المنتدى :
المنتدى الاسلامي
نور الدين محمود
رائد الوحده والتحرير
نور الدين محمود
ماأصيبت الامه المسلمه ,ولا تصاب قط بشر من التمزق واختلاف الكلمه والخصومه , وتارييخها شاهد على ان وحدتها دائما" ه يسر قوتها وانتصارها وأن تمزقها واختلافها هو سبب ضعفها وتخلفها وتتضح هذه الحقيقه في احداث الحروب الصليبيه فلم تتمكن الحملات الصليبيه من غزو المشرق الاسلامي الا لتفرق المسلمين ومن هنا يبرز دور نورلدين محمود في تلك الفتره من تاريخ الحروب الصليبيه فقد عرف الداء ووجه كل جهاده نحو توحيد لمسلمين ونحو حرب الصليبين فكان بحق رائد الوحده والتحرير .
ولئن كان صلاح الدين الايوبي قد استأثر بكل اضواء الحروب الصليبيه , ويكاد نور الدين هو الذي مهد الطؤيق وحدد الهدف وبين المعالم وسار شوطا" بعيدا" في توحيد الامه فلما تلسلم تلميذه صلاح الدين رايه الجهاد تسلم امه موحده من الفرات الى النيل فمضى بها في طريق تحرير المشرق الاسلامي حتى تم له النصر في حطين .
ونتأل في سيرة نور الدين فكأننا أمام رجل من رجال الرعيل المؤمن الاول : ايمانا" وخلقا" وسلوكا" ليس له هدف الا عزه الاسلام والمسلمين وليس له عمل إلا الجهاد في سبيل الله مع الزهد في كل ما فرق المسلمين .
ومهما اطلنا في دراسه نور الدين فإننا ننتهى الى حقيقه رئيسيه وهي ان الاسلام بطبيعته السمحه البسيطه صادف نفسا" سمحه" مثله وكانت تلك القوه الدافعه له .
عندما جاء نور الدين طالع الناس بسياسه اسلاميه صريحه لاتعرف الحيله أو المداوره فجابه الصليبيين بعداء صريح لايعرف مرونه السياسه ومضى يؤيد الايلام تأييدا" متصلا" لايكاد قلبه يعرف نوازع الطمع ولابوادر الحسد .
لم يكن نور الدين بالجندي الماهر ولابالسياسي الضليع وانما كان المؤمن الذي يغنيه الايمان الصادق عن مهاره القياده وحنكه السياسه ويعينه قوة الخلق واستقامه النفس على اساليب الشطار من ثعالب الناس .
ولو ان صلاح الدين كان مكان نورالدين لما استطاع ماستطاع , لأن صلاح الدين كان رجل سياسه وكياسه ولم يكن الوقت يحتاج للسياسي الكيس وإنما للزعيم المخلص وللأب الكريم الذي يكسب القلوب ويؤمنها وينظمها في صف الجهاد عقدا" وقد استطاع نور الدين ذلك على اجمل صوره وادعاها الى الاعجاب .
ولنتوقف مع معاملاته لأهل الذمه من اليهود النصارى مع مادعاه الصليبيون من اضطهاد المسلمين للنصارى والعدوان على حجاج بيت المقدس من النصارى فهى دعوه باطله كذبها بعض المؤرخين المسيحين فالاسلام من حيث المبادئ ومن الواقع التاريخي يعتبر اليهود والنصارى اصحاب ذمه وقد عاشوا قرونا" طويله في كنف الاسلام في اوروبا وفي المشرق الاسلامي فلم يتعرضوا من دوله اسلاميه لاضطهاد ديني ,فمن حيث المبادئ فإن القاعده العامه في الدعوه الى الاسلام هي قوله تعالى من سورة البقرة : ( لاإكراه في الدين )
والقاعده العامه في معامله أهل الكتاب في سوره الممتحنه :( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )
وقد صح عن النبي(صلى الله عليه وسلم )أحاديث كثيره توصي بالبر بهم ويحذر من ظلمهم منها قوله (صلى الله عليه وسلم ) :"من ظلم معاهدا" أو انتقصه حقه , او كلفه فوق طاقته , او اخذ منه شيئا" بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامه "
ومن وصايا امير المؤمنين عمر بن الخطاب في اخرحياته قوله : أوصي الخليفه من بعدي بأهل الذمه خيرا" وأن يوفي لهم بعدهم وان يقاتل من ورائهم والايكلفهم فوق طاقتهم .
أما التطبيق فيكفي فيه شهاده كاتب نصراني , قال الدكتور ا.س ترتون "أهل الذمه في الاسلام "
وفي الاخبار النصرانيه شهاده تؤيد هذا القول ,وهي شهاده البطريك " عيشويابه "الذي تولى منصبه 647-657 هجريه , في مطلع القرن الثالث عشر الميلادي , اذ كتب يقول "إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطره على العالم , يعاملوننا كما تعرفون إنهم ليسوا باعداء النصرانيه بل يمتدحون ملتنا ويوقرون قديسبنا وقسيسنا ويمدون يد العون الى كنائيسنا وأديرتنا .
ثم يقول ترتون : والظاهر أن الاتفاق الذي بين عيشويابه وبين العرب كان لصالح النصارى فقد نص على وجوب حمايتهم من اعدائهم والايؤذوا من اجل الاحتفاظ بعباداتهم وممارسه شعائرهم والاتزيد الجزيه المجبيه من الفقير على اربعه دراهم وان يؤخذ من التاجر والغني اثنا عشر درهما" وإذا كانت أمه" في خدمه مسلم فإنه لايحق لسيدها ان يجبرها على ترك دينها او اهمال صلاتها والتخلي عن صيامها " .
فإذا لاحظنا ان هذه المعامله كان بعد الاهوال والمجازر التي ارتكابتها الحملات الصليبيه ادركنا الى اي مدى كان يتمتع النصارى بالمعامله الكريمه في ظل الاسلام .
وكذلك كان نورالدين فلم يؤثر عنه قط انه أذى أو ظلم ذميا" حتى في ميادين القتال .
"لم يكن نور الدين يحارب الصليبين على انهم نصارى بل على انهم اجانب عن بلاد العرب والمسلمين أعتدوا على الوطن العربي ومقدساته .ومن هنا لم يمس النصارى من اهل البلاد بسوء بل كانوا عنده مواطنين لهم حق الرعايه الكامله فلم يهدم في حياته كنيسه ولا آذى قسا" أو راهبا" , وقد كان الصليبين اذا دخلوا بلدا" قتلوا أهله المسلمين جميعا" ولو انه تأثر بذلك لعاملهم بالمثل لقام له في ذلك عذر ولكنه كان انسانا" عظيما"لايقيس نفسه بأولئك الجفاه الذين أساؤوا حتى الى نصارى البلاد فظلت الكنائس في بلاده عامره بأهلها بل ان الصلبيين كانوا إذا دخلوا بلدا" ضيقوا على النصارى الارثوذكس من اهله فحرموا على كنائسهم ضرب النواقيس وآذوا القسس وحطوا من منزلتهم فإذا عاد البلد الى نورالدين تنفس نصاراه الصعداء وامنوا إلى عدله وإنصافه "
لقد كسب نور الدين بقلبه الكريم للاسلام حب المسلمين والنصارى الى نهايه حياته الذاخره بالجهاد ,توفي نور الدين محمود في قلعه دمشق عام 174 ميلاديه وتسلم الرايه بعده صلاح الدين الايوبي الذي حقق الله النصر على يديه في حطين .
أرجو من الله ان ينال استحسان اخواتي واخوتي في الله جميعا"
"من كتاب رجال في معارك الاسلام" للكاتب محمد شديد
|
15-12-07, 10:40 AM
جديد مواضيع قسم المنتدى الاسلامي
العرض العادي
