كاتب الموضوع :
ro7ana_27
المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
نارة وحلوى جديدة
نارة .. وحلوى جديدة
بداية ، وعند الانتهاء من قراءة هذه القصة ، يحق لنا أن نتساءل عن دور الفن ، فن القص أو الفن بوجه عام ، وأظن أنه كان دوما الإمتاع و الإدهاش ، مرورا بالمدارس الفنية المختلفة ، و حتى آخر ماتوصل إليه النقاد فى العالم ، و من هنا نستطيع أن ندخل إلى هذا النوع من القص ، متخلين عن أى تصور محدد ، ومقايس ،معينة ، وحتى لو كان الأمر غير ذلك ، سوف نرى إلى أى حد حققت هذه القصة دورها لدى متلقيها !!
انتظر جنرال جبرييال ماركبز فى روايته القصيرة ( الجنرال لا يجد من يكاتبه ) الرسائل ، ليال و شهور طوال ، بل سنين عددا ، على أمل ، يتجدد كل يوم،ومع نبضات ديكه وآلام زوجه ، انتظر طويلا الرسائل التى لا تأتى ، رغم مايعانى من فاقة ، وضيق ، هذه الرسالة التى تحمل بعض حنطة ، ورى ، لاستمرار الحياة ، لكنه انتظر ما لا يجىء
وهنا قد نتلمس قسوة الانتظار لهذه الرسالة من خلال ، هذه الفرحة التى رشت قبلاتها على مساحة العمل ، وهذا البوح الشجى ، والرقص المفعم بالوجد والتأسى ، لحالة البطلة ، حيث تنساب الجملة فى عذوبة ، وتنتقل من حالة حسية إلى أخرى .
والكاتبة كثيرا ما تستهل عملها بالجملة الفعلية ، دلالة على دخولها إلى قلب العمل فورا ، و الانغماس فى عملية القص ، دون تمهيد ، دون استرسال ، قد يبعد القارىء ، ويدفع به خارجه ، إنها ترغب فى جذب القارىء ، بل وضعه فورا بين سطورها ، ومعايشتها ، لنقرأ معا هذه الفقرة :" على جناح من الرهبة أتتني... رفعتني لأعالي السموات وأنزلتني.... رائحة لطالما تاق حضني لاحتضانها.... وددت لو احتويت الحقيقة بين أضلعي لكن الأقدار قاسية والأيام فرسٌ جموحُ يصعب على أمثالي ترويضها واحتوائها.... وقفت في فناء المغلف تعصف بقسمات وجهي رياح الرهبة وقدسية الأحرف ....".وهى مغرمة بعملية التقديم و التأخير ، وربما إلى حد ما السجع ، كأنها تتغنى بالكلمات ، حتى أنها تنسى أو تتناسى تماما علامات الترقيم ربما بقصد ، وربما دفع هذا " أبو الأسود الدؤلى" لضربها بالدارة ، حتى تنتبه ، رهبة ، ثم تحليق ، و التقاط أنفاس ، فرحة غامرة ، تأسى ، والأيام فرس جموح يصعب ترويضها ، عودة للمكانية ، إنها فى فناء المغلف ، على سطح الرسالة ، وكأنها طائر حط على غصن ، و الرياح ورياح من فرحة وسعادة و عرفان تعصف بوجهها ... إلى الآن لم ندرك أو نصل إلى حقيقة هذه الرسالة ، تعالوا بنا نفتح معها المغلف :" أخذتني تلك المغلفة بشوقك والمُرسلة بطابع حبك إلى سماء جميلة.... دعني لبهاء نسائمها وطيورها أوصف.... ترى هل نام كفك على تلك الزاوية أم تلك.... هل وقفت عيناك حبيبي على لباقة هذه الكلمة أو ذاك الموقف " إنها رسالة حب منتظرة ، شنقت على مدارج ساعات الأيام انتظارها ، لكن لم تسلم رأسها لجلادها ، هاهى فى سعادتها ، تبحث عن أنفاسه ، عن لمسته ، عن قسمات وجهه حتى تصل بنا إلى حالة من الوجد الجميل الآسر ، تشدنا برهافة حتى نهاية العمل :" تلك البيضاء في يدي.. لا أكاد أصدق نفسي... أشكر الله والزمن والتوقيت... أن حظيت برائحة يَدٍ، عطرةٍ، عقبِ سيجارةٍ، نظارةٍ. وجبةُ حُبٍّ بلغت بها حد الإشباع وحاربت وحدتي والقدر المقيت.
وهنا كان الدفع بما أجلت الاعتراف به ، أو طرحه من أوصاف صاحب الرسالة ، لينتهى العمل بنفس الانسيابية
بقى أن نهمس فى أذن الكاتبة الجميلة ، ونضع يدها أمام بعض الهفوات :
( 1 ) علامات الترقيم التى يجب مراعاتها بين الجمل ، إلا فى حال الضرورة
( 2 ) مراعاة التصعيد أو العكس فى العمل ، أن تسلمنى الجملة لما تليها ، وعدم النكوص ، ومعاودة نفس الحالة .
( 3 ) مراعاة الهمزات ( الوصل و القطع ) لأهمية وصول العمل بصورة سهلة !
( 4 ) خطأ وحيد فى هذه الجملة ( يصعب على أمثالى ترويضها واحتوائها - واحتواءها )
شكرا لك أيتها الكاتبة الجميلة ، و إلى مزيد من الكتابات المدهشة !!
|