لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > الخواطر والكلام العذب > خواطر بقلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

خواطر بقلم الاعضاء خواطر بقلم الاعضاء


اخر الشياطين

آخر الشياطين كشهاب مجنح اندفع صوب السماء ، يبخ شظاياه فى كل اتجاه ، تلك الشظايا المتلاحقة – فى كثافة – التى كانت تذوب وتختفى بمجرد انفصالها عنه

موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-12-07, 07:24 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 10109
المشاركات: 1,430
الجنس ذكر
معدل التقييم: ربيع عقب الباب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ربيع عقب الباب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
افتراضي اخر الشياطين

 

آخر الشياطين


[RIGHT]كشهاب مجنح اندفع صوب السماء ، يبخ شظاياه فى كل اتجاه ، تلك الشظايا المتلاحقة – فى كثافة – التى كانت تذوب وتختفى بمجرد انفصالها عنه ، مثيرة شعورا ما بالتورط وربما الحزن ، وفى لمح البصر كانت عصافير تجد فى إثره ، وتلاحقه كأنها دخلت معه فى سباق .. فتعبره مزقزقة .. بعيدا إلى رحاب علوية مخلفة صاروخ " شعبان " يترنح هابطا ، ونحن نتابعه شغوفين ، وأقدامنا تهتز مضطربة ، راصدين سقوطه المنتظر على سطح دارنا العالى .
كان آخر مامع شعبان من صواريخ ، بعد إلحاحى المتكرر أشعله ، وبرمية متقنة من ساعده طوح به عاليا ، وكل انتباهى مركز حول سطحنا المزدحم بالحطب و القش ، شأن الأسطح المتاخمة ، فهوى على سطحنا ، لكن الله كان هناك فرصده ، وأحبط نار الشيطان قبل انهياره كطائر جريح ، وفوت عليه ألاعيبه ، ولم يحدث شىء إلى الآن .. منبهرا تنهدت :" أما لو كان حرق السطح .. كنت ....".
ارتبكت لا أعرف لم .. واحتوت رجفة خوف جسدى ، وناقما وجدتنى أحاصر وجه شعبان ، سرعان مانظرت بعيدا متابعا الأثر – مرة أخرى – الذى سوف يحدثه الصاروخ ، وبعدطول انتظار انفرط خوفى ، وتهالك بعيدا .. بعيدا ، وبلا روح نرتمى نابشين أظافرنا فى فجوات أحجار البازلت – حديثة العهد – والتى تركتها البلدية دون رعاية – تعانى من الفوضى و الإهمال .
متوعدا تفرست فى وجه شعبان ، وخطوت ميمما شطر الباب ، هاهى ذى عمتى على تنادى ، وقبل عبورى عتبة الدار دوى صوت قوى ، أرعد بدنى ، جفلت دائرا حول نفسى كممسوس :" يا أبا السيد .. ياحاج عبده .. حريق .. حريق ".
عبر صوته أفئدة الدور المتلاصقة ككيان واحد ، ولمسافة طويلة كان يمتد ، تتعانق أحمال الحطب والقش و انخفاض دور كامل كان يتخلل هذا البحر الوسيع ، ومع ذلك لا تحس مطلقا أن ثمة قطعا فى التحامات القش و الحطب .. حكت جدتى عن عمتى بسيمة :" كانت تنط عابرة هذه الأسطح .. رغم انخفاض بعضها هاربة بـ " مقروطة " أبيك حين يداهمنا جنود البوليس ". وفى الليالى الأشد حلكة كانت تعود بفخذين ملتهبين ؛ فالحاجة " نجية " جارتنا تتعمد وضع بلاليص الجبن لتعتق فوق سطحها الملاصق لسطح دارنا ؛ فهى امرأة شريرة ، أبدا لا تتمنى لنا الخير ، وكثيرا ما رأتها جدتى تلاحق بهائمنا ومواشينا بنظراتها الحاسدة من خلف بابها .
انتفضت الدور بناسها ، وعلت الأصوات .. والنداءات ، ودوى صراخ نساء الحى مفتتا جسدى الصغير ، فدورت مسحورا ، وأنا أبكى ، أبحث عن شعبان الذى انشقت عنه الأرض ، ولم أعثر له على أثر .. عالية توهجت ألسنة اللهب ، وهى تزغرد حمراء فى فرح ، مسودة وجه السماء ، مظللة الدور بغمامة كثيفة .. راحت تتسع رويدا .. رويدا .. بينما الرجال من كل جهة يقبلون مهرولين ، وأنا أتابعهم ، وفى حمية يهاجمون النار بعبوات المياه .. بالعصى الغليظة مثل ناف الساقية ، وعروق تشبه عروق خشب سقف حجرتنا .. على كتل القش المتوهجة يشنون حملاتهم ، وأنا أرتجف مبتعدا . والنسوة بهمة عجيبة ، وبينهن أمى ، تصنعن خطا من البراميل عبر طلمبة البلدية العمومية .. الحى يكاد يفتت دارنا ، يبركها كجمل عجوز .. أسمع للسطح دويا مرعبا ، وللسلالم المتآكلة أنينا كالبكاء .
مجددا سعيت ملاحقا شعبان ، محاولا العثور عليه .. بعيدا .. بعدما قذفت بى أجسام الكبار القوية ، وأغرقت ملابسى مياه الإطفاء تكومت بعيدا .. بحيث أرى كل مايحدث .
كان الشيطان الذى أفزع الجميع مايزال فى عنفوانه ، قويا شريرا ، يرسل لهبا قويا ، ودخانا أسود محولا صفحة مابعد العصر الطرية إلى سماء حبلى بالغيوم .
كان شعبان الوحيد فى أصحابى الذى يشترى له أبوه البمب و الحبش و الصوارخ ، يطلقها فتتصدر أصواتا وأشكالا جميلة ، وتكون لها رائحة الأحجار حين نطرق عليها ، تتناثر ذرات النار هنا وهناك – فى وهج – فنخبىء وجوهنا ، ونتداخل فى بعضنا البعض كأن عفريتا على وشك الخروج منها . كانت جدتى دائما ماتحذرنى من اللعب بالشياطين – كما كانت تطلق عليها – وترفض رفضا باتا – لا رجعة فيه – التهاون فى هذا الأمر .. المرة الوحيدة التى استطعت فيها شراء البمب ، وأدت إلى صدور أوامر جدتى – بعدم إعطائى أية قروش – كدت أفقد فيها أخى إحدى عينيه ؛ لولا ستر الله .
كانت أصوات لطمات الأيدى على مطارح الخبيز تدوى فى أسماعنا ؛ فاليوم أجعل شعبان يندم على رفضه إعطائى صاروخا ، لن أعطيه قطعة من رغيف السكر الذى يقطر سمنا فواحا ، لن أعطيه ، سوف أغزو الدار الآن لأحضر الرغيف ، الذى صنعته لى عمتى وفدية رغم برمها بى .. واحمرار وجهها مثل نار الفرن ، حين طلبت من أمى واحدا .. وأنا مندفع غازيا عليهن المكان فرحا ؛ فـ" شعبان " لقاء قطعة يتركنى أطلق صاروخا . صرخت عمتى فى وجهى ، وزجرتنى قائلة :" الفرن حامى .. بعد قليل .. امش العب الآن ".ووجهها يفرز عرقا غزيرا ، وثمة دموع تتساقط من عينيها . خبت تلك الفرحة ، وباكيا درت على عقبى ، محتضنا جدار دارنا ، أشعر بخيبة أمل منداة كبكاء يمامة ، وبين لحظة وأخرى أطل متابعا شعبان ..وأنا مثقل بالإهانة أتوارى . حين ابتلعت حزنى تقدمت متضائلا ، وبعد قليل كنت أحاول إثناءه عن إشعال آخر صواريخه . ضاحكا منى كان يسخر بتلذذ . الآن أذيقه طعم البكاء كما بكيت .
مزق صراخ جدتى متاهتى ، فوثبت واقفا ، وتحركت متابعا مايدور . كانت النار أشد ضرارة .. والرجال منهوكى القوى يحاصرونها .. وأمى تهرول مبتلة الثياب و الرأس ، وقد التزقت ثيابها بجسدها النحيل .. بكيت .. فقد كانت عينا أمى حمراوين ، والدموع تتساقط منهما دون صوت ، بينما صوت جدتى المميز يجلجل – دون انقطاع – وقد علقت بملابسها قطع العجين البيضاء .. ترى أكان صاروخ شعبان ؟ لكننى تابعته فمافعل شيئا .. أم أنه الخبيز ، ونار الفرن التى كانت تزغرد فى عيدان الحطب .. وتحول وجه عمتى إلى لون النحاس الأحمر ؟ إن صاروخ شعبان صغير لا يقدر على إحداث هذا الحريق الشنيع .. إنه الفرن .. الخبيز .
فى العام الماضى كنا فى الغيط القريب من الطريق ، كنا فى العطلة الصيفية ، فجأة تغير لون السماء ، فهللت فى وجه عمى :" المغرب سوف يؤذن لها .. هيا بنا ياعمى .. آن وقت الرواح ".
تاه عمى فى صفحة السماء ، وحائرا لف حول نفسه . احتجبت السحب البيضاء ، التى كانت منذ قليل ترسم جمالا وأرانب وقططا ورجالا ، وحلت عتمة ورائحة خانقة ، ثم سمعت نواقيس تدق من بعيد ، كانت تعلو رويدا.. رويدا ، وتمرق السيارات متدافعة على الطريق ، عاليها رجال يلبسون خواذت واقية ، كان أحدهم يدق الجرس الكبير الذى كان أكبر من جرس مدرستنا .. وتوالت السيارات كثيرة – دون انقطاع – رحنا نتابع مسارها . أشار عمى :" هذه حريق فى الجابرية ". ولم أدروقتها من هذه ، غير أن السيارات ظلت فى تدفقها ، وكتلة شنعاء تعلو ذوائب الشجر ، وتكسو السماء بالغيم ، وعندما مر أحد الرجال صاح متأثرا :" بلد بكاملها احترقت ياشيخ محمد .. والبلد الثانية تشتعل .. الحمام .......". وراح متأسيا يحكى عن الأبراج المنتشرة فى البلدة تلك ، والرسائل النارية التى كان يطيرها فى سرعة وحذق من سطح إلى آخر كجسر جوى ، ثم مد هذا الجسر الزاجل إلى القرية المجاورة ، واختتم الرجل كلامه :" هذه مصيبة .. كارثة .. لا حول و لا قوة إلا بالله ".
كان اللهب يخبو ، والرجال فى سباق .. سباق بالفعل ، وكانت الحاجة نجية على سطحها الواطىء تصرخ ، وتنتفض مذعورة ، ومحاولا تخويفها ومنعها من الصراخ أطل عليها أحد الرجال الأقوياء ، وشاغلها بإلقاء بعض عيدان الحطب المحترق ، فتنعق كغراب ، وتحط على العيدان ، وبجنون كانت تحاول إعادتها إلى السطح العالى .
والحمام يشاغلنى . ماذا لو فعل أفاعيله ؟ لقد أتى على قريتين ، قدمهما لأحضان اللهب المدمرة ، ودفع حياته ثمنا باهظا على رسائله المميتة ، أبكى الأولاد ، ودفعهم إلى النوم فى العراء ، فريسة الندى و الطل ، وأسكن الناس خياما . كيف طاوعته نفسه ؟ كان صاحب البشارة وغصن الزيتون ، يتغنى ببكمته فيقول :" وحدوا ربكم .. كوكو .. كو .. كو .. وحدوا ربكم " . ولكنه دفع الحكومة إلى بناء دور جديدة ، دور جميلة ، دور أجمل من دارنا تلك .. ماذا لو أكلت النار دارنا ؟ هل تصبح لنا دار جديدة ، لا تكون قريبة فيها البهائم والدواب من حجرة نومنا .. و لا يكون الفرن والزريبة ودورة المياة فى ظلام دائم ، تسكنها العفاريت ليلا و نهارا .. ليس فى الحى إلا أبراج قليلة .. هاهى ذى بعيدة .. إنها فى الشوارع الخلفية .. لماذا لا يكون عندنا حمام ؟ لكن هذه الدور سوف تحترق .. دار أم حليمة التى تتركنى أدير لها دولاب الغزل ، ودار أبى حسن الإسكافى الطيب الذى يحكى لنا حواديته بحانوته ، ودار الحاجة نجية التى أسطو على بلاليص جبنها القديمة .
راحت عيناى تبحران عبر الدور ، باحثا عن شعبان ، أشعل النار ، ومضى ، والنار تأكل دارنا ، ستحترق العشة التى أحبها ، وكثيرا مالعبت فيها ، ولذت بها ، فتوارينى حين أهرب من أبى و أعمامى القساة . كنت أجد فيها مايفرح جدتى ، فرحا أزعق و أدبدب إذا ماوقعت عيناى على بيضة أو بيضتين ، أنطلق إلى جدتى مفعما ، أعطيها البيض الذى تقلبه فرحة بين أصابعها . لا .. لا يجب أن تحترق دارنا .. الدار الجديدة لن تكون بها عشة مثل عشتى .
من حولى التف رفاق الحارة ، ما إن أحطت بوقوفهم بكيت ، وسائلا عن شعبان حدقت فى وجوههم ، قالوا :" شعبان اختفى .. و لا ندرى أين هو .. اختفى العفريت ".
آه .. هرب بعيدا بعدما فعل فعلته ، الجبان . سددت نظرات قاسية تجاه دارهم ، وكراهية عنيفة تنتابنى ، وتدفعنى إلى مهاجمة المكان بالحجارة . كانت أشباح الرجال تنسحب مغادرة دارنا بينما دخان متناثر ، مازال ينبعث من هنا وهناك ، بعد قليل خبا ، ورنين قوى يقترب ، ويدوى من بعيد ، إنها نفس الأصوات التى سمعتها فى العام الماضى ، الرنات تقترب ، وتعلو ، وترتفع أصوات مرددة :" المطافىء جاءت .. المطافىء ".
اكتظ الشارع بالأولاد .. والرجال .. والنساء ، ومطيحا فى الناس كان أحد جنود حملة الإطفاء يمسك بحزام عريض ، يسرعون مبتعدين ، ثم يتحركون مقتربين . وجدتى تصرخ مولولة :" هذا موت وخراب ديار .. ياخرابى " . أبى رجال الإطفاء إلا مد خراطيمهم ، وغزو الدار . راحت أمى و نساء أعمامى يصطنعن سدا أمام الجنود ؛ فالعجين كالميت – كما سمعتهن – و لا يصح كشف عورته أمام غريب ، كما أنهم سوف يفتكون بدارنا ، ويسقطون سقفها ، ونبيت فى الشارع .. فاضت المياه ، حولت الشارع إلى بركة ، وانسحبوا بعدما سجلوا محضرا بالواقعة . كتب هذا كبيرهم فى دفتره .. ذاكرا أن سبب الحريق هو الخبيز .
صحت مرتجفا :" لا .. الولد شعبان هو الذى رمى الصاروخ مشتعلا على السطح ".
لكن الكبير اكتفى ، ولم يعرنى أدنى اهتمام ، فطفقت أعيد :" الولد شعبان .............." . انتهرنى عمى بقسوة :" اسكت .. ولا تتدخل فيما لا يعنيك ". حزنت ، وأسرعت مختبئا .
حينما احتوتنا حجرة النوم قلت لأمى :" الولد شعبان هو الذى ألقى بالصاروخ مشتعلا على السطح ".
قالت فى أسى ، ودون اهتمام :" إياك أن تقول هذا ثانية .. الحكومة قالت الخبيز .. والحكومة تعرف أكثر منا .. إياك ". ثم أردفت ، ودون اهتمام أيضا :" عمتك كانت على غير العادة هذا النهار .. جعلت الفرن كأنه الشيطان .. منها لله ".
فى الصباح رأيت دارنا ، ومافعله بها الحريق ، ورجال المطافىء . كانت مثل الأرض القريبة من البلدة ، ويطلقون عليها مستنقعات ، ومرة أخرى العفشة . حملنى على كتفه أبى نازلا بى السلم ، ورغم الحرص المتوخى إلا أن قدميه كانتا تسوخان فى الوحل ، فيتئد محجما .. ملتقطا أنفاسه المبهورة ، ثم يعاود النزول ، ونصبح فى مستنقع صحن الدار .
بحت لأبى بما كان من أمر شعبان ، وصاروخه . وبوجه ناقم حزين زعق ، ولطمنى . تألمت منسحبا إلى حيث كانت جدتى تعد أوعية اللبن حانية طيبت وجعى ، لكنها قالت مثلما قال أبى :" هيا إلى مدرستك .. هيا امش حالا ".
كمنت بجوار المدرسة ، باحثا عن بائع الصواريخ ، المطرود مثل بائعة المأكولات المكشوف ، فما كانت الناظرة لتسمح للبائعين بالوقوف أمام المدرسة ، لكنهم كانوا هنا دائما ، وعندما كشفت موقعه ، سعيت إليه مبتهجا ، وأشتريت واحدا ، وبسرعة كنت أخبئه فى مريلتى ، وأنا أتلفت هنا وهناك ، وعدوت مسرعا أسابق الريح ، ودار شعبان بسطحها العالى تستحوذ على تفكيرى .
بلهفة طوحت بالحقيبة فى صحن دارنا ، وواصلت السير ، لا بد أن يدفع شعبان ثمن ما نالنا ، ومانالنى أنا من تنكيل و سخرية ، عرجت نحو دارهم ، فإذا به مطروحا على الأرض يصرخ بفزع ، وبقع من دمه تلون ثيابه ، ورفاق الحى يكيلون له الضربات ، ويمرغون وجهه فى التراب ، أحسست بشفقة وعطف عليه ، ووجدتنى أندفع محاولا إبعاد الرفاق عنه ، فما استطعت .. احتضنته .. وأنا أزيحهم عنه .. كنت أعرف أنهم يصرعونه لأجلى ، لكننى لم أقصد ضربه . باكيا ردد :" هو كان قصدى .. والله ماكان قصدى .. والله لم أقصد ".
كانت دموعه كثيرة .. وساخنة ، بينما غصة تزاحم أنفاسى ، تحسست جيبى ، سحبت الصاروخ ، ورحت أمزقه ، أدمر عبوته البارودية ، وإحساس بالأسف يدفع الدموع فى عينى . تصالحنا .. بعدها تألق ، وراح يحكى الحكاية – وهو يزيل دموعه ودمه المتجمد بكمه – التى رآها بالأمس فى دار السينما ، وقد تعلقت عيناى بعيدا ، بالصاروخ الصاعد كشهاب مجنح نحو السماء ، يبخ شظاياه - فى كل اتجاه – والتى كانت تذوب و تختفى بمجرد انفصالها عنه ، مثيرة شعورا ما بالتورط وربما الحزن ، وفى لمح البصر كانت عصافير تجد فى إثره .. وتلاحقه كأنها دخلت فى سباق معه

 
 

 

عرض البوم صور ربيع عقب الباب  

قديم 14-12-07, 07:41 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2006
العضوية: 18373
المشاركات: 2,214
الجنس أنثى
معدل التقييم: سدن عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 18

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سدن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
افتراضي

 

مثيره القصه يااستاذي ورائعه
ودمت بحب
المحبه نهى

 
 

 

عرض البوم صور سدن  
قديم 14-12-07, 10:12 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: May 2005
العضوية: 178
المشاركات: 16,784
الجنس أنثى
معدل التقييم: شهووده عضو على طريق الابداعشهووده عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 184

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شهووده غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
افتراضي

 

سلمت لنا يداك اخي الغالي

يعطيك العافيه

ودمت لنا بكل ود ,,.

 
 

 

عرض البوم صور شهووده  
قديم 15-12-07, 12:18 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 57620
المشاركات: 119
الجنس أنثى
معدل التقييم: عزف المطر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عزف المطر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
افتراضي

 

قصة سرد لحادث ما .. ولكنها ليست مجرد سرد وقص
إنها تناديني لأستقرئ مابين السطور .. بل مابين الكلمة والأخرى مغزى وبعدا هي ترمي إليه .. حتى أتخذ من هذا المغزى قيمة جديدة من قيم الحياة.

طفل يحلم بإطلاق صاروخ كصديقه شعبان .. لكنه لايملك المال لشرائه ..
فنجد هنا ذكاءً ليس عادياً لطفل في مثل سنه .. بأن يخطر في باله فعل المقايضة التي ينتهجها التجار أحيانا .. بأن يعطي شعبان رغيف السكر لقاء الحصول على صاروخ منه وإطلاقه نحو السماء .

لكن لم يجاب طلب الصغير في الحصول على الرغيف .. حزن وبكى ..
ثم مسح دموعه ليخطو نحو شعبان راجيا منه عدم إطلاق صاروخه الأخير ..
خائفا من الشرر المتطاير منه أن يصيب شيئا من القش والحطب الموجود على سطح داره ....
لكن انطلق وتم الأمر

حدث الحريق .. وهذا كان موضوع عقدة القصة .. فالقصة تستهل بداية وصف وتعريف ثم تتفاعل أحداثها شيئا فشيئاً حتى تصل إلى ذروة الحدث أو ما يسمى بالعقدة .
والعقدة .. دائما ماتؤدي من خلالها إلى تكشف أمور وتفسيرات لبعض السلوكيات الغامضة في بدايتها .. وإذ بنا نصل إلى نهاية القصة ولدينا إجابات مقنعة لكل التساؤلات التي دارت في أذهاننا .

الحريق هذا .. قادنا إلى التعرف على العمة والجدة والأم وطريقة حياتهم اليومية .. تعرفنا على بيئتهم والبيئة المجاورة لهم ..

الحريق هذا .. عاد بنا ذاكرة إلى حريق مشابه له حدث في الماضي ..
وكيف أن الحمام وهو رسول السلام يتحول فجأة إلى رسول الخراب والدمار لكلتا القريتين

الحريق هذا .. يقول أنه ربما تكون الدور الجديدة تحمل طابعا وطرازا مرفها ومريحا أكثر ..
لكن قيمة الحياة البسيطة التي نشأنا في ظلها والتي لم يطالها أي تحديث وتشويه أعظم وأجل ..
فكم تأثرت بمقولة الطفل حين قال :
"الدار الجديدة لن تكون بها عشة مثل عشتى" .
ألا يعلمنا هذا القول أن على الإنسان أن لايقلع نفسه من منبته وتربته الأصيلة ..
بل عليه أن يكون أكثر وفاءً وودا لكل ركن وأرض وسقف آواه وظلله يوما حين كان طفلا .

الحريق أيضا .. علمنا سلوكيات أهل الحي عندما يقع مأزق ما أو حادث يضير بأحد منهم ..
وقوفهم وتكاتفهم ونجدتهم السريعة ..
حتى الأطفال وهم يكيلون بالضرب شعبان فقط لظنهم أنه ربما كان سببا في إشعال الحريق والتضرر بصاحبهم الصغير وأهله

وأخيرا يعلمنا درسا شفافا في التسامح والعفو .. عندما احتضن هذا الصغير صديقه وطرد من فكره فكرة الانتقام نهائيا عندما سحب الصاروخ من جيبه ومزقه .

يالهذه القصة .. قصة كأي قصة لابد أنها توحي ببعد ما أخلاقي والدعوة إلى التمسك بتلك الأخلاقيات .. ولكن أن تأتي على لسان وسلوكيات الصغار .. فهذا شيء جميل ورائع .

فهلَ الكبار أن يقفوا قليلا ويتعلموا من صغارهم مايفتقدونه من سلوكيات طاهرة وأخلاقيات كريمة .. بدلاً من الحروب والتضارب وإشعال الفتن وإضرام نار الانتقام ..

رائع ما خطت يداك أستاذي من قصة هي دعوة إلى الطهر في الحياة

 
 

 

عرض البوم صور عزف المطر  
قديم 15-12-07, 12:53 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
أميرة القلوب


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 11885
المشاركات: 4,535
الجنس أنثى
معدل التقييم: سراب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 17

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سراب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
افتراضي

 

اخي ربيع

كم هي بريئه ورائعه افكار الاطفال وكيفيه تفكيرهم في الامور وتفسيرهم لها رائع ماقرأت هنا استاذ ربيع يعطيك العافيه وتقبل مروري

 
 

 

عرض البوم صور سراب  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أخر الشياطين
facebook




جديد مواضيع قسم خواطر بقلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:14 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية