كاتب الموضوع :
ألحان الشوق
المنتدى :
الارشيف
فتحت باب الشقة بهدوء خوفا من أن تزعج أمها النائمة،دخلت غرفتها ففوجئت بأن حقيبتها جاهزة و غرفتها مرتبه على عكس حالتها عندما غادرت البيت،
فكرت و الإبتسامة تعلو شفتيها(لن تغير عاداتها أبدا)
التفتت بسرعة عندما شعرت بحركة خفيفة و رائها
زينب: لا تنظري الي هكذا، تعلمين لن أرتاح إلا إذا تأكدت بنفسي من أنك لم تنسي أغراضك هنا،
سلمى: أمي أنت لن ترتاحي أبدا لأني بنظرك طفلة صغيرة يجب أن تقضي وقتها في اللعب،، لقد كبرت أمي و أستطيع لإعتماد على نفسي في مثل هذه الأمور، لماذا تحبين إرهاق نفسك؟؟
زينب: لا لا لا، لن أقتنع، انت مهملة لنفسك و لأغراضك
ابتسمت سلمى لأمها بخبث و اقتربت منها و عانقتها بحب و قالت:لهذا سمحت لي بالخروج برحب و سعة صدر ، لكي تستفردي بحقيبتي المسكينة،،
ضحكت زينب على تلميح ابنتها:لا تخافي لم أضع لك لا أكلا و لا حلويات كالعادة، لقد وعدتك،
سلمى: حسنا أمي، آه عمي عبد الله يسلم عليك.
زينب بصدمة:أها إذن قد شربت قهوتك معه.
سلمى:نعم ماما، لكن لا تحزني هي لن تغنيني عن شرب شايك العسل يا عسل،
زينب:هههههههه، أعلم أنه نفس الكلام الذي تقولينه للعجوز عن قهوته، كفاك مجاملات يا فتاة،
ابتسمت سلمى لأمها، و حملت قميصا منزليا قطنيا و دخلت الحمام لكي تستحم بسرعة، تعيد نشاطها و ترتب أفكارها هي تعلم لن يكون سهلا إقناع أمها بما تخطط له.
في تلك الأثناء كانت زينب تتأمل صورة ابنتها الكبيرة المعلقة على جدار الغرفة، لقد كبرت بسرعة لم تلحظها، فسلمى بالنسبة لها لا تزال صغيرتها التي لم تتعلم المسي بعد، لو كان بيدها لاحتفظت بها طوال العمر داخل رحمها تحميها من هذا العالم الكبير الظالم، وتحميها من الأحزان و الجروح، كانت اثناء حملها تدعي الله كل صلاة أن يرزقها الله ولدا ، ذكرا، رجلا قويا لا تهزه متاعب الحياة، لكن إرادة الله جعلتها تنجب طفلة، و لله في ذلك حكمته التي لا اعتراض عليها، تذكرت زينب كيف كانت ولادتها سهلة و هادئة، حتى أن سلمى لم تبكي كثيرا كما هو الحال عادة عندما يكون المولود أنثى،انزلقت دمعة حارة على خد زينب، تمنت من قلبها لو أن ابنتها تبكي و تصرخ و تتمرد، تمنت لو أنها تخرج حزنها و دموعها و ترتاح، لكن ابنتها عنيدة، ارتسمت شبه ابتسامة على شفتيها، عنيدة كوالدها،كما كان هو يتمنى،آآآخ ليتك معنا لترى حلمك يتحقق و يكبر أمام عينيك،
دخلت سلمى الغرفة مجددا و هي تلف المنشفة على شعرها ، فوجئت بأمها جالسة كما تركتها و على شفتيها ابتسامة حالمة و على خدها بقايا دمعة بدأت تجف،اقتربت منها بهدوء جلست على الأرض أمامها و وضعت رأسها على ركبتي أمها و سألتها بصوت مرتجف:ما بك أمي ؟ ما هذه الملامح ؟ ألم نتفق على أن لا نبكي هذه المرة ؟
زينب: لكني لا أبكي صغيرتي أنا فقط سرحت قليلا فدمعت عيني.
سلمي بتردد: سرحت....تفكرين....في أبي؟
أغمضت زينب عيناها بألم، نفس الألم الذي يعتصر قلبها كلما جاءت سلمىعلى سيرة والدها، بقدر ما تريد من سلمى أن تحبه و تحترم ذكراه، بقدر ما تتمنى أن تمسحه من عقل سلمى و قلبها ،، فالتفكير فيه لن يسبب لها إلا الألم،
سلمى: أمي هل أشبهه؟
زينب: من؟
سلمى: ما بك أمي؟ طبعا ابي؟
مسحت زينب على شعر سلمى الرطب بحنان:لا، لا تشبهينه انت صورة مني لكن سواد شعرك الغامق و لون عينيك الداكن منه،
سلمى: و ماذا عن الطباع، هل أنا مثله؟
زينب:في كل شيء....و سكتت، تأملت وجه سلمى ثم أردفت: سلمى لما انت مصرة على أن أكلمك عنه، ألا يكفيك و جودي،
سلمى: لا أمي انت حياتي، نور عيني، انت كل ما أتمناه في حياتي،،،
ثم وقفت اتجهت إلى النافذة تستمد بعض القوة من أمواج البحر الهائج : لكنه أبي أمي أريد أن أعرفه،
أمي لا تغضبي مني ،
لكن وجوده في حياتي هو حلم أتوق لتحقيقه،
أمي إنه هويتي، عنواني، شرفي،
أخبرين عنه أمي،
أين هو؟ من أي بلد هو علني أجده و يهدأ بالي.
نظرت زينب إلي نظرات الرجاء في عيني سلمى ثم أجابتها بهدوئها المعتاد،: سأخبرك، لكن ليس الآن، أولا عديني،بأن تهتمي بامتحاناتك المقبلة، و إذا كانت جميعها في المستوى أخبرتك عنه كل شيء، و لك الإختيار،
سلمى: تعجبني طريقة كلامك معي و كأني طفلة صغيرة، لكن لا بأس، سأصبر ثلاثة أشهر، مع انها ليست سهلة،
زينب: فاليوفقك الله حبيبتي،
عادت سلمى لنفس موضعها الأول واضعة رأسها على ركبتي أمها و على شفتيها ابتسامة رضى( موعدنا بعد تسعين يوما ابتي )
التعديل الأخير تم بواسطة ألحان الشوق ; 16-01-08 الساعة 09:09 AM
سبب آخر: تنسيق النص
|