كاتب الموضوع :
kirara
المنتدى :
الارشيف
قد يغفر الرجل للمراه التي يحب امورا كثيره في حياته ولكن ما ان تهينه المرأه وتمس كرامته حتى تنقلب الامور كلها راسا على عقب فيستيقظ الوحش الكامن في داخله ليرد لها الصفعة صفعتان والامر من هذا كله أن باب التسامح والغفران يغلق بوجهها فلا يعد هناك مجال للصلح مجددا ربما هذا ما كان يدور في خلد خوان بيدرو بعد ما قوبل معروفه بصفعة جاحده من إمرأة كان له الفضل في إنقاذها فعلى الرغم من ان بوادر الإعجاب كانت باديه عليه إلا انها سرعان ما تلونت بأطياف الغضب والإنتقام فقد عزم خوان بيدرو في تلك الحفلة المشؤومه ان يرد لها الصفعه ولكن بطريقة اخرى اكثر إيلاما وقسوه فلم تخلق بعد المرأة التي تهينه هذا ما كان يردده خوان بيدرو بينه وبين نفسه وهو مستلقي على فراشه يعيد بشريط ذاكرته إلى الوراء قليلا وبالتحديد عند اللحظة الاولى التي وقعت عيناه فيها على انا لوسيا وإنقاذه البطولي لها وكيف وقع اسيرا لنظراتها الساحره التي خرقت جدران قلبه وحفرت مكانا لها في وجدانه ووصولا إلى اللحظة المشؤومه إنتفض جسده برعشة غاضبه وفز عن السرير بعصبية وهو يهز راسه إمتعاضا جلس على طرف السرير و اتكىء بمرفقيه على فخذيه في حين اسند راسه المثقل بالتفكير على يديه وقد غاصتا في بحر شعره الفاحم المنسدل على وجهه طرق على الباب طرقا خفيفا واستأذن صاحبه بالدخول تقدم ابيلاردو بصينية الفطور ووضعها جانبا وبهدوء إنسحب خارجا تاركا خوان بيدرو يسبح في بحر أفكاره التي بدت لا نهاية لها لم تستطع انا لوسيا أن تخرج من غرفتها أو ان تقابل أحدا فقد عزلت نفسها بين جدران غرفتها الصغيره ملصقة راسها على زجاج النافذة وعيناها تتراقص نظراتها الشارده إلى الافق البعيد ويداها تحتضنا صورة والدتها قريبة من قلبها .. كم إشتقت لك يا امي واشتقت لمنزلنا الصغير .. عبارة شوق وحنين إرتسم طيفها الحزين في مقلتي انا لوسيا الشارده لسوء الحظ أن صحة دونيا كونسويلو لم تتحسن كما كانت ترجو بيانكا فوضع والدتها الصحي حرج جدا ولشدة خوفها على امها وغضبها على أنا لوسيا تركت والدتها برعاية كاتالينا وبخطوات غاضبه إقتحمت غرفة انا لوسيا دون إستئذان وهي تصرخ بعصبيه :
ــ اقسم بالله إن حدث مكروه لوالدتي فلن اغفر لك ما حييت . إلتفتت انا لوسيا نحوها وقد فاجأها صوت صراخها الهستيري نظرت إليها بعينين ذابلتين دون ان تقول شيئا ومن ثم عادت واسندت راسها على زجاج النافذه وكأن شيئا لم يكن إزداد غضب بيانكا لتصرف انا لوسيا الغريب اندفعت نحوها فوكزتها بشدة على كتفها ليختل توازنها وتسقط الصورة من يديها لم تأبه انا لوسيا بالوكزة التي آلمت كتفها على قدر إهتمامها بصورة أمها الملقاة على الارض لاحظت بيانكا كيف أن للصورة أهمية كبيرة لأنا لوسيا فعيناها لا تفارقانها للحظه فسارعت وخطفتها من الارض قبل ان تصل إليها يد انا لوسيا ورفعتها عاليا لترتفع عينا انا لوسيا تتبعها بإهتمام وهي تراها تتأرجح في الهواء في يد بيانكا الغاضبة وهي تقول لها بسخرية :
ــ يهمك كثيرا امر هذه الصوره ؟ لم تجبها انا لوسيا بشيء ولكن الجواب كان جلي على إمارات وجهها الحزين فعيناها لا تتوقفان عن ذرف الدموع إبتسمت بيانكا بخبث وبكل قسوة ضربت الصورة بشده بطرف النافذة لتتحطم الصورة على مراى ناظري أنا لوسيا وقالت بصوت المنتصر :
ــ ربما الآن ستشعرين بما اشعر به .. وارتفعت قهقهاتها الشريرة تصدح في زوايا الغرفة وبغضب جامح وصرخة صماء إنبعثت من اعماق قلب جريح صرخت انا لوسيا صرخة كادت تصم الآذان واندفعت كالموج الهائج على بيانكا تشدها من شعرها و تصرخ بألم :
ــ كيف تجرئين على تحطيم صورة امي .
في هذه الاثناء قرع جرس الباب فأسرعت كاتالينا إلى فتحه وعند الباب امسكت بمقبضه وفتحته على عجل لتتفاجىء بالرجل الواقف امامها حاملا بيده حقيبة سوداء قائلا :
ــ المعذره .. هل هذا نزل عائلة ميندوزا ؟ لوهلة اصيبت كاتالينا بالجمود وكيف لا يصيبها وهي ترى الرجل ذاته يقف امامها وعلى وجهه الإبتسامة الساحره ذاتها أعاد عليها السؤال ذاته لتسارع قائله :
ــ نعم هذا نزل عائلة ميندوزا .. بما اخدمك سيدي ؟ اجابها بصوت هادىء :
ــ أنا ادعى الدكتور خوان بيدرو .. وقد جئت لأطمئن على صحة السيده كونسويلو ؟ وبرعونه أخذت تتخبط بكلماتها قائله :
ــ يا الهي إنك طبيب .. اعني .. عفوا تفضل سيدي . دخل خوان بيدرو إلى الصاله وجال ببصره يتفحص ارجاء المنزل من حوله إرتفع صوت كاتالينا من خلفه قائله :
ــ من هنا من فضلك . واشارت بيدها بأن يتبعها حتى توصله لغرفة دونيا كونسويلو واثناء طريقهم إرتفع صوت صراخ مدوي ينبعث من الغرفه العلويه تسمر خوان بيدرو في مكانه وعلامات التعجب والإستغراب تعلو وجهه في حين شهقت كاتالينا صائحه :
ــ يا الهي مالذي يحصل ؟
هذا ما سنعرفه في احداث الحلقه القادمه فانتظرونا .......
|