المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
قصتى والشتاء
اقبل الشتاء حثيثا هذا العام يخطو بخطى ثابته متوهدة ليتحول الدفء والشمس الى سقيع وامطار
وترى الناس تجرى تحت المطر لا ادرى هل يجرون منه او فرحين به
ولكن بالنسبه لى هذا الشتاء غير كل شتاء فهذا الشتاء اكثر سقيعا اكثر ظلمه شتاء غامض لا اعلم ما يخبئه لى
فى ليلة لا تختلف عن كل الليالى ظللت مستيقظة لا استطيع النوم الغرفة يظللها سكون رهيب وضوء المصباح الخافت يتسرب عبر نافذتى وكلما اغمضت عينى غالبتنى الذكرى لأستيقظ واجد دمعى ينساب
نهضت عن سريرى بتثاقل وذهبت للمرأة ووجدت نفسى لست انا نعم لست انا وجدت امرأة اخرى غيرى امرأة غلبها الحزن امرأة لا تكف عن ذرف الدموع بحيث لم تعد تستطع معرفة لون عينيها هل هو بنى ام احمر
نظرت فوجدتنى بقايا امرأة تحاول التشبث بالحياة
احسست بالسقيع اكثر واكثر يغزونى دونما مقاومة تسائلت لما كل هذا السقيع لماذا هذا الشتاء ليس مثل كل شتاء ثم ادركت ادركت الحقيقة فأحساسى بالبروده نابع من قلبى الذى تغز وة البروده فقد ضاع الدفء من حياتى ضاع لأننى فقدت الدفء مع فقدانى لحبيبى فقد كان هو دفء حياتى
ضاع لذلك اشعر بالبروده تغزونى ولا استطيع التحكم فيها
ثم سمعت دقات حبات المطر على نافذة شرفتى فخرجت لأرى المطر
وعندما اطلقت العنان لبصرى دهشت من منظر السماء فلقد كانت مليئة بالغيوم غيوم لم ارى مثلها يوما احسست كأن السماء مثلى هى تملؤها الغيوم وانا تملؤنى الأحزان رأيت السحاب لونه احمر دامى مثل عينى التى تعبت من كثرة ذرف الدموع ثم هاهو المطر يهطل بغزارة احسست انه لن ينتهى ستظل تمطر الى الأبد مثلى فأنا سأظل ابكى للأبد
ثم اذا بعصفور وحيد يرتعش تحت المطر لا يدرى اين يذهب او ماذا يفعل لا احد بجانبه فقط هو وحده حزنت لحاله واحسست بوحدته احسست بألمه وبكيت عليه كأننى ابكى نفسى
ثم هذه شجرة تتمايل مع الريح لا تستطيع المقاومة لا تستطيع الوقوف تقف هناك لم تعد تدرى شيئا لما الريح شديده هكذا لما لا استطيع المقاومة
اوراقها تتساقط واحدة تلو الأخرى مثل احلامى التى تضيع واحدة تلو الأخرى
بكيت وبكيت ما هذا كل ما حولى يعانى مثلى كل ما حولى يذكرنى به
صرخت وصرخت بأعلى صوتى لعل صدى صوتى يصله ليعلم اننى اشتاق اليه احبه واننى لا استطيع المقاومة
واذا بصدى صوتى يرجع الى منكسا خائبا
بدأت السماء تتفتح قليلا وبدأت الغيوم تنقشع فأحسست بفرحه ولكن فجأه امتلأت السماء ثانية بالغيوم وزال عنها الصفاء
وادركت ان هذا هو طبع الحياة تبتسم لك وتجعلك تشعر بالسعاده ثم فجأه تجعلك اشقى مخلوقات الارض
وتسائلت اليست فى الدنيا اربعة فصول شتاء وربيع وصيف وشتاء
اذا لماذا حياتى شتاء فقط الم يحن الأوان ليحل الربيع اريد لزهور عمرى ان تتفتح اريد للبهجة ان تعم حياتى
وازدادت رعشه جسدى ...... فاغلقت نافذتى وجلست ابكى وابكى وابكى
ولا اعرف على اى شىء ابكى على احلامى ام على حب العمر ام على نفسى ام على ماذا ........
امسكت بصورته ووضعتها بجانب قلبى حتى تشعره بالدفىء ولو قليلا وذهبت لكى انام لعلنى اراه فى منامى فيعطينى بعض القوه والدفء حتى استطيع مواجهه برد هذا الشتاء ..................
|