لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > الخواطر والكلام العذب > خواطر بقلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

خواطر بقلم الاعضاء خواطر بقلم الاعضاء


ليس غير جزورينه عجفاء .....!!

ليس غير جزورينه عجفاء قبل أن يأوي إلى فراشه هذه الليلة ، وارب شيش البلكون كالعادة ، التزق به متلصصا بحذر على الحجرة المقابلة ؛ حيث الشباك على

موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-12-07, 05:49 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 10109
المشاركات: 1,430
الجنس ذكر
معدل التقييم: ربيع عقب الباب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ربيع عقب الباب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
Jded ليس غير جزورينه عجفاء .....!!

 

ليس غير جزورينه عجفاء


قبل أن يأوي إلى فراشه هذه الليلة ، وارب شيش البلكون كالعادة ، التزق به متلصصا بحذر على الحجرة المقابلة ؛ حيث الشباك على مصراعيه ، والضوء قوى إلى الحد الذي يرى معه بدقة كل ما تقع عليه عيناه.
كانت أرملة إسماعيل ( أبو شملة ) الذي عرف في الحي بأبي مدفع ، أنثى لا تعترف بالوقت ، مكتنزة الصدر قوية كثور ؛ برغم التجاعيد البادية على وجهها . كان لها وجه مستدير بارز العظام ، وعينا أنثى تتجشآن رغبة .. هاهي أمامه ، في مواجهته تماما، ترفع عن جسدها قميصها الوردي بتؤدة ، فتنفرط كتلتا الثدي بقسوة ، تحت ضغط ( الاستك )العنيف ، ثم تستقران ، وشعرها ينحدر منسدلا .. حاضنا الرقبة في تماوج ورشاقة ، و لم يكن الشباك المقابل ليسمح بأكثر من هذا . تقافز بغيظ محاولا الوصول إلى نقطة أعمق ، تململ ، احتم كيانه ، أحس بجيش من النمل يفرى جسده . أغلقت الشباك . ارتمى على سريره باكيا .. رافعا بنطال بيجامته الذي أنزله أثناء التصاقه بالنافذة . تمنى لو يضمها . تدخل في لحمه ، يغور فى لحمها المترهل ، ولو لليلة واحدة ليطفىء هذا الوهج ، يبددها من ذاكرته التي تعلقت بها كدودة علق .
كان قد حزم أمره على ما ظل يراوده ليالي طوال ككابوس ، فكثيرا ما كانت تأتيه بغلالة شفافة ، ولم تكن وحدها ، بل تأخذ بين أحضانها ( أبو شملة ) ، وتصر على أن تريه مواهب زوجها _ هذه المتصابية العجوز _ وكم كان هذا مؤلما. ارتدى بنطاله وقميصه ، التقط بقدميه حذاءه _ الذي لف القطر كله فما وجد غير نسخة وحيدة منه _ تقدم على أطراف أصابعه كلص ، محاذرا ألا يحدث صوتا ، انفلت من الباب ، أصم أذنيه عن النداءات المتكررة ، التي راحت تثنيه عن عزمه ، لا يصدق نفسه . إنه أخيرا ينهى هذا الألم .
هاجمته صورة زوجه التي تركت له كل شيء ، وخلفته غير آسفة ، إلا على سنة عاشتها بنارها على محرقة. أوقفته أمام الباب ، بسخرية تلوت أمامه ، نادت عليه :" لا تفعل .. أنا هنا .. لا.. ". داعب شعر رأسه الخفيف .. هرش بقوة ، نحاها جانبا . كان نداؤها الساحق يتمدد أمامه .. مفسحا الطريق ، ويداها الخشنتان تجرانه بلا رحمة . غزا الدار ، صعد برشاقة قط على درجها المتآكل ، أصبح أمام حجرة ( أبو شملة ) ثنى عوده المديد ، قبل أن يبص سمع دغدغة الماء على جسدها .. ووهوهة تصدر من كتلة اللحم ، تسرى في حلقه المختلج ؛ فتتفتح زهرة القط ، من موتها انتصبت !!
كانت في طشت الحموم ، تليف جسدها الممتلىء. يالرب السموات والأراضين .تتملى مداعبة جسدها الفريد ، وحيدة هي ، زفت بناتها واحدة بعد الأخرى إلى بيوت عدلهن . خمش الباب بأظافره ، رفع يده. سكنت الدندنة .خمش ثانية . بصوتها الأبح همست :" بس .. باقول لك .. بس ".
استمر في خمش الباب . أصاب المرأة رعب قاتل . قطط الليل لا تزجر. انكمشت ، أرهفت السمع ، لملمت جسدها ، حين همت بسحب قميصها ؛ لتحكم إغلاق الباب ، طرح ضلفة الباب ، فانداح دون مقاومة تذكر. كان أمامها بعينين زائغتين ، ووجه مصفى ، وأنفاس لاهثة . دفع قبضة يده فى حنكها ، ألقى بجسده عليها. تهالكت دون مقاومة . وهو راسخ كجبل ، لم يرفع القبضة عن الفم ، حتى تراخى جسدها تماما ، وتفجرت نشوتها ، رفعت غطاءها الليالي القاحلة ، وانكشف فيها السهد والحرمان والوجد .تحولت إلى كائن وحشي، وتجلى شوق السنين في وهج الشفق الغارب . بحثت عن الفارس المقتحم ، ما وجدت غير جثة هامدة ضاوية .. غارقة في بحر عرقها ، تخور وتلهث !!
من يوم رحيل أبى العيال ما دبت في هذا المكان قدم ، اللهم إلا أزواج بناتها الثلاث ، وبعد أن نسيت طعم المؤانسة يجيء هذا الكائن الرخو هكذا _ دون كلمة _ يقلب الدنيا على رأسها :" سوف يذهب ، يراه أهل الحارة فيفتكون بي _ أنا العجوز _ لن أستطيع في هذه السن ، نعم سوف أكون مطمعا لكل دود الأرض في الحارة . لن أتركه ، أربيه أولا ، ثم أقتله ، وألقى به في الخلاء .. نعم ، إنه لا يستحق إلا ذلك الموت ، أعبئه في جوال ، وألقى به لكلاب السكك ".
تكومت حائرة ، حانت منها التفاتة إلى جلد بطنها المترهل.. ثدييها المتفجرين بقوى وثنية ؛ منذ كانت طفلة في العاشرة لم تذق طعما لطفولتها ؛ فبمجرد اهتزازهما ، حرمت من اللعب في الحارة ، لكنها كانت دائما تتسلل ، وكان ينتظرها هناك على جانب التل .
عندما طلبها أحد الجيران الفتيان للزواج رفضت ، كان جزاؤها الكي بالنار . انسحبت تلبس ثيابها. كانت قد رفعت عنه ثيابه ، و ألقت بها بعيدا . تعلقت بالدولاب ، سحبت حبال الغسيل الملونة ، قيدته ، دحرجته تحت سريرها . وهو منهك مذهول . وضعت على فمه عصابة .
نامت غير هانئة ، ترهف سمعها لبكائه .. تقلبه في قيوده ، أكثر من مرة منعت نفسها من إطلاقه ، نعم أذاب كيانها حنانا وشفقة ، لكنها كانت تتذكر لحظة اقتحامه عليها عالمها ، غاشما يبدد صفاء شيخوختها.
في الصباح جرجرته ، حبتان من التوت الطري عيناه ، رفعت عنها ملابسها دون اهتمام ، كشفت له كل شيء دون كلمة ، ثم بكرسي أعادته إلى مكانه .
في الظهر فعلت نفس الشيء ، وقد بدت هالات سوداء تظهر حول عينيه ، بنفس الكرسي أعادته إلى مكانه .
فى المساء أيضا قدمت نفس الوجبة ، أمسى وجهه أكثر امتقاعا ، بذلٍّ أشار إلى الماء ، قدمته له ، طلب أكلا ، لبت دون أن تفوه بكلمة ، أراد يسألها عن هذا المنطق العجيب ، لكنه جبن ، تذكر كل النساء اللاتى غزا خدورهن ، كثيرا مابهرن بحنانه وأبوته الفياضة ، هدهدته لأطفالهن كان لها رائحة لزوجة الطعم الملقى للأسماك ، أما أسلوبه الذي لا يحيد عنه ، ولم يكن يستخدمه إلا المدحورون من المحبين ، مفتاح ذهبي يفتح سراديب ، لم تكن لتفتح إلا به ، وبه وحده ، تختفي الأبواب المغلقة ، وتتراجع كل الحوائل ، حتى الخفي منها ، لم يكن غير الوعد بالزواج ، يغزو خدورهن بفروسية لا يصدقها هو نفسه ، تتحول كما هي الآن ، إلى فثاء لبمجرد خمش قط بباب المكان !!
أربعة أيام متواصلة ، ومع كل وجبة تعرض له نفس الطبق الفريد ، إحساس مدمر ينحت عقله ووجدانه، وقع بين براثن مجنونة ، لا يمكن أن تكون هذه التصرفات لعاقل ، مهما كان ، وهل كان تصرفك لعاقل ؟ لو كانت تريد قتلى لفعلت ، إنها تقتلني بالفعل ، إني أموت ، لو أستطيع لصرخت ، لكن ما الذي سوف تقوله للخلق ؟ هل أجبرتك ؟ جرجرتك ؟ لن يصدقك أحد ، أنت كذاب خطير ، لكن كذبك هذه المرة لن يخترق قشر السمك ، رغم كهولتها إلا أن لها جسدا طريا ، آه.. آه .. يالى من أحمق ، سوف أموت في هذا الجحر كمدا كما تبيد الديدان و العناكب و البرص ، ماكان يجب أن ..... ما كان .......!
غاب في نوم عميق ، التقطت صوت أنفاسه الواهنة ، شلها الخوف ، وعلى الفور كان زوجها واقفا وسط الحجرة ، استهزأ بها ، غمغم :" تلعبين يا أم البنات .. هذا طفلك .. أعجبك يا بنت الرفضى ؟".
اختفى ، هرعت خلفه ، أرادت أن تصحح له ، قهقهاته سدت أمامها المنافذ ، تراجعت :" أنت محق يا ( أبو شملة ) ... نعم إنني لا أكبره كثيرا ، وهو البادىء ، ماكنت أريد شيئا من أي رجل ، لكنه أزهر وردى الذابل، فانفرجت أكمام زهرتي ؛ لتحتضن نداه ! ".
كانت حركتها اليوم غير عادية ، قبل الفجر بقليل حطت أمام السرير ، جرجرته . كان محض كائن .ضمر جسمه ، وغارت عيناه بشكل مرعب ، وبالكاد كان يفتحهما .
فكت قيوده بحنان ، برزت عظام جسده وقفصه الصدري ، وضعته في طشت الحموم ، ليفته جيدا بخليط من العنبر وجوز الطيب و المسك ، براحة خشنة جففته ، أحضرت مرهما ، تدلك جسده . غير قادر حتى على مجرد الهمس ، وضعت البشكير على كتفيه ، هام مع ما تركه على باب هذه الحجرة ، محيرا كان أمره حتى مع أقرب المخلوقات إليه ، زوجته ؛ رغم ما يقال عن حبه العارم لها ، وشغفه بها ،للحد الذى جعله يزعق كعجل في الليالي المسهدة بحثا عن أنثاه !!
فرحة كانت تستقبله .. مشرقة الوجه ، أثيلة الوجد . جهزت الوعاء ، والماء الدافىء ، وجوز الطيب والعنبر ثم حطت أمامه مباشرة ، آخذة الوعاء بين ساقيها ، تبعد عن قدميه الجورب بحنان أمومى ، تغسل سعيدة ، تطيب له قدميه ، تجففهما بجدائل شعرها الممتد إلى الأرض ، وترفع القدمين على المتكأ ، من بعد تخلصه من جاكتته ، رابطة العنق ، القميص ، الفانلة .. إلى أن يصير عاريا ، فتطلق تعاويذها الراجفة ، وتصعد إليه متخففة ، وهو متهتك يخور مداعبا ، ثم يتفكك ، يرتمي لاهثا ، بينما هي تتأرجح ، وتخمش فيه بوحشية مبكية، لكن هيهات ... سنة ماابتل منها غير شعر العانة .. أنت عنين .. عنين !
براحتها استردته من عالمه . تزاحمت الأصناف على الطبلية ، ذكر بط تفوح منه رائحة الدسم ، زجاجات البيرة ، الشوربة ، الثريد ، المشهيات . بيدها تمزق وتسلخ ، وتدفع في فمه ، لم تتركه حتى أنهى ما حفلت به مائدته . تجشأ . اندفع الدم متفجرا في وجهه الغائر ، برخاوة حاول مخاطبتها ، لم يقدر ، ولم تكن مستعدة لسماع شيء ، كانت تنتظر شيئا آخر غير الكلام ، بينما كانت عيناه تحاصران ملابسه التي غسلتها ، وكوتها ، ووضعتها قريبا منه . أدارت ظهرها له . الرغبة تطحن جسدها :" الآن سوف يعانقني ، يجتث روحا من صيرورة القبر إلى نعيم الحياة ، الآن يحط بهيكله القوى المارد ، يبعد عنى هذه الأوراق الضامرة ، أتنفس عرقه ، رائحته الشابة .. حياتي ملك له من الآن ، سوف أعوضه عن الشباب المولى بلغة أعوده عليها ، الآن يا زهرتي المتوهجة .. يكون الحبيب فرع الدم الموصول ، يمدك بماء روحك و ...............
لكن الآن هذه طالت .. طالت بشكل مرير . استدارت لم تجد أحدا !
كان في هذه اللحظة يتخطى عتبة بيته ، بنفس الخطوات المذهولة .. نفس الهيكل المشدود كشجرة جزورينه عجفاء .. ليس غير جزورينه عجفاء !
وقبل أن يأوي إلى فراشه .. وارب شيش البلكون كالعادة ، التزق به متلصصا بحذر على الحجرة المقابلة ؛ حيث الشباك على مصراعيه ، والضوء قوى إلى الحد الذي يرى معه بدقة كل ما تقع عليه عيناه .. وكانت أرملة إسماعيل ( أبو شملة ) .........



الجزورينة : نوع من أنواع الشجر الذى لا يثمر ، قليل الظل ، يغرس على الطريق ، وفى الصحراء كمصدات للرياح العاصفة

 
 

 

عرض البوم صور ربيع عقب الباب  

قديم 05-12-07, 06:20 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2006
العضوية: 18373
المشاركات: 2,214
الجنس أنثى
معدل التقييم: سدن عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 18

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سدن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
افتراضي

 

سلمت يمينك ع الابداع الاكثر من رائع
روعه الكلمات والمعااني
واتشرف اني اكون اول من رد ع عليك
ودمت
بصحه وعافيه

 
 

 

عرض البوم صور سدن  
قديم 05-12-07, 08:41 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
سيدة القلم


البيانات
التسجيل: Feb 2007
العضوية: 22956
المشاركات: 891
الجنس أنثى
معدل التقييم: ro7ana_27 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ro7ana_27 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
افتراضي ليس إلا تسلسل عذب لبحر الكلمات

 

لا تدري ايها الربيع الجميل كم اعطت حياتي هذه الجزرونية الجميلة..... تحمل هذه المقطوعة الجميلة أجمل الذكريات... وألغام الحرب!!! كانت تلك الجزرونية مفترق طرق مهم!!!!


رائعة وان فات عليها دهر

سلمت وسلم بوحك يا صانع الحرب بين الفكر والذات


نارة

 
 

 

عرض البوم صور ro7ana_27  
قديم 05-12-07, 01:10 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 58289
المشاركات: 21
الجنس ذكر
معدل التقييم: سميح دليقان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سميح دليقان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
افتراضي

 

أخي ربيع أنا لا أجيد نقد القصة ولكن ما كتبته كان رائعاً في لغته وتفاصيل المواقف الصغيرة والبعد العميق في علاقات البشر. أشم فيما كتبت رائحة الأرض والشجر وخبز التنور. شكراً وتقبل مروري على سطورك الجميلة.

 
 

 

عرض البوم صور سميح دليقان  
قديم 05-12-07, 01:54 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شهرزاد ليلاس


البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 35699
المشاركات: 6,654
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الخيال عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 48

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الخيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
Thumbs up

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
   ليس غير جزورينه عجفاء


قبل أن يأوي إلى فراشه هذه الليلة ، وارب شيش البلكون كالعادة ، التزق به متلصصا بحذر على الحجرة المقابلة ؛ حيث الشباك على مصراعيه ، والضوء قوى إلى الحد الذي يرى معه بدقة كل ما تقع عليه عيناه.
كانت أرملة إسماعيل ( أبو شملة ) الذي عرف في الحي بأبي مدفع ، أنثى لا تعترف بالوقت ، مكتنزة الصدر قوية كثور ؛ برغم التجاعيد البادية على وجهها . كان لها وجه مستدير بارز العظام ، وعينا أنثى تتجشآن رغبة .. هاهي أمامه ، في مواجهته تماما، ترفع عن جسدها قميصها الوردي بتؤدة ، فتنفرط كتلتا الثدي بقسوة ، تحت ضغط ( الاستك )العنيف ، ثم تستقران ، وشعرها ينحدر منسدلا .. حاضنا الرقبة في تماوج ورشاقة ، و لم يكن الشباك المقابل ليسمح بأكثر من هذا . تقافز بغيظ محاولا الوصول إلى نقطة أعمق ، تململ ، احتم كيانه ، أحس بجيش من النمل يفرى جسده . أغلقت الشباك . ارتمى على سريره باكيا .. رافعا بنطال بيجامته الذي أنزله أثناء التصاقه بالنافذة . تمنى لو يضمها . تدخل في لحمه ، يغور فى لحمها المترهل ، ولو لليلة واحدة ليطفىء هذا الوهج ، يبددها من ذاكرته التي تعلقت بها كدودة علق .
كان قد حزم أمره على ما ظل يراوده ليالي طوال ككابوس ، فكثيرا ما كانت تأتيه بغلالة شفافة ، ولم تكن وحدها ، بل تأخذ بين أحضانها ( أبو شملة ) ، وتصر على أن تريه مواهب زوجها _ هذه المتصابية العجوز _ وكم كان هذا مؤلما. ارتدى بنطاله وقميصه ، التقط بقدميه حذاءه _ الذي لف القطر كله فما وجد غير نسخة وحيدة منه _ تقدم على أطراف أصابعه كلص ، محاذرا ألا يحدث صوتا ، انفلت من الباب ، أصم أذنيه عن النداءات المتكررة ، التي راحت تثنيه عن عزمه ، لا يصدق نفسه . إنه أخيرا ينهى هذا الألم .
هاجمته صورة زوجه التي تركت له كل شيء ، وخلفته غير آسفة ، إلا على سنة عاشتها بنارها على محرقة. أوقفته أمام الباب ، بسخرية تلوت أمامه ، نادت عليه :" لا تفعل .. أنا هنا .. لا.. ". داعب شعر رأسه الخفيف .. هرش بقوة ، نحاها جانبا . كان نداؤها الساحق يتمدد أمامه .. مفسحا الطريق ، ويداها الخشنتان تجرانه بلا رحمة . غزا الدار ، صعد برشاقة قط على درجها المتآكل ، أصبح أمام حجرة ( أبو شملة ) ثنى عوده المديد ، قبل أن يبص سمع دغدغة الماء على جسدها .. ووهوهة تصدر من كتلة اللحم ، تسرى في حلقه المختلج ؛ فتتفتح زهرة القط ، من موتها انتصبت !!
كانت في طشت الحموم ، تليف جسدها الممتلىء. يالرب السموات والأراضين .تتملى مداعبة جسدها الفريد ، وحيدة هي ، زفت بناتها واحدة بعد الأخرى إلى بيوت عدلهن . خمش الباب بأظافره ، رفع يده. سكنت الدندنة .خمش ثانية . بصوتها الأبح همست :" بس .. باقول لك .. بس ".
استمر في خمش الباب . أصاب المرأة رعب قاتل . قطط الليل لا تزجر. انكمشت ، أرهفت السمع ، لملمت جسدها ، حين همت بسحب قميصها ؛ لتحكم إغلاق الباب ، طرح ضلفة الباب ، فانداح دون مقاومة تذكر. كان أمامها بعينين زائغتين ، ووجه مصفى ، وأنفاس لاهثة . دفع قبضة يده فى حنكها ، ألقى بجسده عليها. تهالكت دون مقاومة . وهو راسخ كجبل ، لم يرفع القبضة عن الفم ، حتى تراخى جسدها تماما ، وتفجرت نشوتها ، رفعت غطاءها الليالي القاحلة ، وانكشف فيها السهد والحرمان والوجد .تحولت إلى كائن وحشي، وتجلى شوق السنين في وهج الشفق الغارب . بحثت عن الفارس المقتحم ، ما وجدت غير جثة هامدة ضاوية .. غارقة في بحر عرقها ، تخور وتلهث !!
من يوم رحيل أبى العيال ما دبت في هذا المكان قدم ، اللهم إلا أزواج بناتها الثلاث ، وبعد أن نسيت طعم المؤانسة يجيء هذا الكائن الرخو هكذا _ دون كلمة _ يقلب الدنيا على رأسها :" سوف يذهب ، يراه أهل الحارة فيفتكون بي _ أنا العجوز _ لن أستطيع في هذه السن ، نعم سوف أكون مطمعا لكل دود الأرض في الحارة . لن أتركه ، أربيه أولا ، ثم أقتله ، وألقى به في الخلاء .. نعم ، إنه لا يستحق إلا ذلك الموت ، أعبئه في جوال ، وألقى به لكلاب السكك ".
تكومت حائرة ، حانت منها التفاتة إلى جلد بطنها المترهل.. ثدييها المتفجرين بقوى وثنية ؛ منذ كانت طفلة في العاشرة لم تذق طعما لطفولتها ؛ فبمجرد اهتزازهما ، حرمت من اللعب في الحارة ، لكنها كانت دائما تتسلل ، وكان ينتظرها هناك على جانب التل .
عندما طلبها أحد الجيران الفتيان للزواج رفضت ، كان جزاؤها الكي بالنار . انسحبت تلبس ثيابها. كانت قد رفعت عنه ثيابه ، و ألقت بها بعيدا . تعلقت بالدولاب ، سحبت حبال الغسيل الملونة ، قيدته ، دحرجته تحت سريرها . وهو منهك مذهول . وضعت على فمه عصابة .
نامت غير هانئة ، ترهف سمعها لبكائه .. تقلبه في قيوده ، أكثر من مرة منعت نفسها من إطلاقه ، نعم أذاب كيانها حنانا وشفقة ، لكنها كانت تتذكر لحظة اقتحامه عليها عالمها ، غاشما يبدد صفاء شيخوختها.
في الصباح جرجرته ، حبتان من التوت الطري عيناه ، رفعت عنها ملابسها دون اهتمام ، كشفت له كل شيء دون كلمة ، ثم بكرسي أعادته إلى مكانه .
في الظهر فعلت نفس الشيء ، وقد بدت هالات سوداء تظهر حول عينيه ، بنفس الكرسي أعادته إلى مكانه .
فى المساء أيضا قدمت نفس الوجبة ، أمسى وجهه أكثر امتقاعا ، بذلٍّ أشار إلى الماء ، قدمته له ، طلب أكلا ، لبت دون أن تفوه بكلمة ، أراد يسألها عن هذا المنطق العجيب ، لكنه جبن ، تذكر كل النساء اللاتى غزا خدورهن ، كثيرا مابهرن بحنانه وأبوته الفياضة ، هدهدته لأطفالهن كان لها رائحة لزوجة الطعم الملقى للأسماك ، أما أسلوبه الذي لا يحيد عنه ، ولم يكن يستخدمه إلا المدحورون من المحبين ، مفتاح ذهبي يفتح سراديب ، لم تكن لتفتح إلا به ، وبه وحده ، تختفي الأبواب المغلقة ، وتتراجع كل الحوائل ، حتى الخفي منها ، لم يكن غير الوعد بالزواج ، يغزو خدورهن بفروسية لا يصدقها هو نفسه ، تتحول كما هي الآن ، إلى فثاء لبمجرد خمش قط بباب المكان !!
أربعة أيام متواصلة ، ومع كل وجبة تعرض له نفس الطبق الفريد ، إحساس مدمر ينحت عقله ووجدانه، وقع بين براثن مجنونة ، لا يمكن أن تكون هذه التصرفات لعاقل ، مهما كان ، وهل كان تصرفك لعاقل ؟ لو كانت تريد قتلى لفعلت ، إنها تقتلني بالفعل ، إني أموت ، لو أستطيع لصرخت ، لكن ما الذي سوف تقوله للخلق ؟ هل أجبرتك ؟ جرجرتك ؟ لن يصدقك أحد ، أنت كذاب خطير ، لكن كذبك هذه المرة لن يخترق قشر السمك ، رغم كهولتها إلا أن لها جسدا طريا ، آه.. آه .. يالى من أحمق ، سوف أموت في هذا الجحر كمدا كما تبيد الديدان و العناكب و البرص ، ماكان يجب أن ..... ما كان .......!
غاب في نوم عميق ، التقطت صوت أنفاسه الواهنة ، شلها الخوف ، وعلى الفور كان زوجها واقفا وسط الحجرة ، استهزأ بها ، غمغم :" تلعبين يا أم البنات .. هذا طفلك .. أعجبك يا بنت الرفضى ؟".
اختفى ، هرعت خلفه ، أرادت أن تصحح له ، قهقهاته سدت أمامها المنافذ ، تراجعت :" أنت محق يا ( أبو شملة ) ... نعم إنني لا أكبره كثيرا ، وهو البادىء ، ماكنت أريد شيئا من أي رجل ، لكنه أزهر وردى الذابل، فانفرجت أكمام زهرتي ؛ لتحتضن نداه ! ".
كانت حركتها اليوم غير عادية ، قبل الفجر بقليل حطت أمام السرير ، جرجرته . كان محض كائن .ضمر جسمه ، وغارت عيناه بشكل مرعب ، وبالكاد كان يفتحهما .
فكت قيوده بحنان ، برزت عظام جسده وقفصه الصدري ، وضعته في طشت الحموم ، ليفته جيدا بخليط من العنبر وجوز الطيب و المسك ، براحة خشنة جففته ، أحضرت مرهما ، تدلك جسده . غير قادر حتى على مجرد الهمس ، وضعت البشكير على كتفيه ، هام مع ما تركه على باب هذه الحجرة ، محيرا كان أمره حتى مع أقرب المخلوقات إليه ، زوجته ؛ رغم ما يقال عن حبه العارم لها ، وشغفه بها ،للحد الذى جعله يزعق كعجل في الليالي المسهدة بحثا عن أنثاه !!
فرحة كانت تستقبله .. مشرقة الوجه ، أثيلة الوجد . جهزت الوعاء ، والماء الدافىء ، وجوز الطيب والعنبر ثم حطت أمامه مباشرة ، آخذة الوعاء بين ساقيها ، تبعد عن قدميه الجورب بحنان أمومى ، تغسل سعيدة ، تطيب له قدميه ، تجففهما بجدائل شعرها الممتد إلى الأرض ، وترفع القدمين على المتكأ ، من بعد تخلصه من جاكتته ، رابطة العنق ، القميص ، الفانلة .. إلى أن يصير عاريا ، فتطلق تعاويذها الراجفة ، وتصعد إليه متخففة ، وهو متهتك يخور مداعبا ، ثم يتفكك ، يرتمي لاهثا ، بينما هي تتأرجح ، وتخمش فيه بوحشية مبكية، لكن هيهات ... سنة ماابتل منها غير شعر العانة .. أنت عنين .. عنين !
براحتها استردته من عالمه . تزاحمت الأصناف على الطبلية ، ذكر بط تفوح منه رائحة الدسم ، زجاجات البيرة ، الشوربة ، الثريد ، المشهيات . بيدها تمزق وتسلخ ، وتدفع في فمه ، لم تتركه حتى أنهى ما حفلت به مائدته . تجشأ . اندفع الدم متفجرا في وجهه الغائر ، برخاوة حاول مخاطبتها ، لم يقدر ، ولم تكن مستعدة لسماع شيء ، كانت تنتظر شيئا آخر غير الكلام ، بينما كانت عيناه تحاصران ملابسه التي غسلتها ، وكوتها ، ووضعتها قريبا منه . أدارت ظهرها له . الرغبة تطحن جسدها :" الآن سوف يعانقني ، يجتث روحا من صيرورة القبر إلى نعيم الحياة ، الآن يحط بهيكله القوى المارد ، يبعد عنى هذه الأوراق الضامرة ، أتنفس عرقه ، رائحته الشابة .. حياتي ملك له من الآن ، سوف أعوضه عن الشباب المولى بلغة أعوده عليها ، الآن يا زهرتي المتوهجة .. يكون الحبيب فرع الدم الموصول ، يمدك بماء روحك و ...............
لكن الآن هذه طالت .. طالت بشكل مرير . استدارت لم تجد أحدا !
كان في هذه اللحظة يتخطى عتبة بيته ، بنفس الخطوات المذهولة .. نفس الهيكل المشدود كشجرة جزورينه عجفاء .. ليس غير جزورينه عجفاء !
وقبل أن يأوي إلى فراشه .. وارب شيش البلكون كالعادة ، التزق به متلصصا بحذر على الحجرة المقابلة ؛ حيث الشباك على مصراعيه ، والضوء قوى إلى الحد الذي يرى معه بدقة كل ما تقع عليه عيناه .. وكانت أرملة إسماعيل ( أبو شملة ) .........


الجزورينة : نوع من أنواع الشجر الذى لا يثمر ، قليل الظل ، يغرس على الطريق ، وفى الصحراء كمصدات للرياح العاصفة

السلام عليكم ورحمة الله ......رب نظرة تورث صاحبها حسرة
وصاحبنا اورثته نظرته وتلصصه حسرااات واثما عظيما
تصويرك كان دقيق جدا لدرجة احسست انني اشاهد مايجري بعيني
مبدعنا كالعاده ........سلمت يداك .....تقبل مروري

 
 

 

عرض البوم صور همس الخيال  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
عجفاء
facebook




جديد مواضيع قسم خواطر بقلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:57 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية