الفصل الثالث عشر
حديث الذكريات
بعد اسبوعين
بعد ماكان ببيت ابوو مشعل عزا وااحد .. صار في عزا ثااني .. بس هالمره العزا غير .. كان عزا نوران .. نوران الي ماااجفت عليهااا عين امهاا من سمعت الخبر .. نوران الي نسيم من كثر ماابكت عليهاا .. ارتفع ضغط عينهاا .. وصاارت جمر تشتعل بالمحااجر .. نوران الي مشعل بكل علو صووته ..بكى وماااستحى .. بكي بحرقة وهو حتى الان يسمع صوتها بذنه وهي زعلانه : مشعل حلقو شعري كله يااامشعل اختك صااارت صلعه تمااما ...
تذكر وشولون رد يمزح معها ..: عشان تصيرين ماايكل جورد من جد بس لا تنسيين حطي فحم بوجهك
قالت : ياااثقل دمك
رد : تعافي وحليه " خففية " يفدااك"
وهناك جلست لطيفة وكلمات المسج الصوتي ترن باذنها: لطيفه انا اسفه على كل الي سويته .. اعرف اني جرحتك ...وادري الي سويتيه من خوفك علي انا مو زعلاانه .. انا اللحين بركب الطيارة .. عندي عمليه ومااعرف يمكن ارجع او لا .. عموماا حليني وساامحيني ..وخلي نجود كمان تسااامحني .. وابي منك وعد الي صاار بيناا لااتقولينه لاحد.. في امان الله "
ونجود الي جنبها ودمعتها على خدهاا .. الخبر كان صاادم جداا لها.. وماقدرت ابدا تستوعبه .. سرعان ماتفرقت جموع المعزيين
× مشعل ×
دخلت البيت واناا مو شاايف قدامي ... ارتميت ع الكنبه وانا مسند راااسي عليها .. مو مصدقه اني خلاص ماارح اشوفها .. ماارح اسمع صوتهاا ... ماارح اتهااوش معها .. شفت نسيم نازلة من غرفتهاا قمت عليها وانا اعرف انها اكثر وحده تعبااانه من رحيل نوران ...ضميتها لصدري وبدت تبكي من جديد ...
قلت ماادري اواسيهاا او اواسي نفسها : بس ياانسيم .. اصبري واحتسبي
نسيم : راحت يااامشعل .. تركتني .. الي رااحت مو نوران اناا يااامشعل ..نوران جزء مني ..نوران اناا
زدت الضغط عليها: بس ياانسيم حرام عليك بس
اخذتها وجلستها جنبي وهي تشااهق : تعرف كانت تقولي بالمطار نسيم لو مت خذي عيوني وشوفي الدنيا
بالنهايه ماتت ولا شفناها حتى الدفن مادفناهاا هنا
ماعلقت ماعندي شي اعلق عليه : امي ومنال ويين ؟!
ردت علي : منال تصلي وامي بغرفتها تقرأ قرأن .. متى طيارة ابوي ؟!!
رديت عليها : الفجر .. بروحله بعد صلاة الفجر .. اطلعي حبيبتي اللحين نامي
سألتني : وانت ؟! مابتنام ! اخليهم يحطون لك عشى؟!
قلت لها : نسمه مااابي شي اطلعي نامي
طلعت تناام .. واناا فضلت عالكنبه اليين ماااغفت عيني ..ومااقمت الا ع الصلاة ..صليت وطلعت ع المطار
للاسف وصلت متأخر وكانت طايرة ابوي وصلت خلااص .. لقيته ينتظرني بساحة الانتظار ..كان شكله مرهق وتعباااان ..وكانه كبر بالعمر الضعف .. سلمت عليه وركبنا السياارة
كانت عيني صحيح ع الطريق .. لكن عقلي مو معي : شلون صار ؟! كلمتناابعد العملية كانت بخير
ابوي بصوت مهمووم : العملية كانت نااجحه تماماا.. الدكاترة استئصلوا الورم بنجاح .. ماصارت أي مخاطر ماعدا انها نزفت شووي اثناء العمليه بس كاان عادي ..سيطروا عليهم .. يومين بالعنايه وطلعت ياامشعل ..وبعد يوم طلعتها من المستشفى .. كنا خلااص نبي نرجع ...لكني اصريت عليها .. نسافر لاسبانيا ونتمشى فيهاا تغير جو .. كنت ابيها تجدد نفسيتها .. تبعد عن كل شي له علاقه بالضغوط النفسيه مااكنت ادري اني اخذها لموتها .. قضيناا اربع اياام بمدريد .. كانت مبسوطه وكاانت تزن " تحن " علي تبي تروح تحظر المبااراة .. قطعت التذااكر قبل يوميين .. من المباارة لاجل مااتخلص .. ذاك اليوم تركتهاا بالفندق .. ورحت اقاابل صديق لي .. قاابلته بمدريد .. كاان بيني وبينه عمل ... وانا جالس بالمطعم وعلى شااشه التلفزيون شفت التلفزيوون يبثون خبر عاجل .. شفت الفندق الي نازلين انا واختك فيه منحرق .. طلعت من المطعم مثل المجنون .. مااادري شلون عبرت الشواارع .. ماادري شلون وصلت للفندق .. كان محترق .. الناار اكلته كله .. عرفت ان الحريق ماكان عاادي لا.. كان بفعل فااعل .. لانه ماحرق طابق ولااثنيين .. الحريق كان بكل طاابق وكل طاابق .. اشعلوه بشكل مختلف .. وجماعه انفصااليه اسباانيه تبنت هالحريق... جلست يوم الين مااأكدت لي الشرطة ان خلااص انسا ان بنتي حيه .. كنت اكذبهم ... كنت اقول لا بنتي حيه ...اليين ماشفت جثتهاا .. تاكدت سااعتها ان كل شي رااح وانتهى
سألته : ليه مادفنتها هني
رد علي : اكرام الميت دفنه .. دفنتها هنااك بمقاابر المسلميين
قلت وانا اضرب الدريكسون بغضب: دفنتها وحرمتنا من نظرة اخيره لهاا
تجنب الرد وسألني : وش حكموا على مروان
رديت عليه : 80 جلده حد لشرب الخمر .. والقتل تعزير
تمددت على سريرهاا .. ماتبي تقووم .. بالكااد قامت تصلي .. دموعها على خدهاا تجري ..مااهي قااادره توقفها .. من درت بالخبر .. ماااقدرت تغمض عينها .. معقول خلاص صديقتهاا رااحت ؟!
× لطيفة ×
يااربي .. ماني قادره استوعب .. ماني قادره اصدق .. امس كان اخر اياام العزاء .. الين دحين ماااني قادره استوعب .. كل مااخطر على بالي ذكرى نوران .. انفجرت ابكي .. نوران صديقتي .. صديقتي الي خسرتهاا بهباالتي وغبااائي .. اناا مااكنت استااهل صدااقتها .. مااكُنت استااهل تكون جنبي .. دخلت امي واعتدلت بجلستي ومسحت دموعي
امي وهيا تجلس ع السرير: لسى تبكي ؟! ياابنتي ادعيلها بالرحمه هياا دحين ماتحتاج الا دعااكي
حضنت امي : وحشتني ياامي وحشتني
امي : وحشتكي يااابنتي ولا زعلانه من نفسك ؟!
تنهدت : والله التنتين " الاثنين " ياامي .. صوتها اللين دحين اسمعوا ياامي .. وهيا تعتذر مني .. مو كانوا انا الي غلط بحقهاا .. ولا الي مديت ايدي عليها
امي بعتب لاني حكيت لها كل شي : مو لو كان مسكتي اعصاابك واتفااهمتي معاها مو كان احسن ؟! كسبتي ايش ياالطيفة ؟! ياابنتي اليوم نوران خسرتيهاا بكره ممكن تخسري بيتك وزوجك وكل الي حوليكي .. الواحد لازم يكون عااقل ويتاكد .. بالله بكرة لو جاتك وحده وقالتلك انا صحبت جوزك "زوجك " بتروحين لولد النااس وتقوليله طلقني ياااخااين
ابتسمت غصبا عني على اسلوب امي بالكلام : شكلك راايقه ياامي
امي : ايوا رايقه .. قومي غير حوايجك " ملابسك " عشان تلحقي الجامعه
قمت وغير حوايجي .. ولبست بنطلون جنز وتيشرت وعليه لاب كوت .. الفطور الي سوته امي مااقدرت اكل منه الا قطعة جبن وشربت نسكافيه .. كان عزوز جالس معانا لكن مااعطيته وش " وجه " لبست عبايتي وخليت السواق يوصلني .. دخلت الجامعة واناا ادور بين وشوش " وجيه " البنات يمكن اشوف وش "وجه" نوران بينهم ..لكنهاا كانت مختلفه .. كلها مختلفة .. قررت اروح العب ريااضه .. يمكن اصفي ذهني شويا .. خصوصا اني مو قاادره اركز .. وماالي نفس اخذ أي محاضرة .. مشيت وكانت عيوني ع الارض .. خلاص ماابغى ارفع عيني بوش أي احد .. ماابغى اشوف أي احد .. الا اني صدمة بوحده قداامي
كانت ترااقبها من يوم مادخلت من بوابه الجامعه .. كانت تشوف شكلها متغير مو عارفه ليه .. وعيونها الي كانت تجول بين وجيه البشر تركزت ع الارض ..لدرجة اصطدمت فيها من غير لا تنتبه
× اسومه ×
البنت فيها شي مو طبيعي .. رفعت راسها : انتي !
ابتسمت بدلع : ايوا اناا .. وين نوران
ناظرتني نظرة مافهمت مغزاها ..كملت: ادق ع الجوال مغلق وينها ؟! حتى دوام مااتداوم
سألتني : وانتي تبغيها ؟!
رديت : اكيد خويتي وابيها
ردت علي : تلقينها بالمقاابر
انصدمت : نعم ؟!! تستخفي دمك حضرتك
مشيت وطنشتني .. لحقتها ووقفتها غصبا عنها : نوران ووووييين ؟!!
صرخت بووجهي : نورااان ماااتت .. تعرفين يعني ايش ماتت .. خلااص بببببببح رااحت ماارح ترجع ابداا نوراان تحت تراااب .. تحت التراااب .. وانتي كانت تضرب على صدري بسباابتها بقوة انتي دمرتي صداااقتناا انتي هدمتي كل شي كان حلو بيني وبينها بسموومك .. لطختي سمعتهاا شووهتي صوورتهاا .. واناا زي الغبيه صدقتك .. وخليتهاا تسااافر وهي زعلاانه مني .. خسرة صديقة عمري بلحظة وانتي السبب .. رجاء وشك "وجهك " ماابغى اشووفه ولا اسمع صووتك .. ونوراان ياااريت تدعيلهاا برحمه ..وياااريت تلحقين نفسك قبل لااتصيرين بنفس مكاانهاا
لفت تكمل طريقهاا ولا كان شي صاار .. البنت كذاابه .. اكيد كذاابه .. ماامااتت .. نوران مااامااتت .. البنت سليمه ماافيهاا شي .. حتى انها ريااضيه.. نوران ماامااتت ولطيفة كذاابه .. ايوا كذاابه وستين كذاابه .. تقول هالكلام بس عشاان تبعدني عنها .. تبغااها لها .. ايواا تبغااهاا لهاا .. لا المواضيع هااذي ماتتحمل لا كذب ولا مزح .. انا جالسه اخرف .. نوران .. مستحيل
جاتني وحده من شلتي : اسووم اسووم
التفت عليها : هاا
روان : اشبك " وشك " وجهك مصفر؟!
رديت : مافيني شي ايش كنتي تبغى ؟!
روان : انتي مااسمعتي الخبر ؟!
سألتها : أي خبر ؟!
جاوبتني : مكتب الانشطة الريااضية منزلين نعي بلوحة الاعلانااات .. نوران ماتت
صرخت فيها : اييييييش ؟!! متأكده
ردت : ايواا متأكده .. انتي لو شفتي البنات كيف متجمعين عند المكتب ومو مصدقيين .. البنت لها ثلاث اياام من مااتت
سألتها : كيف ماتت ؟!!
ردت علي : مااعرف كل الي اعرفه انهاا مااتت
عصبت على برودها : كيف مااتعرفيين ؟! مين الي يعرف اجل ؟!
روان ببروود : هي اشبك انتي .. ماتت وخلااص هوا تحقييق وي عليكي الي يسمعك يقوول تقربلك مو الجو حقك والي ماطلتي منهاا حااجه
قلت لها : انقلعي من قدام وجهي بالطيب
روان : بس لا تصرخي راايحه .. حكم
ماتت .. الي قااالته لطيفة صدق .. ماتت .. خلااص .. انتهت حيااتهاا .. انتهت
حتى هي الى الان صادمها الخبر.. خسرة صديقتها فجأة .. سافرت فجأة وماتت فجأة .. صعب عليها تتحمل الموضووع لكن بالصبر الي هو سلاح المؤمن .. كانت تقوي نفسها .. اتجهت من البوابه للكلاس الي ماالقت لطيفة فيه .. ففكرت انهاا ترووح للنادي .. وتسحب ع المحااضراات
× نجود ×
سلمت ع السكيرتي ... الي كان الحزن مرسوم على وجيهم .. من نزل نعي نوران وهم مكتئبات نوران طول عمرها تمزح معاااهم .. تجيب حتى فطورهم احياان
لقيت لطيفة وااقفه ومااسكه كورة وتعملهاا دربل " ضرب الكره براحة اليد حتى تصطدم باالارض " وكان قوي ومطلع صوت عالي ومزعج .. وهذا الي وضح انها معصبة او زعلانه
سلمت : سلام
ردت بغير مبالاة : وعليكم السلام
قربت منها : كيفك لطيفة ؟!
وقفت الدربل وضمت الكورة لصدرهاا : مو بخير .. مو بخير
عرفت انها تقصد نوران : لطيفة اذكري الله
ناظرتني : بالله تحسين الناادي زي زماان .. زي مااكانت في .. تعرفي كل شوياا "فترة " اطاالع للبااب اقول دحين بتجي .. دحين بتدخل من البااب وتعلمني مناورة جديده .. دحين بسمع صوتهاا وهياا تهزئني لاني اتاخر ع التمرين .. بس ولا شي من هدا يصير
سحبت الكورة من يدها وصرت اعمل دربل : اول مره دخلت النادي كانت نوران تلعب مع
احلام .. وكانت احلام لسى في المبتدئات .. كنت ابحلق فيهم .. الين مااطلعت الكورة برى .. وجريت نوران وراها تجيبهاا
طلبت مني ارميلها الكورة .. لمى رميتهاا لهاا سألتني : تحبي البااسكت ؟!
رديت : احبها بس مااعرفلها
سألتني : ايش رايك تتعلمي
رفعت يومتها حواجبي باستنكار : اتعلم .. امم ماااعتقد احسها معقده مره
ابتسمت بوجهي : ماهي معقده .. لكن اذا غيرتي راايك .. عندنا تدريب للمبتدئات تعالي مارح تخسري
ابتسمت لطيفة : تصدقي هيا الي علمتي كيف امسك الكوره ... كانت تقولي ياالطيفة مو تطلعين حرتك فيهاا طبطبي عليها برااحة يدك .
جلسنا ع الارض : انا لماا كنت اشوفها .. كنت افكر انها وحده مغرورة متكبره .. ومع استاايلها كنت اقول اكيد انها راعية بنات وعلاقاات مشبوهه .. لكن انصدمت لما عرفتها عن قرب .. هذاك اليوم ماارضيت اشاارك معها لاني فكرتها تتحرش فيني ..ابتسمت .. بعدين قاابلتها بمكتب ذوي الاحتياجات الخاصه .. كنت يومتها رايحه اختبر لطالبة علم اجتماع .. شفتها جالسه تنتظر ع الكرااسي وشكلها قلقاانه .. سلمت عليها عادي ودخلت اختبر عادي .. سلمت على البنت وحليت لها الاسئلة .. وبعدين خرجنا انا وياها من المكتب كانت نوران لسى جالسه وتهز رجلهاا بقووة ... اول مااشاافتناا جرت ع البنت الي جنبي ..
نوران : بشري سهل
ردت عليها نسيم : كان الحمدالله سهل
رجعت تسألها : جاابت طرق الدراسات البحث .. انتي ماكنتي حافظتها زيين
ردت : لا ماجابتها
كانت تسالها ع الاختباار لدرجة شكيت ان هي الي مختبره مو نسيم : وبعدين نوران والله كان مره سهل
ابتسمت : اخوات ؟!
نوران طوقت نسيم من كتفها : تؤام
من يومتهاا احت لنوران وحبيتها .. اصلااا مااا حبيتها الا عن طريق نسيم .. صحيح توائم لكن لكل وحده فيهم شخصيتها الخاصه .. مايتشاابهون كثير الا بضحكتهم .. نفس الطريقة بالابتساامه
سألتها : قد شفتي نسيم مو ؟!
ردت علي : شفتها بفرح عزوز وبالعزاء
رديت : اووه على ذكر عزوز .. وش اخباارك مع حرمته
لطيفة لوت بوزها : يااشيخه اذكري شي عدل
قلت لها : مو مرتاااحين معها
لطيفه تنهدت : خليهاا على الله
ترددت : لطيفة ابغى خدمه من امك
استغربت : من امي ؟!
رديت : ايه ابيها تدور عروس لعمي
لطيفة خبطتني ع كتفي : قالولوك امي خطابه
رديت : ااااااااي .. لا بس امك حبوبة وانا ابغى ازوج عمي وامي مستحيل تدور له عرووس وامك مره كبيرة وعاقله وتفهم بالحريم ..اما اناا
لطيفة : والله بااين انها تفهم والدليل رهف
ابتسمت : يااابنتي النصيب
يــــــــــــــتـــــــــــــــــــبع