كاتب الموضوع :
جلاد الليل
المنتدى :
الدراسات والدواوين الشعرية
مثيرة حقا هي التجربة الصوفية...حيث يخوض الإنسان سبيل التعري من الأقنعة،والتجرد من التصنع الزيف والزخرف،والزهد في كل ما يشكل عائقا في الطريق المؤدية للحقيقة...وقد كان الزهد هو الخطوة الأولى في التجربة الصوفية البسيطة على حد تعبير المفكرين والفلاسفة، والذي يختلف عن الزهد النظري الذي تأخر عن الزهد البسيط بقرون عديدة.وقد كان الزهد مصحوبا على الدوام بالشعور بالاغتراب عن الواقع المشهود والتوق الدائم إلى اللحاق بالواقع المنشود المتمترس خلف حجب الزمن الآتي، أو الحنين له حينما يصبح جزءا من الزمن الماضي.وقد اختلفت النظرة نحو طبيعة الطريق المؤدي إلى الحقيقة عن الذين أجائهم المخاض إلى ركن التصوف والزهد، فمنهم من خاض تجربة التصوف سالكا السبيل الذي ظن أنه سيقوده إلى الحقيقة ممتطيا صهوة عقله المجرد نابذا التسديد الرباني وراء ظهره، فأصبح طريقه بلا حدود وبلا معالم، ومنهم من سلك طريق التصوف بعد أن زهد بالحياة وزخرفها واستيقن أن حياتا على هذه الذاكلة لن توصله إلى الحق ومعرفته والاستئناس بنوره، فزهد فيها وسلك سبيل الشرع الذي تنيره مصابيح التعقل المسدد والمؤيد...شكرا جزيلا على جهودكم...وعذرا عن الإطالة....
|