سيكون عشاق الكرة الإنجليزية على موعد مع وجبة دسمة يوم الأحد عندما يصطدم مانشستر يونايتد مع ليفربول في أنفيلد ، ويحل تشيلسي ضيفا على أرسنال في ملعب الإمارات في مواجهتين تشكلان منعطفا فارقا في مسار الأربعة الكبار في سباق المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
ولا تكتسب المواجهتان سخونتهما من الأسماء الكبيرة للفرق الأربعة بل من جدول الترتيب الساخن إذ يحتلون المراكز الأربعة الأولى قبل انطلاق المرحلة الـ17 من الدوري الإنجليزي ولا يفصل بين أرسنال (37 نقطة) الأول وليفربول (30 نقطة وله مباراة إضافية) الرابع سوى سبع نقاط مما يفتح الباب لتغيير ترتيب الصدارة بعد ليلة الأحد.
وعلق الفرنسي أرسين فينغر المدير الفني لأرسنال على هذه الوضعية قائلا : "بلا شك هذا هو أكثر مواسم الدوري الإنجليزي إثارة".
ويرى فينغر الذي تولى مسئولية المدفعجية عام 1996 وفاز معهم باللقب ثلاث مرات أنه لم يسبق له التدريب في موسم بهذه السخونة ولم يسبق له أن رأى الفرق الأربعة متقاربة في جدول الترتيب بعد مرور 15 مرحلة من الدوري.
ويملك الفرسان الأربعة كل الدوافع التي تبث الحماس في عروقهم للفوز خاصة بعد نجاحهم بجدارة في التأهل إلى دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا الذي انتهت مبارياته يوم الأربعاء الماضي وذلك بانتصارات مريحة على منافسيهم.
وقد يسفر الأحد الكبير أو "بيج صنداي" كما أطلقت عليه وسائل الإعلام الإنجليزية عن مزيد من اشتعال المنافسة في حال فاز ليفربول على مانشستر يونايتد وتشيلسي على أرسنال مع فوز الحمر بمباراتهم المؤجلة وهو ما يجعل الفارق بين الأربعة الكبار نقطتين فقط.
أما فوز أرسنال ومانشستر فهو يترك الحمر والزرق خلفهما بمسافة ويقصر السباق عليهما حتى النهاية ، فيما يبقى وضع القمة على ما هو عليه في حال انتهاء المبارتين بالتعادل.
وفيما يلي نظرة تحليلية لكل لقاء :
تحدي أنفيلد
يسعى ليفربول لتغير حظه العاثر مع مانشستر يونايتد في ملعب أنفيلد خاصة أن الشياطين الحمر فازوا في أربعة من أصل أخر خمس لقاءات جمعت الطرفين في ذلك الملعب رغم أن أصحاب الأرض لم يكونوا الطرف الأقل فنيا في غاليبة هذه اللقاء لكن أبناء المدير الفني أليكس فيرغسون كانوا الأوفر حظا خلال السنوات الأخيرة.
ويمنح ملعب أنفيلد دعما جماهيريا هائلا لليفربول في كافة المناسبات غير أن لاعبي مانشستر يونايتد حصلوا على راحة عندما خاض فيرغسون مباراة روما الإيطالي في بطولة أوروبا بالناشئين لضمانه احتلال صدارة مجموعته في الوقت نفسه كان الإسباني رافاييل بنيتيث مدرب ليفربول يدفع بأقوى تشكيلة ليحقق انتصار مصيري على أرض مرسيليا الفرنسي وهو ما يجعل عامل اللياقة البدنية في مصلحة الشياطين.
وفي المقابل يدرك بنيتيث ولاعبوه أن أي نتيجة بخلاف الفوز على مانشستر تعني عدم جديتهم في المنافسة على لقب هذا الموسم خاصة وقد فشلوا من قبل في الفوز على تشيلسي وأرسنال في أنفيلد، كما سقطوا في الجولة الأخيرة على يد ريدينغ بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.
وجرت العادة أن يخوض فيرغسون لقاء أنفيلد بتشكيلة متحفظة في البداية تعتمد على رأس حربة واحد وخمس لاعبي وسط لمواجهة الاندفاع المتوقع من جانب أصحاب الأرض وفي الشوط الثاني يزيد عدد المهاجمين بعد إنهاك منافسه.
ويملك فيرغسون عشرات الأوراق الرابحة القادرة على حسم أي لقاء وعلى رأسهم جناحه متعدد المهام كريستيانو رونالدو ورأس الحربة واين روني بالإضافة للداهية العجوز ريان جيجز والأرجنتيني كارلوس تيفيز هداف الفريق الجديد.
وفي المقابل تعلم بنيتيث الدرس جيدا من لقاءات ليفربول الأخيرة وثبت أن فعالية فريقه الهجومية ترتفع عندما يلعب بمهاجمين صريحين ومن المنتظر أن يكون الإسباني المتألق فرناندو توريس ضمن تشكيلة الفريق الأساسية ، كما يملك خيار الدفع بالأسترالي هاري كيويل الذي صنع عدة أهداف منذ عودته من الإصابة، ويبقى ستيفن جيرارد القلب النابض للحمر وقائد سلاح مدفعيتهم بعيدة المدى التي يعاونه فيها النرويجي يون أرني ريسا.
ونال مدربا الفريقين دفعتين كبيرتين لخط وسطهما باكتمال شفاء أوين هارجريفيز لاعب وسط مانشستر يونايتد والإسباني شابي ألونسو لاعب وسط ليفربول وكلاهما من أصحاب الخبرة والقدرة على ضبط إيقاع خط الوسط.
قمة لندنية
وفي لندن وعلى ملعب طيران الإمارات معقل المدفعجية يلتقي أرسنال مع ضيفه تشيلسي في لقاء تلعب فيه الإصابات ولياقة اللاعبين دورا كبيرا في تحديد الفائز.
ويعد الإيفواري ديدييه دروغبا هو الغائب الأكبر عن "الأحد الكبير" ليس لكونه هداف تشيلسي فقط ، لكن بسبب الضغط الشديد الذي يسببه لدفاعات أي فريق يواجه الزرق وقدرته على الاختراق والتسديد ، وكشف لقاء فالنسيا الإسباني في بطولة أوروبا الذي انتهى على ملعب تشيلسي بالتعادل السلبي عن حاجة الزرق لدروغبا.
وينضم إلى دروغبا في قائمة الغائبين كل من الغاني مايكل إيسين مسجل أخر أهداف تشيلسي في مرمى أرسنال ودبابة خط الوسط والفرنسيين فلورين مالودا ، بينما نال الفريق دفعة بعودة المدافع أشلي كول ولاعب أرسنال السابق غير أن مدربه الإسرائيلي أفرام غرانت لن يخاطر بالدفع به.
ويخوض غرانت اللقاء الأول له بعد التعاقد الرسمي معه حتى عام 2012 وهي دفعة معنوية كان في حاجة لها ومن المنتظر أن تترك أثرا إيجابيا على اختياراته يوم الأحد ومستوى لاعبيه.
في المقابل يعيش الفريق الطبي لأرسنال في سباق من الزمن لتأهيل لاعبي الفريق البارزين وعلى رأسهم الإسباني فرانسيسك فابريغاس الذي غاب عن لقاءات فريقه منذ إصابته في 27 نوفمبر، وينطبق الأمر ذاته على البيلاروسي ألكسندر هليب والفرنسي ماثيو فلاميني.
وبصورة عامة يمتاز أداء أرسنال بالتمرير السريع واللعب من لمسة واحدة مع استمرار الحركة الدائبة للاعبين وهو ما يجبر المنافسين على استخدام العنف ومن بينهم تشيلسي ، وفي الوقت ذاته يملك الزرق أوراق هجومية قادرة على استغلال ثغرات المنافسين الدفاعية ودوما ما يشكل لاعب الوسط فرانك لامبارد وزميله جو كول الخطورة على المرمى.
وقد يفضل غرانت اللعب بمهاجم واحد مثل أندريه شيفيتشنكو والاستفادة من دعم جناحين مثل كول وشون رايت فيليبس
.