا،
حسين: سمية هذا مستحيل
سمية بحدة أكبر: لا هذا يمكن جدا،، الا تلاحظ أن كل العاملين هنا رجال، ألا تحس أني أمل الجلوس هنا طوال اليوم لوحدي
حسين باستغراب: ما هذا يا سمية، أنا لا أبحث عن مرافق شخصي لك إنما عن من يساعدني هنا،
كانت سلمى متابعة للمحادثة بين الزوجين و قد أخبرتها حاستها السادسة أنها ستعمل هنا، لأنها لمحت قدر الحب الذي يحمله الرجل لزوجته، صحيح أنه يناقشها بحدة و لكنه لم يكن ليسمح لها برفع صوتها أو الإعتراض أي رجل عربي آخر كان ليسكت زوجته بصفعة محترمة،،،
نظرت سلمى من النافذة و هي تتسائل متى ستحلق الطائرة؟؟
لكنها فوجئت بأن الطائرة قد طارت منذ مدة في السماء و بدأت تبتعد عن الأرض شيئا فشيئا، أذهلها منظر الأرض و البحر و المنازل من فوق
( يا الله كم أننا أجسام ضئيلة تحت رحمتك،، كم أننا صغار و لا مرئيون في هذا الفضاء الفسيح الواسع!!! )
بقيت على هذا الحال إلى ان دخلت الطائرة الأجواء الأوروبية حيث حجبت السحب الكثيفة الرؤية عن الأرض،و بدأت سلمى تحس بلإعياء، و لون السحب الأبيض الناصع التي تنعكس عليها أشعة الشمس، يدفعها للإسترخاء، و بدأت تحس بالخدر في كل أنحاء جسمها، ثم استسلمت للنوم ، و هي تحاول أن لا تفكر في أي شيء و التركيز فقط على أنها تريد أن تريح كل خلايا دماغها في الساعة المتبقية من الرحلة،،،
* * * * * *
خرجت من المطار ، حركت عينيها في كل الإتجاهات محاولة البحث عن لافتة تعلن عن مكان سيارات الأجرة، لم تحاول التفكير في أخد الحافلة لبعد المسافة و ثقل الحقيبة، سيكون من المريح أن تذهب للسكن بسيارة أجرة رغم أنها مكلفة شيئا ما،،
بعد نصف ساعة أو أكثر بقليل كانت أمام السكن، دفعت أجر السائق بسرعة بعد أن ساعدها في إنزال حقيبتها من السيارة، فكرت بصمت وهي تنظر للحقيبة(ليته يساعدني في حملها قليلا،)لكن صاحب التاكسي ودعها و حرك سيارته و انصرف،، نظرت حولها كان المكان خال من المارة، أي أن عليها الإعتاد على نفسها كالعادة، يبدو أن العطلة الطويلة التي قضتها لدى أمها علمتها الكسل و الدلع،،،
أخدت تجر الحقيبة ورائها بهدوء إلى أن وصلت إلى حيث السلم الفاصل بينها و بين مدخل البناية، ضربت رجلها على الأرض بقوة وهي تتأفف( هذا ما كان ينقص، لم ألحظ و جودك يوما، هل كنت دائما هنا؟؟؟) كانت كالمجنونة تكلم الجماد، عندما سمعت صوت ضحكة ورائها لم تكد تنتبه حتى فاجأها شابان و سألها أحدهما و هو يحاول كتم ضحكته:هل تحتاجين مساعدة.
توردت وجنتا سلمى خجلا: نعم من فضلك،،،( لابد أنهما يضحكان على شكلي و أنا أنازع جمادا لا يتكلم)
تقدمها الشابان و هما يحملان الحقيبة كل من جانب، إلا أن وصلا أعلى السلم، فجرها أحدهما ورائه، و كان الآخر يحمل كيسا يظهر منه سجادة صلاة على ما يبدو،( أها مسلمان، طبعا و إلا ما فكرا في مساعدتي!!!)هذا ما فكرت به سلمى و بفخر،،،
انفتح باب المصعد، و سألها أحدهما و هو لا يزال يبتسم،:أين أضغط؟؟
سلمى بهدوء و هي تنظر للأرض: الخامس من فضلك،
فأجابها بمرح: جارتنا إذن؟؟ حمدا لله على سلامتك، أنا سالم و هذا ابن عمي سعود، نحن من السعودية،
حاولت سلمى ضبط توترها فأكثر شيء لا تحبه هو توزيع معلوماتها الشخصية على الأغراب، (يا له من شاب ترتار,ليته كان صامتا كإبن عمه) رفعت رأسها بسرعة و هي تحاول النظر لأي شيء آخر:أهلا بكما،،، أنا سـلـمـى من المغرب،،، سكتت قليلا ثم أردفت و أشكركما فعلا على المساعدة،
أجابها بعد أن خرج من المصعد،و ابتسامته لم تفارق وجهه بعد:بما أنك عربية، لمالا تتكلمين بالعربية ، رحمة بي فأنا لا أتقن الفرنسية كثيرا،،
سلمى لم تكن تود إطالة المحادثة معه، رغم أنه لم يكن قليل الأدب معها حتى أنه لم يكن ينظر إليها لكنها من النوع الذي يتجنب الكلام الكثير مع الأغراب ،، حاولت إجاد جملة مهذبة تنهي بها الكلام، محاولة إخفاء توترها،،
سلمـى بالعربية هذه المرة: حسنا أخي شكرا لكما على المساعدة،، ثم جرت حقيبتها باتجاه باب شقتها، التفتت مرة أخرى للشابان قبل أن يدخلا شقتهما: إلى اللقاء و شكرا جازاكما الله خيرا،
ثم فتحت باب شقتها و دخلت... ... ...
* * * * * *
سعود وهو يكاد ينفجر غيضا: سالم هل جننت؟ لم يكن ناقصا إلا أن تدعوها لفنجان قهوة،،،
سالم بهدوء: لما لا لو أني كنت متأكدا من أنها ستوافق،، لكن يبدو أنها خجولة جدا و قليلة الكلام،
ضحك سعود بسخرية: اجل اجل خجولة و تسكن مع صديقها السكير المزعج تحت سقف واحد،،
سالم: هل تعلم سعود ، لا يبدو عليها التحرر لهذه الدرجة، أشك فعلا أنه صديقها
سعود: و لو كفتاة عربية من المفروض ان لا تختلط بالرجال، ثم إن توترها علامة واضحت على أنها تتعاطى شيئا ما
سالم و قد وصل حده من أفكار ابن عمه: سعود توقف يا أخي، إن بعض الظن إثم،، لما تحكم عليها و أنت لا تعرفها،
سعود بنفس الحمية: و لما تدافع عنها انت إذن؟؟ هل نسيت نفسك؟؟ نسيت أنك رجل متزوج، و بأختي؟؟
سالم: سعود لم انسى ثم هل تراني تقدمت لخطبتها،أنا فقط ساعدتها،،و لا أظن أن شهد ستغار و تنفعل مثلك، لأنها ببساطة أعقل منك،،
كان سعود يستعد للإجابة، عندما سمعا صراخا بالخارج، كان الصوت صوت سـلمى،،
فقال سعود لسالم بتهكم: لابد أنها وجدت أخرى على سريرها
وجه له سالم نظرة حادة ولم يكلمه إنما اتجه مسرعا للباب.......
دخلت سلمى شقتها و هي مرتاحة و سعيدة أنها أخيرا وصلت و يمكنها أخد حمام ساخن و النوم قليلا ،،، لـــكــن لم تستمر في أحلامها الوردية طويلا، فقد هاجمتها رائحة أقل تعبير يليق بها أنها كريهة،،،
حاولت إضاءة المكان لكن نور المدخل لم يعمل،، تقدمت خطوات ثقيلة إلى الصالة و هي تحس بأن حذاءها يلتصق بالأرضية من كثر اتساخها.. لا هذه ليست شقتها ربما أخطأت في الطابق
التلفاز مشغل و لا أحد يشاهده،، لكن المصيبةهو ما كان على شاشة التلفاز،، شهقت سلمى و نزعت الكهرباء بسرعة عن التلفاز، توجهت للنافذة حاولت فتحها بالقوة كأن لها شهور لم يفتحها أحد..استنشقت بعض الهواء،و هي تفكر كيف لياسمين أن تعيش في مكان تستعر منه الحيوانات،،
على ذكر الحيوانات ،، الرائحة،،، صوت صادر من خلفها،،، التفتت بهدوء .... لا لا لا مستحيل كــلـــــب لالا لا هذا كثير،دارت بنظرها فالصالة التي اتضحت معالمها شيئا ما ،،، زجاجات خمر مرمية هنا و هناك،،، بقايا طعام خيل لها أنها ترى الديدان ترعى فوقها،،، و الوفا البيضاء لقد اختلط لونها بألوان كثيرة ،،، رفعت بصرها مرة أخرى لكن هذه المرة عبرت عما تشعر به بصرخة قوية،، من هذا ؟؟ ربي ارحمني مـــن هـــذا؟؟؟؟ جرت بسرعة اتجاه الباب و هو يلاحقها و يتكلم بصوت متقطع : ماذا بك يا حلوة، لا اظن أن شكلي مخيف لهذه الدرجة،،،
عندما خرجت سلمى من الشقة أخدت نفسا عميقا، و صرخت في وجهه:من أنت ؟؟ من سمح لك بدخول شقتي؟؟ و ...قاطعها بنفس الكلام المتقطع:أها هكذا إذن أنت شريكتي في السكن...
في هذه اللحظة فتح باب شقة الشابان السعوديان،،، لم ينتبه الشاب السكران لذلك اقترب أكثر من سلمى التي كان كل جزء من جسمها يرتجف،،اقترب أكثر و مد يده لها مصافحا و هو يقول: كم أنا سعيد كون شريكتي بالسكن جميلة و رقيقة وشابة مثلك،،، تكورت سلمى على نفسها أكثر و هي لا تفهم كيف لشخص كهذا أنيسكن معها،، صرخت فجأة عندما اقترب منها الكلب مد لسانه إلى الخارج فهمت سلمى على الفور ما ينوي فعله،،
نادا الشاب كلبه و ه يقول: تعال لكي لا بأس يبدو أن الجميلة ترفض مصافحتنا،،، ثم جر كلبه ورائه و دخل الشقة و هو يقول بوقاحة:سأترك الباب مفتوحا إذا تعبت من الوقوف هناك تفضلي للداخل البيت بيتك،،،
نظر سالم لوجه سلمى بذهول، إذن هي لا تعرف هذا الشخص،، حقا كيف لكائن رقيق و نظيف مثلها أن تعاشر مثل هذه الأشكال،؟؟ نظر لسعود و هو يضيق عينيه،، كأنه يقول له أخدت إثما من شكك فيها،،،
فهم سعود نظرات سالم له، و اكتفى بهز كتفيه ، الأمر لا يعنيه على كل حال،، لكن منظر سلمى و قد جلست على السلالم المقابلة لشقتها قد هاله، ملامحها ممحية، وجهها أبيض تماما كمن رأى الموت أمامه، و يديها المتشابكتان ترتجفان بشده،،، سمع صوت سالم يقول بهدوء: أختي هل بإمكاني المساعدة ؟؟؟
رفعت رأسها لكنها لم ترفع عينيها،،: آسفة،،، على الإزعاج مرة أخرى ،،، لكن حقيبتي و حقيبة يدي و مفاتيحي بالداخل،، و... لم تستطع إكمال جملتها من شدة إحراجها،،، و لم ينتظر سالم منها ذلك أيضا، تقدم بخطوات سريعة و واثقة إلى شقة سلمى، دخل و قد أصيب بالصدمة لما رأاه بالداخل،،، أحس بالحزن لأجلها،،،بحث عن الحقيبة الصغيرة بالداخل لم يكن ذلك صعبا لأنها الشيء الوحيد النظيف في المكان،،،
بينما بقي سعود في مكانه ،، متسمرا،، يراقب حركات سلمى،، أي حركات لقد كانت جامدة كأن لا حياة فيها،، طرد شعوره بالتعاطف معها بسرعة، و هو يقول في نفسه( لم يضرب أحد على يدها لتخوض غمار الغربة، و تترك أهلها)
سمع سعود أصواتا صادرة من الداخل،، تقدم بسرعة و دخل خوفا على ابن عمه من السكير،،
أحست سلمى بالخوف و الحرج من ما يحصل لها،، حاولت جاهدة أن تخفي دموعها،،، لكي لا تظهر ضعيفة،،، خافت أكثر عندما رأت الشاب الواقف أمام الباب داخلا الشقة بسرعة، و أدركت وقتها أن شيئا ما قد يحصل لسالم و ندمت على أنها طلبت منه المساعدة،، كان عليها مواجهة المشكل بنفسها،،
و ما هي إلا لحظات حتى خرج سعود و سالم وهما يضحكانعلى شكل الرجل الذي خاف و تراجع عندما رءاهما داخلين عليه،، دليل على أنه جبان،،، ليس أكثر،،، ناول سالم سلمى حقيبتها الصغيرة،، و قفت من مكانها و نظرت إليه دون أن تتكلم، كانت تعلم أنها لو فتحت فمها لسبقتها دموعها،،،
لكنها تذكرت أنه ليس وقت البكاء الآن و كلمت سالم برجاء:هل لي أن أطلب منك الإحتفاظ بالحقيبة الكبيرة إلى أن أحل المشكل،،، علي أن أكلم صاحب السكن،، ليس من حقه أن يتدخل في من يسكن معي،،
سالم بأسف: أخشى أختي أن ذلك من حقه،،، هي بالأخير شقته،،
سلمى و قد عادت لها بعض التقة بنفسها:بلا ففي العقد وضعت شرطين،وقع عليهما بالموافقة، أولهما ألا يسكن معي ذكور في نفس الشقة،،،و الثاني أني أنا من تختار شريكة السكن،،وإذا رفض ما علي إلا إبلاغ الشرطة الصحية ،، لا أظن أن شروط العيش في هذه الشقة ملا ئمة للشروط الصحية،،،،، سكتت سلمـى فجأة و هي تلوم نفسها على كثرة الكلام،،،، و أحست بإحراج شديد لم يخفى على سالم و سعود،،
لكن سالم ارتاح قليلا لقد خشي أن تكون من البنات الكثيرات البكاء،،
أما سعود فقد فاجأته مرة أخرى،، إذن هي ليست متحررة كنا اعتقد، و ليست ضعيفة كما بدا عليها منذ قليل،،،
أخد سالم الحقيبة معه، و قال لها محاولا إبعاد الحرج عنها قليلا،،:إذا احتجت لأي مساعدة أخرى نحن في الخدمة،،، و لا تعتقدي ابدا أنه من الممكن أن تزعجينا ،،،
شكرته سلمى بابتسامة مشرقة ثم توجهت للمصعد و هي تفكر في طيبة جارها الجديد،،،، لم تعتد الإعتماد على أحد،،، لكن هذا الجار سيفسد قوتها المزعومة،،، و ربما تعتاد طرق بابه كل مرة طالبة المساعدة،،، ضحكت بصوت ناعم و هي تدخل المصعد،،، ضغطت الزر و هي ترتب أفكارها و ما ستقوله لغبي صاحب البناية،،
دخل سالم و سعود إلى شقتهما ،، وكل منهما صامت ،،، سالم يفكر في براءة جارته و إحساسه بالإرتياح تجاهها،،،،
أما سعود فقد كانت صورة واحدة مرتسمة في مخيلته،،،،
ابتسامتها الساحرة تلك لا تـــــمـــــث للـــبرائـــة بــــصـــلة،،،،
احكم يا قلبي...احكم عليها بالبراءة
احكم يا عقلي...احكم عليها بنقض البراءة
للحكاية بـــقــيـــة
|