كاتب الموضوع :
kirara
المنتدى :
الارشيف
بعد ان علمت دونيا تريزا بخبر قدوم خوان بيدرو المفاجىء سارعت إلى لقائه كما إعتاد منها دوما بفتور وإعرابا على سعادتها المزيفه امرت بأن تقيم حفلا كبيرا على شرف عودته سالما لدياره على ان تقام مراسيم الحفل الكبير غدا في تمام الساعة 7 مساء فباشرت من فورها بتحضير قائمة بأسماء المدعوين للحفل الكبير وكان معظم الاسماء التي صفت تباعا في القائمة المهمه أسماء لأبرز الشخصيات والأعيان في المجتمع ومن بين تلك الاسماء كان الشرف لعائلة مندوزا فعلى الرغم من حالة الفقر التي تعيشها عائلة دونيا كونسويلو إلا أن الجنرال غوميز ميندوزا كان له صيت عظيم في الاوساط الإجتماعيه ربما توفي دون غوميز مخلفا وراءه الديون إلا أنه ترك خلفه إرثا عظيما وهي السمعة الطيبه والتي كانت تعد اهم بكثير من النقود هذا ما كان يعزي مصاب دونيا كونسويلو ويخفف عنها ضنك العيش وعلى طاولة العشاء الفاخرة حيث صف ما لذ وطاب من الاطعمة الفاخره جلست دونيا تريزا على راس الطاولة بكل كبريائها وخيلائها في حين جلس خوليو على يمينها وخوان بيدرو على شمالها كان الصمت يلف المكان فلا تعد تسمع سوى أصوات الملاعق والشوك تصطك في الصحون وعلى ضوء الشموع الباهرة طفق خوان بيدرو يرشف حساءه بوقار وخشوع في حين خوليو يرمقه بسهام نظراته الحاقده بين الفينة والفينة ودونيا تريزا لاهية بزينتها وجواهرها الثمينة التي زينت بها جيدها ومعصميها قطع عليها شرودها صوت خوان بيدرو يستأذن بالإنصراف فهو متعب من السفر ويحتاج للراحة شقت فمها بإبتسامة باهته وهي تودعه بقبلة صغيره على خده وبخطى رصينة خرج خوان بيدرو من قاعة الطعام صعودا إلى حجرته حيث ألقى جسده المنهك على الفراش دون ان يبالي بخلع حذائه وتبديل ملابسه فباله كان مشغولا بأمور كثيره اهمها كيف سيتأقلم بالعيش في بيت هو على يقين بكره أهله له فخوليو يضمر له الحقد والبغض وجدته لا تبالي به كاد راسه ينفجر من كثره التفكير ابعد عن ذهنه تلك الافكار المزعجة بأن توسد ذراعه واستسلم للنوم ممنيا نفسه بصباح يوم جديد يحمل معه الامل لم تستطع دونيا كونسويلو أن تخلد للراحة إلا بعد أن إطمانت من تحسن حال أنا لوسيا فبعد ان شربت كوب الاعشاب التي برعت بإعداده كاتالينا إستطاعت بعده ان تنام بسلام كطفل صغير خرجت دونيا كونسويلو على اطراف اصابعها حتى لا توقظ أنا لوسيا واغلقت الباب خلفها بهدوء وفي الممر سألت كاتالينا :
ــ كيف حدث كل هذا ؟ كاتالينا تجيبها بهمس :
ــ لا اعلم يقينا يا سيدتي ولكني لاحظت انها كانت تشعر بتوعك بسيط اشرت عليها ان ترتاح إلا انها اصرت ان تساعدني في إعداد الفطائر . دونيا كونسويلو بريب :
ــ وما دور بيانكا في الموضوع كله ؟ كاتالينا :
ــ لست ادري ولكنها كعادتها كانت قاسية في الحديث معها .. أمسكت دونيا كونسويلو راسها وبيأس أردفت قائله :
ــ لا اعلم ماذا افعل بها هذه الفتاة ستفقدني صوابي .. كاتالينا :
ــ تحلى بالصبر يا سيدتي فبيانكا فتاة طيبه كل ما تحتاج إليه هو الوقت الوقت وحده كفيل بعلاج ما افسده الزمن .
هزت دونيا كونسويلو راسها على امل ان يصدق حدس كاتالينا وفي صباح اليوم التالي أشرقت الشمس بنورها الوضاح تلقى بسنابل اشعتها الذهبيه تداعب فيها اوراق الشجر الخضراء إستيقظت أنا لوسيا إثر زقزقة العصافير خارج نافذتها وبصعوبة سحبت نفسها من الفراش فقد كانت تشعر بضعف شديد سارت حتى النافذه وفتحتها لتفزع العصافير وتطير بعيدا ولكن ليس بعيدا جدا فقد إحتمت بين اوراق الشجر الكثيفه إلا أن صوت زقزقتها البديع تفضح عن مكان إختبائها وبإبتسامة مشرقة إستقبلت أنا لوسيا تباشير الصباح ولم تبخل الطبيعه الساحره بأن ترد عليها التحيه فنسائم الهواء العليلة تتلاعب بخصلات شعرها الاثيري وسنابل أشعة الصباح تداعب صفحة وجهها الوضاء شعرت أنا لوسيا بعدها بالنشاط يدب في جسدها المنهك الصغير فعلى الرغم من جمال الإبتسامة على محياها إلا أن نبضات قلبها الصغير مازال يحمل في دقاته صدى قسوة كلمات بيانكا لها بالأمس بدلت ملابسها على عجل ونزلت إلى صالة الجلوس وجدت خالتها تحيك بصمت وكاتالينا تجلس بقربها تفرد لها خيوط الصوف القت عليها تحية الصباح لنفاجىء دونيا كونسويلو بها فقالت :
ــ لماذا نهضت عن الفراش يا عزيزتي ؟ أنا لوسيا :
ــ هذا لأني أشعر بالنشاط واحببت أن لا افوت شرف الإفطار معك . إبتسمت دونيا كونسويلو واشارت لها بالجلوس قربها ومن ثم لفت وجهها براحتي يديها قائله :
ــ كان عليك أن تبقي في الفراش حتى تستعيدي كامل عافيتك . انا لوسيا :
ــ ولكني بخير .. قاطعتها دونيا كونسويلو بأن قالت :
ــ لست كذلك لأن وجهك ما زال مصفر بعض الشيء أريد منك ان تعودي إلى الفراش وستحضر لك كاتالينا الإفطار . وكالبنت المطيعه إمتثلت أنا لوسيا لأوامر خالتها على الرغم من إستيائها ذلك لأنها ستضطر لقضاء يومها كله بالفراش قبلت خالتها على جبينها وفي طريقها إلى الصعود قرع جرس الباب سارعت انا لوسيا لفتحه لتفاجىء برجل بدين يبسم لها بوقار ويقول :
ــ أهذا مقر إقامة عائلة الجنرال ميندوزا ؟ هزت انا لوسيا راسها بأن قالت :
ــ أجل هو كذلك .. مد الرجل يده بمغلف ابيض فاخر ومن ثم أحنى راسه بإحترام وانصرف بهدوء أغلقت أنا لوسيا الباب لتسألها خالتها قائله :
ــ ماذا هناك عزيزتي ؟ اقبلت انا لوسيا تحمل المغلف بيدها قائله :
ــ رجل يسأل إن كان هذا مقر عائلة ميندوزا وعندما اجبته مد إلي هذا المغلف . تناولت دونيا كونسويلو المغلف من أنا لوسيا وفتحته وما هي إلا دقائق معدوده حتى إستبشر وجهها بالنور وقالت :
ــ لا أصدق .. واخيرا القدر يبسم لنا .. أنا لوسيا :
ــ مالامر خالتي أهي أنباء سعيده ؟ دونيا كونسويلو بفرح كبير :
ــ هي كذلك يا عزيزتي فنحن مدعوون لحضور حفل عشاء راقص تقيمه عائلة إسبيرادو .. وهنا إرتفع صوت بيانكا صائحة :
ــ ماذا قلت عائلة إسبيرادو .. وكالمجنونه خطفت البطاقة من يد والدتها تقرؤها على عجل ومن شدة فرحها أخذت تصيح كالمجنونه قائله :
ــ يا إلهي الحفل غدا والوقت ضيق لن أتمكن من تحضير نفسي لا بد ان استغل اليوم كله في البحث عن فستان يليق بهذه المناسبه الفاخره .. وانطلقت تجري وتصرخ على السائس فبيانكا فتاة صعبة المراس تحب الكمال في كل شيء كل هذا يحدث وانا لوسيا واقفة في مكانها وعلامات التعجب والحيرة تعلو وجهها مع سؤال يهتف براسها لما كل هذه الجلبه ؟ إنها مجرد دعوة لحضور حفل عشاء راقص ؟ ..
هل هي حقا مجرد دعوه عاديه ؟ كيف سيكون الحفل ؟ وهل سنرى اللقاء الإسطوري يجمع ما بين أبطال حكايتنا ؟ كيف سيكون اللقاء ؟ وهل ستحضر أنا لوسيا الحفل ؟
قراءه ممتعه
|