المنتدى :
المنتدى الطبي - Medical Forum
رائحة الفم الكريهة..
تمثل رائحة النَفَس الكريهة مشكلة محرجة، لكل من المصاب بها والذين يتعاملون معه على حد سواء، حيث يشعر المتعاملون مع المصاب بالحرج من مصارحته بالأمر، ويحاولون الابتعاد عنه قدر الإمكان، بينما يصر هو على الاقتراب وهو يتساءل عن السرّ! حيث من الصعب أن يدرك الشخص أن رائحة فمه كريهة، أما إذا كان يعرف فإن هذا الأمر يؤثر على ثقة المصاب بنفسه، كما يؤثر على حياته الاجتماعية وحالته النفسية أيضا. إضافة إلى هذا فهذه المشكلة تتسبب في الكثير من المشاكل الزوجية خاصة إذا لم تكن هناك مصارحة.
وليس شرطا أن يكون مصدر الرائحة نابعا من عدم العناية بنظافة الفم والأسنان، وبالطبع يمثل هذا الأمر السبب الرئيسي، إلا أنه ليس السبب الوحيد كما سنرى بعد قليل.
وتمثل المشاكل المتعلقة بالفم السبب الأساسي في حوالي 85% من الحالات، وتختلف شدة الحالة أثناء اليوم، ووفقا لدرجة جفاف الفم، كما تعتمد على تناول بعض الأطعمة (أسماك– بصل– ثوم– لحوم– أجبان) وعلى عوامل أخرى مثل التدخين وشرب الخمر. وبسبب وجود الفم في حالة من عدم النشاط أثناء الليل مما يعطي البكتيريا الفرصة لممارسة نشاطها، فإن الرائحة تكون أسوأ ما يكون عند الاستيقاظ، وتقل مع تناول الطعام أو استخدام فرشاة الأسنان أو استعمال المضمضة.
أحيانا تكون الرائحة عنيدة ولا تزول عند الأكل أو تنظيف الفم، وهذا يحدث في حوالي 25% من الناس.
دعونا ننظر الآن إلى الأسباب المختلفة التي تؤدي إلى هذه الحالة:
الفم
معظم الحالات تنتج من وجود بروتين داخل الفم وبين الأسنان تقوم البكتيريا التي تعيش في الفم بتحليله إلى مكوناته الأولية. ويحتوي الفم في العادة على أكثر من 600 نوع مختلف من البكتيريا!
بضع عشرات من هذه الأنواع هي التي تتسبب في الرائحة الكريهة عن طريق تحليل كل من بقايا الطعام في الفم، والخلايا الميتة التي تتخلف عن تجديد خلايا اللثة، والإفرازات الأنفية التي قد تجد طريقها إلى الفم عن طريق الممر الذي يربط الأنف بالفم.
ولأن هذه الأنواع من البكتيريا تتنفس لا هوائيا، فإن هذا الأمر ينتج عنه مركبات كريهة الرائحة ككبريتيد الهيدروجين الذي تشبه رائحته رائحة البيض الفاسد، والإندول والسكاتول والعديد من المركبات الكبريتية الأخرى.
ويزيد الأمر سوءا وجود تسوس بالأسنان أو خراريج أو جيوب فميّة تتراكم فيها بواقي الطعام.
الأنف
السبب الرئيسي الثاني بعد أمراض الفم هو الأنف، حيث يؤدي وجود جيوب أنفية ملتهبة إلى رائحة نَفَس كريهة، حيث يجب علاج هذه الجيوب الملتهبة بالمضادات الحيوية المناسبة ومضادات الالتهاب للتخلص من هذه المشكلة.
اللوزتين
ويمثل التهاب اللوزتين سببا لرائحة الفم الكريهة في حوالي 5% من الحالات، ويعاني حوالي 5% من الناس من وجود تكلسات صغيرة على اللوزتين تؤدي إلى رائحة كريهة عندما تنفتح.
أمراض أخرى
هناك أمراض أخرى غير متعلقة بالفم قد تؤدي إلى رائحة الفم الكريهة، مثل التهاب الشعب الهوائية، والفشل الكلوي، وبعض أنواع السرطان، ومرض السكر، والفشل الكبدي المزمن.
ولا يعني وجود رائحة فم كريهة أن المصاب يعاني من أحد هذه الأمراض الخطيرة، ويجب استبعاد الأسباب الفمية والأنفية أولا للتفكير فيها، وعامة الأمراض السابقة لها أعراض أخرى أكثر خطورة من مجرد رائحة فم كريهة.
الوقاية والعلاج
إذا كان هناك سبب عضوي لرائحة الفم الكريهة كالإصابة بأحد الأمراض السابق ذكرها آنفا، وجب علاج المرض أولا. إضافة إلى ذلك فهناك مجموعة من الإجراءات البسيطة التي يمكن أن تحد جدا من الحالة:
1. الاهتمام بتناول الإفطار، حيث يساعد تناول الطعام على تنظيف الفم والجزء الخلفي من اللسان الذي تتراكم عليه البكتيريا.
2. تنظيف سطح اللسان بفرشاة لسان خاصة مرتين يوميا للتخلص من البكتيريا المقيمة هناك وبقايا جزيئات الطعام الملتصق. يمكن استخدام ملعقة مقلوبة إذا لم تكن فرشاة اللسان متوفرة، ولا يفضل تنظيف اللسان بفرشاة الأسنان. ويراعى تنظيف اللسان برقة دون عنف حتى لا يتم إتلاف براعم التذوق الصغيرة الموجودة على اللسان.
3. مضغ اللبان للحفاظ على الفم رطبا، حيث إن الفم الجاف يؤدي إلى ظهور الرائحة الكريهة.
4. الغرغرة باستخدام غسول للفم قبل النوم، وفي الأسواق هناك العديد من الغرغرات التي تساعد على إزالة الرائحة الكريهة لساعات طويلة.
5. الحفاظ على نظافة الفم باستمرار. ويتضمن هذا غسيل الأسنان يوميا واستخدام الخيوط الطبية لإزالة بقايا الطعام العالقة بين الأسنان، والقيام بزيارات دورية لطبيب الأسنان وتطهير طاقم الأسنان إن وجد.
6. شرب الكثير من الماء بصورة يومية.
|