كاتب الموضوع :
حلوش2
المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع عقب الباب |
حلوش / حلا
مرحبا بك قاصة ممتعة ومدهشة
قصة ممتعة ومدهشة ، أغبطك عليها ، بل أغبط نفسي أن كنت هنا ، وشاهدتها ، و لامست حروفها بعيني ، وكفى ، وتهت بين أروقتها السردابية ، و لولا بعض نور من مشعل نسيه الحرس ، لتهت ، وساعدت فى تقطيع حبال الياسمين الطرية ، بل عن باب الخروج !
تبدو من أول وهلة ضبابية ، لكنك حين تركز قليلا ، سوف تتابع ماتحمل ، وبألفة عجيبة تصل إلى آخر نفس فى روح هذه الحكاية !!
الخواء و الضييق ، والتزمر بداية ، ووحشة .. حتى المكان تصيبه ، وتعله ، ثم يكون النور ، و حبال ياسمين ، يبدو الآمر وكأن حدثا استثنائيا يحدث ، وبالفعل يكون اقتحامه مع بصة النور و وهج الياسمين .. إلف .. ياله من إلف
:" تكاد تشعر ضغط ذراعه حول خصرها .. تكاد تسمع أنفاسه المتلاحقة .. و أنينه الصامت .., وتصلها حرقة قلبه ..باتت تتراءى لها أشياء لم تعشها .., لكنه عاشها .... لم تعرف عنها شيئاً ... لكنه حافظٌ كل تفاصيلها ... سائر في كل دروبها ... ذائقاً طعمة الفرح والحب هنا ... ذارفاً دمعتين صغيرتين هناك ..
ما هذه الصور ؟!.. ماض ٍ .. ووجوه .. ألف قصة .. وألف بوح .. أطفال .. وسفر .. وجلادون " .
يسلكها ، وتسلكه ، يتوحدان ، وأصبح البحث عن أيهما يقينا عبثا ، حتى الذاكرة .. انصهار.. وذوبان ، لكنها تعرف أين هو وأين هى ، ولا تخطىء ، وكأنها أمنية راودتها ، ترى بذاكرته ، ترى أشياء عجيبة ، تشهد تجاربه ، حياته قبلما يلتقيا ، تصل إلى أشياء ربما ماكانت تتصورها .
تعالوا بنا نقرأ هذه الفقرة المدهشة معا :" يا ويلتها.. أين تهرب من هذه الصور ؟... أين تاريخها وذاكرتها ؟.. أي تبادل هائل للذاكرتين قد حصل ..؟!.. من المسؤول عن كل هذا .؟!. . ... تلمع اليد في الظلام ..
تقول له : ... أنات هنا ... وأنا معك ... لكني أكاد أفقد البصر .. لملم بعض هذه الصور ... أسقط بعض المستحيلات .. أمسك يدي جيداً .. فقد أتوه في دهاليزك وحدي .... دونك دليلاً .. دونك ضوءاً أهتدي به ...........ضمني إليك .. من عصور ٍ خائفة أنا ... من عصور يأكل البرد عظامي ...
أسند رأسك المليء المتعب إلى كتفي ... دعني من جديد ٍ ألدك .. وأكون لك أماً ..
أرخ ثقلك .. لا .. لا تكن هكذا .. واقفاً على حبل نار .." هاهو يقودها .. أنا .. وأنت .. أنا من عصور يفتك بها المعتاد و التقليد و التراث الذى أحمل ثقيلا .. وهنا نشعر أننا أمام حالة استثنائية بين رجل وامرأة من زمانين مختلفين ..وحين تصل إلى منطقة الأشياء ، وطبائع الأمور ترفض ماتوصلت إليه بقوة ، لكن هل يكتب لها النجاح ؟ .. ربما الاختلاف ثقافة ، أو كان فرقا فى الزمن كما رأيت ، أو فى المخيلة .. ونصل إلى أن مايربط بينهما كان رقيقا وطريا ، إلى حد التقطع و الإنهيار ، إنه فى رقة طراوة الياسمين ... المهم هو عدم توافق الحالة من وجهة النظر المطروحة ، واستحالت تحققها ، رغم ماقد يبذل لاستمرارها ، وما يكون من حب ، تبذله ، حتى إلى درجة الاستناد إلى ذاكرته المليئة و المعبأة بالوقت و الأحداث والتى تأخذنا إليها نهاية هذه القصة الممتعة ، والشيقة
:"تقول له .. أنات هنا .. وأنا معك ..
ولكن مهلاً .. من أطفأ النور ؟... حبال الياسمين تتقطع .. أين أنت ؟... أين الضغط على خصري .. كيف حررتني ..؟!
وبدأ النور تذوى جذوته ، وألقه ، وخيوط الياسمين تتقطع .. وتنهار ، مع انهيار قوته ، و ضعفه ، فقد تلاشت ضغطاته على خاصرتها ، ومن بعد تذوب ، وتختفى ..
أنت تبتعد ... أنت تتلاشى ..
نقطةً في الظلام ... حرفاً في قصة بعيدة .. .. بعيدة ..................... ".
وأصل إلى سؤال عجيب مع نفسى أنا كقارىء لهذا العمل ، لماذا نضع أى علاقة بين اثنين كعلاقة ، فى مستوى الإيمان ، بالله ، و الدم ( الأهل ) ، لم لا نكتفى باللحظة تعايش ، وليكن بعدها مايكون ، لماذا نريد من كل شىء أن يكون أبديا ، إنه على ما أظن الميراث الثقيل من عادات وتقاليد توارثناها ، ومازالت تقصم ظهورنا ، وتنتهى الحياة بخيبات مالها أول و لا آخر !!
ولكن انتظر ، إنها رغم محاولاتها ، المستميتة تفشل ، فى إسعاده ، أنات هنا وأنا معك .. فشلت أمام أحزانه .. أمام ثقل رأسه !!
حاولت الاجتهاد قدر ماوصلنى من العمل ..و ربما جانبنى الصواب فى هذه الرؤية ،
شكرا لك حلا ..بداية رائعة على درب القص الجميل والمدهش ، نتعلم منك بالإدهاش ، وبالإدهاش فقط وصل درسك الذى أردت !!
|
أستاذ ربيع .. أشكرك جدا على اهتمامك واجتهادك لا أدري إن كنت موفقة في هذا النوع من الكتابة لكن رأيك يشجعني ويسعدني كثيرا
أشكر لك غوصك في الحكاية ونقدها بهذه الاستفاضة وأعتقد أن هذا ما يجب أن يحصل هنا !!!
نعم أعجبني ما كتبت وما حللت لكنك في مكان ما تسأل نفسك السؤال العجيب كقارئ .. ولا أدري إن كانت الفكرة قد وصلتني بالطريقة الصحيحة
إذن فالحب عندك ( كقارئ ) لا بأس في ألا يكون نور شمس دائمة ... لا يمنع أن يكون ضوء شمعة لا تلبث أن تذوب بعد أن تنيرنا بعضا من الزمن إذن فأنت من القائلين (كوني اليوم معي وغدا كوني حيثما تكونين ) .. إذن فالسعادة هنا ... والألفة وحتى الحب آنية لحظية موقوتة بتوقيت ما ... بعيدة كل البعد عن كونها حالة إيمان .. أو حالة قدسية .. فليكن ... وجهة نظر ...
(من عصور خائفة انا ) قد لا يكون الخوف هنا حالة تتبع للميراث والمعتاد والتقليد, الخوف هنا حالة إنسانية بحتة .. حالة من اللاحب واللاأمان مع انعدام هذا الحب
يسعدني ويثلج صدري استغراقك في الاستقراء من المؤكد سيدي أنك جانبت الصواب في كثير من النقاط
بقي أن تقول أن انقطاع حبال الياسمين .. كان خارجا عن إرادة فتاتنا هذه .. وأن ذاك الرأس كان ثقيلا كفاية لألا تنجح في إراحته وإرخائه .. وأن فشلها هنا .. عائد إليه بالدرجة الأولى ..هو مد يده ... ثم هو حررها .. وفي داخله تتردد أصوت قديمة .. أصوات من حاضر أيضا ... وأفكار ومخاوف كثيرة تتخلل إرادته المزعومة وإصراره الزائف
ملك هذه المنتدى أعود وأشكر اهتمامك بقطعتي التي لا تستحق ربما كل هذا
أضأتني بمرورك
حلا
|