السلام عليكم,
أخوتي الكرام, إليكم حواري الكامل مع الداعية معز مسعود, والذي نشر بجريدة المدينة بتاريخ الخميس 24 محرم 1426 هـ ملحق يلاجدة, أتمنى أن ينال إعجابكم.
إذا أردت أن تري الجهد والإخلاص والأخلاق والحماس الوفاء, الثقة في النفس الناتجة عن توكل على الله, فعليك بمعز مسعود.
هذا الشاب الذي يبلغ الثامنة والعشرين من عمره, برغم النجاح الكبير التي لاقته شركته الخاصة بالدعاية و الإعلان إلا أنه فضل الإبتعاد عن النجاح الدنيوي متطلعاً لنجاح طريقه الجنة, ألا وهو العمل الدعوى, إليكم هذا الحوار الذي تم إجراءه من داخل مطار القاهرة .
س1: كيف كانت توبة معز مسعود ؟
تمثلت توبة معز مسعود في شقين, الشق الأول توبة ظاهرة و نابعة من مواجهة الموت وهذا ما حدث لي عندما توجهت لإجراء عملية جراحية خطيرة, فشعرت وقتها بأنني بين يدي الله وليس لي غيره, ومن تلك اللحظة تبت إلي الله عز وجل تُبت توبة أولية أو التوبة الظاهرة وهي التوبة من الكبائر والمعاصي والذنوب والعمل علي المواظبة علي الصلاة,
أما الشق الثاني فقد أتي بعد مرور عام من توبتي الأولية فأتت توبة الباطن و تتمثل في إزالة ما يغضب الله من القلب وحب كل شيء بحب الله ومثلما قال الله تعالي "ولكن الله حبب إليكم الإيمن وزينهُ في قلوبكم وكره إليكمُ الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الرشدون" فأسأل الله تعالي أن أكون من الذي حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم, فعلينا التخلص مما يُُغضب الله عز وجل فمثلما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما".
س2: صف لنا معز مسعود قبل وبعد التدين ؟
هناك زاويتين للرد علي سؤالك, زاوية يتمثل ردها في أنه لا يوجد فرق قبل وبعد التدين وزاوية أخري تتمثل في الفروق مثل كذا وكذا,,فأصبح لدي وعي وفكر مختلف تماماً بعد التدين, وفرق في المعاملات خاصةً التغلب علي الأنانية التي كانت تتمثل في عدم التفكير في مشاعر الآخرين وأسأل الله أن أكون الآن لست أنانياً ومن أهم الأمور هو التعامل بشكل جيد مع من لا تربطك بهم أي علاقة أو مصلحة والنظر إليهم بعين الإيمان فلا يوجد فرق إلا في التقوى وهذا أحد الفروق الهامة لان مثلما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" الدين المعاملة ", زاوية أخري تتمثل في الشعور بقرب الله تعالي والإحساس بمعيته ُ, والجانب الملموس في تلك المرحلة هو أنني لم أعد أخشي الموت مثل السابق, وسيشعر بهذا الأمر من بقلبه معية الله عز وجل, وسيري أن الموت استبشار لمقابلة الخالق, والنظر للدنيا علي أنها سبيل للدعوة .
3- ما هي أهم نقاط التحول في حياة معز مسعود؟
في الحقيقة هما نقطتين, النقطة الأولي أتت حينما توجهت لإجراء عملية جراحية خطيرة جداً ففي تلك اللحظات شعرت بفنائي وضَعفي, النقطة الثانية حينما قابلت شاب يقاربني في العمر مسلم صالح لكن الله ابتلاه بفقدان النظر لكنه رغم الابتلاء إلا أنه كان يشكر الله عز وجل, فرأيت علاقة حب بينه وبين الله, وتيقنت في تلك اللحظات أن الأمر ليس فروض وواجبات فقط لأنه إن كان الأمر فروض وواجبات ومصلحة ونعمة فهذا الشاب لا يملك نعمة من أهم النعم ألا وهي البصر, فسألت نفسي لما يحب الله رغم سلب تلك النعمة الكبيرة منه؟ وهنا اكتشفت الإجابة المتمثلة في وجود شيء غير ظاهري لكنه باطني يتم لمسه بداخل القلوب وهو صلة حب بين العبد والرب, وكانت هذه هي البداية لحبي لله عز وجل وبداية للشعور بمعية الله.
4- هل كان للتدين أثر علي صورتك الشكلية؟
لم يتغير مظهري بشكل ملفت, فلم أطلق اللحية بشكل غير مهذب أو أتعامل مع الناس بغلظة, فبشكل عام كان الحمد لله مظهري طبيعي ومقبول وكان هذا بنية الدعوة لله ليس بنية إرضاء الخلق.
5-هل كان لتدينك مردود عكسي تجاه معاملاتك مع الأصدقاء؟
تعاملي مع الأصدقاء كان طبيعياً جداً فكنت أندمج معهم بشكل طبيعي, فكنا نمارس البلياردو وكل شيء مباح دينياً لا يوجد به معصية لله, وعندما يُأذن للصلاة أتركهم وأذهب لأُصلي, وهذا الاندماج هو ما جعلهم يستمعون لي ويسألونني بما شعرت به من التدين فأجبتهم بأنني تذوقت معية الله في قلبي, حينها كنت صغيراً فبدأت أخبرهم بتلك الكلمات " ربنا جميل ربنا حلو..." وكانوا يصدقونني لأنني أقول تلك الكلمات بصدق, هذا ما جعلهم يُقبلون علي, و من أهم الأشياء وأجملها الدعوة التلقائية الطبيعية فمن ثم إقبال الناس عليك بسببها وإرادة الخير للناس.
6- كيف توجه معز مسعود لطريق الدعوة, خاصة بالإنجليزية ؟
تتمثل التجربة في الجزء التلفزيوني فقط, لكن الدعوة إلي الله أرقي من أن تسمي تجربة, تأتي الدعوة بشكل تلقائي تماماً فعندما تعيش حياة مختلفة بشكل كبير جداً عن السابق وتشعر بمعية الله في قلبك ترى الدنيا بصورة أجمل من السابق وتشعر بالسعادة والرضا, تلك المشاعر ستجعلك تريد الإفصاح عن شعورك , أما الدعوة بالإنجليزية خاصةً فكان مردود طبيعي لعلاقتي باللغة الإنجليزية فكنت لا أعرف أي كلمة باللغة العربية بالفصحى فعند رؤيتي لكلمة قبلة في هذا الوقت أعتقد بأنها " قُبلة" لأنني كنت أعتقد أن كلمة قبلة بالهمزة "ئبله" لا أعلم أنها بالقاف وهكذا, فكان يأتي من يتحدثون الإنجليزية فنتحدث في الأمور الدينية, ثم تطور الأمر ليصبح درس علم ثم, تطور الأمر حتى أنني ذهبت لأمريكا لإعطاء محاضرة إسلامية وتم تصويرها, ثم رآها أحد المسئولين بقنوات "a r t" فاقترحوا أن يتم عمل برنامج أقوم فيه بتقديم ما أقوم به في دروس علم وهذا نابع من الخير الأتي ممن عرضوا هذا العرض, خاصةً ما يتم تقديمه في قناة اقرأ من برامج هادفة.
--------------------------------------------------------------------------------
س7- في ظل وجود الكثير من مظاهر الإساءة للإسلام وللرسول صلي الله عليه وسلم, فما هو الحل الأنسب؟
ليس المسلم ضعيفاً أو يُدافع عن متهم, فالإسلام أرقي وأكبر وأطهر وأقدس من أن يكون متهماً بالمرة, إظهار القوة في تلك الأمور يُعد ضعفً ولكن عليك أن تَصدُق مع الله وتعلم بأن الله عز وجل له سنن في الاستهزاء بالرسل ومثلما قال الله عز وجل "ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤون" صدق الله العظيم, لكن علينا أن نكون جاهزين للحوار دائماً و لا نخشى الحوار والحوار هو القوة, ولعلاج تلك الأمور :
أولاً: علينا التخلص من الخوف والأخذ بالحُجة أوargument والنظر في الحكمة الإلهية لهذا الأمر قبل التصدي لتلك الأمور, ثانياً : الذهاب إلي العلماء الراسخين الذين لهم سند متصل ليس منقطع برسول الله صلي الله عليه وسلم فهم علماء ورثة الأنبياء, لقوة حُجتهم وطهارة قلوبهم هذا بجانب أنك سترث منهم أحوالهم أو جزء من أحوالهم كما سترث منهم حب الهداية للغير الذي ورثوه عن رسول الله وتعمل على هدايتهم ومقابلة الشر الظاهر منهم بالخير المنشور منك.
س8: ما هي طبيعة المؤتمرات التي يحضرها معز مسعود في الدول الأوربية وغيرها مثل أمريكا وكندا ...؟
طبيعة المؤتمرات تتمثل في صورة محاضرات في الجامعات لتعريف الناس بالإسلام ويحضرها مسلمين وغير المسلمين ويكون هناك عدد وافر من الحاضرين من غير المسلمين, من الممكن أن تكون مؤتمرات لإحياء روح الإسلام في قلوب المسلمين وكان هناك مؤتمر في الشهر الماضي في كندا, أحيانا تكون أمور خاصة بالإعلام, وأحياناً تكون مؤتمرات مع العلماء لأنه يجب على كل داعي لله أن يستشير ويسأل ويتوجه للعلماء بشكل دوري, وتتلخص طبيعة المؤتمرات في تعريف الإسلام لغير المسلمين, أو إحياء روح الإسلام للمسلمين, أو مؤتمرات خاصة بالإعلام.
س9: هوايات معز مسعود؟
هواياتي متمثلة في ممارستي لكرة السلة التي أحبها جداً وأنتظر أي فرصة لممارستها, والبلياردو فهي تساعد على التركيز وأحيانا كنت أقوم باللعب بمفردي, أحب أيضاً السفر جداً ولو أنني لا أسافر للهواية اللهم أنت الصاحب فصحبة الله عز وجل من أجمل الأشياء, والله عز وجل دائماً معنا إن شاء الله في حالة بذل الجهد لإرضائه وتطهير القلب من الأمراض التي ذكرناها, والشق الثاني أنني أهوي تأليف الشعر, أحب أكون مع ابني الصغير لأنني أتعلم منه الكثير جداً, وهذا لقربه إلي الفطرة والتلقائية الموجودة به.