المنتدى :
المنتدى الاسلامي
الجانب الإيماني
عليك بتقوية الجانب الإيماني في نفسك
الجانب الإيماني هو أهم الجوانب على الإطلاق ، إذ عليه يتوقف نجاح المؤمن وفاعليته في بقية الجوانب ، وعليه يقوم مدار التغيير في الإنسان ، ويرتبط هذا الجانب بالنجاح في الدنيا والآخرة ، وكذلك يحقق الاستقرار والتوازن النفسي ، ويمنح الإنسان شعورا بالطمأنينة والسكينة والسعادة ، ما يولد لديه دافعية كبيرة للتقدم والنجاح .
والمؤمن الذي يعيش في طاعة الله ، ويلتزم أوامره ويجتنب نواهيه ، يسعد في الدنيا والآخرة ، ففي الدنيا يحيى حياة طيبة ، وفي الآخرة يفوز برضوان الله والجنة ، يقول الله تعالى : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) النحل 97 ، ويقول تعالى : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) الرعد 28 .
ومن المعلوم أن الإنسان يتكون من جسد وروح ، ولكل من هذين الجانبين غذاء يتوقف عليه صلاحه ، فغذاء الجسد هو الشهوات المباحة في الحدود التي شرعها الله تعالى من أكل وشرب وزواج وغير ذلك ، أما غذاء الروح فلا يكون إلا بحسن العلاقة مع الله من خلال التقرب إليه بما يحبه ويرضاه ، واجتناب ما يبغضه سبحانه وتعالى ويسخطه ، فالإيمان بمثابة البنزين الذي يحتاجه كل واحد منا لبلوغ رسالته وهدفه .
وكلما زاد إيمان المؤمن بربه وتمسكه بدينه فلا بد أن يزداد نجاحه وفاعليته ، لأن إيمانه يدفعه إلى تمثل قيم الفاعلية التي أوجبها الله تعالى على كل مؤمن ، مثل إتقان العمل وتحمل المسؤولية والحفاظ على الوقت ، وغيرها من المبادئ ، وقد جعلها ديننا الحنيف من قيم الإيمان من أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان .
وقد توصل ديل كارنيجي إلى أن الدين هو الذي يساعد على الحياة الطيبة الرغدة الهادئة ، وهذا ما ذكره في كتابه ( دع القلق وابدأ الحياة ) الذي ألفه في ثلاثينيات هذا القرن ، يقول : ( إن الدين يكسبني الإيمان والأمل على متابعة السير في هذه الحياة بكل شجاعة ، ويعيننني على خلق واحة خصبة في صحراء حياتي الطويلة ) .
وهنا يبدو الفرق جليا بين المؤمن وغيره في تمثل القيم ، فالرجل الغربي مهما تمسك بقيمه فإن دافعه الدنيوي معرض للانقطاع ، أما المؤمن فلديه الدافع الإيماني الذي يوصله بالآخرة يوصله بربه ، ومعلوم أن الدوافع الأخروية أقوى أنواع الدوافع وأعظمها قدرا ومكانة ، وتجعل الإنسان يسعد في الدنيا والآخرة ، يعيش صاحبها في عزة وشرف وسمو واستعلاء على سفاسف الدنيا ، والدافع الديني هو ميزة الإنسان وخصوصيته ، والدافع العبادي هو مناط رفعته وكرامته .
قد يتعرض المؤمن أثناء حياته إلى محن وابتلاءات ، وقد يصاب بالهم والحزن أو الفشل والإحباط ، وكلها معوقات تقف في وجهه ، وهذا اختبار من الله تعالى حتى يتبين المؤمن الحقيقي من غيره ، والمؤمن المتصل بربه هو أقدر الناس على مواجهة هذه المحن والمصائب ، والمؤمن الذي يؤمن بقضاء الله وقدره هو الذي ينجح في هذا الاختبار ، ويخرج ناجحا فائزا ، قال تعالى : ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم ) البقرة 216 ، وقال تعالى : ( فإن مع العسر يسرا إنما العسر يسرا ) الشرح 5 .
والمؤمن الحقيقي لا ييأس ويترك العمل ، بل يسعى إلى مدافعة القدر والصبر على المحن ، ويجعل نصب عينيه النجاح ، ويستعين بالله تعالى ، ويستمد قوته من القوي المتين سبحانه وتعالى .
تقوية الجانب الإيماني هو الذي يساعدك على تغيير ويحدد لك طريق النجاح ، إن أردت أن تنجح في الدنيا والآخرة وتستمر على طريق النجاح ، فحاول أن تحافظ على إيمانك وتزيده في قلبك ، فالإيمان يزداد بالطاعات وينقص بالمعاصي.
|